شبكة ذي قار
عـاجـل










المنصة الشبابية

 

انطلاقا من حقيقة ان الشباب هم صناع الحاضر العربي وجوهر قوته وحيويته وهم قادة مستقبله ، فقد تم تأسيس هذه المنصة الشبابية لتكون باباً جديداً من ابواب النشر لمكتب الثقافة والاعلام القومي لتطل على الشباب العربي من خلال مناقشة شؤونه و طرح قضاياه  الراهنة و التعبير عن تطلعاته المستقبلية. وهي مخصصة  حصرياً لنشر كتابات الشباب وابداعاتهم في المجالات الفكرية والثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والاعلامية وذلك لتعميق مساهمتهم في الدفاع عن قضايا امتنا العربية وصناعة مستقبلها. كذلك فان المنصة تعنى بمتابعه مايصدر من موضوعات  ثقافية واعلاميه وفنية في وسائل الاعلام العربية ودول المهجر والتي لها علاقة بقضايا الشباب في الوطن العربي،  وترجمة ونشر ما يخدم منها في مواجهة تحديات الامة وتحقيق نهضتها الحضارية الشاملة .

 

مِن بَعث الأمّة .. الى طُوفان الأقصى

الدَم العرَبِي الجَديد

 

 ابن الوركاء

 

ما يحدث اليوم في غزة المجاهدة الصابرة وفي كل انحاء فلسطين،  وقبله في العراق والسودان ولبنان وغيره من الاقطار العربية، يؤكد كل يوم ان الشباب  العربي، وبغض النظر عن  ميولهم السياسية، هم جيل الثورة العربية ، كما وصفهم القائد المؤسس . 

فاليوم شباب فلسطين هم رأس الرمح للشباب العربي من المحيط الى الخليج الذين ينتصرون لحق الامة العربية في التحرر من الاحتلال ومن كل انواع التحديات ، نتيجة لزرع الكيان الصهيوني في قلبها فلسطين الأبية . ذلك الكيان الذي فر جيشه ومستوطنيه بالأمس مذعورين اما الشباب الفلسطيني المقاوِم الذين يخرجون عليه من كل مكان ، لن تكون آخره غزة البطولة والصمود والتضحيات .

إن جميع الاحزاب والتيارات مهما كان توجهها يكون الاعتماد الرئيسي لرفد عناصرها بالوجوه الشابه حفاظا على ديمومة الحزب والحركات، الا ان حزبنا حزب البعث العربي الاشتراكي منذ بدايته اعتمد على هذا النهج والمبدأ لانه ليس حزباً سياسياً تقليدياً، وانما حزب التحرير والثورة العربية المعاصرة، حزب رسالة حضارية عملاقة تناضل لتحرير ارض الوطن من الاحتلال ، وتحرير الامة من كل ما يعيق وحدتها ونهضتها .

إن حاضره وتاريخه النضالي العريق يثبت ذلك.  ففي ثلاثينات القرن الماضي بدأ مشروع حركة البعث العربي بأثنين من الشباب هما الرفاق  ميشيل عفلق و صلاح الدين البيطار، ثم اخذ عدد الشباب يتزايد في منتصف اربعينات ذلك القرن، حتى انعقاد مؤتمره التأسيسي في السابع من نيسان ويعود انتماء الشباب لحركة البعث بخاصة الطلاب ليس الى قوة الفكرة العربية الجديدة – فكرة البعث – التي جاءت بحلول ناجحة لمشاكل الامة ومنها الشباب وتحديات مستقبلهم، فحسب، وانما لان الشباب هم جيل الامة الحيوي الذي يحمل الروح الثورية والحماسة والاندفاع، والذي يتفاعل مع حاجات وتطلعات امته، وقد تحدث مؤسس البعث  الرفيق احمد ميشيل عفلق عن هذه الروح في مقالته تحت عنوان (خبرة الشيوخ واندفاعات الشباب) عام 1955 بقوله ((ان صفات الشباب ومميزات الشباب هي وحدها المتلائمة مع حاجات امتنا المتحفزة للبعث والنهوض وبين الشباب وبين امتنا موعد وتلاق وتوافق وانسجام)).  ولهذا اعطى الحزب منذ تأسيسه دوراً تاريخياً للشباب بخاصة الطلاب بوصفهم الطليعة المؤهلة لان تفهم ضرورات الثورة قبل غيرها من فئات الشعب.  ورغم ان حزبنا لم يكن حزباً خاصاً بالطلاب او العمال او اية طبقة او فئة معينة لأنه اعتبر الثورة العربية ثورة الجماهير الواسعة، ثورة الجماهير الكادحة وليس ثورة طبقة او نخبة وانما هي ثورة مجموع الشعب باستثناء الفئات المريضة المستغلة والفاسدة والتي هي دوماً قلة.

ولذلك كان الوزن العددي لسن الشباب في حزب البعث العربي الاشتراكي هو الغالب، باعتبار هذه الشريحة وسيلة اساسية وحيوية لتحقيق اهداف البعث في وحدة الامة وتحقيق نهضتها. وفي حديث للقائد المؤسس مع فروع الاتحاد الوطني لطلبة العراق في العام 1980 تحدث عن الشباب بوصفهم يتقدمون الصفوف في نقل الفكر الثوري والايمان بالقضية منهم الى جماهير الشعب.

ومع ذلك فلابد من ذكر حقيقة هامة وهي انه ليس كل الشباب هم جيل الثورة العربية، لان هناك حركات رجعية اعتمدت الشباب، ولذلك فأن عد الشباب جيل الثورة العربية يكون صحيحاً حينما تقترن مؤهلاتهم الطبيعية وحيويتهم واندفاعهم بالفكر الثوري الصحيح وبالمبادئ السليمة.

وفي العام 1944 م في مقالة تحت عنوان (الجيل العربي الجديد) قال القائد المؤسس ((لا يفهم من الجيل الجديد انه جيل الشباب، اذ ليس الشباب فكرة بل هو شرط مناسب لنموها وقد يكون من الشباب من هم اشد من الشيوخ عداوة ومناقضة للجيل الجديد، لذلك لن تتحقق الفكرة العربية الجديدة الا في نوع معين من الشباب)). اذن سن الشباب لوحده غير كافٍ ليجعل منهم ممثلين للجيل العربي الجديد مالم يقترن ذلك بشرط اساسي لا غنى عنه لحركة البعث حدده القائد المؤسس بشرط الوعي والثقافة.

والوعي هنا عند الشباب هو وعي المكانة التاريخية والدور التاريخي لهم في الحركة الثورية، هذا الوعي الذي يجب ان يقترن بالعمل النضالي الثوري المنظم كي يجعل من الشباب أقوى عطاءً واعمق اثراً في حياة ألامة، والثقافة هنا ليست الثقافة المجردة وإنما الثقافة الثورية التي وصفها القائد مؤسس البعث في عام 1956 م ((نوع من أنواع النضال، النضال مع النفس، النضال مع الفكر لكي يتعب في تحصيل المعرفة )) ؛ خاصة وان طريق البعث ليس طريقا مفروشا بالرياحين واليسر وإنما هو طريق نضال ومشقة كي يتحقق مشروعه النهضوي لأنه يصطدم بتحديات ومعوقات هذا المشروع كالاستعمار والصهيونية والقوى الأجنبية الطامعة بالأمة والتجزئة و الاستغلال و الاستلاب وبأمراض الطائفية والعشائرية والتخلف الشمولي.

وفي هذا المجال تحدث القائد المؤسس في مقالته تحت عنوان الأيمان عام 1943م: (( أن طريقنا طويل وسوف يمر عليها أفراد وأجيال، لذلك يجب ان يعرف السائرون على هذا الطريق كلمة السر التي تبقي على صحة الطريق واستقامته وامانته وان ينقلها كل فرد لآخر، ومن جيل لجيل.. الروح العفوية التي تغذيها التجارب ويصقلها الفكر والبحث )). اذن صنع المستقبل لابد ان يعتمد على الجيل العربي الجديد وفي طليعته سن الشباب.كذلك قال الرفيق الشهيد صدام حسين: ((نكسب الشباب لنضمن المستقبل)) ، كما اكد الامين العام المجاهد عزة ابراهيم بالاهتمام بقطاع الطلبة والشباب ورفد البعث بالشباب والاهتمام بتشكيلاتهم وقضاياهم .

ولهذا لابد ان يكون بناء الشباب بناءً صحيحاً كي يؤدوا هذا الدور التاريخي حينما يكون تفكيرهم بالأساس منظماً وواعياً وجمعياً وثورياُ، بعد ان يتخلصوا من امراض مجتمعهم ويؤمنوا بأنفسهم بوصفهم الجيل العربي الجديد المؤمن بأمته الخالدة وبقدرتها على ان تغلب انحطاطها. وعلى وفق هذا فان الشباب الذي يؤمن بفكرة البعث عليه اولاً ان يرفض نهائياً كل الافكار المناقضة والمخالفة للفكرة القومية، اي انه عرف واقتنع بان العربي الثوري لا يمكن ان يكون شيوعياً اممياً، ولا يمكن ان يكون قطرياً خالصاً، ولا يمكن ان يكون طائفياً، ولا يمكن ان يكون قومياً متعصباً.

إن طبيعة التحديات التي تواجه الامة العربية ومشروعها القومي الحضاري النهضوي تتطلب كما قال قادة البعث ان لا يحسب الشباب على وفق السن وانما على وفق الوعي والارادة والدور التاريخي، لان المجتمع السليم هو القادر على ان يمد في عمر الشباب كي يكون ممثلاً حقيقياً للجيل العربي الثوري الجديد،  الذي هو جيل الثورة العربية القادر والمؤهل لتحقيق فكرة البعث .

ما يحدث اليوم في فلسطين والعراق والسودان والجزائر وتونس ومصر يثبت صواب التوجهات التي تبناها الحزب والقائد المؤسس، وهنا عندما نتحدث عن الشباب من المحيط الى الخليج لا يعني باننا نتحدث عن الشباب الذين ينتمون الى حزب البعث العربي الاشتراكي، حديثنا يشمل كل الشباب الذين يسري في دمائهم حب الوطن والامة العربية ، ويطمحون الى الثورة على الفقر والمرض والجهل الذي اصاب الامة نتيجة الاحتلال الاجنبي المباشر وغير المباشر، ونتيجة لزرع الكيان الصهيوني الذي فر جيشه والمستوطنين مذعورين اما الشباب الفلسطيني المقاوم من غزة ومن القدس وجنين وغيرها.

الشباب العربي هم امل الامة في التحرير والاستقلال والسيادة ، امل الامة في تحقيق الوحدة والديمقراطية والنهضة العربية.






الاثنين ٢٤ ربيع الاول ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / تشرين الاول / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب مكتب الثقافة والإعلام القومي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة