شبكة ذي قار
عـاجـل










قراءة هادئة في علاقة حركة حماس مع إيران والموالين لولاية الفقيه – الحلقة الأخيرة

 

زامل عبد

 

أن الوضع بين المعسكرين في حالة اشتباك واضح واعني - ايران الصفوية بحقدها وكراهيتها وعدوانيتها وتطلعها الى إقامة إمبراطوريتها تحت عنوان الثورة الإسلامية والأمة العربية بجماهيرها الرافضة لكل التدخلات الصفوية في الشأن العربي -  ، وعليها تبعا لذلك إدراك حقيقة أن رحيلها إلى معسكر سيفضي إلى خسارة دعم المعسكر الآخر ، وبذلك تشتري دعما ملموسا بوعود لا تدري هل تتحقق أم لا مع ذلك نعود إلى القول إن خسارة الأمة هي الأكبر، وحتى داخل قطاع غزة سيذهب كثيرون إذا ذهبت حماس إلى إيران نحو مربعات جهادية، مما سيعزز فرص الالتحام بالفوضى في سيناء، وتقديم مبرر للسيسي كي يرد بطريقته، والنتيجة بميزان المصالح والمفاسد ستذهب من دون شك نحو رفض إعادة العلاقة مع إيران، وبالثمن الذي تريده الأخيرة، من دون أن يعني ذلك الاشتباك معها، مع أن كل الغزل الذي شهدناه خلال شهور لم يسفر عن أي شيء من الناحية العملية كما أسلفنا من قبل ، إن حل القضية الفلسطينية والتيه الذي تعيشه مع محمود عباس إلى جانب الحصار الذي يعاني منه القطاع  والحرب على غزة لا يكون إلا بالعمل الحثيث على تفجير الوضع في الضفة بانتفاضة شاملة ، لأن هناك جوهر القضية ، وأساس الصراع  ولن يتم ذلك من غير البحث عن أدوات جديدة أهمها حث الشباب على إطلاق مبادرات فردية واسعة في المقاومة بعيدا عن لعبة تشكيل الخلايا التي يطاردها التنسيق الأمني وتفشل في الغالب ، أما في قطاع غزة ، فلا مجال لغير الصبر والصمود ، والاستفادة من بعض الحلفاء في تحسين الوضع وانتظار تطورات أفضل في الإقليم ، لا سيما أنه لا يوجد حل عملي لتعنت الصهاينة والدعم الغير محدود من قبل أمريكا والغرب المتصهين وكندا  ، وعلى حماس أن تحسبها جيدا ، ولا تكتفي بالحسابات الخاطئة التي حصلت بشكل واخر ، فهذا الكم من البطولة والتراث الرائع يستحق أن تتم المحافظة عليه في وعي جماهير الشعب والأمة، بانتظار جولات أخرى أفضل  وهي قادمة من دون شك ، حتى لو حصل تراجع ما في مرحلة بائسة كهذه  وهذا حصل فعلا  ما بعد عمليات طوفان الأقصى  وعدم قيام ايران بتعهداتها  هي وحلفائها بان يكون الرد حربا خماسية ( ايران  - حزب الله اللبناني – انصار الله الحوتيين -  الفصائل العراقية المليشياوية الولائية  - حماس ) ان حصل عدوان على غزة  وعندما باشر الكيان الصهيوني المغتصب للتراب الفلسطيني والمنتهك لكل المقدسات الإسلامية والمسيحية  كان الموقف الإيراني وعلى لسان ولي الفقيه خامنئي واضح وجلي في اللحظات الأولى بان العملية هي فلسطينية قامت بها حماس دون ان تستشيرنا  ، وقد أكد ذلك  وزير الخارجية الإيرانية  ومستشار الامن القومي الإيراني  واخرين بما فيهم حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني  في خطابه الذي طبل وهلل وكبر له الولائيون  فكان الخذلان  والهروب من ساحة المواجهة كحيوان الضب الذي عندما يشعر انه سينحر يضع يديه على رقبته اعتقادا منه  عدم الذبح او كالنعامة التي تدس راسها في التراب اعتقادا منها لم يراها احد  ، وان كل الذي يحصل هو ترجمه ان كان في لبنان او العراق او اليمن  لاتفاق  قاعدة الاشتباك التي اقرها وعمل بها حسن نصر الله والكيان الصهيوني برعاية أمريكا والقوات الدولية التي تتواجد على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة بما فيها الجولان   ، فالعودة الى الجماهير العربية هي الضمانة للانتصار المؤزر على العدو الصهيوني ومن يدعمه من المتصهينين نظاما عربيا فاسدا ومفسدا الموالي لراعية الإرهاب الدولي أمريكا وحلفائها نصارى يهود  ، فاهم العرب المغتربين او المهجر يهزون عاصمة العدوان أمريكا وبالقرب من البيت الأسود الأمريكي بصوت عالي يرعاه الله ويؤازره كل الاحرار والخيرين يطالبون بوقف العدوان والابادة الجماعية لأبناء فلسطين  وهذا الموقف يقيننا له انعكاساته على الانتخابات التشريعية والرئاسية الامريكية في 2024  وعواصم بريطانيا وفرنسا  وألمانيا  تشهد هي الأخرى حشود جماهيرية غير معهوده  تطالب بإيقاف المجازر في غزة وإيقاف اطلاق النار والعدوان (( الإسرائيلي )) على أبناء غزه بل رفع شعار فلسطين -  من النهر الى البحر حرة – وهذا لأول مره يسمع في عاصمة جريمة وعد بالفور المشؤوم  ، اذن الصحوة في الضمير العالمي نراها قد بان  خيطها الأول  بالرغم من التعتيم الإعلامي  وتخاذل النظام العربي الرسمي ،  والقيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي ببيانها في 3 / 11 / 2023 وجهة (( التحية لجماهير أهلنا في غزة والضفة الغربية وكل عموم فلسطين، تشد على أيديهم القابضة على السلاح وهي ترمي العدو وتنزل به أفدح الخسائر، وتناشد قوى المقاومة الفلسطينية لأن ترتفع في علاقاتها وهي في قلب المعركة إلى أرقى مستوى التوحد السياسي والنضالي والوحدة الكفاحية. ففلسطين إما أن تبقى للجميع وإلا لن تبقى لأحد ، وستذهب التضحيات جزافاً إن لم تدر هذه المواجهة على أرضية الموقف الوطني الذي يحمي المنجزات الثورية التي حققتها الثورة منذ انطلاقتها قبل ثمانية وخمسين عاماً ويتم توظيف التضحيات توظيفاً نضالياً لمصلحة الحق الوطني الفلسطيني وليس لمصلحة من يسعى للاستثمار بفلسطين خدمة لأجندات أهداف خاصة  ، إن أبناء شعبنا في غزة يكتبون بدماء أبنائهم ملحمة المقاومة الشعبية العربية ، وهم بمقاومتهم وصمودهم يؤكدون الحقيقة القومية الثابتة ، أن أمتنا موجودة حيث يحمل أبناؤها السلاح ، وهاهم يثبتون للعالم أن المقاومة وجدت لتبقى ، وما تم استلابه بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ، وإن فلسطين لن تحررها الحكومات وإنما الكفاح الشعبي المسلح فصبراً أهلنا في غزة والضفة ، وبعد كل ليل طويل ، فجر لابد أن يبزغ  وما النصر إلا صبر ساعة ))

 تحية لأشقائنا الفلسطينيين في غزة والضفة وكل أرض فلسطين المحتلة مقاتلين وأطفال ونساء وشيوخ مقاومين بصبرهم واصرارهم على النصر

المجد والخلود للأكرم منا شهداء فلسطين أينما ضرجوا التراب الوطني الفلسطيني بدمهم الطاهر والشفاء للجرحى والحرية للأسرى

 الخزي والعار للمتخاذلين والمطبعين وكل المتآمرين وما النصر إلا حليف الشعوب المكافحة من أجل الحرية وحق تقرير المصير

 






الاثنين ٣٠ ربيع الثاني ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٣ / تشرين الثاني / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة