شبكة ذي قار
عـاجـل










الرؤية الأمريكية للإسلاميين والنظام العالمي الجديد –  الحلقة الأخيرة

 

زامل عبد

 

تناولت في اكثر من مقال سابقا  الوسائل الست في استراتيجية التشيع السياسي ولتعزيز الفائدة  والوضوح اعيدها باختصار فأقول إن فكرة التشيع السياسي مرحلة لها خطواتها لأنها لاستراتيجية الأكبر أي تصدير الثورة والتي اعتبرها الخميني من أولى عقائده ومبادئه وأهدافه لتحقيق الإمبراطورية الفارسية بوجهها الصفوي الجديد ، حين أكد عليها في الذكرى الأولى لسرقته الثورة الشعبية الإيرانية  في 11 شباط  سنة 1980 حينما قال  ((  إننا نعمل على تصدير ثورتنا إلى مختلف أنحاء العالم لأنها ثورة إسلامية  ))  وتبدو هذه الاستراتيجية للتشيع السياسي والتمكين للشيعية السياسية سلطوية وعنيفة في جوهرها وممارستها  وإيرانية في التوجه والمرجعية وصفوية تصفوية في صراعها وموقفها من الأخرين  وعمل ملالي ولاية الفقيه دائما تهميش سواهم من التوجهات المعتدلة والمعارضة مثل أطروحات التشيع العلوي والتشيع الروحي والتشيع العربي والوطني في محاولة لاحتكار الحديث باسم المذهب كما احتكار الحديث باسم الأمة وبخلاف التشيع العقدي الخالص في وضوح مواقفه وتقليدية خطابه واتسم التشيع السياسي بالتنوع والمراوغة انطلاقاً من جوهره السياسي والفكري والأيديولوجي والذي أنتج فيما بعد الشيعة بوصفها السياسي ، وبجماعاتها المسلحة ، وبأهدافها في إنهاك الأنظمة والحكومات المناوئة والمعارضة لها ويمكننا تلخيص ادواة ووسائل التشيع السياسي بالاتي {{  تقديس الولي الفقيه واحتكار المرجعية ، ترويع الاختلاف وتصفية المختلفين  ، زعامة  الإسلام السياسي وقضية القدس  ، تجسير الفجوة مع الفرق الشيعية غير الأمامية الاثني عشرية  ، المنح والخدمات والتبشير تشتري إيران الوجدان والولاء للمحرومين منهم في أوساط الأقليات من خلال تقديم الدعم المادي والخدمي عبر مؤسساتها المختلفة مثل مؤسسة الخميني للإغاثة   والدعم السياسي والمادي  }} يأتي التمدد الإيراني مع تمدد التشيع السياسي والعكس ، وتواصل الدعم المادي والمعنوي لأذرع وممثلي الشيعية السياسية ، كيانات وأفرادا -  ففي العام 2019 وبحسب المعهد الدولي لمكافحة الإرهاب مولت إيران الحوثيين حتى قبل اجتياحهم للعاصمة صنعاء في عام  2014 وكان يتم تسليم معظم التمويل المقدر ب  1025 مليون دولار على شكل دعم للأنشطة الثقافية والدينية ، فضلا عن الدعم بالأسلحة والصواريخ الباليستية وتطوير الأسلحة وغير ذلك من أنواع دعم  -  وصار التشيع السياسي ممكنا ومتاحا عبر شبكة علاقات واسعة في مختلف البلدان العربية والإسلامية ، تنشط في العديد منها كما أسلفنا واستقر كثير منها وبنى مؤسساته وحدد أهدافه واستراتيجياته فيها ، في إطار الثورة الإيرانية وأهدافها ومصالحها نذكر على سبيل المثال  -  أن إيران دعمت بعد فترة وجيزة من ثورة 1979  العديد من الجماعات المسلحة في العراق منذ ثمانينات كمنظمة بدر والمجلس الأعلى اللااسلامي العراقي وعصابات الاهوار وفي تسعينات القرن الماضي بدأ معظمها كجماعات مسلحة وتطورت بمرور الوقت إلى العمل السياسي كما تقدم إيران الدعم لحماس وحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين لأكثر من ثلاثة عقود وقد تراوح الدعم المالي لحماس بين 20 - 50 مليون دولار في السنة من 1990 إلى 2000 وذلك لشق الكفاح المسلح الفلسطيني  وجعله في حالة صراع دون الانشداد الى الهادف السامي مقاومة الاستيطان الصهيوني وتحرير التراب الوطني الفلسطيني وهذا ما ينسجم والمخطط الامبريا صهيوني لإعطاء الشرعية الكاملة (( لإسرائيل ))  وتأمين حدودها -   وبتعبير ادق  ان تبني الإدارة الامريكية للإسلام السياسي الغرض منه دق اسفين  الصراع الداخلي  وانهاك البنى الاقتصادية والمجتمعية عربيا واسلاميا  وخير دليل ما يسمى الربيع العربي وانعكاساته السياسية والفكرية والاقتصادية والاستهداف المحدد للنظام العربي الذي يتبنى بشكل واخر الرؤية القومية في المقاومة والممانعة والتحرير كي تبقى الساحة منفتحة للنظام التابع والخانع للإرادة الامريكية الصهيونية واقرب مثال لذلك ما تم من لقاءات فيما بين النظام السوداني ما بعد البشير والكيان الصهيوني وما انفضح أخيرا بلقاء وزيرة خارجية ليبيا لحكومة الوحدة الوطنية مع وزير الخارجية الصهيوني ،  وبعد ما تم بيانه وتحديده على كل القوى الوطنية والقومية والدينية انتهاج استراتيجية مضادة لتحرير الإسلام المحمدي ومنهج ال البيت من قبضة الولي الفقيه من خلال الاتي  {{  إدراك وإدارة التنوع داخل المجال الشيعي ، كما هو حادث وماثل داخل المجال السني ، واتخاذ مواقف مشتركة ضد كلا التطرفين  ، إدراك التنوع والخلاف بين التشيّع العربي والعلوي من جهة والتشيّع الإيراني السياسي والصفوي من جهة أخرى ، كمدارس متمايزة ومختلفة ، وتحاشي تجيير الكل لصالح الهامش الإيراني ، تجريم وتحريم النزعات والخطابات التعصبية المستنفرة للمكوّنات المذهبية المخالفة، والإدارة الواعية والمسؤولة في إطار الوطن بين التنوعات المذهبية  ، الانطلاق التسامحي العابر للطوائف نحو الأصل الإسلامي والآفاق المشتركة التي تحافظ على الأوطان ضد محاولات تفجيرها الداعشية  ، إعادة الاعتبار لسؤال النهضة الذي انشغل بتجاوز حالة وفجوة تخلفنا وتقدّم غيرنا ، منذ طرحه أواخر القرن التاسع عشر وبعيدا عن أسئلة التاريخ التي صارت اعتقادا وخلافا حول الإمامة والخلافة والفتن ، تضيق الفجوة مع الطرح التجديدي والنقدي للتطرّف الشيعي ، منذ طالقاني وشريعتي ومطهري ، حتى شبستري وسوروش وغيرهم ممّن فصلوا التوظيف السياسي للطائفة في نظام الولي الفقيه  }} وبهذا يكون الرد فاعلا  ومنتجا وطنيا وقوميا واسلاميا وغلق كل النوافذ التي يتخذها نصارى يهود من التأثير  والكسب بالتنسيق والتوافق مع ملالي قم وطهران

 

الله أكبر  الله أكبر  الله أكبر.

وليخسئ الخاسئون جند الشيطان الرجيم أعداء العروبة والإسلام المحمدي النقي من كل البدع والفتاوى والتكفير.

 






الخميس ٢٧ ربيع الاول ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٢ / تشرين الاول / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة