شبكة ذي قار
عـاجـل










العدوان الإيراني أَجَّل قرار احتلال العراق

 

الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس

 

رغم إن صراخ الإعلام المنافق الفاسد قد مزق طبلات آذان ملايين الناس في كل أنحاء العالم وفي العراق بالذات، وذلك لتسويغ وتبرير عدوان غزو العراق واحتلاله سنة ٢٠٠٣ م، غير أن بريق الحقيقة يبقى مقاوماً الصدأ، وقوة الحديد الصلب تبقى تواجه أعاصير الزيف.

فالعدوان على العراق بهدف احتلاله وإنهاء مواقفه المساندة  لقضايا العرب  المشروعة عموماً والتي يجري الاعتداء والتجاسر عليها مذ مزقوا الأمة باتفاقية سايكس وبيكو، والقضية الفلسطينية التي رفض العراق بقوة وإصرار التنازل عن أي من حقوقها، هذا العدوان قد بدأ فعلياً في شقه التنفيذي على يد خميني سنة ١٩٧٩ م، إذ إن خميني عاد إلى إيران من باريس بخطة غربية أمريكية صهيونية تقضي بأن يكون هو الحاكم المذهبي لكل شيعة العرب أينما وجدوا، في خطة وضعت لها الكثير من الدراسات والبحوث والنظريات من أجل تأجيج حرائق الطائفية التي لا تحرق فارسياً واحداً ولا صهيونياً واحداً بل تحرق العرب بنيران الفتنة والغلو، وتقتل العرب بسيوف العرب.

كان العراق يعي تماماً خطط بث الطائفية، ويدرك أبعاد تكليف خميني بخطة اسقاط النظام الوطني معتمداً على الخلايا النائمة للطابور الخامس الفارسي في العراق، والخلايا النائمة لحزب الدعوة الإيراني ومنظمة العمل الفارسية وبعض البيوتات التي تسترت بالمرجعية في النجف لإسقاط العراق بقبضة إيران الفارسية.

ومع استعدادات خميني لأداء الواجبات التي كلف بها في محافل الماسونية كانت القيادة العراقية ترسم احتمالات الوضع القادم وتحاول جاهدة أن تنأى بالعراق عن أية مواجهة تعطل برامجه التنموية التي كانت في تلك الفترة تشهد ذروات غير مسبوقة، وفي الوقت نفسه كانت قيادة العراق تنير للعراقيين توعوياً عبر تنظيمات الحزب والنقابات والجمعيات وعبر الإعلام مخاطر تسييس الدين، وتواجه بعزم تيارات هذا التسييس أياً كانت جهة تصديرها وأياً كان عنوانها المذهبي، فكانت تحت مطرقة الشعب تماماً كما كانت المطرقة تدق رأس الإرهاب الذي يمارسه حزب الدعوة العميل وأعوانه بتمويل ودعم تام من إيران قبل خميني عامة وبعد تسلمه للسلطة خاصة.

كان العراق كله يتحفز ويتهيأ فكرياً وعملياً للتوافق مع حقبة ما بعد الشاه، وأهم ما في جعبة العراق حينها هو الدفاع عن العراق وعن ثورته وعن إنجازاته العملاقة.

لذلك، فنحن لا نضع استنتاجاً ولا نقدم تحليلاً حين نعلن أن حرب الدفاع العراقية عن النفس ضد إيران (١٩٨٠-١٩٨٨) قد أخرت قرار احتلال العراق ثلاث وعشرين سنة بانتظار إنضاج ظروف مختلفة نوعياً ومبررات مختلفة نوعياً لتقوم الولايات المتحدة الأمريكية بتنفيذ الغزو المجرم.

إن تسليط عملاء إيران على رقاب العراقيين بعد الغزو واعتماد الطائفية والمحاصصة كنظام حكم ومن ثم تسليم العراق كاملاً للاحتلال الإيراني سنة ٢٠١١ رسمياً وتواصل العملية السياسية بتحكم إيراني مطلق بمقدرات العراق كلها تبرهن أن العراق وقيادته الوطنية قد دفعت الأذى المطلق عن العراق أكثر من عشرين سنة وهي سنوات ظل العراق فيها يواجه الأذى والعدوان والاستهداف بشجاعة وصبر وحكمة وإيمان.  




الاحد ٩ ربيع الاول ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٤ / أيلول / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة