شبكة ذي قار
عـاجـل










ولاية الفقيه وداعش متوافقان على مستوى النظرية بل متطابقان - الحلقة الأخيرة

 

زامل عبد

موضوع الجهاد عند الولي الفقيه وداعش فقد جاء في النظريتين ، فالدكتور محمد خير هيكل يعرف الجهاد على أنه  ((  القتال في سبيل الله ضد الكفار الذين لا عهد لهم ولا ذمة  وما يمت إلى القتال بصلة من دعوة إليه  ومساعدة عليه ، وذلك بعد توفر الشروط المطلوبة لمشروعية ذلك القتال ))  ويرى أيضا أن الغاية من الجهاد (( إقامة المجتمع الإسلامي ، وحمايته ، وحماية المسلمين من العدوان  ))  ويعتبر كتاب -  العمدة في إعداد العدة  -  لعبد القادر عبد العزيز ، وكتاب فقه الجهاد للقرضاوي حاوية لأهم ما ورد في  ((  الفقه السني  )) عن الجهاد على مختلف مشاربه على الساحة الجهادية  ، أما في الجانب  (( الشيعي ))  فيرى الخميني أن الجهاد في اللغة يعني القتال في سبيل الله ويضيف أن الجهاد في الثقافة الإسلامية يعني نضال الإنسان الواعي ضد العدو من أجل الله ، وعلى طريق إصلاح المجتمع  ومن حيث الأهداف ينقسم الجهاد إلى -  الجهاد الدفاعي في مواجهة العدوان المسلح  ،  والجهاد الابتدائي من أجل الدعوة للإسلام ، وجهاد أهل البغي  - أي الجماعة التي تريد الهيمنة على جماعة أخرى بغير حق ، أو الغطرسة وممارسة الظلم والجور ،  ويكمن الهدف الرئيس لجميع أنواع الجهاد في الإسلام ، بالتصدي للقهر والظلم والاساءة ، وإن من يُقتل في سبيل الله يُسمى شهيدًا  ويُطلق على الجهاد في ساحة النضال وفي القتال مع الكفار والمشركين بالجهاد الأصغر ، حسبما نقل عن رسول الله صل الله عليه واله خير البرية وسلم  وفي المقابل ينعت الجهاد مع النفس ( محاربة الرذائل الأخلاقية ) بالجهاد الأكبر ، وهو أعظم وأصعب بكثير من الجهاد الأصغر ويفرق الخميني بين قسمي الجهاد في الفكر الشيعي بالتالي  ((  الجهاد الابتدائي وهو الجهاد الذي يتم فيه دعوة غير المسلمين إلى الإسلام. استنادًا لرأي عموم فقهاء الشيعة فإن الجهاد الابتدائي لا يتم إلا في عصر الإمام المعصوم وبأمره  ، والجهاد الدفاعي عندما تتعرض حدود بلد إسلامي ما إلى أي اعتداء من قبل الغرباء أو تسلب حقوقهم ، فإن على الجميع (  سواء الرجال أو النساء -  الصغار والكبار )  القيام للدفاع عنه بأي وسيلة كانت ، ويُسمى هذا النوع من النضال بالجهاد الدفاعي  وهذا تطابقٌ شبه تام بين  {  التقسيم السني ، والتقسيم الجهادي  }  ، فالسنة يقسمون الجهاد إلى جهاد طلب ، وجهاد دفع ، ويبدأ جهاد الطلب عند الفريقين بتقديم الدعوة إلى الإسلام أولًا ، والتي يرى السنة كما سبق معنا ، أنها في حكم القتال ، وإن لم تكن قتالًا حقيقيًا ، كما أن الشيعةَ يرون ما تراه السنة في مسألة الجهاد الأكبر جهاد النفس لذا فصل فيها القرضاوي في كتابه المذكور آنفًا ، بشكل موسع وأن المرشد الأعلى علي خامنئي يرى إمكانية إقامة الجهاد الابتدائي في هذا العصر ، بخلاف فتوى الخميني إذ يقول عن حكم الجهاد الابتدائي في زمن غيبة الإمام المعصوم -  لا يبعد القول بجواز الحكم به للفقيه الجامع للشرائط الذي يلي أمر المسلمين إذا رأى أن المصلحة تقتضي ذلك ، بل إن هذا القول هو الأقوى -   ، وبالإمكان الايجاز للتقريب على النحو التالي  {{  ولاية الفقيه جاءت بعد تطور نظري سبقه ركود في الفكر الشيعي على التعاطي مع الشؤون العامة لأمة  ولاية الفقيه على يد الخميني نقلت النظرية الشيعية من الولاية العامة إلى الولاية المطلقة التي جعلت في يد الفقيه كافة صلاحيات الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في حياته ،  وداعش تطبيقٌ لخليطٍ نظري ملفَّق من عدّة نظريات سلفية وجهادية وتكفيرية سنية ، أخذت على عاتقها إخراج النزعة المتطرفة في الفقه الإسلامي من مكامنها  ، والحاكمية مرشحة لتكون أرضية جامعة لفكر تنظيم داعش وتطبيقات ولاية الفقه ، بحكم الجامع بين الأطراف الثلاثة  ، في جعل الثلَّة المؤمنة أو الفقيه أو الخليفة هو الحاكم بأمر الله  ، ولا تستقيم الحاكميةُ إلا بوجود طرفين  ثلّة مؤمنة ، ومقابل مشرك أو كافر، ولا تستقيم المناهج التي بنت عليها داعش نظامها وحركتها إلا بوجود طرفين يتمايز بينهما الكفر والإيمان، وفي ولاية الفقيه تبرز نظرية التولي والتبري لتعزز ذات المعنى المشترك  , والإمامة في النظريتين واجبة لا يستقيم أمر الدنيا والدين إلا بهما، غير أن النظرية الشيعية جعلتها من واجبات الله؛ إذ هو المسؤول عن تعين الإمام، وأما في النظرية السنية فقد جعلتها واجبًا أكبر، ولكنه من واجبات الخلق، وهو ما نقضه ابن تيمية، وعدَّ الإمامة مسألة فرعية في الشريعة  ، والولي الفقيه ، والأمير ، ومسائل الفقه التي تبين وجوب التقيد بأمرهما وعدم مخالفتهما، تجعل فكر المرجعية شبه متطابق في الفكرين في هذه المسألة، بل ويمتحان من ذات النصوص أحيانًا ، وتعريف الجهاد على الرغم من تعطيله عند الشيعة ، إلا إن تعريفه وتقسيم في نظرية ولاية الفقيه طابق ما جاء في الفقه السني الذي توسع في رصد جميع المسائل الممكنة في باب الجهاد }}  وأخيرا" وليس أخرا" فان تبني ايران لداعش في سوريا ونقلها للبنان والعراق من اجل تعزيز نفوذها والتغلغل في المؤسسات الأمنية  بحجة المشورة والمساعدة والاسناد حتى وان كان لجزء من تنظيم الدولة الإسلامية  لخير دليل على التوافق فيما بين ولاية الفقيه والنظرية الداعشية على مستوى النظري بل التطابق في كثير من مواقع الفعل والسلوك الإرهابي في الميدان  والذي افرزته الاحداث في العراق وسوريا واليمن ولبنان – منطقة عرسال  -

 

كل ما فعله أعداء الإسلام المحمدي والعروبة من غل وغدر وتأمر يعاد الى نحورهم سهم قاتل لانهم جند الشيطان الرجيم  ودمى نصارى يهود

 






الاحد ١٧ صفر ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٣ / أيلول / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة