شبكة ذي قار
عـاجـل










قراءة في العلاقة بين نظام الملالي الكهنوتي والقضية الفلسطينية - الحلقة الثانية

 

زامل عبد

 

ما بعد النظام الشاهنشاهي الذي كان على صلة وثيقة بالكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة وتعاون على كافة المستويات  معه ،  وكان منفذ الموساد الى شمال العراق عبر الحدود العراقية الإيرانية للقيام بالدور الاجرامي مع الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الشيوعي العراقي للإخلال بالأمن الوطني القومي العراقي واستنزاف الموارد البشرية والمادية العراقية وخاصة بعد انبثاق ثورة 17 – 30 تموز 1968 وبرنامجها الوطني القومي وخاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية التي جعلها البعث الخالد القضية المركزية والمحورية في كافة علاقاته الإقليمية والدولية وضمن المحيط العربي  ،  حيث أدرك نظام الملالي في ايران أن بوابة القضية الفلسطينية ستؤمن ممرا آمنا لهم إلى الداخل العربي واستخدمت (( التقية السياسية )) في سبيل إنجاح هذه الخدعة التي انطلت على من خدعوا بالشعارات والدعاية التي اعتمدها دجالو النظام الصفوي الجديد من الشعب العربي المتعطش لانتصارات حتى وإن كانت مجرد شعارات ، و قد يقول البعض لماذا هذا التشكيك في نيات إيران بعد سقوط نظام الشاه المتحالف مع الكيان الصهيوني ؟  فنقول إن الحقائق والشواهد تثبت مشروعية عدم الثقة والاطمئنان لما يدعيه الخميني ونظامه  ، وتقود كل من يسعى إلى فهم دوافع إيران لرفع الورقة الفلسطينية في جميع المناسبات وكذلك في خلافاتها مع الغرب إلى هذه الحقيقة المرة ، ولكن طهران لا ترغب مطلقا في حل هذه القضية  حتى لا تخسر هذه الأداة التي تؤهلها بقوة للتدخل في الشأن العربي ، وإن العلاقات بين إيران و(( إسرائيل )) لم تنقطع تماما والدليل القاطع على ذلك صفقات الأسلحة خلال فترة الحرب الإيرانية العراقية وما كشفته صحيفة الديلي تلغراف البريطانية التعاون والتنسيق فيما بين النظام الإيراني والعدو الصهيوني ومحاولة بعض تجار الأسلحة (( الإسرائيليين )) بيع قطع غيار طائرات مقاتلة لإيران ،  إذن فالفرق بين الدولة البهلوية الشاهنشاهية ودولة الملالي فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية  يكمن في تغير الأدوات والأساليب مع بقاء الأهداف والتوجهات ، كما أن العلاقة تحولت من العلانية إلى الخفاء لا أكثر ، وكما بدأت إيران ولاية الفقيه تتخلى عن شعار الشيطان الأميركي وأعادت علاقتها - تدريجيا – معه ، فإنها لن تتردد في فعل الأمر ذاته مع الكيان الصهيوني متى ما كان ذلك يخدم مصالحها وأهدافها السياسية ، ولنعد إلى بداية الثمانينات من القرن الماضي عندما تقدم الملك فهد بن عبد العزيز في عام 1982 بمبادرة سعودية لحل القضية الفلسطينية تحدثت وسائل الإعلام الإقليمية والدولية عن أن الجامعة العربية سوف تتبنى هذه المبادرة خلال اجتماعها المقرر فيحينه عقده في مدينة فاس المغربية في شهر أيلول 1982 . حينئذ أطلقت إيران حملة إعلامية تستهدف إجهاض هذه المبادرة على أنها مشروع غربي و(( إسرائيلي )) لتمييع القضية الفلسطينية أو نسفها ، بهكذا ادعاء تحركه ايران وادواتها إعلاميا  وهذا النموذج الرافض لحل القضية الفلسطينية تكرر مع كل مبادرة عربية تهدف إلى وضع حد لمعاناة الشعب الفلسطيني وإقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف { عرض الامر بالرغم من عدم ايماني به لانه يعطي العدو الشرعية ولبيان عدم الصدق سعي إيران  التي تعمل على لإبقاء القضية الفلسطينية من دون حل يعيد للشعب الفلسطيني الحق والعودة الى وطنه } ، كما  يكمن في محاولة نظام الملالي الاستمرار بالشرخ بين الفلسطينيين أنفسهم من خلال دعمها لحركة حماس لعدة عقود والحيلولة دون توصل الفريقين الفلسطينيين – منظمة التحرير الفلسطينية وخاصة قيادة فتح  وحركة حماس  -  إلى توافق وطني يوحد كلمتهم في مواجهة المحتل  ، كما لابد من الإشارة لأمر اخر يمكن الملالي من التدخل المباشر بالشأن العربي من خلال امتلاكه ورقتين رئيستين الأولى مزاعم الدفاع عن الشيعية في الوطن العربي والثانية ورقة القضية الفلسطينية التي يفضل عرقلة حلها لضمان استمرار تدخله في الشأن العربي  ، والسؤال هنا ان كان نظام الملالي صدقا بإعلامه لماذا لم تبادر بتقديم مقترحات لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني ؟ أليست طهران هي من ترفع في كل مناسبة راية الوحدة الإسلامية وحل القضية الفلسطينية  في المؤتمرات الإسلامية  ؟   ، لماذا تكتفي بالشعارات من دون تحويلها إلى فعل ملموس حتى يثبت للشارع العربي والإسلامي صدق نياتها  ؟  ،  ولماذا إن كانت عاجزة عن تقديم حلول أو مقترحات ، لا تبارك المبادرات أو تعديلا بما يضمن حق الشعب الفلسطيني كما تزعم  ؟  ، الواقع يقول كما أن (( إسرائيل )) تسعى إلى استمرار الخلافات بين العرب وإيران لإشغال الطرفين بعضهما ببعض ، وبالتالي يخبو التركيز على القضية الأهم ، وأعني هنا القضية الفلسطينية ، فإن إيران بدورها تفضل عدم حل هذه القضية لضمان استمرار إحدى قنواتها الرئيسة للتدخل في شؤون العرب والعمل على شق الصف العربي ، كما تفعل من خلال تحريكها ادواتها الموالين لولاية الفقيه لإثارة الفتن وزعزعة الأمن في  ، والحقيقة الثابتة أن ملالي إيران لم يقدموا أي شيء يذكر للقضية الفلسطينية منذ وصولهم إلى السلطة في العام 1979 ،  ولكن اتخذوها مطية لتلميع صورتهم لدى الشعوب العربية والإسلامية ، ومحاولة ترويج أنفسهم باعتبارهم مدافعين عن القضايا الإسلامية والمستضعفين.

 

يتبع بالحلقة الأخيرة






الثلاثاء ٢٩ جمادي الاولى ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٢ / كانون الاول / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة