شبكة ذي قار
عـاجـل










حزب البعث العربي الاشتراكي                       أمة عربية واحدة

  القيادة القومية                                         ذات رسالة خالدة

مكتب الثقافة والإعلام القومي

 

 

بمناسبة الذكرى السنوية لقيام ثورة السابع عشر من تموز المجيدة عام 1968، يسر مكتب الثقافة والإعلام القومي أن يقدم بهذه المناسبة العزيزة على قلوب العراقيين والعرب جميعاً سلسلة من المقالات التي تتناول بعض جوانب التحولات الجذرية التي أحدثتها الثورة والإنجازات العظيمة التي حققتها خلال قيادتها للحكم الوطني في العراق للفترة 1968 -2003م.

 

سلسلة منجزات ثورة البعث

الحلقة الرابعة : تطوير التربية والتعليم

تجربة مدارس المتميزين والموهوبين ونظام التسريع

 

الدكتور عماد متعب الزهيري

 

المقدمة

حرصت الدولة بعد عام 1968 على تطوير قطاع التربية والتعليم وذلك استناداً إلى حرصها على بناء الإنسان من كافة الجوانب والنهوض به وتوفير أفضل المعايير لتعليمه من خلال توفير نظم تربوية متطورة. وشمل ذلك ادخال تحولات كبيرة على صعيد النوع والكم شملت مجموعة من المشاريع والبرامج التربوية وسوف نذكر فيما يلي البعض منها وهي:

أولاً: برنامج التسريع

ثانياً: مشروع مدارس المتميزين

ثالثاً: مشروع مدرسة الموهوبين

 

التجديدات التربوية

قام العراق بعد ثورة تموز 1968 بتنفيذ خطوات إصلاحية تستهدف تحسين نوعية التعليم، وقد اهتم النظام التربوي على وجه الخصوص بحالة الطلاب ذوي المواهب الفذّة وضرورة تعزيز كفاءة المعلمين وتدريبهم لتلبية احتياجات هذه الفئة من الطلاب. وبعد أن تم التأكد من أن الامتياز في مجال التعليم يمثل ضرورة وطنية، همّ النظام التربوي بتوجيه من الدولة بعقد ثلاث حلقات دراسية في عامي 1971 و1972 [1]، تهدف إلى وضع فلسفة جديدة للتربية والتعليم في العراق سعياً إلى تلبية هذه الحاجة، وطمأنة شتى الاحتياجات المتعلقة بالتنمية في جميع أنحاء البلاد، واستحداث نماذج تجديدية ودينامية للتنمية المتكاملة للجميع ووضع معايير وطنية للإمتياز في مجالات التنمية البشرية والاجتماعية والتربية. وتتميز رؤية هذه الحلقات للأمور باعتماد نهج شمولي للتنمية يقوم على المشاركة الفاعلة والتعاون القطاعي على كافة المستويات.

وفي ضوء معطيات الحلقات الدارسية الثلاث، ورسوخ الوعي التربوي بأهمية شريحة المتفوقين، وضعت أهداف جديدة للتربية والتعليم تمت الأشارة فيها إلى جملة " عبارات" تدعو إلى الاهتمام بالطلاب الموهوبين والمتوفقين وتحفيز قدراتهم الإبداعية واستثمار طاقاتهم إلى حدها الأقصى من خلال توفير بيئات مفتوحة تقوم على التفاعل والمشاركة الهادفة. إذ تقرأ في الهدف الشامل للتربية " تنشئة جيل واعٍ ... يتمكن من اكتشاف ناصية العلوم والمعرفة..." قادر على استثمار طاقاته المبدعة في خدمة مجتمعه ..." وعند تتبعنا للأهداف العامة الأثني عشر التي تحكم مسيرة التعليم في المدارس الابتدائية والثانوية " نجد في الهدف المعرفي والعلمي، كمثال على ذلك ،على عبارات تؤكد على التميز في مجال التعليم وعلى ضرورة مراعاة القدرات العقلية للطلاب.

وفي هدف التفوق: إيلاء الاهتمام للمتفوقين وتلبية احتياجاتهم الفكرية والوجدانية والاجتماعية، كمثال آخر، وفي أهداف المراحل الدراسية وأهداف المواد الدراسية تم التاكيد على استخدام أساليب متطورة في رعاية الطلاب وتعليمهم وفق أحدث المستجدات التربوية [2].

وقد أهتم النظام التربوي برعاية فئة الموهوبين والمتفوقين فعلياً منذ عام 1987، اذ كانت باكورة هذا الاهتمام تطبيق مشروع "التسريع "acceleration   [3]، اذ فتح المجال للطلاب في محافظة بغداد، وعلى سبيل التجريب، من التقديم للتسريع والذي كان من أبرز استراتيجياته:

القبول المبكر بالنسبة لعمر الطالب الزمني

تخطي بعض الفصول الدراسية

إنهاء المرحلة الدراسية في عدد سنوات أقل

 

وقد كان من مبررات إعتماد هذا النموذج:

o         أنه سهل من ناحية التنظيم الإداري لوجود صفوف دراسية متقدمة تستوعب الطلاب المسرعين

o         تلبية احتياجات المتفوقين العقلية والمعرفية

o         له مردودات اقتصادية

وقد أقتصر المشروع هذا ومنذ تطبيقه عام 1987 على تنفيذ المسار الخاص بتخطي الصفوف الدراسية فقط من نموذج التسريع لمبرر أساسي ألا وهو أن أية برامج اثرائية تعطى للطالب المتفوق ليس لها نتائج إيجابية ما لم تصاحب باسراع وتعجيل في الصفوف الدراسية في ضوء اختبارات محددة يخضع لها الطالب قبل التسريع.

ثم تطور الاهتمام بالطلاب المتفوقين والموهوبين ليأخذ شكلاً آخر وهو تأسيس مدارس المتميزين عام 1988، التي ابتدأت بمدرسة واحدة في بغداد ثم ما لبثت أن انتشرت في عموم محافظات العراق، اذ يشير هذا النموذج في استراتيجياته إلى فتح المجال أمام الطلاب المتفوقين للتقدم لمدارس المتميزين الثانوية من الذين لا تقل معدلات درجاتهم في الامتحان الوزاري للمرحلة الابتدائية عن 98%، خفض بعد ذلك إلى 95%، مع اخضاعهم لاختبارات القدرات العقلية واختبارات تحصيلية في الدروس الأساسية للمرحلة الابتدائية، واعتماد مبدأ المفاضلة بين الناجحين في الاختبارات بحيث يتم قبول (25) طالباً وطالبة في الصف الواحد وبطاقة استيعابية لا تزيد عن ثلاثة صفوف في المدرسة الواحدة سواء كان ذلك في مدارس المتميزين أو في الصفوف الملحقة بالمدارس الثانوية الاعتيادية... ولزحم المتقدمين لهذا النوع من المدارس وكثرة الناجحين في اختبارات الترشيح وتمسك اولياء أمور الطلاب المتفوقين بها لتميزها في نواحي الضبط والنظام ومستوى الدارسة ونوعية المعلمين فيها وبخاصة في محافظة بغداد، دفع الأسرة العراقية إلى التعاون مع وزارة التربية من خلال التبرع بالمال لبناء أجنحة وصفوف مضافة في المدارس تيسيراً لدوام أبنائها والحصول على تعليم أفضل ورعاية أنسب.

ومن العلامات البارزة لحركة الاهتمام بالموهوبين تأسيس مدرسة للطلاب الموهوبين في بغداد وفق قانون خاص بها وضعت مواده منذ عام 1998 وشرع  في عام 2001[4]. وترتبط "مدرسة الموهوبين" بوزير التربية مباشرة ويكون  مقرها في بغداد، وللوزير فتح مدرسة واحدة في كل محافظة عندما يكون عدد الطلاب مناسباً إذ يقبل الطالب الموهوب في الصف والمرحلة الملائمة لموهبته وذلك بموجب  المادة (1) من القانون.

إن مدرسة الموهوبين تمثل توليفاً ناجحاً للبحث والتجديد القائمين على تعزيز القدرات البشرية، وتحديث مضامين التعليم وطرائقه من أجل التنمية الوطنية، والتعاون والالتزام من جانب بعض الجمعيات العلمية والأسر العراقية لخدمة المجتمع. والنجاح الذي حققته المدرسة لم يكن بالأمر السهل إذ سبقته جهود مضنية وحثيثة على الرغم من الظروف الاستثنائية التي مرّ بها العراق من حصار وتداعيات الحروب. فقد تشكلت هيئة لرعاية الموهوبين برئاسة وكيل وزارة التربية وعضوية أساتذة جامعيين وممثلين عن مراكز البحوث النفسية والتربوية، ومدرسين ميدانيين كان هدفها وضع الأرضية السليمة لتأسيس مدرسة خاصة بالموهوبين في ضوء معطيات البحوث والدراسات والجهود السابقة والخبرات الدولية، خاصة وأن وفدين كانا قد زارا الاتحاد السوفيتي سابقاً والولايات المتحدة الأمريكية للاطلاع وتوثيق التجارب الأجنبية التي أفادت عمل هيئة رعاية الموهوبين بحيث أفضت هذه الجهود ـ قبل تأسيس المدرسة ـ إلى وضع معايير علمية لاكتشاف الموهوب وأساليب رعايته في أنحاء البلاد كافة من خلال لجنة للقياس والتقويم مهمتها مقابلة الطلاب الموهوبين والمتفوقين وتحديد مواهبهم، والتوصية بأسلوب الرعاية المناسبة لهم في مدارسهم أو في مدارس محددة تتسم بالسمعة التربوية المتميزة.

ومنذ تأسيس مدرسة الموهوبين، أحرز طلابها نتائج باهرة على صعيد التحصيل العلمي حيث المناهج والبرامج العلمية والثقافية والاجتماعية تفوق ما هو متوافر في المدارس الاعتيادية لتتخطاها إلى مراحل متقدمة تتساوق والمطروح منها في الدراسات الجامعية الأولية، وفي بعض ثنايا ومضامين المواد الدراسية تتفّوق لتصل إلى الدراسات العليا وبخاصة في مواد الرياضيات والفيزياء والكيمياء والتي تشكل مادة علوم الحياة الأساس العلمي للمدرسة إذ يتم تدريسها باللغة الانجليزية.

إن ما تم ذكره في أعلاه من النماذج تمثل استراتيجيات راسخة في النظام التربوي بعد أن تّم تجربتها وإثباتها، وهناك بعض الخطوات النوعية الأخرى اتخذتها الدولة لمواجهة ظاهرة وجود طلاب يتميزون بقدرات غير عادية يتفوقون بها على الغالبية من أقرانهم وهذه الخطوات تتمثل بالآتي:

استحدثت وزارة التربية بموجب قانونها لعام 1973 المعدّل مديرية التربية الخاصة التي كان من أهدافها رعاية الطلاب الموهوبين والمتفوقين ومتابعتهم وإثراء معلوماتهم وتحفيز طاقاتهم واستثمار نتاجاتهم، لكن هذه المديرية كانت بحاجة ماسّة إلى كفاءات متخصصة تقودها بغية تحقيق أهدافها الواسعة، مما حدى بوزارة التربية أن تشكل لجنة عليا للتربية الخاصة عام 1981 تتولى مسؤولية اكتشاف ورعاية الطلاب الموهوبين والمتفوقين، إضافة إلى رعاية بطييئ التعلم وضعاف السمع والبصر وذوي الصعوبات التعليمية

أسلوب التجاوز والقفز في المادة الدراسية وهي استراتيجيات الإسراع الجزئي من خلال إعطاء الفرصة للمتفوق بدراسة مادة أو عدة مواد دراسية في صف أعلى من صفه الحالي وبخاصة في المدرسة الابتدائية وبإشراف من المعلمين وتوجيه من إدارة المدرسة ومشرفيها التربويين مع بقاء الطالب مع أقرانه في الصف العادي

القبول المبكر في المرحلة الابتدائية وبموجب صلاحيات عليا لضمان تطبيقه بشكل سليم وعدم تعارضه مع القوانين النافذة[5].

الاثراء الذي يطبق في بعض المدارس الابتدائية والثانوية وفي بعض الصفوف والمواد الدراسية اعتماداً على حصافة المعلم وتعاون الهيئة التعليمية مع أسر الطلاب إذ يعطى الطلاب المتفوقين أنشطة إضافية في الصف الدراسي الاعتيادي وخارجه، وبعض المشروعات البحثية البسيطة ينفذها الطالب المتفوق بإشراف المعلمين من ذوي الخبرة. وعادة ما ينفذ الاثراء في مدارس المتميزين ورياض الأطفال الأهلية وبعض المدارس الابتدائية والثانوية العريقة مع إجراء بعض التعديلات في الجدول الدراسي والأنشطة التعليمية المستخدمة في الصف الاعتيادي بهدف تحرير المتفوقين من الأنشطة التقليدية وتقديمها لهم بصورة فردية او داخل مجموعات صغيرة، مع استخدام مراكز المعلومات المتوافرة.

أن الزيارات الميدانية والرحلات الفصلية احدى استراتيجيات البرامج الإثرائية في مدارس التعليم العام، إذ تتيح للطلاب الموهوبين والمتفوقين فرصاً واسعة لاكتشاف مجالات جديدة تمكنهم من اكتشاف المعلومات العلمية ميدانياً والاطلاع على الفرص المهنية والمشروعات مختلفة الأغراض، وقد أثبتت فائدتها العلمية في حل المشكلات والاجابة عن التساؤلات خاصة بوجود التخطيط لها وقدرة المشرفين على هذه الزيارات والرحلات في استثمار نتائجها وتفاعلهم مع أداء الطلاب.

تنظيم المؤسسات التعليمية لدورات صيفية للطلاب جميعاً ومنهم المتفوقين الذين يهدفون بانتظامهم في هذه الدورات إلى تعزيز قدراتهم العقلية ومهاراتهم التقنية بدعم من أولياء أمورهم ورعاية من المعلمين كنوع من المبادرة الذاتية في مجالات مختلفة كتعزيز القدرات في العلوم والرياضيات والحاسوب واللغات، كما أن مراكز التدريب الأهلية تقوم بتنظيم برامج تدريبية وإثرائية للطلاب المتفوقين والموهوبين في العلوم والحاسوب واللغات الأجنبية وهي منتشرة في بغداد وبعض المحافظات الكبيرة. ومن الأهداف التي ترمي هذه المؤسسات إلى تحقيقها والتي تحظى بموافقة وزارة التربية:

o         تعزيز التعلم المكتسب وتحقيق الإنجاز الأمثل وفق القدرات والاستعدادات لدى الموهوب والمتفوق.

o         تحقيق التطور للمهارات من خلال الاندماج والترابط بين مضمون الدورات ومضمون البرامج التعليمية الرسمية التي تلبي متطلبات الموهوب الخاصة.

o         زيادة الطموحات العلمية والتقنية.

o         تنمية ثقة الطالب الموهوب والمتفوق بنفسه من خلال التفاعل في مجموعات من مستويات عقلية متساوية أو متقاربة [6].

التخطيط لإمكانية التسجيل المزدوج للطالب الموهوب في مدرسة الموهوبين وفي الجامعة من خلال الانتظام مع طلبة الجامعة في أقسامها العلمية/ الفيزياء والكيمياء والرياضيات وعلوم الحياة في فصل الصيف والاختبار معهم وفق قدرات الطلاب الموهوبين في هذه المواد الدراسية وبعد الانتهاء من الساعات المعتمدة المخصصة في الفصل الجامعي الصيفي، بإشراف من إدارة الجامعة والمشرفين الأكاديميين في مدرسة الموهوبين والتي يمكن استثمارها عند تأكد التفوق والانتقال إلى الصف الجامعي المناسب لقدراتهم وعندئذ يتحقق نموذج التسريع بشكل متقدم آخر.

وتقدم كليات التربية وكليات المعلمين ومعاهد المعلمين مقررات دراسية تتطابق وأهداف التربية والتعليم التي تعتمدها المدارس الابتدائية والثانوية، إذ تتضمن خططها الدراسية مواد متنوعة تشمل في صلبها رعاية الموهوبين والمبدعين وسبل تلبية احتياجاتهم الفكرية من خلال مواد علم النفس التربوي وعلم نفس الموهبة فضلاً عن التدريب على إعداد برامج تعليمية ودراسية متطورة وأدلة مقرونة بتوجيه الطلاب الدارسين على كيفية اكتساب المعرفة في تطوير ونشر أساليب تجديدية لتحسين قدرات معلمي المدارس الابتدائية والثانوية في مجالات الرياضيات والعلوم والآداب. كما تقوم هذه الكليات والمعاهد التي تنتشر في أنحاء العراق برعاية حلقات عمل وبرامج وأنشطة تدريبية سنوية مخصصة للمعلمين والطلاب المتفوقين وترمي على وجه الخصوص إلى تدريب المعلمين على تطبيق أكثر الأساليب التربوية فاعلية في إعداد البرامج الإثرائية ومراعاة الفروق الفردية في الصفوف الدراسية التي سيعملون فيها، وزيادة إمكانية التعلم للطلاب الموهوبين، وتحديد وتشخيص الطالب الموهوب من خلال دراسة شخصية الطلاب في بيئات تتيح لهم إبداء قدراتهم الكامنة، بدلاً من الاعتماد على نتائج الاختبارات دون غيرها وبالتعاون والتنسيق مع أولياء أمور الطلاب.

ولدى معظم الجمعيات العلمية والإنسانية مراكز ونوادي ومجموعات ذات اهتمامات معينة تقوم بتنظيم نشاطات لاكتشاف الموهوبين وتكوين برامج إثرائية لهم خارجة عن نطاق المناهج الدراسية والتوصية بهم لدى الوزارات ومؤسسات الدولة. من أبرزها:

o         مركز البحوث النفسية التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي وله نشاطات واسعة في مجال اكتشاف الموهوبين ورعايتهم وفق معايير علمية واختبارات.

o         مركز البحوث التربوية والنفسية التابع لجامعة بغداد.

o         الجمعية العراقية للعلوم التربوية والنفسية.

o         وحدات التطوير والبحث في كليات التربية وكليات المعلمين.

o         جمعية المهندسين العراقيين.

o         جمعية الجيولوجين العراقيين.

كما يتم تنظيم دورات تدريبية وتعليمية مصغرة يقوم بالتدريس فيها أساتذة وخبراء من المجتمع المحلي، ويشكل هذا الخيار مخرجاً للطلاب المتفوقين والموهوبين يتجاوز حدود وإمكانيات المدارس والكليات.

كما تضم رياض الأطفال الأهلية وهي المؤسسات التربوية الوحيدة المجاز لها أن تكون خاصة بتنظيم برامج تربوية تركز في المهارات الحياتية اليومية وإثارة حب الاستطلاع وتشجيع المشاركة، وإثراء الاهتمامات، والعناية بتعليم المهارات التعليمية الأساسية وهي الكتابة والقراءة والحساب، وتلبية بعض احتياجات الأطفال الموهوبين في تعليم الموسيقى منهجياً واللغات الأجنبية.

 

البرامج القائمة لغاية 2003

أولاً: برنامج التسريع ACCELERATION

الطلاب الموهوبون والمتفوقون عادة ما يدرسون في مدارس خاصة أو في صفوف خاصة أو تقدم لهم برامج خاصة داخل المدرسة العادية، أو توفر لهم المدرسة العادية مراكز للمعلومات. وفي العراق، فقد أتخذ النظام التربوي استراتيجيات معينة شغلت حيزاً جزئياً من أساليب رعاية المتفوقين والموهوبين، ومن هذه الاستراتيجيات برنامج التسريع:

 

أهداف البرنامج

1)    أنه برنامج يضمن مواجهة الحاجات العقلية والمعرفية للطلاب المتفوقين مع ضمان خروجهم إلى الحياة العملية مبكراً.

2)    تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص والفروق الفردية بتصعيد الطالب الموهوب والمتفوق إلى صفوف متقدمة بالنسبة لأقرانهم

3)    أنه يوفر فرصتي الإسراع والإثراء معاً.

4)    يعطي الطالب مكانة متقدمة من حيث التقدير الصفي والإعتباري.

5)    أنه يضع الطالب في النظام التربوي بالشكل السهل.

 

ويغطي البرنامج مرحلتي الدراسة الابتدائية والثانوية التي مدّة كل منها ست سنوات وبالأعمار من 7-18 سنة.

المستفيدون من البرنامج

جميع الطلاب الموهوبين والمتفوقين في أنحاء البلاد ذكوراً وإناثاً عند وصولهم إلى الصف الخامس الابتدائي وتخطيهم الصفوف الدراسية تباعاً إلى الصف الثاني متوسط ومن ثم الخامس الثانوي. وعندما كان البرنامج قيد التجريب عام 1987، تم تسريع (15) طالباً وطالبة من بين العشرات من المتقدمين لتخطي بعض الصفوف الدراسية. ثم اتسعت مساحة التسريع ليصل المتقدمين في عام 2001/2002 إلى (560) خمسمائة وستون طالباً وطالبة، تم تسريع 60% منهم.

 

ثانياً: مشروع مدارس المتميزين

أهداف المشروع

1)    تهيئة رعاية علمية وتربوية للطلاب تتناسب وتفوقهم ومواهبهم المتنوعة

2)    توفير فرص تربوية متنوعة وعادلة لجميع الطلاب العاديين والمتفوقين.

3)    إثراء المناهج الدراسية العادية بمقررات معمقة مضافة تتحدى قدرات ذوي التفوق المتقدم.

4)    تخصيص برامج علمية متنوعة مخططة بعناية فائقة لذوي المواهب الفذة وبخاصة في مواد الفيزياء والرياضيات والحاسوب.

5)    توفير معلمين من ذوي الكفاءة العالية قادرين على القيام بمسؤولياتهم في اكتشاف المواهب وتوجيهها.

6)    الإفادة القصوى من تكنولوجيا المعلومات ومراكزها في إثراء معارف ومهارات الطلاب المتفوقين.

وتشمل المرحلة الدراسية التي تغطيها المدارس المرحلة الثانوية وأمدها ست سنوات تبدأ بالأول المتوسط وتنتهي بالسادس الثانوي إذ يخضع الطالب أو الطالبة إلى امتحانين وزاريين، وباجتياز الامتحان الوزاري النهائي للمرحلة الثانوية يكون الطالب أو الطالبة مؤهلة للقبول في الدراسات الجامعية الأولية.

المستفيدون من المشروع

الطلاب المتفوقون الذين لديهم القدرة على اجتياز الاختبارات من خريجي المدارس الابتدائية بمعدلات فائقة إذ يتقدم إلى هذه المدارس من حصل على معدل 100% وتخطى الصفوف الدراسية بنجاح عال خاصة في الامتحانات الوزارية المتوسطة والثانوية، ولقد حصل البعض منهم على المراكز الثلاثة الأولى في العراق من بنين وبنات وبمعدلات تراوحت بين 96%- 99% وبذا تم قبولهم في الكليات الطبية والهندسية بحسب رغباتهم.

هناك شرط لاستمرار الدوام في هذه المدارس وهو شرط الحصول على معدل 85% بالنسبة لأي طالب أو طالبة وبخلاف ذلك ينقل إلى مدرسة اعتيادية. ولم يفشل من الطلاب إلا بعدد أصابع اليد في عام 2001 مع العلم بأن مدارس المتميزين شملت العراق بأكمله حيث توجد في بغداد وحدها (4) أربعة مدارس، اثنان منها للذكور واثنان للإناث، وفي كل محافظة هناك مدرسة واحدة لكل جنس عدا منطقة الحكم الذاتي للأكراد العراقيين إذ توجد مدرسة واحدة أشبة ما تكون بمدرسة للموهوبين في محافظة السليمانية بينما تفتقر محافظتي دهوك وأربيل لهذا النوع من المدارس، ويصل عدد المدارس إلى (20) مدرسة في العراق.

من الجدير بالذكر أن مبدأ المفاضلة بين الطلاب المقبولين في مدارس المتميزين ـ  كما أسلفنا ـ يتحدد بالطاقة الاستيعابية لكل مدرسة، لذا فقد تم اتخاذ قرار وزاري بقبول (25) خمسة وعشرين طالباً وطالبة في كل صف دراسي على أن لا تزيد عن ثلاثة صفوف في المدرسة الواحدة أو في الصفوف الملحقة بالمدرسة الاعتيادية ... ولزخم المتقدمين لهذا النوع من المدارس فقد ساعد أولياء أمور اللطلاب في بناء أجنحة دراسية أو صفوف دراسية لاستيعاب أبنائهم فيها ويتراوح عدد المستفدين من المشروع بحدود (3000) ثلاثة آلاف طالب وطالبة في عموم العراق.

 

المناهج الدراسية المطبقة

تطبق المناهج الدراسية المألوفة في مدارس العراق على طلاب مدارس المتميزين مع وجود إثراء في المواد:

اللغة العربية

اللغة الإنجليزية

العلوم

الرياضيات

الحاسوب

 

والإثراء هذا يعتمد مقررات ومؤلفات تضعها وزارة التربية / المديرية العامة للمناهج ويترك حيزاً حراً للمعلم في التصرف على أن يتساوق والتوجيهات المركزية التي تركز على إيلاء الاهتمام المنحاز للإثراء العلمي مع تشجيع المواهب والتفوق الأدبي والفني، ولذا فإن الهدف الرئيس لهذه المدارس عملياً هو إعداد الطالب المتفوق لمراحل متقدمة من التحصيل الدراسي.

ومما يساعد على التميز في هذه المدارس هو احتوائها على مستلزمات علمية وتربوية جيدة قياساً ببقية المدارس الاعتيادية:

أجهزة حاسوب حديثة في مختبرات متخصصة تكفي لممارسة المهارات التقنية لـ (50) طالباً وطالبة في كل مدرسة وبخاصة في محافظة بغداد.

مكتبات متوسطة الحجم والثراء.

وسائل تعليمية متنوعة.

مختبرات صوتية لغوية.

مختبرات علمية في الفيزياء، الكيمياء، علوم الحياة.

توافر قاعات واماكن الأنشطة المصاحبة للمنهج والأنشطة الرياضية.

 

الأطر الإدارية والتعليمية

يتم اختيار الأطر الادارية وفق معايير معتمدة هي:

1)    من ذوي الكفاءة التدريسية الفائقة وممن حققوا نسباً عالية في الامتحانات الوزارية لا تقل عن 85%.

2)    حسن السمعة والسلوك ومن المشهود لهم بالحس الاجتماعي والقدرة على التفاعل مع المجتمع المحلي.

3)    ان لا تقل خدمتهم في التعليم عن (10) عشر سنوات ويستحسن من كان معاوناً للإدارة الثانوية سابقاً.

4)    ذو شخصية فذّة وسمات قيادية مؤثرة.

ويتم اختيار الأطر التعليمية كالآتي:

ممن حققوا نسباً عالية في الامتحانات الوزارية لا تقل عن 85% أسوة بالإدارة المدرسية.

لهم خدمة طويلة في المدرسة الثانوية ويفضل من كان معلماً في القسم الإعدادي من المدرسة الثانوية.

ممن لديهم بحوث ودراسات ضمن لجان أو منفردين.

خبرة تربوية محلية او دولية.

ويتم اختيار الأطر التعليمية من قبل لجنة متخصصة تؤلف لهذا الغرض تنظر في طلبات التقديم لهذا النوع من المدارس أو تنقل إليها عند الضرورة مراعية معايير الاختيار وموافقة وزير التربية عليها حصراً مع توافر مبدأ المفاضلة بالنسبة لمنطقة السكن.

وتتقاضى الأطر التعليمية والإدارية نفس الرواتب والمحفزات التي يتقاضاها أقرانهم في المدارس الاعتيادية ما عدا ما صدر أخيراً من آلية للحوافز تقضي بأن يدفع كل طالب أو طالبة يُقبل في مدارس المتميزين مبلغاً من المال تتقاسمه هذه الأطر بنسبة معينة تزيد على ضعف رواتبهم المقررة رسمياً.

 

ثالثاً: مشروع مدرسة الموهوبين

تأسست مدرسة الموهوبين استناداً لقرار مجلس قيادة الثورة رقم (49) لسنة 2001، والذي نصت المادة الأولى من القانون على ما يأتي:

تؤسس مدرسة تسمى (مدرسة الموهوبين) ترتبط بوزير التربية ويكون مقرها بغداد وله صلاحية فتح مدرسة واحدة في كل محافظة عندما يكون عدد الطلاب مناسباً.

 

أهداف مدرسة الموهوبين

تهدف المدرسة إلى تمكين الموهوب من:

1)    مواصلة تطوير شخصيته وبنائها من جوانبها كافة.

2)    تنمية مواهبه العلمية والبحثية بموجب مناهج خاصة كفيلة بتكوينه عنصراً مخترعاً ومبتكراً متعمقاً علمياً.

3)    تشجيعه على توليد الأفكار الأصلية ذات السمة المبتكرة وصولاً إلى استثمارها لمصلحة المجتمع.

4)    تنمية:

‌أ.     توجهه العلمي المتفوق في وسط اجتماعي

‌ب.   تفكيره المبدع في مجال تفوقه

‌ج.    نزعة حب الاستطلاع لديه وفق منهج يوضع لهذا الغرض.

‌د.    الحس الوطني والقومي لديه بوطنه وشعبه وأمته العربية.

كما تستعين المدرسة لتحقيق أهدافها بالوسائل الآتية:

1)    وضع منهج دراسي خاص للموهوبين يتميز عن المناهج الدراسية المطبقة في المدارس العامة على أن يتضمن الاساسيات المطلوبة لأقرانهم في المدارس العامة.

2)    تهيئة ملاك تدريسي متخصص يتميز بالكفاءة والمقدرة والخبرة.

3)    تهيئة المجالات التطبيقية والمختبرات المتطورة والافادة منها في تحقيق الاهداف بالشكل الأمثل.

4)    تهيئة مكتبة متخصصة واغنائها بالمصادر والمطبوعات العلمية والاجهزة الحديثة.

5)    استخدام التقنيات التربوية الملائمة لمستوى الطلاب من الناحيتين العلمية والفكرية.

6)    القيام بالتجارب العلمية داخل المدرسة وخارجها.

7)    تنظيم الزيارات الميدانية للمعارض والمنشآت العلمية والفنية والمشاريع الصناعية والزراعية.

8)    تشجيع الموهوب على الإفادة من المصادر العلمية والتقنيات التربوية التي توفرها المدرسة.

 

قبول الطلبة

1)    يقبل الطالب الموهوب في الصف والمرحلة الملائمة لموهبته.

2)    يكون التعليم في المدرسة على مرحلتين متتابعتين:

مرحلة الدراسة الابتدائية ومدتها (6) ست سنوات

مرحلة الدراسية الثانوية ومدتها (6) ست سنوات ويعني نجاحه في الصف الأخير من المرحلة الثانوية إكمال هذه المرحلة.

3)    تخضع المدرسة على امتحانات عامة خاصة بها في نهاية كل مرحلة دراسية.

 

آلية القبول في مدرسة الموهوبين

تشكل في وزارة التربية بقرار من الوزير هيئة تسمى (هيئة رعاية الموهوبين) تتولى بوجه خاص وضع القواعد الأساسية لاكتشاف الموهوبين ورعايتهم وشروط انتقائهم وقبولهم وانتقالهم واختيار الملاك التدريسي.

وقد وضعت الهيئة شروط الانتقاء والقبول والانتقال على الوجه الآتي [8]:

1)    يتم الترشيح من خريجي المدرسة الابتدائية ممن حصلوا على معدلات لا تقل عن 100% في المعدل العام للامتحان الوزاري في نهاية المرحلة الابتدائية.

2)    يتم الترشيح عن طريق إدارات المدارس الابتدائية ومن الطلاب المشهود لهم بالتفوق وفق استمارة معلومات تدون فيها معلومات عن التحصيل الدراسي للطالب المرشح وعن حالته الدراسية والصحية والعقلية.

3)    استمارة ترشيح لولي أمر الطالب تعلن موافقته على التقديم لمدرسة الموهوبين مع معلومات عن حالة الطالب الاجتماعية والصحية والفكرية.

4)    تؤلف لجنة في كل مدرسة ابتدائية تضم مدير المدرسة رئيساً وعضوية المعاون وأحد المعلمين تؤيد ترشيح الطلاب لمدرسة الموهوبين.

5)    تؤلف لجنة في المديرية العامة للتربية برئاسة مدير عام التربية وعضوية مشرف تربوي ومدرسين متخصصين بالعلوم والرياضيات. تقوم هذه اللجنة بإجراء اختبارات تحصيلية في هاتين المادتين.

6)    ترسل نتائج الترشيح إلى هيئة رعاية الموهوبين التي بدورها تدرس قوائم الترشيح وتعد الاختبارات الآتية:

اختبارات تحصيلية في العلوم والرياضيات

اختبار الشخصية الابتكارية

اختبار القدرات العقلية

اختبار الدوائر

7)    تقوم بإجراء هذه الاختبارات لجنة متخصصة تابعة لهيئة رعاية الموهوبين تسمى " لجنة الانتقاء والقياس والتقويم" والتي تضم متخصصين من الجامعة ومن خبراء وزارة التربية.

8)    وعند الانتهاء من الاختبارات وظهور النتائج، يخضع الناجح فيها لمقابلة مقننّة تضم متخصصين في الفيزياء والكيمياء والرياضيات وعلوم الحياة والعلوم التربوية والنفسية.

9)    يتم انتقاء عدد محدود جداً من المرشحين وفقاً لقدراتهم التحصيلية والعقلية من حصيلة الاختبارات والمقابلة.

وقد بلغ عدد الطلاب المقبولين في مدرسة الموهوبين منذ افتتاحها عام 1998 لغاية 2003، (45) خمسة وأربعون طالباً ومن الذكور فقط.

الحوافز المادية للطالب

أشار قانون مدرسة الموهوبين في مادته السادسة على أن يتقاضى الطالب المقبول في المدرسة شهرياً مبلغاً مناسباً تحدده هيئة الرأي في وزارة التربية.

كسوة الطلبة

توفر ادارة المدرسة كسوتين احداهما صيفية والاخرى شتوية مع مستلزمات الاقامة في القسم الداخلي لكل طالب وعضو الهيئة التدريسية كما توفر وسيلة النقل الملائمة من المدرسة واليها.

 

الهيئة التدريسية

تتكون الهيئة التدريسية من المدير والمعاون ورؤساء الاقسام والمدرسين والمرشد التربوي وينعقد منهم مجلس المدرسين، ويجوز للمجلس دعوة من يراه من المختصين لحضور اجتماعاته للمشاركة في المناقشة دون حق التصويت.

يتولى مجلس المدرسين الواجبات التربوية والعلمية والاجتماعية والادارية وفق احكام هذا القانون والتشريعات ذات العلاقة، والمهام التي يحددها الوزير بموافقة هيئة الرأي.

يشترط فيمن يعين مدرساً في المدرسة بالإضافة الى الشروط العامة للتعيين في الوظائف التدريسية ما يأتي:

1)    أن يكون حاصلاً على الشهادة الجامعية الاولية في الاقل ومختصاً بموضوع من المواضيع التي تدرس في المدرسة ويفضل حامل شهادة الماجستير او الدكتوراه ومن يجيد احدى اللغات الاجنبية

2)    ان تكون له خبرة في مجال اختصاصه لا تقل عن (5) خمس سنوات ومن المتميزين فيه.

3)    ان يجتاز الاختبارات التي تجريها لجنة خاصة تؤلف لهذا الغرض.

تعين المدرسة مرشد او أكثر من حملة الشهادات العليا يتولى رعاية الطالب الموهوب من النواحي النفسية والتربوية والمهنية.

 

الحوافز المادية لأعضاء هيئة التدريس

1)    تسري احكام قانون الخدمة الجامعية المرقم بـ (142) لسنة 1976على عضو الهيئة التدريسية في المدرسة من حملة شهادة الماجستير او الدكتوراه بما لا يتعارض مع احكام هذا القانون، ويتقاضى مخصصات الخدمة الجامعية المنصوص عليها في القانون المذكور.

2)    تمنح لعضو الهيئة التدريسية مخصصات مهنية تعليمية بنسبة (200٪) مئتين من المئة من مجموع ما يتقاضاه من راتب ومخصصات.

3)    يستحق عضو الهيئة التدريسية اية مخصصات اخرى يستحقها عضو الهيئة التدريسية في المدارس العامة.

يحدد النصاب التدريسي والاشرافي لعضو الهيئة التدريسية والمحاضرات بموجب نظام داخلي بما لا يقل عن الحد الادنى للنصاب المقرر قانوناً.

 

إدارة المدرسة

يعين للمدرسة مدير تتوافر فيه الشروط الآتية:

1)    ان يكون حاصلاً على شهادة الدكتوراه بمرتبة علمية لا تقل عن استاذ مساعد (مشارك).

2)    ان تكون له خبرة في مجال اختصاصه لا تقل عن (10) عشر سنوات ومن المتميزين فيه.

3)    ان تكون لديه مواصفات شخصية ومهارات ادراكية وفنية وانسانية قيادية ادارية متميزة.

4)    يفضل من يجيد احدى اللغات الاجنبية.

يعين للمدرسة معاون او أكثر ممن تتوافر فيه شروط المدرس المنصوص عليها.

 

المنهاج الدراسي ووسائله

منهج دراسي خاص للموهوبين يتميز عن المناهج الدراسية المطبقة في المدارس الاعتيادية على أن يتضمن الأساسيات المطلوبة لأقرانهم في المدارس الاعتيادية.

تهيئة المجالات التطبيقية والمختبرات المتطورة للإفادة منها في تحقيق الأهداف بالشكل الأمثل.

تهيئة مكتبة متخصصة وإغنائها بالمصادر والمطبوعات العلمية والأجهزة الحديثة.

استخدام التقنيات التربوية الملائمة لمستوى الطلاب من الناحيتين العلمية والفكرية.

القيام بالتجارب العلمية داخل المدرسة وخارجها.

تنظيم الزيارات الميدانية للمعارض والمنشآت العلمية والفنية والمشاريع الزراعية والصناعية.

تشجيع الموهوب على الإفادة من المصادر والتقنيات التربوية التي توفرها المدرسة.

وقد تركز المنهج الدراسي في المدرسة على تدريس أربعة مواد علمية هي:

o         الرياضيات

o         الفيزياء

o         الكيمياء

o         علوم الحياة

إذ يتم التدريس فيها باللغة الانجليزية وبأسلوب فرق تدريس من خلال تواجد ثلاثة أساتذة في الصف الواحد بإشراف تدريسي جامعي بدرجة علمية لا تقل عن الأستاذية يعاونه مشرف اختصاصي متميز وتدريسي ميداني من ذوي الكفاءة العالية، وإضافة للدروس العلمية المشار إليها أعلاه فإن اللوح الدراسي يشمل أيضاً على سبيل الثقافة العامة المواد الآتية:

اللغة العربية، اللغة الإنجليزية

التربية الإسلامية

الاجتماعيات (التاريخ والجغرافية)

التربية الرياضية

التربية الفنية

وقد أضيفت مادة الباراسايكولوجي بتوجيه من الدولة. وقد كانت نسب المواد الدراسية كالآتي:

المواد العلمية 75%

المواد الإنسانية 25%

ويستمر الطالب الموهوب في اكتساب العلوم والمعرفة بأسلوب الدوام الطويل منذ الساعة الثامنة وحتى الساعة الثالثة والنصف عصراً ثم يعتمد التوقيت على حاجات الطلاب الموهوبين اذ تبقى المدرسة مفتوحة الأبواب ليلاً تستقطبهم في مختبراتها وقاعاتها بتواجد الأساتذة التدريسين وإدارتها.

 

أقسام المدرسة

تضم المدرسة الأقسام الآتية:

‌أ.     الرياضيات

‌ب.   الفيزياء

‌ج.    الكيمياء

‌د.    علوم الحياة

‌ه.    الباراسايكولوجي

‌و.    قسم الآداب والفنون.

 

أساليب التقويم

تعتمد المدرسة أساليب تقويم متقدمة تتجاوز الامتحانات لتغطي جوانب البحث والدراسة والمشاريع والتقويم المستمر وفق استمارات مخصصة لهذا الغرض. كما أن التقويم يتضمن نسباً في التقويم العام للطالب عن مشاركاته في برنامجي التربية القيادية وخدمة المجتمع.

وفي المدرسة لجنة علمية يرأسها متخصص بمرتبة الأستاذية وتضم في عضويتها عدداً من المتخصصين والخبراء والمدرسين ومهمتها تنظيم النشاطات العلمية في الأقسام الدراسية وتقديم المشورة لإدارة المدرسة.

 

الموازنة المالية والمحفزات

للمدرسة موازنة مالية خاصة بها، ويمنح وزير التربية مدير المدرسة الصلاحيات اللازمة للصرف على أنشطة المدرسة، وتوفر إدارة المدرسة كسوتين أحدهما صيفية والأخرى شتوية، مع مستلزمات الإقامة في القسم الداخلي لكل طالب وعضو الهيئة التدريسية، كما توفر وسيلة النقل الملائمة من المدرسة وإليها، كما يتقاضى الطالب المقبول في المدرسة مبلغاً مناسباً من المال شهرياً.

 

لائحة حقوق الموهوبين

هناك لائحة لحقوق الموهوبين تتضمن:

حقوقه الدراسية وتطلعاته في اكتساب المعرفة المتقدمة.

حقوقه في اكتساب المعرفة والعلوم من معلمين ذو كفاءة عالية.

اتاحة الفرص للنمو العلمي والبحثي في أي مركز للمعلومات أو مختبرات علمية.

وجود محفزات مالية ومادية واعتبارية تدفع بالطالب الموهوب لأن يتفرغ لدراسته.

اتاحة الفرص الدراسية مستقبلاً في البلدان المتقدمة علمياً.

القبول في الجامعات والأقسام العلمية التي تتناسب ومواهب الطالب.

فرص العمل الملائمة للموهبة.

الخلاصة

لقد حاول النظام التربوي في العراق تطوير ايقاعات حياة المتعلم وأطوار وجوده. إن هذه الاصلاحات قد حققت مبدأ تكافؤ الفرص من ناحية ووفرت رعاية مناسبة للموهوب والمتفوق من ناحية أخرى، وقد سعت الى أن يتجسد مبدأ تكافؤ الفرص بصورة نظامية في طرائق تعليم وبرامج مرنة يكفل النظام التربوي من خلالها ومنذ البداية تكافؤ الانتفاع بالتعليم المدرسي لكل من الطلاب الاعتياديين والطلاب الموهوبين والمتفوقين، مع امكانيات اعتماد برامج وأساليب متخصصة لكل فرد موهوب طوال حياته بصرف النظر عن انعطافات أو عوارض مساره التعليمي

وقد سعى النظام التربوي إلى تطوير صيغ مختلفة تساعد الموهوب والمتفوق في تحقيق ذاته وامتلاك ناصية مصيره بنفسه في إطار عالم تتزامن فيه سرعة التغيرات مع ظاهرة العولمة.

إن قوة الدفع التي أعطيت لتعليم الموهوبين في مدرسة متخصصة وللطلاب المتفوقين في مدارس المتميزين شكلت دلائل تشير إلى ازدياد الاقبال على تعليم متميز لفئات فذة تستحق استرجاع حقها في تعليم يتعدى حدود أقرانهم من اجل اخذ فرصتهم في الحياة والمساهمة في تطوير المجتمع وبما يليق بإمكاناتهم وقدراتهم الاستثنائية. 

 

قائمة المراجع

1.    وزارة التربية. الحلقات الدراسية الثلاث. بغداد 1972

2.    وزارة التربية. الأهداف التربوية في القطر العراقي. مطبعة وزارة التربية. بغداد 1981.

3.    وزارة التربية، التربية الخاصة، واقعها وسبل تطويرها، بغداد 1988.

4.    نظام المدراس الابتدائية المرقم (30) لسنة 1978. مطبعة وزارة التربية. بغداد 1987

5.    اليونسكو. التعلّم: ذلك الكنز المكنون. مركز الكتب الأردني.  1996.

6.    الوقائع العراقية. قانون مدرسة الموهوبين. رقم 49 لسنة 2001.

7.    الخزرجي، كاظم غيدان و وصال محمد جابر. مدرسة الموهوبين. تقرير سنوي صادر من مركز البحوث التربوية والنفسية، وزارة التربية، 2002.

جدول يمثل تطور التربية والتعليم للفترة من 1968-2003

  1968   1980   1990   2001

المرحلة     عدد الطلاب        عدد المعلمين       عدد المدارس       عدد الطلاب        عدد المعلمين       عدد المدارس       عدد الطلاب   عدد المعلمين       عدد المدارس       عدد الطلاب        عدد المعلمين       عدد المدارس

رياض الاطفال        15553  505     128     70418  3079   358     87920  5010   643     73274  5027   631

المرحلة الابتدائية      990718 45201  4907   2609182        92603  11324  3238283        138729 11320          4031345        190650 11709

المرحلة الثانوية       254033 8602   757     897001 27987  1774   1016870        44664  2585   1291309          73989  3809

التعليم المهني         5811   577     26      54226  3928   126     147942 9421   283     65904  7467   238

معاهد المعلمين       15016  582     50      22761  993     50      28791  1619   43      63805  2025   154

المجموع    1281131        55467  5868   3653588        128590 13632  4519806        199443 12289          5525637        279158 16541

 

 

https://drive.google.com/file/d/1kVl6VxcWoERTcgZR0uHbCx1XaRw5Qcp-/view?usp=sharing

 






الجمعة ٢٦ ذو الحجــة ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٤ / تمــوز / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب شبكة ذي قار نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة