شبكة ذي قار
عـاجـل











القيادة العامة للقوات المسلحة

بيان رقم (167) بمناسبة يوم الأيام

 

بسم الله الرحمن الرحيم

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ (15) وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (16) فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (17) الأنفال ....  

صدق الله العظيم

 

أيها الشعب العراقي العظيم

أيها النشامى من أبناء قواتنا المسلحة الباسلة

أيها الأحرار في كل مكان

في كل عام وفي مثل هذه الأيام الخوالد تمر علينا وعلى شعبنا وأمتنا الذكرى الخامسة والثلاثون للانتصار التاريخي للعراق على إيران في العام 1988، تلك الحرب التي دامت ثمان سنوات بين البلدين الجارين، والتي دفعت إليها ظروف داخلية وإقليمية ودولية، وساهمت في اضعاف البلدين، وتمكن خلالها العراقيون من انتزاع النصر الباهر عندما تمكنوا من سحق الجيش الإيراني الذي كان أكثر عدداً وعدة وتسانده قوى وقدرات متنوعة.

لقد أظهرت إيران الخميني وثورته الجديدة نفساً عدوانياً ضد العراق منذ سيطرتها على الحكم في إيران خلال سنة 1979 وكان لها أطماع توسعية واضحة حاولت تغطيتها بشعار (تصدير الثورة)، تلك الثورة الصفراء التي حاول قادتها تزييف حقائق التاريخ وهم  يعلمون أن جيش الفتح الإسلامي الذي انطلق من أرض العراق لينشر ويوصل إليهم رسالة الإسلام  الخالدة ويدخلهم فيه كان رجال العراق يمثلون قلبه وفكره، ويشكل أبناء العراق طليعته والكتلة الأكبر من رجاله ، وقبل بدأ الحرب وبأشهر عديدة كان العراق وقيادته آنذاك  يحاولون دفع الأذى ويطيلون النفس، وبعثوا بعشرات بل مئات مذكرات الاحتجاج إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي يدينون فيها الاعتداءات، ويثبتون حالات خرق الحدود أو القصف المدفعي على مدن العراق الحدودية وغير ذلك. ولم يكن لهم من سبيل إلا التصدي للعدوان وحماية أرض ومياه وأجواء العراق ومنع الإيرانيين من تحقيق أهدافهم العدوانية.

 

يا أبناء شعبنا العراقي العظيم

لقد هب شعبنا العراقي العظيم وقواتنا المسلحة الظافرة هبة رجل واحد للدفاع عن بلادهم تجاه العدوان الجديد، وخاضوا معارك باسلة ومجيدة، وسطروا عند تخوم الوطن ملاحم وطنية جديرة بأن يستذكرها شعبنا العراقي وأمتنا المجيدة، ولم يسجل التاريخ مثيلاً لها إلا في ملاحم صدر الرسالة الإسلامية الخالدة ، كانت ملاحم خطط لها وقادها أبطال العراق الميامين من تربوا على أرضه الحبيبة وشربوا لبنه الطاهر، وقد أظهرت صفحات الحرب الطويلة قدرات الرجال والقادة والمقاتلين الذين برزوا خلال تلك الحرب الطويلة، كما كان شعب العراق مسانداً حقيقياً لقواتنا المسلحة وتمثل ذلك في ملاحم وعناوين شعبية خالدة، كالجيش الشعبي والمهمات الخاصة وحملات قص القصب والبردي والجهد المدني وحملات إنشاء السدود والطرق والتبرع بالمصوغات الذهبية دعماً للمجهود الحربي والكثير غيرها، وكان تأثيرها واضحاً على نسيج شعب العراق ووحدته الوطنية وتلاحمه خلف قيادة تاريخية كانت بصيرة ومتبصرة بوقت مبكر وأحست ببواطن الخطر المقبل، وحددت اتجاهه العدواني والذي ظهر اليوم بعد الغزو والاحتلال الأمريكي لبلادنا، والذي فتح المجال واسعاً للمشروع الإيراني (الخميني) في التوغل داخل النسيج العراقي وبشكل خطير ومدمر.

 

أيها النشامى في قواتنا المسلحة

إن نصر القادسية المجيد الذي نستذكره هذا اليوم حققه بالدرجة الأولى وقفة القيادة السياسية الجادة والحقيقية في التصدي للعدوان الذي يدفع ثمنه شعبنا اليوم، وحققته القيادة العامة للقوات المسلحة والتي نجحت إلى حد كبير في تعبئة الموارد المادية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية والأمنية، وشارك فيه وبجدارة كل صنوف جيش العراق الباسل، من القوة الجوية والدفاع الجوية والقوات البحرية وصنوف القوات الخاصة والمشاة والدروع والمدفعية والهندسة العسكرية والمعدات الفنية والصنف الكيمياوي ، والتموين والنقل والطبابة والعينة والهندسة الآلية الكهربائية والبريد، بل حتى الاستخبارات وحماة الأمن الداخلي، مثل الأمن العامة والمخابرات وحتى المنظمات الحزبية الأخرى، ففي يوم النصر العظيم هذا نتقدم لهم بأسمى آيات التهاني والتبريكات وهم لازالوا يتذوقون طعم ذلك النصر التاريخي على الأعداء والأشرار والغزاة.

 

أيها البواسل والأحرار في أرض العراق

إن النصر العظيم والواضح في الثامن من آب 1988 على العدوان الإيراني خلال حرب الثمان سنوات والذي تحقق بفضل الله وقدرته أولاً ثم بتضحيات شعبنا الموحد وقواتنا المسلحة الجسورة، ولقد مثل ذلك النصر السبب الحقيقي وراء التآمر الواسع لاحتلال بلادنا، وهو من دفع دول الغزو والعدوان لأن تحشد الحشود وتعتدي بقواتها الرسمية لاحتلال بلادنا وأن تدعم وتساند وتشارك كل الذين نراهم اليوم يتآمرون ويبحثون عن ثأر معركة القادسية المجيدة من  الأعداء والعملاء والمتآمرين على بلادنا للأسف ، والحقيقة الواضحة أن ما يدفعه شعبنا اليوم من تضحيات جسيمة وخسائر هائلة وتدمير لمشاريعه التنموية  وتفكيك لنسيجه الاجتماعي وارتباطات سياسية مؤذية لمصالح العراق الكبرى وغير ذلك، كان بسبب النصر الباهر الذي تحقق في تلك الحرب الطويلة التي أظهرت  قدرات الشعب الهائلة والتي توحدت خلف قيادة واعية ومدركة للمخاطر والتحديات التي تجابه العراق وأمة العرب.

 

يا أبناء شعبنا العراقي العظيم

إن الدروس العظيمة التي ظهرت خلال الحرب الإيرانية-العراقية  والمتمثلة بوحدة الشعب وصلابته وقدرته على حشد الطاقات والقدرات التي يمتلكها العراق خلف القيادة التاريخية هي التي  مكنت العراق من تحقيق النصر العظيم واجبار القيادة الإيرانية على قبول قرار مجلس الأمن الدولي المرقم (598) ومن ثم تجرع كأس السم في القبول بإنهاء الحرب وإعلان النصر النهائي للعراق، وإن هذه الدروس العظيمة تتطلب من أبناء شعبنا الاستفادة منها والسير على  خطاها لتحرير بلادنا من الاحتلال الأمريكي والفارسي، والخلاص من توابع قوات الاحتلال من العملاء والخونة ومن الذين ملأوا أرض العراق فساداً وخراباً وتدميراً للقيم والأعراف التي تربى عليها شعب العراق بقومياته ودياناته وأطيافه ومكوناته  كافة ، وإن النصر العظيم سيكتب بإذن الله للعراقيين الأبطال الصابرين والمرابطين ومنه نستمد العون والتوفيق.

المجد والفخار والرحمة لشهداء العراق الميامين الذين كان لهد الدور الأبرز في تحقيق الانتصار التاريخي ضد الغزاة والطامعين في أرض العراق.

التقدير العالي والاحترام مقروناً بالعرفان إلى بطل القادسية والتي اقترنت الانتصارات باسمه الرئيس الشهيد صدام حسين رحمه الله ورفاقه الميامين في القيادة السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة.

والتحية والتقدير والعرفان إلى قادة وأبطال ملاحم القادسية المجيدة ضباطاً ومراتب ومساندين من مختلف الصنوف والمسميات.

عاش جيش العراق الجسور وقواتنا المسلحة الباسلة صاحبة السفر المجيد، وعاش رجالها الغر الميامين.

تحية إلى شعبنا العراقي العظيم من أقصى شماله إلى أقصى الجنوب.

والمحبة والتقدير والاعتزاز لكل من آمن بالعراق العظيم واحداً موحداً مستقلاً.

 

القيادة العامة للقوات المسلحة

بغداد المنصورة بإذن الله

8 /8 / 2023





الجمعة ٢٤ محرم ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١١ / أب / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب القيادة العامة للقوات المسلحة نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة