شبكة ذي قار
عـاجـل










قراءة هادئة في علاقة حركة حماس مع إيران والموالين لولاية الفقيه -  الحلقة الأولى

 

زامل عبد

 

حركة حماس جزء لا يتجزأ من جماعة الاخوان المسلمين  والنتيجة النهائية ان الأحزاب والتيارات والحركات الى تدعي مولاة منهج ال البيت هي خارجة من ذات الاطار الفكري وان كان بمظهر اخر عند من يفقد البصيرة ولبابة العقل والتفكير ، وقولي هذا يؤيده ما انكشف من اسرار وما تحدث به بعض كوادر الحركة الإسلامية كما يحلوا لهم تسميتها -  حزب الدعوة في العراق -  منهم الكوراني الذي يقول بكل وضوح (( حسن البنا وسيد قطب ومحمد قطب ، كانوا من أكثر الشخصيات المحبوبة عند قيادة حزب الدعوة وأوساط الدعاة  فحسن البنا قائد أعجبنا فيه قوة شخصيته ، وقدرته الفكرية والقيادية ، وأنه بدأ مشروعه من الصفر وأوصله إلى قرب الحكم ، ويضيف الكوراني  سيد قطب وأخاه محمد قطب أعجبنا أنهما منظران للإسلام في مشـروع سياسي نتبنى شبيهاً له ، فقد قرأنا كل مؤلفاتهما وأعجبنا بها  ويقول الكوراني بأنه في أوائل إنشاء تنظيم حزب الدعوة أوكلوني بإدارة حلقتين في النجف ، سألتهم ماذا أدرسهم  ؟ ، قال المسؤول درسهم كتاب شبهات حول الإسلام لمحمد قطب ، وبعد مدة كنا ندرس مختارات من كتب الإخوان المسلمين وبقيت كتب الإخوان محترمة عندنا احتراماً كبيرًا )) ،  وصبحي الطفيلي والمرحوم محمد حسين فضل الله وأخرين ، ويطح السؤال لماذا ذهبت حماس الى ايران  ؟ هل للتوافق المنهجي أم اضطرار ؟  ،  ويأتي الجواب من بعض المعنيين بالشأن الفلسطيني بالاتي (( لم تذهب حماس إلى إيران إلا بحكم الاضطرار وبالطبع في ظل الحصار المحكم الذي يفرضه عليها الصهاينة ونظام السيسي  ،  مع مطاردة محمومة من قبل محمود عباس عنوانها الأساسي هو نزع سلاحها المقاوم في غزة واخضاعها لسلطته )) وهنا لابد من الإشارة الى امر مهم وهو - لم يطلب أحد من حماس أن تعادي إيران - ، بل مطلوب هو حساب الأرباح والخسائر دون إغفال الجانب الأهم هنا ممثلا في خسارة الجماهير العربية التي ترى في ايران الشاه والخمينية عدو تقليدي لكل اماني وتطلعات الامة العربية وأقرب مثال عند وصول خميني الى دست الحكم بموجب التغيير المخابراتي المعد أمريكيا بريطانيا فرنسيا رفع شعار تصدير الثورة واضعا العراق الهدف الأول وهذا تدخل سافر بالشأن الداخلي العراقي  وصولا الى تنفيذ العدوان المبيت بالحرب المفروضة 1980 -  1988  ،  وإذا كان تحقيق الهدف الأهم ( ممثلا في تفكيك الحصار ) مشكوكا فيه ، لانه ثبت أن إيران حاولت توظيف ورقة حركة حماس لتعزيز مكانتها الإقليمية والدولية من خلال تقديم نفسها للغرب كطرف صاحب تأثير على الحركة ، وأنه بالإمكان الاعتماد عليها في دفع الحركة نحو مواقف محددة  ، ويدرك الإيرانيون حجم الضائقة التي تعيشها حركة حماس في أعقاب خسارتها موطئ قدمها في كل من مصر وسوريا وانسحاب بعض الخليجيين من ميدان الدعم والمساعدة ما عدى قطر ، وانهيار رهاناتها على عوائد اتفاق المصالحة مع حركة فتح في التخلص من أعباء حكم القطاع  بفعل الموقف العدائي الذي ينتهجه محمود عباس الذي تكفل امام حكومة الاحتلال الصهيوني ممارسة كل أنواع الضغوط على حماس وتجريدها من إمكانية الوصول الى مكان القرار الفاعل في القضية الفلسطينية ، ناهيك عن مواجهتها التبعات الكارثية للحروب (( الإسرائيلية )) المتكررة على قطاع غزة وحاجتها الماسة إلى فتح آفاق جديدة يمكن أن تسهم في بلورة ظرف إقليمي أو دولي يسمح بالبدء في تنفيذ مشاريع إعادة الإعمار  ،  وهنا امر أخر لابد من الإشارة اليه  -   تعلم طهران أن ثمة قرارا قد اتخِذ لدى قيادة حركة حماس بمحاولة تحسين العلاقات معها على أمل أن تستأنف طهران تقديم دعمها المادي ، لا سيما في ظل عجز حكومة غزة عن دفع رواتب موظفيها ، وتوفير الموازنات التشغيلية للوزارات ، ويدركون في حماس أن كل الشواهد تدل على أن حكومة محمود عباس غير معنية بالقيام بواجباتها تجاه قطاع غزة ، كما ثبت حتى الآن أن الإيرانيين يبدون درجة كبيرة من الدبلوماسية الاحتوائية والمرونة في التعاطي مع حركة حماس حيث إنهم يعون -  أن سعي حماس لتحسين العلاقات معهم على الرغم من استمرار تورطهم في سوريا يجعل الخلافات بين الطرفين بشأن الموقف من الانتفاضة الشعبية في محافظات سورية بعينها مطالبة بالحقوق والتحرر من هيمنة شبيحة  نظام الأسد - ، عندما كانت العلاقات بين الطرفين في أوجها ، فإن الدعم العسكري الإيراني لحماس كان محدوداً ، حيث إن إيران لم تزود الحركة بالصواريخ المطورة التي زودت بها حزب الله اللبناني ، ومعظم الصواريخ التي استخدمتها حماس في قصف العمق الكيان الصهيوني في فلسطين خلال الحروب المتكررة قبل وبعد عملية طوفان الأقصى كانت محلية الصنع وعند تحليل موقف الملالي نجدهم يتوقفون عند أن قدرة حماس على التأثير على الأطراف السنية الرئيسية في سوريا محدودة للغاية وهو ما يقلص قيمة وتأثير موقف الحركة مما يجري هناك.

 

يتبع بالحلقة الثانية

 






الثلاثاء ٢٣ ربيع الثاني ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / تشرين الثاني / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة