شبكة ذي قار
عـاجـل










النظام العربي الرسمي الشريك الفاعل في العدوانية الصهيونية وحرب الإبادة الحالية في غزة   - الحلقة الأولى

زامل عبد

 

أبدأ كتابتي هذه المقالة  بقوله تعالى  في الآية 60 من سورة الانفال *  وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون *  ، وقوله تعالى في سورة المائدة – الآية 51  * أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ *  ،  وقول النبي العربي الهاشمي الامي المكي المضري العدناني محمد بن عبد الله صل الله عليه وأله خير البرية وسلم  ((  من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان  )) لأبين حقيقة الامر والدور الاجرامي الذي ارتكبه النظام العربي الرسمي منذ وعد بالفور المشؤوم 1917 ولليوم الذي يباد فيه الشعب الفلسطيني علننا وجهارا من قبل الصهاينة بدعم واسناد مباشر من نصارى يهود وحلفائهم الاقليمين والدوليين ، وهنا لابد من الوقوف عند أمر مهم كي لا يكون هناك التباس لدى البعض أن التأريخ وثق امرا مهما وحيويا وهو {{ كل من امن بالقضية العربية  تعرض ويتعرض الى كل أنواع العدوان الفكري والسلوكي من قوى الشر وانصارهم كما حصل ويحصل مع البعث الخالد من تزوير للحقائق وتجني على تجربته الرائدة في العراق ، أو استهداف النظام الوطني القومي في العراق ان كان وئدا لثورة الرابع عشر من رمضان - 8 شباط 1963 – او العدوان المبيت بعد ثورة 17 – 30 تموز 1968 بالحروب بالنيابة او المباشرة وصولا الى الغزو والاحتلالين 2003 واستهداف القيادة بكل أنواع الحقد والكراهية وصولا للاغتيال المبرمج تحت يافطة المحكمة الجنائية العليا التي شرعنها الصهيوني بريمر ومن والاه واتمر بأوامه ، أو ما حصل لليبيا واغتيال المرحوم معمر القذافي  }} ، فأقول ان اللعبة أو كما يصفها الكتاب والمحللين السيناريو واضحة المعالم والاهداف خلال العقود التي مضت فالإشارات بكل ألوان الطيف تتجمع في بؤرة واحدة وهي ان الصهيونية وسائرين بركبها إرهابا وخيانة يرون كل من يقاوم اجندتهم هم ارهابيون لابد من اجتثاثهم وهكذا نلاحظ اليوم في العدوان على قطاع غزة تحالفا إقليميا ودوليا يصطف خلف الكيان الصهيوني تحت عنوان الدفاع عن النفس ضد المقاومة الفلسطينية بالرغم من مشروعية منهجها المقاوم للاحتلال والاستيطان وفق كل القوانين والشرائع ، لقد تقاربت المواقف وباتت ملتحمة مع الموقف الصهيوني الغربي المعادي للقضية الفلسطينية والحق الإنساني لأبناء فلسطين في الحصول على حقوقهم الانسانية ، ويعيد كل ذلك إلى الذاكرة نفس المشاهد المتكررة منذ الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين 1948 وفتح ملف دور النظام العربي الرسمي الداعم لذلك الكيان المغتصب والاستيطاني من خلال ردود الأفعال التي يمكن وصفها استجداء وترجي وخضوع اعمى امام الإرادة الامريكية الغربية ، على عكس دور الشعب العربي من المحيط الى الخليج وجهاده من أجل فلسطين منذ وقوع جريمة الاغتصاب للتراب الفلسطيني وتقديم القرابين كي تبقى القضية الفلسطينية هي القضية المركزية  ، فالعودة الى تاريخ الصراع العربي الصهيوني  نجد ان هذا الملف متخم بمعلومات وحقائق كثيرة تدين النظام العربي الرسمي والأحزاب او التيارات او الحركات السياسية التي تم زرعت في الوطن العربي والتي لا ولن تعبر عن إرادة الامة العربية واحقية قضيتها ، ومن أولى الخيانات المتتالية الوثيقة الموقعة والمختومة بختم السلطان عبد العزيز بن عبد الرحمن السعود ونصها ((  بسم الله الرحمن الرحيم  -  انا السلطان عبد العزيز  بن عبد الرحمن السعود اقر واعترف الف مرة للسير برسي كوكس مندوب بريطانيا العظمى لا مانع عندي من ان اعطي فلسطين  للمساكين اليهود او غيرهم  وكما تراه بريطانيا التي لا اخرج عن رايها حتى تصبح الساعة  ))  - تم نشر هذه الوثيقة في مجلة الحرس السعودية المعارضة واصدرها تجمع علماء الحجاز في 21 تموز 1991 - ، وفي نيسان 1920 تفجرت ثورة العرب الأولى في فلسطين ضد الصهاينة والاحتلال البريطاني سقط فيها 4 شهداء فلسطينيين يمثلون في الذاكرة الفلسطينية طليعة الشهداء  والدور الاجرامي الذي مارسته بريطانيا من خلال انتدابها على فلسطين لتمرير وعد بالفور المشؤوم تمكن الصهاينة من إخماد تلك الثورة التي ما لبثت أن عاودت الاشتعال مرة أخرى في 20 آب 1929 واستمرت حتى العام 1936 حيث سطر الشعب الفلسطيني أثناءها بمساعدة الجماهير العربية  الواعية والمؤمنة بقدر الامة  ومنهم مجاهدي حركة الاحياء العربي المتطوعين في – حركة نصرة فلسطين  - أروع صور البطولة والفداء وقدم العشرات من الشهداء وفي مقدمتهم الشيخ عز الدين القسام والشيخ موسى كاظم الحسيني ، وقدم عشرات المطرودين خارج فلسطين ومئات المعتقلين دون أن يفت ذلك في عضدها ولم تهدأ تلك الثورة ، حتى اشتعلت ثورة أشد وأقوى هي ثورة العرب الكبرى عام 1936 التي استمرت سبعة أشهر من نيسان حتى تشرين الأول من نفس السنة ، خاض الفلسطينيون فيها جهادا مسلحا ألقى الرعب في قلوب الصهاينة ومعهم المستعمر البريطاني ، ولم يوقف لهيب تلك الثورة إلا تدخل الزعماء العرب الذين ألقوا بثقلهم لإقناع الثوار بوقف ثورتهم ضامنين لهم تحقيق العدل وإقرار الحق الفلسطيني ( وهذه باكورة الخيانة وانتهاك حق الشعب العربي الفلسطيني )  حيث قال الحكام  في رسالتهم إلى أهل فلسطين  ((  ندعوكم إلى الإخلاد إلى السكينة حقنا للدماء ، معتمدين على حسن نوايا صديقتنا الحكومة البريطانية ورغبتها المعلنة لتحقيق العدل ))  كما ورد في  - كتاب محاضرات في تاريخ قضية فلسطين ص 186 -  وهكذا أطفئت الثورة بأيدي الحكام العرب  التي وثقت في الصديقة  بل ولي الامر بريطانيا ،  {{  ويتكرر المشهد اليوم بمهزلة مؤتمر القاهرة للسلام في 21 تشرين الأول 2023  وجملة التصريحات التي تنص على عدم توسيع دائرة الصراع خارج غزة والضغط على المقاومة لنزع سلاحها وتجريدها من قوتها سعيا لحماية الكيان الصهيوني بل تجاسر البعض منهم بوصف المقاومين في غزة بالإرهاب والمطالبة بحماية المدنيين الصهاينة ناسيا بل متعمدا بالتناسي بان هؤلاء ما هم الا جنود احتياط  تواجدهم في المستعمرات الاستيطانية في غلاف غزه والضفة الغربية الغرض منه قتل الفلسطينيين وضم التراب الفلسطيني الى ما تم اغتصابه سنة 1948 تحت عنوان (( الدولة الإسرائيلية ))  }} وبفعل الدور المرسوم للحكام العرب والتي منيت فيها الجيوش العربية في حرب 1948 بالهزيمة  ، وتمكن المجاهدون ومعهم بعض فصائل الجيوش العربية التي تمردت على حكوماتها انطلاقا من الشعور القومي والولاء لقدر الامة  من حصار القدس وداخلها مائة ألف يهودي ، وكاد هذا الحصار يحول الكفة لصالح الجيوش العربية ، حيث تمكن المحاصرون من جنود الجيش العربي وقوات المجاهد أحمد عبد العزيز من عدم وصول الإمدادات والتموين للصهاينة فتسرب الجوع بعد العطش إلى تلك المدينة المكتظة والمهمة وكان العالم كله يتوقع سقوط المدينة في يد العرب بين لحظة وأخرى ، ولا سيما بعد أن فشلت مساعي مندوب الصليب الأحمر في إدخال المياه إلى القدس ووسط دوي المدافع ، وبينما كانت برقيات الاستغاثة تغادر القدس إلى تل أبيب وإثر مظاهرات اليهود فيها طالبين السلم وإلقاء السلاح ، تقدمت بريطانيا إلى مجلس الأمن تطلب وقف القتال أربعة أسابيع والتعهد بعدم إرسال محاربين ومواد حربية إلى فلسطين في هذه الفترة ، وتطبيق مادة العقوبات العسكرية والاقتصادية على من يخالف الأمر ففي 29 أيار 1948 وافق مجلس الأمن على هذا القرار وأعلنت الحكومة البريطانية أنها ستتوقف عن إرسال الأسلحة إلى الدول العربية المرتبطة معها في معاهدات وهي  -  مصر والأردن والعراق  -  وهذا  {  نفس الدور الذي تقوم به أمريكا والغرب من خلال مجلس الامن ومقترحات يراد منها كسب الوقت ليحقق نتنياهو وحكومته برنامجهم بإخلاء غزه من شعبها بالتهجير القسري والإبادة الجماعية}..

يتبع بالحلقة الأخيرة

 






الخميس ١٨ ربيع الثاني ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٢ / تشرين الثاني / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة