شبكة ذي قار
عـاجـل










غزو واحتلال العراق سنة 2003  تظهر نتائجه في جرائم أمريكا والغرب المتصهين في غزة اليوم

 

زامل عبد

 

بمقالتي - غزة تنزف وتجرف ولم تهتز شوارب حكام النظام العربي والمدعين بتحرير القدس -  تناولت  بإيجاز النظام العربي الرسمي ودوره الخياني التأمري وكيف مكن أمريكا ونصارى يهود ومن تحالف معهم من تحقيق اجندتها الشريرة التي تنصب بمنع الامة العربية من امتلاك مقومات القدرة على التصدي ومقاومة كل اشكال التأمر وخاصة على القضية الفلسطينية التي هي القضية المركزية والمنصفين يرون أن الهدف الاستراتيجي للعدوان لأميركي 2003  لا يتعلق بحرية العراق أو إزالة النظام السياسي الذي يدعون انه نظاما شموليا مارس أنواع من الاضطهاد والحرمان وهذا ظلم وعدوان وتجني على التاريخ  وما تحقق للعراقيين بمختلف انتماءاتهم القومية والدينية من إنجازات ومكاسب وتنمية ، ما عدى من خان الوطن وارتمى في دهاليز العمالة والتبعية للاجنبي  ،  أو إعادة الحرية أو الديمقراطية  كما يدعون للعراقيين  ولتكون التجربة العراقية بنظامه الجديد مابعد 2003 نموذجا في المنطقة -  و يالها من مستنقع للرذيلة والفساد والافساد والتبعية -  ،  وعند أصحاب البصيرة والرؤية الثاقبة والمؤمنين الصادقين بانتمائهم للامة الهدف من العدوان والاحتلالين ما ورد بالوثائق الاستراتيجية التي تسربت او اعترف بها الفاعلين في معاهد التحليل والتخطيط الامريكية والتي تؤدي إلى تغيير خرائط المنطقة وتأكيد حقائق الهيمنة الأميركية في الأبعاد الثقافية والعسكرية والاقتصادية من خلال  {   تثبيت الوجود العسكري الأميركي المباشر المسيطر على ثروات النفط العربية من جهة والموزع عسكريا بما يحقق السيطرة من جهة أخرى ، تغيير النظم العربية والإسلامية التي لا تتوافق والإرادة الامريكية أو المهددة للهيمنة الامريكية ،  تغيير النظم الثقافية المعادية لأمريكا والصهيونية وإبدالها بالأنماط الاستهلاكية المعلومة  ،  فرض التسوية السياسية بحل القضية الفلسطينية وبخسائر قليلة وجعل التضحية باللاجئين الفلسطينيين وإنهاء الصراع العربي الصهيوني  ، والقبول بالوجود الصهيوني بتعميم أنماط التطبيع السياسي والثقافي من جهة والارتباط المصلحي والاقتصادي من جهة أخرى، والقضاء على ظواهر المقاومة الفلسطينية أو مقوماتها أو الداعمين لها من جهة ثالثة  } والسؤال الذي يجب طرحه هنا لماذا العراق ؟ ، والجواب نجده واضح وجلي في كل التحركات الامريكية البريطانية  ومن تحالف معهم وأول اهداف تحركهم العدواني تحقيق الامن (( لإسرائيل )) ، وإعادة تشكيلة العراق السياسة - العملية السياسية  -  واستغلال ثرواته وجعلها منطلقا أميركيا لترتيب المنطقة وإعادة رسمها من جهة وإعادة تشكيل العلاقات الدولية وتحدي كل الأنظمة التي لا تتوافق مع هذا التوجه إما لتحجيمها أو لإنهائها ، ويطمع الكيان الصهيوني من وراء تحقق هذا المخطط إنجاز ستة أهداف مترابطة (( اعتراف بالوجود ، إنهاء للصراع وفرض شروط التسوية ، اختراق للمنطقة ، تحييد للتهديدات الخارجية ، إسكات للمقاومة الداخلية )) وفي ضوء ذلك نستطيع القول إن تحقيق الأهداف الأمريكية يعتمد على  {{  خيار السيطرة والتسوية والذي تم ترجمة ذلك  بصفقة القرن والديانة الإبراهيمية التي سارع أبناء زايد وملك البحرين  وملك المغرب  وحكام السودان ما بعد البشير  واخرين مهرولين بالذل والخنوع للاستجابة الى أوامر ولي الامر الأمريكي لينعكس ذلك على القضية الفلسطينية فسيكون أشد سوءًا من حيث ضرب المقاومة الفلسطينية الرافضة لا وسلوا وما اعقبها  وفرض شروط تسوية مذلة تستهدف بالأساس حقوق اللاجئين الفلسطينيين  ، أما حكام العرب الآملون بالضغط الأميركي على (( الإسرائيليين )) لقبول شروط تسوية معقولة وفق مبادرة السعودية التي قدمها الملك عبد الله -  الأرض مقابل السلام - ناسين ومتناسين ان مبادرتهم ستكون صعبة المنال لان الإدارة الامريكية الديمقراطية والجمهورية تؤمن ايمان كامل بأهداف واجندة الصهيونية }} عموما فشل هذا الخيار سيكون نصرا كبيرا للمقاومة الفلسطينية وربما يستعجل الصهاينة هنا بالتقدم لتسوية عاجلة بسخاء أكبر يمكنهم من استباق نتائج الهزيمة الأميركية ، وسيكون من الخطورة هنا أن تتجاوب فئة من أبناء شعبنا  العربي بفعل التضليل والخداع  ، او من يطرح نفسه كمحرر للقدس وفلسطين عامه  كحزب الله اللبناني  والفصائل المليشياوية في العراق  واليمن  وسوريا وسيدهم ولي الفقيه خامنئي مع هذا الخيار مع ثقتنا بأن صوت المقاومة الفلسطينية سيكون أعلى من تلك الطائفة  ،  وهنا لابد من التأكيد على انتعاش المقاومة الفلسطينية و تصاعدها في الداخل وهنا ربما تدفع (( إسرائيل )) أثمانا خارجية تزيد من دفعها للثمن من خلال ضرب لمصالحها المشمولة ضمنا بالمصالح الأميركية وكانت عملية طوفان الأقصى  ونتائجها العسكرية والمعلوماتية والنفسية – المعنوية -  بحكم الصاعقة التي اذهلت الخرف بايدن وادارته وكل انصار  الكيان الصهيوني  -  بريطانيا وألمانيا وفرنسا  وغيرهم –  وبالتأكيد سينعكس ذلك على المطبعين المتخاذلين  وامتحان لمن كان يرفع صوته بنصرة المقاومة الفلسطينية  ، وبين بيان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي في 3 / 11 / 2023  ذلك  ((  إن هذا النظام الرسمي العربي ، الذي تحالف مع أميركا ومن لف لفها يوم شنت الحرب على العراق ، وساهمت باحتلاله واسقاط نظامه الوطني وهي خيانة موصوفة بمقاييس الانتماء القومي ، يكرر اليوم تآمره بالوقوف متفرجاً على حرب الإبادة التي تتعرض لها غزة والقمع المتصاعد في الضفة ،  وأمام هول المجازر التي ترتكب بحق غزة ، أفلا يستحق أهلها ، موقفاً رسمياً عربياً داعماً ، واسناداً مادياً يمكنهم من الصمود في مواجهة آلة الحرب الصهيونية ؟  ، ألم يتعظ حكام النظام الرسمي العربي من نتائج تآمرهم على العراق ، وكيف انكشف الوطن العربي أمام أطماع القوى الإقليمية والدولية التي تناصب العروبة العداء ، وهاهم اليوم يؤكلون من تحالف الشعوبية مع الصهيو- أميركية ، لكن الحقيقة التي لابد من قولها هي إنهم لم يؤكلوا اليوم  ، وإنما أكلوا يوم أُكل العراق وبات لقمة سائغة للاحتلال الأميركي - الإيراني المركب  ، إن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، وهي تدين بشدة موقف النظام الرسمي العربي حيال موقفه من العدوان الصهيوني الحالي والذي لن يكون الأخير طالما بقيت المقاومة في فلسطين تنبض بالحياة وطالما بقيت جماهير شعبنا متشبثة بالأرض رغم ما تتعرض له من مجازر، هي على يقين بأن الصراع سيبقى مفتوحاً على مصراعيه ، وانطلاقاً من كون فلسطين وإن اعتبرت هدفاً أولياً للحركة الصهيونية ومشروعها الاستعماري الاستيطاني ، فإن الأمة العربية بمداها القومي الشامل هي الهدف النهائي . لهذا فإن الأمة إذا لم تتقدم للقتال على الأرض في فلسطين، فإن المعارك القادمة ستكون في العمق القومي إذا ما قيض للمشروع الصهيوني أن يستكمل قضم وتهويد كل فلسطين ، من هنا فإن الحرب الدائرة على أرض فلسطين حالياً هي جولة من جولات المواجهة المفتوحة ، وجماهير فلسطين وقواها المقاومة تستحق دعماً واسناداً ، وكان يفترض بالنظام الرسمي العربي لو امتلك أطرافه ذرة من الوطنية والالتزام القومي، المبادرة إلى إيقاف العمل بالاتفاقيات المعقودة مع العدو ووقف مسار التطبيع ، وتوظيف القدرات والإمكانات العربية في الضغط على الدول التي تساند العدو وتعطّل أية إمكانية لإدانة سلوكه العدواني كما حصل في مجلس الأمن الدولي  وهذا لم يحصل لأن فاقد الشيء لا يعطيه ، إن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي التي تعي جيداً طبيعة النظام الرسمي العربي لا تراهن على موقف إيجابي منه لمصلحة فلسطين وقضيتها ومقاومتها لأنه مرتهن لمواقع التقرير الدولي والإقليمي وينفذ املاءاته وتوجيهاته. كما إنها لا تراهن على موقف النظام الدولي الذي تحكمه ازدواجية المعايير بكل ما يتعلق بالقضايا العربية وخاصة قضية فلسطين، لأن هذا النظام الذي كان بمثابة القابلة السياسية التي أشرفت على ولادة هذا الكيان الغاصب ومنحته" شرعية دولية " يوفر له كل وسائط الدعم والحماية من أية إدانة دولية على جرائمه بحق شعب فلسطين.  وعليه فإن الرهان الأساسي  يبقى على جماهير الأمة العربية ، التي نزلت إلى  الشوارع والميادين انتصاراً لفلسطين وثورتها ودعماً لمقاومتها وإن استمرار تحركها بزخم وحضور ميدانيين  هو الذي يوجه رسالة إلى جماهير  فلسطين بأن الأمة العربية بقواها الجماهيرية هي حضنها القومي الدافئ ، وإن انتفاضاتها الشعبية ضد نظم التطبيع والاستبداد والرجعية  هي الكفيلة بفرض معطيات التغيير ضد المنظومات الحاكمة وهي المؤهلة لمحاكاة  الرأي العام العالمي الذي هاله  الانتهاك الخطير لحقوق الإنسان في فلسطين وبانت له "اسرائيل" على حقيقتها  بما هي سلطة قائمة بالاحتلال باعتبارها دولة فصل عنصري وبعكس الصورة التي روجها الإعلام في الدول الداعمة لها بأنها واحة ديموقراطية  في الشرق الأوسط ........  إن أبناء شعبنا في غزة يكتبون بدماء أبنائهم ملحمة المقاومة الشعبية العربية، وهم بمقاومتهم وصمودهم يؤكدون الحقيقة القومية الثابتة ، أن أمتنا موجودة حيث يحمل أبناؤها السلاح ، وهاهم يثبتون للعالم أن المقاومة وجدت لتبقى  وما تم استلابه بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ، وإن فلسطين لن تحررها الحكومات وإنما الكفاح الشعبي المسلح   فصبراً أهلنا في غزة والضفة ، وبعد كل ليل طويل ، فجر لابد أن يبزغ ، وما النصر إلا صبر ساعة ))

 المجد  والخلود للأكرم منا جميعاً شهداء فلسطين والشفاء للجرحى والحرية لأسراها ، والخزي والعار  وسواد الوجوه للمتخاذلين والمطبعين وكل المتآمرين.

 






الاحد ٢١ ربيع الثاني ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / تشرين الثاني / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة