شبكة ذي قار
عـاجـل










الحرب الصهيونية الأمريكية على العرب والإسلام تحت عنوان الإرهاب أهدافها وأبعادها

زامل عبد

 

 الرئيس الأمريكي الأسبق المجرم بوش الابن أول من أعلن الحرب على الإرهاب عقب حادث 11 أيلول 2001 م دون تحديد ماهية هذا الإرهاب والتعريف القانوني له ، واعلن المجرم بوش الابن حملته الصليبية المقدسة انطلاقا من اعتقاده الديني المتطرف - المزيج بين النصرانية واليهودية المخالفة لنصوص التورات والانجيل - وتم الغزو والاحتلال الأمريكي لأفغانستان ثم العراق بعد تسويق الأكاذيب والتضليل الإعلامي  وخاصة ما يتعلق بالعراق  ، وخلال هذه الأحداث كشفت الشهادات الأمريكية عن أن المراد بالإرهاب هو الإسلام ، الإسلام المحمدي الرافض (( للحداثة الغربية والعلمانية الغربية والقيم الغربية على وجه الخصوص )) والتي يراد منها تجريد الإسلام من قيمه العليا وتسخيره لتحقيق الاجندة الامريكية الغربية من خلال تبني الأحزاب والحركات والتيارات المدعية اسلاميتها وحقيقتها ماهي الا تراكمات الحقد والكراهية والشعوبية التي تعرضت لها الامة العربية ما قبل وبعد الحرب الكونية الأولى والثانية والتي انتج الكيان المغتصب في فلسطين العربية بهويته الدينية العنصرية  ، لقد كتب المفكر الاستراتيجي الأمريكي فوكو ياما في العدد السنوي للنيوز ويك ( كانون الأول 2001 م – شباط 2002م )  يقول {{  إن الصراع الحالي ليس ببساطة ضد الإرهاب ، ولكنه ضد العقيدة الإسلامية الأصولية ، التي تقف ضد الحداثة الغربية وضد الدولة العلمانية ، وهذه الأيديولوجية الأصولية تمثل خطرا أكثر أساسية من الخطر الشيوعي ، والمطلوب هو حرب داخل الإسلام ، حتى يقبل الحداثة الغربية والعلمانية الغربية والمبدأ المسيحي -  دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله - }} ، ولقد فسر الرئيس الأمريكي الأسبق نيكسون في كتابه  -  الفرصة السانحة  -  مراد الأمريكان من (( الأصولية الإسلامية )) فقال {{  إنهم هم الذين يريدون بعث الحضارة الإسلامية ، وتطبيق الشريعة الإسلامية ، وجعل الإسلام دينا ودولة ، وهم وإن نظروا للماضي فإنهم يتخذون منه هداية للمستقبل ، فهم ليسوا محافظين ، ولكنهم ثوار  }} ، وعلى هدى هذه الشهادات قالت رئيسة الوزراء البريطانية الأسبق  مارجريت تاتشر {{  إن تحدي الإرهاب الإسلامي إنما يشمل حتى الذين أدانوا أحداث 11 أيلول 2001  وابن لادن وطالبان ، يشمل كل الذين يرفضون القيم الغربية ، وتتعارض مصالحهم مع الغرب }}  ، وكتب المستشرق الصهيوني برنارد لويس في النيوز ويك ( عدد 14 كانون الثاني 2004 ) يقول {{  إن إرهاب اليوم هو جزء من كفاح طويل بين الإسلام والغرب ، فالنظام الأخلاقي الذي يستند إليه الإسلام مختلف عما هو في المسيحية واليهودية الغربية ، وهذه الحرب هي حرب بين الأديان }} وكتب السيناتور الأمريكي جوزيف ليبرمان المرشح نائبا للرئيس في انتخابات الامريكية عام 2000 م  يقول {{ إنه لا حل مع الدول العربية والإسلامية إلا أن تفرض عليهم أمريكا القيم والنظم والسياسات التي تراها ضرورية ، فالشعارات التي أعلنتها أمريكا عند استقلالها لا تنتهي عند الحدود الأمريكية ، بل تتعداها إلى الدول الأخرى  }}  ومن خلال هذه المقتطفات من الشهادات  يتبين ان حقيقة الحرب الأمريكية على ما تدعيه (( الإرهاب )) حرب على الإسلام المحمدي ، وهنا لابد من الإشارة ان منهجية الإدارة الامريكية على ضوء ذلك  اتخذت منحى اخر وهو تبني الأحزاب والتيارات والحركات التي تدعي انها تتخذ من منهج ال البيت منهاجا لعملها  لتحقيق التغيرات السياسية في العراق وبلدان عربية اخرة  ،  كتب الصحفي الصهيوني الأمريكي توماس فريدمان اثناء تواجده في مدينة بيشاور إبان الغزو الأمريكي لأفغانستان  في صحيفة نيويورك تايمز يقول {{ إن الحرب الحقيقية في المنطقة الإسلامية هي في المدارس ، ولذلك يجب أن نفرغ من حملتنا العسكرية بسرعة ، ونعود مسلحين بالكتب المدرسية الحديثة ، لإقامة تربة جديدة ، وجيل جديد ، يقبل سياساتنا كما يحب شطائرنا ، وإلى أن يحدث هذا لن نجد أصدقاء لنا هناك  }}  ويعني بقوله هذا وضع المناهج التي تحقق أهدافهم  بالسيطرة على العقول وإيجاد القاعدة البشرية المتفاعلة مع أهدافهم ومنهجية التغيير وبعد أن نجحت أمريكا بالاعتمادات - المالية ان كانت عقوبات او منح ومساعدات والضغوط الدبلوماسية – في تغيير وتقليص المناهج الدراسية الإسلامية – في مدارس الكثير من البلاد العربية والإسلامية – ونشرت الهيرالدتريبيون الدولية مقالا للكاتب الأمريكي ستانلي أ. فأيس يحدد فيه الخيارات أمام العالم الإسلامي وهي {{  خيار العلمانية الأتاتوركية – الذي تريده أمريكا –  بدلا من خيار الأصولية الإسلامية  فقال إن حقيقة الحرب على الإرهاب تكمن في - هل ستقوم الدول الإسلامية باتباع النموذج الاجتماعي السياسي لتركيا  كدولة حديثة علمانية ؟  أو نموذج الأصولية الإسلامية ؟  }} اذن تلك هي حقيقة الحرب على الإرهاب التي أعلنتها أمريكا ، والتي جرى تعميمها على النطاق العالمي ، والتي وجهت نيرانها – الحربية والفكرية والإعلامية – إلى قوى التحرر الوطني ، الساعية إلى تحقيق الاستقلال الحضاري للشرق الإسلامي عن التبعية للنموذج الحضاري الغربي ، والتي أكدت الشهادات الغربية الموثقة أنها حرب على الإسلام إنها شهادات وحقائق جديرة بأن يتعلم منها العرب والمسلمين لتوقظ الغافلين ، ان ما تناولته أعلاه مورس بأبشع ابعاده في العراق 2003  وما قبلها بحصار جائر وعدوان ثلاثيني وهي حرب صليبية بامتياز واليوم تمارس بالألة الحربية الصهيونية واصطفاف أمريكا والغرب المتصهين ومن تحالف معهم بالعلن والسر لتحقيق المتغيرات ان كان على ارض من خلال التهجير القسري لأبناء فلسطين الغزاويين او أبناء الضفة الغربية  ليتحقق  الهدف بالدولة اليهودية على التراب الوطني الفلسطيني ما بين النهر والبحر وما يتلوه في ما بعد وفق الحلم الصهيوني ووفق خريطتهم التي تتصدر قاعة الكنيست -  البرلمان -  ارضك (( يا اسرائيل )) من الفرات الى النيل  ، والسؤال هل كان هذا حاضرا امام عيون واذهان حكام النظام العربي الرسمي في مؤتمر القاهرة للسلام  في 21 / 10 / 2023  ، واي سلام هم يؤمنون به  ؟

ستفشل كل مخططات ومناهج أعداء الامة العربية والإسلام المحمدي بفعل المؤمنين الواعين بأحقية القضية.

 

 






الاحد ٧ ربيع الثاني ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٢ / تشرين الاول / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة