شبكة ذي قار
عـاجـل










النظام العربي الرسمي الشريك الفاعل في العدوانية الصهيونية وحرب الإبادة الحالية في غزة - الحلقة الأخيرة

زامل عبد

 

مندوبو الدول العربية وبعد مناقشات طويلة وافقوا على قرار مجلس الأمن ( الهدنة ) فكان ذلك بداية النصر للصهاينة بعد إنقاذهم من هلاك محقق ، وذلك بشهادة القنصل الأميركي في القدس في ذلك الوقت ، إذ يقول بالنص ((  إن قرار مجلس الأمن الذي فرض الهدنة الأولى هو وحده الذي خلّص اليهود وحال دون سحقهم على أيدي الجيوش العربية ))  يمكن مراجعة كتاب ( نجم جديد في الشرق الأوسط – كنيت بلبيس  25 ) بل إن الإرهابي مناحيم بيغين زعيم عصابة الأرغون زفاي ليومي - في ذلك الوقت - يتحدث عن تلك الواقعة صراحة في مذكراته قائلا  ((   تواردت الأنباء من جميع المدن والمستعمرات اليهودية بأن الشعب اليهودي أصابه الخوف ، خصوصا أهل القدس الذين شهدوا فشل القوات اليهودية في فتح باب الواد وتموينهم ، وكان الجيش العربي قد بدأ يقصف أحيانا بمدافعه الثقيلة فجعل الشعب اليهودي يقوم بالمظاهرات الصاخبة داعيا إلى إنهاء الحرب بأي ثمن ، وعندما طلب إليّ بن غوريون الذهاب للقدس فوصلتها والشعب اليهودي فيها ثائر يطالب الخلاص ، فأعلنت الأحكام العرفية ، ومنعتُ التجول ، ووضعت الشبان في الخطوط الأمامية للدفاع  ولكن لا سلاح ولا عتاد ولا غذاء ولا مال إلا قنابل الأعداء ، وكانت الدوائر الصهيونية تعمل على إرسال رسول سلام إلى فلسطين وعقد هدنة مؤقتة تتلاشى معها الفضيحة الكبرى ، وتمت الهدنة ، فجئنا إلى يهود القدس بالطعام وبعض الماء ، واستعددنا وجلبنا السلاح والعتاد والمتطوعين والمحاربين من الخارج  ))  وقد ورد في كتاب كارثة فلسطين ص 203 الاتي (( ولا تعليق لنا إلا تعليق مؤرخ عربي كان يتولى موقعا قياديا في حرب فلسطين { اعتقد انه يقصد الضابط العراقي المغوار محمود شيت خطاب الموصلي الذي اشترك في معركة جنين 1948  والقى قصيدته  -  جنين -  بعد ان دفنوا شهداء الجيش العراقي والبالغ عددهم 207  - } وهو يتحدث عن قبول الحكومات العربية لتلك الهدنة قائلا -  ليس لي إلا أن أصفهما بالجريمة الكبرى ، وهي أخف وصف يمكن أن توصف به موافقة الجامعة العربية على شروط الهدنة  -  ))  ، تجدد القتال مرة أخرى بعد انتهاء الهدنة في 9 حزيران 1948 ، ولكن كان الميزان قد تغير وحدثت الكارثة الكبرى وانهزمت الجيوش العربية مجتمعة أمام العصابات الصهيونية ، ولم يصمد في الميدان إلا مجاهدو الشعب الفلسطيني ومعهم المجاهدين الإسلاميين بعروبتهم والمواطنين الشرفاء الذين صمدوا وسطروا بطولات خارقة أفزعت العدو الصهيوني والنظام الدولي ، فكان الأمر من حكومة النقراشي باشا  -   محمود فهمي النقراشي باشا هو رئيس وزراء مصري ، ومن قادة ثورة 1919 في مصر ترأّس الوزارة مرتين  -  بسحب المجاهدين المصرين من ساحات الجهاد في فلسطين عام 1948 إلى حيث ألقي بهم في غياهب السجون ، وحدث ما حدث وهو عين ما يجري اليوم في مصر واقطار عربية أخرى وتتناسى الكثير من الأنظمة وهي تتحرك لوأد الحركة الشعبية أنها تُفقد وطن واحدا من أهم مقومات صموده إذا تهاوى يمكن أن تتهاوى معه مقومات وطنية كثيرة أمام مد المشروع الصهيوني ، ومن ابرز أدوار خيانة النظام العربي الرسمي للقضية الفلسطينية وقضايا الامة العربية  ما بعد النكبة الأولى 1948 والثانية في 5 حزيران 1967 قيام محمد أنور السادات بزيارة الكيان الصهيوني عام 1977 والقاء خطاب الذل والعار في الكنيست – البرلمان الصهيوني -  ففتحت الأبواب على مصراعيها للمتخاذلين المتصهينين ان يعلنوا مواقفهم وهرولتهم نحو العدو ليمكنوه من أبناء فلسطين وتم جعل القضية العربية المركزية ما هي الا نزاع فلسطيني (( إسرائيلي ))  وكل القوى المعارضة للصلح مع العدو وفي مقدمتها الحركة الإسلامية في فلسطين قبل ان تتحول بعض قياداتها الى الاصطفاف مع النظام الصفوي الجديد في ايران الذي لا يقل شره وبرنامجه خطورة عن شر وبرنامج نصارى يهود  -  تحت تبرير بسبب تخلي العرب عنهم  - ،  تتعرض لحملات منتظمة بغية تصفيتها أو على الأقل شل حركتها ، وان ما قام به حزب الله اللبناني في الجنوب من منع الفصائل الفلسطينية من القيام بعملياتها ضد الصهاينة بل القبض عليهم وتسليمهم للعدو وفق اتفاقات سرية  ، أو ما حصل في الأراضي الفلسطينية المحتلة من قبل السلطة الفلسطينية  ، فالسؤال هل هذه الحرب الشاملة والمتواصلة على القوى المعارضة للصلح مع العدو تصب في خانة تحرير فلسطين أم التمكين للصهاينة منها ؟  وعندما صُنعت السلطة الفلسطينية 1993 جاءت بمهمة واحدة -  ثمنا لإيجادها وعربونا لبقائها  -  وهي اقتلاع جذور الحركة الإسلامية الفلسطينية وهو ما فشل فيه الصهاينة ، وقد حاولت السلطة لكنها فوجئت أن المطلوب منها هو اقتلاع الشعب الفلسطيني نفسه وليس مجموعة أفراد فتوقفت ، فكان عقابها الذي عايناه حين قام شارون بحصار عرفات ثم القضاء عليه بعد اجتياح شرس للضفة الغربية عام 2002  لكنه قوبل يومها بكثير من المفاجآت تجلت في مقاومة الشعب الفلسطيني والملاحظ أن الحملات الحكومية لتصفية الحركة الشعبية المجاهدة تنطلق دائما تحت شعار  محاربة الإرهاب ، وهو نفس شعار العدو الصهيوني في حروبه المتواصلة ضد أهلنا في فلسطين وفي الوقت نفسه ما زالت سلطة عباس تمنع إرسال ما لديها من شحنات دواء إلى غزة ويرى ابراهيم غريشى أن   صواريخ المقاومة التي تطلق من غزة على (( إسرائيل )) هي جريمة ضد الإنسانية  ويحق الدفاع عن النفس وبهذا القول فانه يمنع أبناء جلدته من حق الدفاع عن النفس والمطالبة بالحقوق المغتصبة والمسلوبة  ولا اريد تناول موقف حكومة أبناء زايد وما قالته وزيرتهم – الهاشمي -  في مجلس الامن نصرة للصهيونية وتنفيذا لإرادة حكامها ، او قائد قوة البحرين الجوية وظهوره الذليل في فلسطين المحتلة بإحدى القواعد الجوية والسؤال هل الطيارين البحرانيين ينفذون الجريمة بحق الشعب الفلسطيني في غزه تنفيذا للاتفاقية العسكرية مع الكيان الصهيوني  ، وتناقلت بعض الاخبار مشاركة الطيارين الاماراتيين بالجريمة وهو نفس الدور الذي قاموا به بعدوان نصارى يهود على العراق 1991 – 2003  ، اما النظام المصري فدوره مشين لان بوابة رفح المصرية - رئة غزة الوحيدة على العالم - أحكم إغلاقها إمعانا في الحصار الصهيوني الأمريكي الغربي على الشعب الغزاوي ، وقد زاد العديد من المحللين السياسيين الصهاينة الأمر وضوحا بتأكيد أن (( إسرائيل تضرب غزة بتنسيق مع الحكومة المصرية ، وهناك مصلحة مشتركه لمصر وإسرائيل )) وان تظاهر السيسي ونظامه بالتعاطف مع الفلسطينيين ويرفضون التهجير القسري  ، وهكذا الامر في الأردن  وما عبر الملك بخطابه يوم 21 تشرين الأول  2023 هو هو ذات المنهج والاتجاه  ، فان كان الحكام عازمون على وقف المجزرة الصهيونية الامريكية الغربية في غزة والباقي التراب الفلسطيني لكان فعلهم بالحد الأدنى طرد سفراء الكيان الصهيوني من عواصم المطبعين  وتجميد العلاقة مع أمريكا والغرب ومنع وصول النفط والغاز الى أمريكا واوربا وإعادة النظر بكل الاتفاقيات الاقتصادية  وبهذا الاجراء وان كان الحد الأدنى وليس اعلان حالة الحرب وفق ميثاق جامعة الدول العربية ومعاهدة الدفاع العربي المشترك  سيتم حقن الدم الفلسطيني واجبار العدو بالتوقف عن مجزرته  وتدميره غزة..

لا ولن يتمكن الصهاينة ونصارى يهود  والمتخاذلين من تحقيق هدفهم القضاء على القضية العربية المركزية وضياع فلسطين مادام هناك غذاء روحي بفكر قومي ايماني وطفل فلسطيني يخرج من بين الأنقاض وهو رافعا" سبابته وعلامة النصر.

 






الخميس ١٨ ربيع الثاني ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٢ / تشرين الثاني / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة