شبكة ذي قار
عـاجـل










وعي حقيقة ولاية الفقيه وأدواتها ومخاطرها  - الحلقة الأخيرة

 

زامل عبد

 

لابد من بيان أمر آخر ذو أهمية لأنه يكشف حقيقة نشوء الأحزاب أو التيارات أو الحركات الإسلامية  بأفقها ومنهجها الصفوي الجديد ان حزب الله بعد نهاية الحرب الأهلية اللبنانية هو نفسه قبلها وهذا ما يلجم من يحلوا لهم الدفاع عن حزب الله ويحلو لبعض اللبنانيين ومنهم بعض المسيحيين القول أن حزب الله بعد الحرب قد تغير وهو لم يعد يريد إقامة دولة إسلامية في لبنان وإن علاقته مع الولي الفقيه هي كعلاقة الكاثوليك والموارنة مع الفاتيكان ، ولكن ما هي ترجمته العملية ؟ هل يعني أن علاقة حزب الله مع الولي الفقيه هي علاقة دينية لا تمت الى السياسة بصلة ؟ وهل يعني أنه ألغى مشروع الدولة الإسلامية من فكره ؟  إن دور الفاتيكان مع مسيحيي لبنان لا يقارن مطلقاً بدور ولي الفقيه مع الشيعة الملتزمين بولايته المطلقة كما هو حال حزب الله أول ما يخطر في بالنا أن الفاتيكان ليست مشرفة سياسياً على أي دولة ولا تحدد سياسة أي دولة وهي تكتفي بتوجيه رعاياها دينياً من خلال سفاراتها المنتشرة في العالم  ،  وعلى المستوى البسيط والنظري ليس هناك مثلاً حزب للقوات اللبنانية أو للكتائب في الفاتيكان ،  بينما هناك حزب الله في إيران  ، وعلى نفس المستوى أيضاً ، إن صور البابا الحالي أو السابق لا تملأ شوارع جونية ولا شوارع كسروان أو أي منطقة مارونية أخرى أما صور الولي الفقيه الحالي خامنئي أو السابق الخميني ، فهي تملأ الشوارع والأحياء والساحات في الضاحية الجنوبية ، وفي هذا السياق يقول الكاتب حازم صاغية في مقالة نشرت في صحيفة الحياة ويشرح فيها جهود حزب الله لتنقية الضاحية وربطها بمشروع الثورة الإسلامية فيقول ((  إن ساحة  جمال عبد الناصر مثلاً كانت الساحة الرئيسية في برج البراجنة وحُولت الى ساحة الإمام الخميني ترتفع فيها ثلاث صور للخميني وخامنئي ونصر الله مكان تمثال جمال عبد الناصر ))   ، والامر الآخران الفاتيكان لا تقدم أموالاً لأي من الأحزاب المسيحية اللبنانية او غيرها أما إيران وولاية الفقيه تحديداً فتقدم أموالاً طائلة لحزب الله ، وهذا الكلام يؤكده حسن نصر الله في كل خطبة له فيقول ((  الأموال التي دفعت للمتضررين كلها أموال شرعية من السيد خامنئي ))   ،  والفاتيكان لا تأخذ قرارات الحرب أو السلم في لبنان ، أما الولي الفقيه فمن أهم مسؤولياته أن يتخذ قرارات الحرب والسلم وقد اشرت الى ذلك فيما سبق  وما نشر عن موقف حزب الله من الاتفاق مع الكيان الصهيوني بشأن الحدود البحرية  واضح وبين بانه لم يتم الا بموافقة حسن نصره الذي اشاره بكل وضوح من خلال كلمته التي القاها ما بعد التوقيع  ،  ونقول للمغفلين الذين عميت بصيرتهم  وانسلخوا من لبنانيتهم خاصة وعروبتهم عامة إن حزب الله ملتزم في كل قراراته بما يأذن به الولي الفقيه أكانت دينية أم سياسية ، ولا يُقدم على أي خطوة إن لم يأخذ إجازة شرعية بالأمر  ، فيقول نعيم قاسم في كتابه حزب الله – المنهج - التجربة – المستقبل  الذي صدر عام 2002  ((  يحتاج المسلم المكلف في القسم الثاني (  القسم العام المرتبط بالأمة ومصالحها وحربها وسلمها وتوجهاتها العامة ) الى قائد هو الولي الفقيه لتحديد السياسات العامة في حياة الأمة ودور المكلفين العملي في تنفيذ أحكام الشرع المقدس وتطبيقها على حياة الامة ويضيف في سياق التزامات الحزب  ،  إن الحزب يلتزم منذ تأسيسه القيادة الشرعية للولي الفقيه كخليفة للنبي والأئمة وهو الذي يرسم الخطوط العريضة للعمل في الأمة وأمره ونهيه نافذان  )) ،   ويضيف في مقابلة منشورة على موقع إلكتروني للمقاومة الإسلامية ((  يجب على التنظيم أو الحزب ان يأخذ إجازة من الفقيه ولي الأمر والسبب في ذلك هو حصوله على مشروعية عمله ، إذ انه سيقوم بأعمال ونشاطات وسيأخذ قرارات بمعاداة جهات ومصادقة جهات أخرى وهذه كلها تخضع للاعتبارات الشرعية ، أين يجوز لنا ان تكون لنا علاقات مع جهات معينة أو أين لا يجوز ، أين يجب ان نقاتل ونواجه الأعداء وأين لا يجوز القتال ، فالدم مسؤولية هذه كلها يقوم بها التنظيم عادة وبالتالي لا يستطيع ان يخوض في هذه الأمور التي تمس الأمة دون أخذ إجازة من الولي الفقيه  واضح تماماً أن حزب الله لا يستطيع الدخول في حرب إلا بإجازة من الولي الفقيه حتى لو أراد ذلك   ))  وهذا ما أكده واصر عليه حسن نصرالله بعد الحرب الأخيرة ((  إننا نعتبر إيران شريكة لنا في النصر بسبب فكرها الديني والعقلي الذي قاد كل لبناني الى اتخاذ الموقف الصحيح وفي الاتجاه الصحيح وواضح تماماً أيضاً أن العلاقات مع اللبنانيين تحتاج الى إجازة )) والظاهر مما سلف أن مناشدة الحريري رئيس الوزراء اللبناني الأسبق  للالتقاء بنصرالله مرات عديدة لم تلقَ آذان صاغية بسبب الحاجة الى إذن من الولي غير موجود بعد وهنا أيضاً  يمكننا اعتبار ورقة تفاهم عون رئيس الجمهورية اللبنانية المنتهية ولايته وحزب الله ناتجة عن إذن من الولي الفقيه  ، والواقع العراقي الان هو ذاته لان المتسلطين على الوطن والشعب يستلمون اوامرهم من خامنئي مباشرة او من خلال سليماني سابقا وقاأني حاليا  ، وهنا اعيد ما قاله صبحي الطفيلي الأمين العام السابق لحزب الله اللبناني الذي بسبب عروبته ولبنانيته تم عزله ليحل محله حسن نصر الله كونه الخانع المطيع لولي الفقيه  ولايران وهما يعلون على كل شيء ، حيث قال ((  إيران خطر على التشيع في العالم ورأس حربة المشروع الأميركي والمقاومة في لبنان  " خطفت " وأصبحت حرس حدود لإسرائيل  )) 

لتندحر كل ألاعيب أعداء الإسلام المحمدي والأمة العربية المجيدة بصمود واصرار المؤمنين الصادقين بإيمانهم وعروبتهم

 






الاحد ٥ محرم ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / تمــوز / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة