شبكة ذي قار
عـاجـل










 

إيران تتاجر بأسرى العراق

 

الدكتور وائل القيسي

 

بِلَا مُقَدِّمَاتٍ وَلَا رُتُوش . . .

 اَلْأَسْرَى اَلْعِرَاقِيُّونَ فِي إِيرَان إِبَّانَ اَلْحَرْبِ اَلْعِرَاقِيَّةِ _ اَلْإِيرَانِيَّةِ فِي ثَّمَانِينِيَّاتِ القَرن الماضي يَحْتَاجُونَ إِلَى دَفْعِ اَلدِّيَةِ لِإِطْلَاقِ سَرَاحِهِمْ مِنْ اَلسُّجُونِ اَلْإِيرَانِيَّةِ .

قَامَتْ إِيرَان فِي اَلْفَتْرَةِ اَلْمَاضِيَةِ بِنَقْلٍ ( 3500 ) أَسِيرٍ وَمُحْتَجَزٍ عِرَاقِيٍّ مِنْ مُعْتَقَلَاتٍ مُتَفَرِّقَةٍ فِي إِيرَان إِلَى مُعَسْكَرِ سِجْنِ " ايفِينْ " سَيِّئٍ اَلصِّيتِ.

وَتُطَالِبَ حُكُومَةُ إِيرَان ، اَلْحُكُومَةُ اَلْعِرَاقِيَّةُ بِفَتْحِ حِوَارِ مَعَهَا ، لِإِجْبَارِهَا عَلَى دَفْعِ دِيَةٍ عَنْ كُلِّ أَسِيرٍ وَمُحْتَجَزٍ عِرَاقِيٍّ لَدَيْهَا مُقَابِلٌ إِطْلَاقُ سَرَاحِهِمْ ، عَلَى أَنْ يَتِمَّ اِحْتِسَابُ مَبْلَغِ اَلدِّيَةِ عَنْ كُلِّ يَوْمٍ قَضَاهُ اَلْأَسِيرُ فِي اَلْأَسْرِ ، لِجَمِيعِ تِلْكَ اَلسَّنَوَاتِ اَلْعِجَافِ ، بَعْدُ أَنْ تَمَّ نَزْعُ صِفَةِ " اَلْأَسِيرِ " عَنْهُمْ وَاعْتِبَارِهِمْ مُخَالِفِينَ وَسُجَنَاء وَلَيْسَ أَسْرَى ، عِلْمًا أَنَّ اَلْقَانُونَ اَلْإِيرَانِيَّ يُتِيحُ لِلسَّجِينِ اَلْمُخَالِفِ دَفْعُ دِيَةِ نَظِيرَ حُرِّيَّتِهِ وَخُرُوجِهِ مِنْ اَلسِّجْنِ .

 مَعَ اَلْعَرْضِ أَنَّ إِيرَان لَا تَعْتَرِفُ إِلَّا بِوُجُودٍ ( 1771 ) أَسِيرًا عِنْدَهَا ، وَفْقًا لِلْإِحْصَائِيَّاتِ اَلرَّسْمِيَّةِ اَلْمُعْلَنَةِ ، وَقَدْ اِنْتَزَعَتْ عنْهُمْ صِفَةَ اَلْأَسِيرِ اَلْمُتَعَارَفِ عَلَيْهَا سَمَاوِيًّا وُوضَعِيا ، وَوَضَعَتْهُمْ تَحْتَ خَانَةٍ اَلْمُحْتَجَزِينَ طِبْقًا لِقَرَارَاتِ وَقَوَانِينِ اَلْمَحَاكِمِ اَلْإِيرَانِيَّةِ ، بِتُهْمَةِ اَلتَّعَاوُنِ مَعَ مُنَظَّمَةِ مُجَاهِدِي خَلْقِ اَلْإِيرَانِيَّةِ اَلْمُعَارِضَةِ.

 مِنْ اَلْمَعْرُوفِ لِلْجَمِيعِ أَنَّ هَؤُلَاءِ اَلْأَسْرَى اَلْعِرَاقِيِّينَ قَدْ تَمَّ أَسْرُ اَلْعَدَدِ اَلْأَكْبَرِ مِنْهُمْ فِي بِدَايَةِ اَلْحَرْبِ اَلْعِرَاقِيَّةِ _ اَلْإِيرَانِيَّةِ فِي ثَمَانِينِيَّاتِ اَلْقَرْنِ اَلْعِشْرِينَ اَلْمُنْصَرِمِ ، فَكَيْفَ جَرَى اَلْحُكْمُ عَلَيْهِمْ بِهَذِهِ اَلتُّهْمَةِ ( تُهْمَةُ اَلتَّعَاوُنِ مَعَ مُنَظَّمَةِ مُجَاهِدِي خَلْقِ اَلْإِيرَانِيَّةِ اَلْمُعَارِضَةِ ) ؟! .

 ذَكْرُ اَلْإِعْلَامِيِّ اَلْعِرَاقِيِّ مُحَمَّدْ اَلسَّيِّدْ مُحَسَّنٍ وَهُوَ أَسِيرٌ عِرَاقِيٌّ سَابِقٌ مِنْ اَلتَّوَّابِينَ ، وَهُوَ عَلَى صِلَةِ وَثِيقَةٍ مَعَ اِتِّبَاعِ إِيرَان وَحُلَفَائِهَا فِي اَلْعِرَاقِ ، ذَكَرَ أَنَّ أَحَدَ اَلسِّيَاسِيِّينَ اَلْعِرَاقِيِّينَ مِنْ اَلْمُعَمَّمِينَ قَدْ اِتَّصَلَ بِهِ طَالِبًا اَلنُّصْحَ وَالْمُسَاعَدَةَ مِنْهُ ، حَوْلَ آلِيَّةِ وَكَيْفِيَّةِ فَتْحِ حِوَار مَعَ اَلْمُرْشِدِ اَلْإِيرَانِيِّ اَلْأَعْلَى عَلِي خَامِنْئِي لِلْمُوَافَقَةِ عَلَى بَدْءِ حِوَارٍ لِإِطْلَاقِ سَرَاحِ اَلْأَسْرَى اَلْعِرَاقِيِّينَ ( اَلسُّجَنَاءُ حَالِيًّا ) ، بِاعْتِبَارِهِ مُهْتَمًّا بِشُؤُونِ وَقَضِيَّةُ اَلْأَسْرَى اَلْعِرَاقِيِّينَ فِي إِيرَان ، وَأَشَارَ عَلَيْهِ اَلْإِعْلَامِيُّ اَلْمَذْكُورُ بِنَصِيحَتَيْنِ أَوْ مُقْتَرِحِينَ وَهْمًا :

 اَلْأَوَّل _ أَنَّ لَا تَتِمُّ تَسْمِيَتُهُمْ بَال ( أَسْرَى ) إِنَّمَا بَال ( اَلْمُحْتَجَزِينَ ) لِإِزَالَةِ أَوْ تَخْفِيفِ اَلْحَرَجِ عَلَى اَلْإِيرَانِيِّينَ ، كَوَّنَ إِيرَان تَدَّعِي مُنْذُ عُقُودِ عَدَمِ وُجُودِ أَسْرَى عِرَاقِيِّينَ لَدَيْهَا . . .

 يَا لِلسُّخْرِيَةِ ؟ !

 اَلثَّانِي _ فَتْحَ مَوْضُوعِ اَلدِّيَةِ مَعَ اَلْإِيرَانِيِّينَ مُقَابِلَ إِطْلَاقِ سَرَاحِ اَلْأَسْرَى ، خُصُوصًا وَانْ اَلْقَانُونِ اَلْإِيرَانِيِّ يَسْمَحُ بِدَفْعِ اَلدِّيَةِ فِي مِثْلٍ هَذِهِ اَلْحَالَاتِ ، عَلَى أَنْ تَدْفَعَ اَلْحُكُومَةُ اَلْعِرَاقِيَّةُ هَذِهِ اَلدِّيَةِ ، وَفِي حَالٍ فَشِلَتْ أَوْ رَفَضَتْ اَلْحُكُومَةُ ذَلِكَ ، يَقُومُ أَهَالِي اَلْأَسْرَى بِدَفْعِهَا .

 وَمِمَّا تَجْدُر اَلْإِشَارَةُ إِلَيْهِ أَنَّ بَعْض ذَوِي اَلْأَسْرَى ( اَلسُّجَنَاءُ ) قَامُوا بِزِيَارَةِ أَسْرَاهُمْ فِي سِجْنِ أَيْفِينْ مُقَابِلَ دَفْعِ مَبَالِغَ مَادِّيَّةٍ مُكَلِّفَةٍ جِدًّا .

 بَعِيدًا عَنْ اَلدُّخُولِ فِي اَلْمُهَاتَرَاتِ وَالنَّدْبِ وَالنُّوَاحِ لَا بُدَّ مِنْ إِثَارَةِ هَذِهِ اَلْقَضِيَّةِ اَلْإِنْسَانِيَّةِ بِأَسْرَعِ وَقْتٍ مُمْكِنٍ وَبِكُلِّ اَلطُّرُقِ ، وَتَنَاوُلُهَا بِشَتَّى اَلْوَسَائِلِ وَالْمَحَافِلِ اَلدَّوْلِيَّةِ وَالْقَانُونِيَّةِ وَالشَّعْبِيَّةِ وَالْإِنْسَانِيَّةِ وَالتَّفَاعُلِ مَعَهَا جِدِّيًّا ، فَهَؤُلَاءِ هُمْ رِجَالُ دَافِعُو وَقَدَّمُوا أَعْمَارَهُمْ فِدَاءً لِلْعِرَاقِ وَشَعْبِهِ ، وَمِنْ اَلْمُخْزِي وَالْمَعِيبِ تَنَاسِيهِمْ وَإِهْمَالُهُمْ بِهَذَا اَلشَّكْلِ اَلَّذِي لَا تَقْبَلُهُ نَخْوَةٌ وَلَا غَيْرُهُ أَوْ مُرُوءَةٍ .

 

اَلْمَصْدَرُ : قَنَاةُ اَلسَّيِّدِ مُحْسِنٍ ، مُحَمَّدْ . يُوتْيُوبْ . 11 / 11 / 2023






الاربعاء ٢ جمادي الاولى ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / تشرين الثاني / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور وائل القيسي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة