شبكة ذي قار
عـاجـل










هل ستجتاح القوات الايرانية شمال العراق ؟

د. أبا الحكم

 

تقوم القوات المسلحة والحرس الايراني بحشد قواتها على الحدود المتاخمة لمنطقة الحكم الذاتي بحجة وجود خطر يهدد امنها القومي مرده عناصر كردية – ايرانية كانت قد هربت من مناطقها الايرانية خوفاً من بطش قوى الأمن الايرانية ووجدت طريقها عبر الجبال الوعرة الى مناطق آمنة داخل الحدود العراقية وفي منطقة الحكم الذاتي العراقية القريبة من مدينة أربيل .

ارتال من الاليات والمدرعات والراجمات وشاحنات محملة بالجنود والحرس الايراني تحركت بطريقة استعراض القوة باتجاه الحدود العراقية ، هل هي للضغط العسكري ام السياسي؟ وهل هو اسلوب لتصدير مشكلات الداخل الايراني الى الخارج ومنع تكرار اندلاع الانتفاضات الواسعة للشعوب الايرانية ؟ أم هو رداً عسكرياً على الوجود العسكري الامريكي الذي صنف بأنه يحمل كل اهداف (الردع الاقصى) من خلال صنوف القوات الامريكية المسلحة التي انتشرت وتموضعت في العراق وفي مقدمتها الوحدة (المجوقلة 101) و(الفرقة الجبلية) المتمرسة في الحروب الجبلية ؟ وهل باستطاعة ايران التي تعاني من هشاشة في الاقتصاد والامن الداخلي والاضطراب الاجتماعي والعزلة الدولية ، أن تقدم على فعل عسكري في شمال العراق تحت ذريعة ان جزءاً من عناصرها الكردية يهدد (امنها القومي) ؟ وهل ان مشكلاتها العرقية تحل عن طريق القوة العسكرية أم إنها مشكلات سياسية تحل عن طريق التفاهمات السياسية الداخلية ؟ إذن ، لماذا هذه الحشود العسكرية الايرانية على حدود العراق وحكومة بغداد الموالية لها غير قادرة على ان تفعل شيئا لطهران أو إنها موكول لها ان تلتزم الصمت على مسرح الحشود العسكرية الايرانية بعد محاولة إشعال فتيل الفتنة الفاشلة في كركوك؟

إيران يأكلها الرعب من أن اوضاعها لا تساعدها على إدامة النهب من العراق لكي تمضي في تمويل مشروعها الأستخباراتي- الطائفي عبر العراق إلى باقي الاقطار العربية.. فإن ما بنته ايران منذ عام 1979 ولحد الآن بات في مهب رياح المتغيرات التي تعصف في المنطقة والتي تؤشر بدايات التحلل من ارتباطات شدد عليها (باراك أوباما) ونفذ بقاياها (جو بايدن) الذي انتهت صلاحيته لقيادة امريكا ولقيادة العالم .. كما ينخرها القلق من تصاعد المد الشعبي الايراني الرافض لنظام الملالي الذي عاف عليه الزمن ولم يعد قادراً على الانسجام مع نظم العالم المعاصرة .. فالنظام الايراني وتصرفاته العسكرية التي تطغي عليها الهيستيريا لا تحقق شيئاً من شأنه ان تحصد طهران علامة مميزة في سجلها الأسود ، ولا تنجز للشعوب الايرانية ما يمسح عنها هالة الغضب العارم التي تتسع كلما تصرف النظام الفاشيستي بما لا يليق سياسيا وأخلاقياً ولا يصنع شيئاً يمكن الشعوب الايرانية من الافتخار .. النظام الايراني كارثة على شعبه وعلى شعوب العالم، لأنه لا يعرف سوى الكذب والدجل والخداع والموت والتوسع على حساب محيطه القريب والبعيد .. ولما كان النظام الايراني خائر القوى اقتصادياً وعسكرياً فهل بإمكانه أن يجتاح منطقة الحكم الذاتي في العراق ؟ فما هي خياراته في ظل المعادلة الجيو – سياسية القائمة في المنطقة ؟ فإذا اقدم على الفعل العسكري ، فهذا إنتحار سياسي لا شك فيه .. وإذا لم يقدم على هذا الفعل فسيتآكل النظام تدريجياً وتتهاوى ركائزه وتضمر أذرعه وينتهي أما حساب الشعوب الايرانية التي أذاقها الحرمان والجوع والاهانة طوال عقود من الذل ، لن تتكرر أبداً .

 






الاثنين ٣ ربيع الاول ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٨ / أيلول / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة