شبكة ذي قار
عـاجـل










قراءة في العلاقة بين نظام الملالي الكهنوتي والقضية الفلسطينية  - الحلقة الأخيرة

 

زامل عبد

 

صحيح أن القضية الفلسطينية تندرج ضمن بؤر اهتمام ملالي إيران كما يعلن عبر وسائل اعلامهم ، بمختلف درجات تشددهم ، ليس من زاوية الدفاع الحقيقي عن الشعب الفلسطيني ، أو السعي لتسوية قضيته ، ولكن من خلال توظيفها ضمن الأدوات الترويجية للنظام الإيراني ، والادعاء الكاذب بأن طهران تقود ما يعرف بـمحور المقاومة والممانعة وغير ذلك من المزاعم  في حين أن الحقيقة فلا طهران تقود محاور للمقاومة ، ولا هي تحملت يوما عبء الدفاع عن الشعب الفلسطيني سلما أو حربا  ، وقد يجادل البعض بالقول إن الملالي يقدمون مبالغ مالية طائلة لتنظيمات فلسطينية مثل  حركة حماس وغيرها ، وهذا صحيح ولا ينكره أحد ولكن  سؤال يطرح لغرض بيان الحقيقة ودحض ادعاءات الملالي ماذا فعلت حماس ذاتها للشعب الفلسطيني منذ أن تصدرت المشهد واحتكرت السلطة في قطاع غزة وصممت على تقسيم الفلسطينيين وانقسامهم ؟  أضف إلى ذلك أن المبالغ المالية الإيرانية ليست سوى مخصصات من أموال الشعب الإيراني للإنفاق على الدعاية للنظام لتحقيق الهدف الذي أشرت إليه في بداية مقالي ، والمفارقة أن ما يدفعه الملالي في هذا الإطار هو تكلفة ضئيلة لدعاية سياسية سخية يقوم بها مسؤولو حماس ومقاومو الصالونات لمصلحة النظام الإيراني ويدرك الكثيرون أن الساحة تعج بتجار القضايا والحروب وسماسرة الصراعات أمثال مليشيات الفصائل الولائية في العراق واليمن وسوريا ، الذين لعبوا أدوارا بائسة في تدمير العديد من دول المنطقة ، وفي مقدمتها سوريا والعراق واليمن وليبيا ، فادعاء البطولة وتجارة التنظيمات تحولت إلى تجارة رائجة في منطقة تقع في قلب المؤامرات الغربية ، التي تخطط لإعادة هندستها جيو استراتيجيا وفق أسس مصالحيه جديدة تناسب أهداف القوى الإقليمية  والكبرى من دون مراعاة لمصالح شعوب المنطقة ، في حين أن قنوات الاتصال بين ملالي إيران و(( إسرائيل )) والعلاقات السرية القائمة بين ملالي إيران و(( إسرائيل ))  متشعبة  لا سيما في المجال العسكري ومبيعات الأسلحة ، والأمر ليس سرا في مجمله ، فهناك الكثير من المعلومات الدقيقة التي تسربت حول التعاون الإيراني – (( الإسرائيلي )) في صفقات التسلح لإدامة الحرب المبيته على جمجمة العرب العراق بالحرب الظالمة 1980 – 1988 والتي انتهت بتجرع خميني كأس السم الزؤام  ، وعلاقات قوية تربط بين حاخامات اليهود الإيرانيين وقادة الحرس الثوري الإيراني ، الأكثر تشددا من الناحية الظاهرية في ما يتعلق بملف القضية الفلسطينية ، بل إن المفارقة أن يهود إيران يتمتعون بحرية دينية تفوق بمراحل المسلمين  من أهل السنة  والجماعة في إيران  وهذه إحدى مفارقات نظام الملالي الذي يتشدق بشعارات لا وجود لها في الواقع ، ويكفي ما يعانيه المسلمون من أهل السنة والجماعة في المدن الإيرانية عند محاولتهم الصلاة في مساجدهم  ، والأدهى من ذلك أن الملالي الأكثر تشددا بالنسبة (( لإسرائيل )) مثل الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد هم الأكثر اتصالا وتواصلا مع حاخامات يهود إيران باعتبارهم قناة الوصل المباشرة مع (( إسرائيل  )) ، في الغرب يدركون تماما أن المشتركات بين إيران و(( إسرائيل )) أكثر من أن تحصى وتعد  وأن شعارات العداء الإيرانية ليست سوى تجارة سياسية تصب في مصلحة إيران و(( إسرائيل )) معا  فالملالي يتاجرون بهذه الشعارات إقليميا لكسب تعاطف الشعوب العربية والإسلامية ، وهذا أمر على هوى الغرب أيضا ، فهو لا يريد غطاء عربيا للقضية الفلسطينية ، أو على الأقل يريد تنازعا على أحقية رعاية القضية بين العرب وإيران  أما (( إسرائيل )) فهي الأكثر ربحا من هذه الادعاءات الإيرانية الخاوية ، حيث توظفها في الترويج لفكرة الخطر الذي يهددها ، وتحصل على المليارات من الدولارات سواء في شكل مساعدات مادية مباشرة  بالإضافة الى التطبيع من قبل حكام العهر العربي أمثال ملك المغرب وأبناء زايد وملك البحرين  والعسكريين السودانيين والسياسيين المدنيين ما بعد البشير  ووزيرة الخارجية الليبية في ما يسمى بحكومة الوحدة الوطنية  ، واشير الى المشروعين الصفوي والصهيوني المتوافقين سرا وعلننا فمشروع الملالي الصفوي مهمته تفتيت الوحدة الثقافية والسياسية للأمة العربية والإسلامية ، وهذا ما حققته الصفويين في العراق وسورية ولبنان واليمن ، فدمرت كل هذه البلدان عمرانياً وثقافيا ، وجزأها سياسياً  وهو ماض في تحقيق مهمته في بقية أنحاء الوطن العربي والعالم الإسلامي مثل {  مصر، والجزيرة العربية ، والمغرب العربي ، و أفريقيا ، وشرق آسيا } ، ثم يأتي المشروع الصهيوني  ليقطف ثمرات هذا التدمير العمراني والثقافي والسياسي الذي يقوم به مشروع الملالي ويبني عليه ويمكنّ لنفسه ، فبعد أن تمكن مشروع الملالي من تفكيك الجيش العراقي بالتعاون مع  ممثل الغزو والاحتلال المتصهين بريمر عام 2003 وإنهاء كيانه العسكري ، فغيرت (( إسرائيل )) عقيدتها القتالية  وأنهت من عقيدتها القتالية محور الجبهة الشرقية الذي كان يمثله الجيش العراقي المغوار ، والذي هو من أقوى الجيوش العربية و أعرقها خلال القرن الماضي وسيناء والجولان يشهدان بذلك.

تبقى غزة العروبة والمجد الصخرة الصلدة التي تتحطم عليها كل أحلام الصهاينة وأمريكا والغرب المتصهين.

 

 

 






الخميس ١ جمادي الثانية ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٤ / كانون الاول / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة