وعي حقيقة ولاية الفقيه وأدواتها ومخاطرها - الحلقة الرابعة

زامل عبد

الشارع الإيراني  كان يطلق على حزب الله الإيراني اسم -  جماق داران -  أي حملة الهراوات بسبب اعتمادهم على العنف والهراوات لفض اجتماعات خصومهم وتحطيم مقراتهم  {{  ألا يذكرنا هذا بما فعله حزب الله اللبناني بالمحتجين والمتظاهرين في 23 و 25 كانون الثاني خصوصاً عندما شاهدنا على شاشات التلفزة في 25 كانون الثاني 2019 المئات من انصار حزب الله مجهزين بالهراوات والسكاكين  يدخلون مناطق بيروتية معينة ويحطمون كل ما صدف وجوده أمامهم  ويحرقون خيام المعتصمين ، وهي ذات الأفعال الإرهابية التي ارتكبها الولائيين بحق ثوار تشرين في ساحة التحرير والمحافظات  العراقية الأخرى }}  ، وقد نشط هؤلاء في بداية التغير المخابراتي المسبق في هيكلية النظام الإيراني  في مجابهة أنصار منظمة مجاهدي خلق ومؤيدي حسن بني الصدر - أول رئيس للجمهورية الإيرانية -  الذي فر فيما بعد الى باريس بشق النفس وكذلك نشطوا في مواجهة معارضي الحجاب الإجباري ويعتبر حزب الله وراء الكثير من النصوص المتشددة في الدستور الإيراني كذلك ووراء إلغاء المدارس المختلطة ، وكان حزب الله يلقى التأييد من قيادات الحزب الجمهوري الإسلامي الحاكم كالدكتور محمد بهشتي الذي شجع الطلاب ومن ضمنهم جماعات حزب الله للاستيلاء على السفارة الأميركية ، ويرى انصار حزب الله أنه ليس للناس دور في انتخاب الولي الفقيه فمنصبه منصب من قبل الله ويستمد جميع صلاحياته منه كما أنه مسؤول أمام الله وحده وله الحق في تعطيل بعض الأصول الشرعية عند الضرورات كما يقول حسين كرم الله أحد زعماء التيار ويرفض أنصار حزب الله الحريات السياسية والقانونية  وفي البيان الثاني لأنصاره ورد صراحة  ((  ان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يشترط فيه إجازة ذلك ان الدستور يعتبر هذا التكليف الشرعي واجباً وطنياً وشعبياً  ))  وللمفارقة فإن هذا الحزب لا ينظر لنفسه  كحزب سياسي ويعارض نشاط الأحزاب السياسية المختلفة ويقول حسين كرم الله ((  إذا قبلنا التعددية وقلنا بأن السيادة تأتي عن طريق إرادة الناس فلا بد أن تُعد ولاية الفقيه باعتبارها لا تأتي بعد رأي الناس  لأنها  تفويض الاهي  ))  ويشدد الحزب على مساندة الدول الإسلامية والثورية في خط الولاية ويدعم مبدأ تصدير الثورة وهو يعارض كل أنواع التبادل الثقافي بما في ذلك الترجمة ويولي اجتماعياً أهمية قصوى الى نوع اللباس ونوع الحجاب بالنسبة للنساء ويحذر من ارتداء الملابس الغربية وربطات العنق ، وتنطق دورية يالثارات الحسين  وصحيفة شلمجة باسم الحزب ،  كما تعد مجلة صبح وصحيفة كيهان من المطبوعات القريبة منه  ،  ومن اجل الوصول الى الغاية الأساسية من طرح نظرية ولاية الفقيه ومن أولى نتائجها ان يكون الفقيه الذي ينسجم مع  منطوق النظرية الحاكم المطلق الذي لا اعتراض على أوامره ونواهيه  في هذه الدنيا وان مخالفته لها تبعات اخروية  لان قوله وفعله قول الامام المعصوم  ،  كانت من أولى مهام خميني كونه ولي امر المسلمين بعد تصدره القيادة لإيران كمرشد اعلى لما يسمى بالثورة الإسلامية  وإيجاد مواطئ القدم  لهم في الوطن العربي والعالم الإسلامي استغلالا لكل شيء يحقق الغرض فكانت فتواه بإنشاء حزب الله في لبنان وليكون إنشائه نسخة إيرانية أولاً أي ان يكون امتداد لحزب الله الإيراني  - جمهوري إسلامي -  ،  فقبل وبعد نجاح الثورة الإسلامية في إيران تأثرت أوساط  دينية شيعية  لبنانية عديدة  بنظرية ولاية الفقيه ومع الاجتياح (( الإسرائيلي )) كان عدد من أركان حركة أمل قد اعتقدوا بهذه العقيدة وعندما عقدت هيئة الإنقاذ اللبنانية في 20 حزيران 1982 برئاسة الرئيس الأسبق الراحل الياس سركيس اجتماعاتها بمشاركة مختلف أطراف النزاع الداخليين اعتبر بعض الأمليين المتأثرين بولاية الفقيه أن جلوس نبيه بري على طاولة واحدة مع الشيخ بشير الجميل عمل مرفوض ، فوصف عضو مكتبها السياسي حسين الموسوي مشاركة بري بهيئة الإنقاذ بالسلوك غير الإسلامي وانسحب من حركة أمل وأسس ما عُرف بأمل الإسلامية تبعته مجموعة كوادر منها ابراهيم أمين السيد ، حسين خليل ، علي عمار وحسن نصر الله الذين تدرب بعضهم على أيدي حركة فتح  ،  الكيان التنظيمي الأول لحزب الله تمثل في فتوى دينية أصدرها الخميني بناء على سؤال وجه اليه على هامش مؤتمر المستضعفين الأول ممثلون عن علماء مسلمين كان يرافقهم ممثل حركة امل في طهران ابراهيم أمين السيد وأيضاً الشيخ راغب حرب وآخرين وربما كان بينهم السيد المعمم الشاب حسن نصرالله السؤال  ((  اسرائيل قوة عظمى ونحن قلة  ،  فما الحكم الشرعي وما واجبنا كمؤمنين تجاه احتلال بلدنا ؟   فرد الخميني  التقية سقطت هذا زمن الحسين وكربلاء ، عليكم أن تقاتلوا ما استطعتم وسنساعدكم على قدر ما نستطيع  )) هذا الكلام يؤكده نعيم قاسم نائب أمين عام حزب الله اللبناني فيقول ((  نجحت الثورة الإسلامية بقيادة الخميني وأيقظت الوعي لدى الشيعة  والمسلمين المستضعفين في بلاد الإسلام وخارجها ))

يتبع بالحلقة الخامسة