شبكة ذي قار
عـاجـل










غزة تنزف وتجرف ولم تهتز شوارب حكام النظام العربي والمدعين بتحرير القدس

زامل عبد

 

قبل الكتابة في الموضوع لابد من المرور على امر يبين الأهمية التاريخية   والاستراتيجية لغَزة العروبة وليس قطاع فلسطيني ، هناك من الكتاب احسن الوصف والتعبير فقال ((  غزه شجرة سنديان لا تنحني ووردة لا تذبل وشوكة عصية على الكسر )) اذن غزة دماؤها تنتصر على السيف والسياف مهما كان تعطشه الى الجريمة بأبشع أساليب تنفيذها ، غزة أو عَزة العرب نعم كل العرب وليس اخوتنا الفلسطينيين فقط وأطلق عليها قدماء المصريين اسم بوابة كنعان  ،  فمصر منذ البدايات كانت تنظر إليها حيث تشرق الشمس فمن أراد دخول مصر كان عليه المرور بغزة ، وعندما نظرت مصر إلى بلاد الشام كانت غزة بوابتها هكذا يمكننا اختصار تاريخ طويل يمتد إلى أكثر من خمسة آلاف عام  في تاريخ هذه المدينة الصامدة والتي ستنتصر باذن الله عاجلا أو اجلا ، هي وشقيقاتها المدن الفلسطينية الأخرى  ، وغزة بناها قدماء المصريين قلعة لحماية البلاد من الغزاة ، وقاعدة للانطلاق نحو بلاد الشام وساحلها وكانت أيضا طريق مرور القوافل التجارية الآتية من الساحل الشامي ، وغزة عرفت كل ممالك العصور القديمة { قدماء المصريين والفرس والآشوريون والبابليون والإغريق والرومان ومن جاء من بعدهم كانوا جميعهم عابرين في تاريخها وكل الغزاة عملوا على تدميرها علهم يستبدلون بتاريخها الحقيقي تاريخا مزيفا } ومنذ عام 637 ميلادية إلى يومنا هذا كسبت المدينة كما الإقليم كله – فلسطين - الهوية العربية رغم  من جاء من جاء ورحل من رحل من الغزاة ، لكنهم جميعهم بقوا كلمات باهتة في تاريخ ثري بقيمتها وهويتها العربية  ، كما لابد من التوكيد على امر عندما أتاها العرب  بقيادة كل من خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وضموها للخلافة الراشدة في عهد الخليفة الأول لم يمسسها أي أذى حتى من حارب من أهلها إلى جانب البيزنطيين نالوا الحرية وحماية الجيش الإسلامي المحرر لها  ، أما في تاريخنا الحديث وخاصة ما بعد النكبة الأولى 1948 وما اعقبها نجد من غزة انطلق العمل الفدائي أيام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وبقيادة الشهيد مصطفى حافظ أحد ضباط الجيش المصري الذي انتدبه الرئيس الراحل لإطلاق العمل الفدائي ضد (( إسرائيل )) وفي النكبة الثانية الخامس من حزيران 1967 احتلت من قبل الصهاينة وعملوا بكل ما يستطيعون لتكون ساترا دفاعيا امام أي تحرك مصري او عربي  ان كانت هناك إرادة لدى النظام العربي الرسمي لأنهاء العدوان الصهيوني وإعادة الحق العربي المسلوب في فلسطين بفعل الزمن الرديء الذي حققه النظام العربي الرديء والتأمر الأمريكي والغربي بفكر صليبي ومن ساندهم او اصطف معهم تحالفا علني او خفي  ، وبفعل المقاومة الغزاوية الشرسة وصلابة المجاهدين والخسائر التي حلت بالجيش الصهيوني ارغم الصهاينة ان يسلموا بالأمر الواقع  ويقرروا الانسحاب من غزة  بعد ان اكملوا بناء مستعمراتهم  تحت عنوان المستوطنات لتكون بحكم الثكنات العسكرية الى تمنع أي تهديد للأمن الصهيوني ، وكانت هناك مسارات للتهدئة  تبنتها كل من مصر ما بعد السادات والى اليوم وقطر بدعم واسناد مشايخ دويلات الخليج وتوجيه سعودي ، وتمكن نظام ولاية الفقيه من التغلغل في صفوف المقاومة الغزاوية وخاصة حماس بالرغم من التناقض الفكري العقائدي وما بعد ذلك من توجيه البوصلة الى الانشقاق ولتكون الند للسلطة الفلسطينية ما بعد المرحوم ياسر عرفات وخاصة عند تولي محمود عباس القيادة { محمود عباس ميرزا رضائي بهائي – إيراني من نسل عباس افندي ابن حسين علي بهاء  الذي انتقلت عائلته من طهران الى حيفا المحتلة شمال فلسطين } ولا غرابه بذلك لان الفرس همهم وغايتهم الأولية التواجد ومد النفوذ حتى وان كان هناك من ينتمي اليهم من حيث الأصول  ولم يكن له الدور المؤثر والفاعل ، فبعد انتهاء تهدئة التي تم التوصل إليها بين حركة المقاومة الإسلامية  - حماس -  من جهة و(( إسرائيل )) من جهة أخرى برعاية مصرية وقطرية ولم يلتزم  الصهاينة باستحقاقاته منها فيما يتعلق برفع الحصار الذي يفرضه على قطاع غزة  برا وبحرا وجو ويرتكب من جرائم الحرب والمذابح من قبل جيش الاحتلال (( الإسرائيلي ))  في حق الفلسطينيين تحصل عمليات القصف بالصواريخ معدودة ويقابل ذلك الرد بعمليات صهيونية ك - الجرف الصامد -  و عملية -  الرصاص المصبوب -   بعد اغتال جيش الاحتلال 6 مسلحين من حركة حماس إثر غارة جوية على القطاع  ، وعملية - عامود السحاب -  ،  وقد قابلت ذلك  حماس بان نيتها متابعة القتال إلى أن توقف (( إسرائيل )) هجماتها وتنهي الحصار المفروض على القطاع  وكان الفعل الصاعق عملية طوفان الأقصى  الذي افقد الصهاينة عقولهم لأنها حطمت عنجهيتهم وزرعت الرعب بين الجند والسياسيين  فكان الرد الذي لم يتوقف رغم بل يزداد بشاعة يوم بعد يوم  بفعل صمت حكام النظام العربي  ولم تكن ردود الفعال الجماهيرية بالمستوى الشعبي المطلوب وخاصة في مصر والأردن لإلزام الحكام بفتح الحدود امام الزحف الجماهيري وان تطلب الامر وان تكون هناك تضحيات  اجتياز الحدود عنوة ، أكدت تقارير منظمة هيومن رايس ووتش استخدام (( إسرائيل )) لأسلحة فسفورية وهى من الأسلحة المحرمة دوليا ، في هذه العملية وما سبقها في عملية عامود السحاب بعدوانها على أبناء غزة  واقرب شاهد جريمة مدينة ومخيم جباليا مساء يوم 31 تشرين الأول 2023 باستخدام 6 قنابل وزن الواحدة منها طن من المتفجرات فكانت النتيجة جريمة أخرى بعد مستشفى المعمداني ب400 شهيد وجريح غير المفقودين والذين هم تحت الأنقاض وكان تبرير الصهاينة لتدمير الانفاق للقضاء على حماس واعقب هذه الجريمة تجريف الأرض والشوارع والازقة والابنية لتتحول جباليا ومخيمها الى انقاض ، فألم يكن هذا السلوك والفعل الأرض المحروقة  ؟  ومازال الحكام العرب صم بكم لا يتكلمون فتف على شواربكم وعقلكم وكوفياتكم ولحاياكم أيها المجرمون الضالعون بالجريمة بكل معاني الفعل والتعبير ، والنظام الإيراني وذيوله الذين صم اسماعنا بشعاراتهم  بحرق (( اسرائيل )) وازالتها من الخريطة  وتحرير القدس  لم يفعلوا أي فعل من الرد الخماسي الذي ادعوه سوى مسيرات تطلق وصواريخ متفق فيما بين حزب اللات والصهاينة ان تكون في أماكن مكشوفه يقابلها الرد كذلك  وفق لما يسمى -  قواعد اشتباك - ،  الذي يقوم على فكرة التوازن في الأعمال الحربية  ومن اجل اعماء البصيرة دجلا وتضليلا يرفعون الصوت الان انتظارا لكلمة ما يسمى سيد المقاومة التي مهدوا لها ليلة 2 تشرين الثاني 2023 بذات مفردات الاتفاق الغير موقع بين حسن نصر الله وحلفائه الصهاينة  فيا ترى هل سيقول حربا شامله ام يضع شرط  لعدم توسيع الصراع  وقد أشار بشكل واخر الصهيوني لنكتن وزير الخارجية الامريكية وهو يتهيأ للذهاب الى (( اسرائيل )) والأردن ولربما الى مصر والسعودية ليكمل مفردات اللعبة ،  والسؤال اين الرد من حكام النظام العربي والمدعين بتحرير القدس وشمال غزة تعمل (( اسرائيل )) فصله عن الجنوب لإجبار الغزاويين النزوح القصري لتحقق الجريمة الكبرى بتوطينهم في سيناء وان تظاهر السيسي بالممانعة الا انه في الأخير  يقول لا نتمكن من التصادم مع الإرادة الدولية في القرار الذي سيصدره مجلس الامن الأمريكي الصهيوني - ليس مجلس الامن الدولي  -  وهكذا الحال مع الأردن التي يعتبرها الصهاينة هي موطن أبناء الضفة الغربية لتنتهي اللعبة  وتنتهي فلسطين وتتم الجهات ذات العلاقة ازالتها من الاطلس الدولي ، فتف على كل بقعة من اجسادكم يا حكام ويقيننا بان جذوركم غير عربية ولا إسلامية  فيها نقاوة الايمان ، ألا لعنة الله عليكم أيها المتواطئون الأذلاء بكل معنى الذل والهوان.

 

النصر المؤزر حليف المؤمنين الصادقين المحتسبين لله الواحد الاحد.






السبت ٢٠ ربيع الثاني ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٤ / تشرين الثاني / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة