شبكة ذي قار
عـاجـل










ماذا بعد طوفان الأقصى   - الحلقة السابعة

 

زامل عبد

 

المستوى الإقليمي ينقسم إلى مستويين { المستوى الأول وتتمثل بواقع ومستقبل تحرك كل من حزب الله اللبناني والحرس الثوري وأذرعه في سوريا  والفصائل الولائية في العراق وانصار الله الحوتيين في اليمن  وما روجت له ايران وادواتها وحدة الساحات المقاومة والممانعة والرد الخماسي الشامل في حالة قيام العدو الصهيوني بعملية عسكرية تستهدف غزة  }  وقد ثبت بالملموس واليقين عدم خروج حزب الله عن الاتفاق الغير موقع  مع العدو الصهيوني تحت عنوان (( مناوشات منضبطة أي قواعد الاشتباك التي تقوم على فكرة التوازن في الاعمال الحربية  مدني بمدني  كما قالها حسن نصره بكلمتيه 3 و11 تشرين الثاني 2023  )) ويرى المحللين العسكريين ان هذه اللعبة هي  - الإزاحة للخارج  - ، فعلى سبيل المثال في 6 تشرين الأول 2023 تجددت المناوشات الحدودية بين لبنان و(( إسرائيل )) في منطقة الناقورة ومزارع شبعا التي عُرفت مُسبقا بـ - أزمة الخيم - والمستوى الثاني حالة الدول مراكز الثقل وتتمثل بواقع وسياقات مشروعات  (( الدمج الإسرائيلي )) في المنطقة العربية التي كان آخرها الممر الهندي الأوروبي الشرق أوسطى ، والموقف العربي حيال تلك المشروعات في ظل التصعيد القائم بين  طوفان الأقصى و السيوف الحديدية ، أما على المستوى الدولي إعادة إنتاج نمط التنافس الدولي على المنطقة في ظل زخم التفاعلات القائمة على جميع المستويات مثل ارتدادات الأزمة الروسية الأوكرانية على ملفى الطاقة والغذاء  وتداعيات الدعم الأمريكي الذي اعلنه الخرف بايدن في المنطقة على مستوى ردت الفعل الجماهيري  وكذلك  الصراع فيما بين الجمهوريين والديمقراطيين وهما على أبواب انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي وانتخابات الرئاسة الأمريكية ، وخارجيا استدعاء أنماط التصعيد مع الصين ، والانخراط المباشر وغير المباشر بالحرب الروسية الأوكرانية  واستمرار حالة الجمود بمفاوضات إعادة إحياء الاتفاق النووي مع ايران ، ومحاولة إعادة التموضع وفى مقدمته التواجد في افريقيا ، وأزمة تأمين سلاسل الإمداد النفط والتخوف من تنامى نفوذ ايران من خلال انصار الله – الحوثيين -  وثقل الوطن العربي في حالة حصول تغيرات بفعل جماهيري فقد أسهمت عملية طوفان الأقصى فى إعادة ترتيب أولوية القضية الفلسطينية في ظل الدفع الدولي لإنجاز متطلبات مشروعات الدمج الإقليمي المرتبطة بمسار الاتفاقات الإبراهيمية وتُنذر التطورات الميدانية رغم ضبابتيها بعمليتي طوفان الأقصى والسيوف الحديدية بعدد من الارتدادات المحتملة بالمستقبل وأبرزها { التوظيفات (( إسرائيلية متعددة )) إذ تُعد عمليتا طوفان الأقصى والسيوف الحديدية بمنزلة ما يُعرف بـنافذة الفرص  وبالتعبير الشعبي – العض على الاصبع – لان المتألم هو الذي يكون خاسرا عسكريا ومعنويا ومن هنا حكومة نتنياهو تعمل بكل إمكاناتها والاستفادة من الدعم الأمريكي والغربي بأسرع ما يمكن لتحقيق أهدافها  علما ان الصهاينة الان يعانون من لعنة العقد الثامن  وتخوفهم من الزوال حسبما يوثقه التاريخ  والنبوءات في هذا الجانب  مضاف اليه عدم تمكنهم من الوصول الى اقرب نقطة من المفاجئات الفلسطينية في غزة  ، فضلا عن احتمال بناء تفاهمات ثنائية لصياغة اتفاقية دفاع مشترك جديدة مع واشنطن ، تتضمن بنودا جديدة واستحقاقات مالية جديدة تتوافق مع التغيرات السياسية والأمنية بالشرق الأوسط ، كمحاولة لموازنة الارتدادات السلبية لطوفان الأقصى على تعميق أزمات الكيان الصهيوني الاقتصادية في ظل ارتفاع تكلفة الحرب ، وهروب الاستثمارات الأجنبية المباشرة ، وتراجع قيمة العملة ، واضطراب سعر الصرف ومؤشرات البورصة الرئيسية.. إلخ  ، ومن هنا اعتماد نمط العمليات المفتوحة لا سيما مع تنامى احتمالات تبنى العدو عمليات مكثفة في السيوف الحديدية  في المرحلة الثانية قد تتجاوز الخطوط الحمراء مقابل التطور النوعي بالاستراتيجيات التكتيكية ونمط التنسيق بالتحركات الميدانية لفصائل المقاومة الفلسطينية استنادا إلى تعزيز فرضية المساحات المشتركة في ظل سعى حماس للتمدد جغرافيا بالعديد من الأراضي والمستوطنات الخاضعة لسلطة الاحتلال الصهيوني في غلاف غزة كإحدى أوراق المقايضة بمفاوضات الحل وبناء السلام - جبنا إلى جنب - دون إغفال معيار الوساطة الإقليمية والدولية لإنهاء الصراع الصهيوني الفلسطيني  ، والارتداد الثالث إعادة الانخراط الأمريكي بالشرق الأوسط وهو ما تم بيانه عبر تحريك حاملات الطائرات والغواصة النووية تحت عنوان الردع وعدم توسيع دائرة الصراع كخطوة مهمة لإعادة تقييم التوجهات الأمريكية تجاه المنطقة وحلفائها في ظل تشتت الانخراط الأمريكي في عدد من الجبهات ، استنادا إلى تلك الارتدادات القائمة ، فمن المرجح أن يتخذ التصعيد القائم أحد سيناريوين محتملين الأول تصعيد مفتوح ويُبنى ذلك على ما آلت إليه الأوضاع الميدانية لعملية طوفان الأقصى ، والبناء على المكاسب النوعية لحركة حماس خاصة فيما يتعلق بورقة الأسرى وخضوع حكومة العدو الى التعامل مع حماس بالرغم من شعارها القضاء عليها ولم يتردد نتنياهو بانه اصدر الأوامر الى الموساد بتصفية حماس في الخارج  فضلا عن عدد من الفرضيات الداعمة لذلك السيناريو في كلا الاتجاهين ، فعلى المستوى  (( الإسرائيلي )) استمرار التصعيد في ظل عملية السيوف الحديدية لتقويض فصائل المقاومة ، واستعادة الثقة بنظرية الردع الصهيوني ، وتوظيف التصعيد القائم لاستعادة الدعم الأمريكي ماديا ومعنويا ، فضلا عن خروج حكومة الائتلاف من أزماتها المتباينة في ظل تنامى الاستقطاب السياسي والمجتمعي ضد قوى اليمين ، وتصاعد الاحتجاجات الشعبية ضد الإصلاحات القضائية

 

يتبع بالحلقة الاخيرة

 






الاربعاء ٢٣ جمادي الاولى ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٦ / كانون الاول / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة