شبكة ذي قار
عـاجـل










الحرب على غزة عدوان جديد أم تسوية (دائمة) كما يدعي الخرف بايدن ؟  - الحلقة الثانية

 

زامل عبد

 

الأمر الذي يشكل فرصة لتسليط الضوء على عوامل أُخرى غير مباشرة ساهمت في اندلاع العدوان الأخير ومن أهمها شعر الفلسطينيون ولا سيما فصائل المقاومة بخيبة أمل كبيرة بسبب خديعة السلطات (( إسرائيلية ))  بعدم وفاء بنيامين نتنياهو بوعوده للوسطاء المصريين بتطبيق التفاهمات في اليوم التالي لانتهاء الموسم الانتخابي الصهيوني شرط أن تشهد حدود غزة هدوء {{ أمنيا لا يؤثر في فرصته الانتخابية ، فكان له ما أراد  لكنه نكث بوعوده وأخلفها وتراجع عن تعهداته }}  في جولة طوفان الأقصى رأى الفلسطينيون أن ثمة فرصة أُخرى سانحة لا بد لهم من استغلالها إيجابياً مع احتساب كل الاحتمالات وخاصة ردت الفعل الصهيوني عسكريا ، أما الامر الثاني النتائج الميدانية والتبعات العسكرية حيث بدا واضحاً أن المقاومة الفلسطينية – حماس - حازت قدرات عسكرية وقتالية نوعية استخدمت بعضها للمرة الأولى كما ونوعا الصواريخ بمختلف مدياتها وحجمها وفشل القبة الحديدية من اعتراض قسما منها حيث وصلت الى تل ابيب – تل الربيع -  الأمر الذي تجلى في حجم الدمار في المستعمرات الجنوبية المسماة - غلاف غزة -  وصولاً إلى مدن أسدود والمجدل ، وعين السبع ، والنقب ، وهذه الآثار تحمل إشارة (( إسرائيلية )) مقلقة إلى ما قد تكون عليه طبيعة المواجهة العسكرية المقبلة ، ولا سيما كونها مواجهة شاملة وواسعة ، من حيث حيازة واستخدام المقاومة الفلسطينية قدرات متقدمة جداً ، كفيلة بإحداث أضرار ودمار كبيرين في الجبهة الداخلية (( الإسرائيلية ))  ، الأمر الذي يؤخذ في الحسبان لدى دوائر صنع القرار (( الإسرائيلي )) في حال أرادت الذهاب إلى خيار الحسم العسكري مع غزة بلغة الأرقام أمام كثافة صاروخية فلسطينية غير مسبوقة  ( وهذا الذي تورط به العدو وما نتج من خسائر بشرية واليات لم يخسرها في حروبه السابقة مع الدول العربية كما بينه مختصين وباحثين صهاينة ومحللين غربيين ، إذ بلغت أعداد صواريخ المقاومة خلال تنفيذ عملية طوفان الأقصى 5000 صاروخ  وما تبعها بمعدل 416 صاروخاً في اليوم الواحد ، وهو 4 أضعاف كثافة صواريخ حزب الله اللبناني في حرب 2006 وتساوي 15% مما أطلقته المقاومة في 51 يوماً في سنة 2014 شرعت  (( إسرائيل  )) في إقامة المنطقة الأمنه شمال غزة من حيث تجريف البساتين وإزالة المباني وتهجير المواطنين قسريا وتحت وابل القصف الجوي والمدفعي بأبشع اساليبه ، وهذا القرار جاء لفشل الجدار خرساني في المنطقة المكشوفة إضافة للسياج الأمني شمالي قطاع غزة بعد نجاح حماس في تنفيذ عملية نوعية اذهلت الصهاينة وحتى أصدقاء حماس المقربين - النظام الإيراني وحزب الله اللبناني  -  وذيولهم الذين اعلنوا بانهم لم يعلموا بالعملية وان القرار المتخذ فلسطيني -  ويمكن وصف هذا التصريح والاعلان هو النئي بالنفس لتجنب تبعاته العسكرية والسياسية لانهم غير صادقين بوعودهم ونواياهم بالرغم من انعكاس ذلك سلبا على حماس لأنها هجرة الموقف الجماهيري العربي بتمتين علاقاتها مع ايران وحزب الله والفصائل المليشياوية التابعة لإيران في المنطقة لان الجماهير على يقين بحقد وكره ونوايا استعمارية في  اجندة النظام الإيراني الصفوي  ، أما الآثار السياسية أسفرت نتائج طوفان الأقصى عن {{ نشوب حرب على شكل تبادل الاتهامات داخل الأوساط الصهيونية سواء بين المستويين السياسي والعسكري أو بين الائتلاف والمعارضة واتفق معظمها على أن الفلسطينيين نجحوا في اظهار (( دولة إسرائيل )) بانها اوهن من بيت العنكبوت وان لم يلفظوا هذا الوصف من خلال استغلال التوقيت الحرج في اندلاع هذه المواجهة من جهة وتوسيع رقعة الصواريخ من جهة أُخرى وعدم قدرة القبة الحديدية على صد القذائف الفلسطينية بصورة كاملة من جهة ثالثة ، ولعل تزامن اندلاع العدوان الأخير على غزة مع مشاورات نتنياهو لتشكيل حكومته الطوارئ في حكومته الخامسة لم يصب في مصلحته ، على اعتبار أنه اجتهد في اتفاقاته الائتلافية مع أحزاب اليمين على ترحيل ملف غزة ، وإرجاء البت فيه مقابل الاهتمام بقضايا داخلية ومالية للأحزاب المشاركة  ، غير أن انفجار المواجهة الأخيرة مع غزة منح خصوم نتنياهو الحاليين وشركاءه المفترضين من أمثال أفيغدور ليبرمان زعيم حزب (( إسرائيل بيتنا ووزير الدفاع السابق )) ، والمتطلع إلى استعادة هذه الوزارة ذريعة جديدة لابتزازه مجدداً ، فقد أعلن ليبرمان أن أحد شروط انضمامه إلى ائتلاف اليمين هو أن يتم إخضاع غزة بالقوة العسكرية ،  وصولاً إلى إنهاء سلطة حماس وهنا ثمة ملاحظة سياسية لا بد من إيرادها تتمثل في وجود تبني أمريكي غربي للرواية (( الإسرائيلية  )) بشأن العدوان على غزة والذي منح (( إسرائيل )) حق الدفاع عن النفس بلا تحفظ على لسان الرئيس الخرف بايدن ووزيري خارجيته ودفاعه ، بالإضافة لبعض التغيرات هي بحاجة إلى قراءة فلسطينية لمعرفة سبب تغيرها ولا سيما ألمانيا والاتحاد الأوروبي

 

يتبع بالحلقة الاخيرة

 






الاربعاء ٩ جمادي الاولى ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٢ / تشرين الثاني / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة