شبكة ذي قار
عـاجـل










طوفان الأقصى رسائل وحقائق   - الحلقة الاخيرة

 

زامل عبد

 

تظهر بعض الأصوات النشاز لتقول ماذا استفادت المقاومة؟، وكيف انتصرت المقاومة الفلسطينية؟   لكن المحصلة النهائية هي في نهاية الحرب وليس في معركة واحدة  ، وما قامت به المقاومة الفلسطينية هو ضمن سلسلة طويلة من معارك الحرب والدروس المستخلصة منها ، وأهم رسالة هي أن الشعب الفلسطيني حي لم ولن يستسلم بالرغم من الحصار المطبق برا وبحرا وامعان الصهاينة بجرائم القتل الجماعي وانهيار النظام العربي الرسمي  بفعل المطبعين ، وأنه قادرٌ على الدفاع عن قضيته العادلة مهما هرول الحكام العرب إلى موالاة الكيان الصهيوني ، وبالتأكيد فإنّ حماس لم تخض مغامرة غير محسوبة في طوفان الأقصى كما أكده المحللون والناطق الرسمي باسم سرايا القدس ونائب الأمين العام لحماس ، وإنما تعي تمامًا نتائجها وما سيترتب عنها ، وهي خطوة أولى في حرب التحرير ان شاء الله وإذا كانت البيانات العربية باهتة ومهينة فان هناك من يمثل رأي الشعب العربي كحزب البعث الخالد والمنظمات الجماهيرية الغير حكومية وحراك جماهيري واسع  ،  ومن هذه الأصوات الخيرة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي مفتي عام سلطنة عمان الذي أشاد بما تبديه المقاومة الفلسطينية في مواجهة قوات الاحتلال (( الإسرائيلي )) بالرغم من موقف السلطنة الرسمي في ضل قابوس ومن تبعه والعلاقات الموجودة مع الصهاينة ، حيث دعا الله أن يوفق المقاومة الفلسطينية الباسلة في دفاعها عن حقوقها المشروعة واستبسالها في مواجهة العدو الغاشم المحتل وأنّ إشادة الشيخ أحمد بالمقاومة الفلسطينية في هذا الظرف بالذات له أهمية خاصة ، لأنّ هناك من مشايخ  الدولار ووعاظ السلاطين من حمّل حماس مسؤولية المجازر من باب الإلقاء بالنفس إلى التهلكة كما زعموا وهناك من رأى أنّ الدخول في حرب مع عدو قوي هو أقرب للانتحار، وحمّلوا المقاومة دماء كلّ الضحايا من أطفال ونساء ، وهي الأسطوانة التي نسمعها في كل معركة تقوم بها المقاومة ضد الاحتلال  ، وهنا لابد من القول من محاسن التطبيع العربي مع الكيان الصهيوني أنه أعطى درسًا للشعب الفلسطيني الصابر المحتسب لله جل علاه بأن يعتمد على نفسه وقدراته وهذا الذي حصل ، فلم يكن أمام المقاومة الفلسطيني إلا الاعتماد على الذات فلن يحمي الأرض والشرف والمقدسات إلا العنف الثوري حتى وإن سماه البعض الإرهاب ، فهو الحق الذي ورد في الشرائع السماوية والوضعية ومواثيق الأمم المتحدة  {{   وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (60) الانفال }}  ، أما الاعتماد على النظام العربي الرسمي وجامعة الدول العربية فهو مضيعة للوقت وظاهريًا لا نستطيع أن نتجاهل القوة  (( الإسرائيلية ))  الاجرامية  ، ولكن تجربة طوفان الأقصى أظهرت وكشفت من صدع رأس الجماهير بشعاراته ووعوده أمثال حسن نصر الله  الذي لم يحرك صواريخه بالرغم من المناشدة المتكررة من سرايا القدس وكتائب القسام  وحماس  بل اكتفى بمفرقعة ولا نقول بصاروخ او قذيفه تطلق في مناطق خاليه ويدعي ما يقوم به مجاهدي سرايا القدس في الجنوب اللبناني  ،  الكيان الصهيوني ثبت وبالملموس بأنه أوهن من بيت العنكبوت ، فأوضح رسالة وجهتها عملية طوفان الأقصى الجارف لمن لجأ إلى الكيان  (( الإسرائيلي )) من المدعين انهم العرب معتقدين أنهم في أمان وتحت حمايته ، فكلّ الأسلحة (( الإسرائيلية والمخابرات العسكرية والقبة الحديدية لم تمنع وقوع عملية كبرى بهذا الحجم  )) ، وهذا وحده إنذار للمهرولين والمطبعين ولمن يسارع فيهم ويقول  نخشى أن تصيبنا دائرة ، والواضح لمن يقرأ الأحداث بوعي  وبصيرة متفتحة أنّ الكلمة للشعوب مهما طال ظلام الليل فإن الصبح قريب، وضياء فجره اقترب  بإذن الله القوي العزيز   ، وهناك أمر لابد من الإشارة اليه {{ سينتقم الكيان الصهيوني وسيخذل حكام العرب وجامعة الدول العربية والسلطة الفلسطينية ، وسيعمل المتآمرون للقضاء على المقاومة }} ، ولكن لن يكون هناك نصر بدون تضحيات ، وأكرر ما قلته في أكثر من مقال إن على الشعب الفلسطيني أن يعتمد على نفسه ، فطوفان الأقصى قد عرى المطبعين  واحرج السلطة الفلسطينية المتمسكة باسلوا واللاهثة  وراء المنافع والمصالح وشعبها يذبح يوميا في المخيمات والقدس.

 

عاشت فلسطين حرة عربية

 

المجد والخلود للأكرم منا جميعا شهداء فلسطين والعروبة






الخميس ٤ ربيع الثاني ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٩ / تشرين الاول / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة