شبكة ذي قار
عـاجـل










رؤية المستقبل العربي في عيون المناضلين  -   الحلقة الأخيرة

 

زامل عبد

 

الدليل على هذه الرؤية المصيبة الصائبة  ما تعرضت له الامه ما بعد الحرب الكونية الأولى والثانية  وما تبعها في حروب 1948 و 1956 وحرب 1967 التي هزم فيها الجيش المصري بسبب خيانة بعض القادة وقصور النظر والتخطيط والتوقع وأصبح العدو الصهيوني أكثر قدرة وأشجع للمواجهة بسبب الدعم التام من الأمريكان والسوفييت لحد سواء ودول أوروبا وعلى رأسها فرنسا ,  وللعلاقة فيما العائلة الحاكمة في شرق الأردن والصهاينة  والزيارات المتكررة سرا سقطت القدس الشريف  واحتل المتبقي من فلسطين العربية  يضاف الى ذلك الدور السيء الذي لعبه نظام حافظ الأسد  وحرمان العراق من تحقيق حلم الامة العربية وجماهيرها بالتحرير عندما دخل العراق المعركة عام 1973 ومنع العدو من احتلال دمشق الحبيبة من خلال المعركة التي خاضها الجيش العراقي اللواء المدرع السادس  والعاشر في سعسع حيث كانت الخطة التي طرحتها القيادة العراقية  الاستمرار بالمعركة لتحرير الجولان المحتل  والانطلاق الى عمق الأراضي الفلسطينية الا ان حافظ الأسد وبالتنسيق مع السادات  وافقوا على قرار وقف اطلاق النار وتمكين العدو من الاحتفاظ بمرتفعات الجولان التي ضمها الى كيانه المسخ  ، عام 1987م شهدنا محاولات من قبل نظام ولاية الفقيه الإيراني لزعزعة مناسك الحج بسبب خلافات بين طهران وال سعود , والسؤال لماذا تستهدف مقدسات المسلمين ؟ , وكيف نجمع بين مزاعم إيران الصفوية التي تريد تحرير بيت المقدس وفي نفس الوقت يهم حجاجها لتفجير الكعبة - البيت الحرام - ؟ كيف نجمع بين الأمرين ؟  إن الحرم المكي أقدس من القدس وهو أول بيت وضع للناس رغم أنف كل من يعارض ويكره ذلك , فالكعبة الشريفة قبلة المسلمين ولا ينبغي لمن ينتسب للإسلام أن يتجرأ عليها أبدا , ولا ينبغي أن توظف السياسة من أجل ضرب المقدسات وإهانتها  ، وان هذا السلوك الصفوي لا يبتعد عن فعل الصهاينة في هدم المسجد الأقصى بدعوات الهيكل المزعوم  ,  ولا ننسى فإن الأعداء دائما يتحالفون ضد الإسلام لان هدفهم قتل الإسلام المحمدي النقي من كل البدع والتحريف والتزوير ولذلك طرح الرعيل الأول من مناضلي البعث الخالد ضرورة الانتقال من التحشيد الجماهيري إلى التأسيس الفكري لانه لا يزال المجتمع العربي يعجز عن تحقيق بغيته الحضارية الأولى ، وهي إعادة تأسيسه وفق أنموذج التاريخ ومستحدثاته البنيوية والمفهومية ، لذلك يستمر في الاغتراب والإضراب عن التفاعل مع ذاته ومع الآخر، ملقيا بالأسئلة على نفسه وعلى الآخر ، معطلا بذلك مسارات التقدم في بناه التنموية والوجودية ، قابعا في مواضع متخلفة في الزمان ، برغم الخصائص التي تميزه في التاريخ والجغرافيا ، لم يفجر الاستعمار في الحقل العربي المعرفي أسئلة علاقته بالآخر فحسب بل أكثر منها وأهم هي تلك الأسئلة التي فجرها بعلاقته مع ذاته ، التي هي بوعي متكلس تاريخيا ومتقلص جغرافيا ، وغير المؤهل لقدرة الفهم والتحرك في فضاءات الزمان والمكان ، وإلا ما كان لينهار في عقر مكانه وداره أمام الغزو والاستكشاف والاستنزاف الاستعماري الذي كان قد انطلق بانطلاق العقل الاستعماري وكان الرد الواضح والجلي على تلك الملاحظات  والدلالات التي انتجها العدوان على الامة العربية  وجماهيرها ما ورد في بيان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي أواخر تموز 2019  بالذكرى 51 لثورة 17 – 30 تموز 1968 (( إن القيادة القومية للحزب التي حددت مصادر الخطر المهددة للأمن القومي العربي والتي يلخصها التحالف الموضوعي بين قوى الرأسمالية العالمية المتوحشة والصهيونية العنصرية والصفوية الفارسية الشعوبية ، لا تعفي الأنظمة العربية من مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع من تردٍ وانكشاف ، فهذه الأنظمة ، المرتهنة لمراكز القرار الدولية والإقليمية التي تامرت على فلسطين ومقاومتها وحاصرتها  تتهافت اليوم على التطبيع مع العدو الصهيوني وتسعى للاستقواء بالقوى الدولية والإقليمية ، في الوقت الذي تتعرض فيه للابتزاز السياسي والمالي من قبل من يزعم تقديم خدمات أمنية لها . ولهذا فإن هذا الدعم الذي يتم دفعه لتوفير مظلة حماية غير حقيقية لو تم توجيهه للقوى العربية التي تصدَّت للاحتلال الأميركي في العراق وقاومت المشروع الفارسي فيه ، وللثورة الفلسطينية ، لما كان الوضع وصل إلى هذا المستوى من التردي ولما كانت القوى الدولية والإقليمية استقوت على الأمة ، وتمادت في ابتزازها والاستهانة بها ، وعليه فإن مواجهة الأخطار المحدقة بالأمن القومي العربي توجب أولاً وقف التطبيع مع العدو الصهيوني وتقديم كل الدعم لثورة شعب فلسطين ومناضيلها لتجذير صمود جماهيرها ، وتقديم الدعم السياسي والمادي للقوى الوطنية في مواجهتها للتغول الإيراني في العراق ، وعندها سيعود الوضع إلى توازنه ، وتعود الأمة لتمسك بناصية قرارها ، ولا تعود فلسطين لقمة سائغة تقدَّم على طبق " صفقة القرن " الخيانية ، ولا يعود المشروع الفارسي يعبث بأمن العراق من شماله إلى جنوبه وامن الوطن العربي من شرقه إلى غربه ، ولا يعود الدور التركي يعبث بالشمال السوري ولا تعود الحلول السياسية المزعومة ترسم في ظل توافق أميركي روسي يضع مصالح الكيان الصهيوني فوق كل اعتبار ، وإن القيادة القومية للحزب اذ تستعرض مصادر الخطر المهددة للامة العربية ومستقبل اجيالها تخلص الى ان هذه التهديدات لا تنحصر في طابعها الأمني وحسب وترى في استفحال ظاهرة الفساد الإداري والاقتصادي التي تستنزف الموارد العربية وفي تخلف البنى التحتية الاقتصادية والمجتمعية في الأقطار العربية والعجز المزمن لا نظمتها عن مواكبة تطورات العصر وتبني الحلول المجتمعية التي من شانها توفير ابسط حقوق الانسان العربي في الحياة الحرة الكريمة من خلال القضاء على البطالة وتوفير فرص العيش اللائقة ووقف النزف الحاصل في العقول والكفاءات ، ان كل ذلك يشكل المقدمات والعوامل الحقيقية التي افضت الى الانهيارات الأمنية التي تشهدها الامة . لذا فان القيادة القومية تدعو الحزب وجماهير الامة العربية إلى تصعيد نضالها للثورة ضد منظومات الفساد الحاكمة وتصعيد النضال نحو بناء مؤسسات حديثة مواكبة لتطورات العصر وحاجاته ، وإنجاز التنمية المستدامة و تحقيق الإصلاح الاقتصادي والعلمي والتربوي والقانوني الكفيل بتحقيق كل ذلك وترصين الجبهات الداخلية ضد الاختلالات الأمنية والتداعيات السياسية والعسكرية التي تهدد وجود الامة في الصميم  ، وإن القيادة القومية للحزب وهي تؤكد على الموقف المبدئي بكل ما يتعلق بالصراع الدائر على أرض هذه الأمة، تدعو قواعد الحزب وجماهيره إلى تصعيد نضالها المقاوم ضد كل احتلال تتعرض له الأرض العربية ، في فلسطين والعراق والأحواز والجزر العربية الثلاث في الخليج العربي، وفي غيرها من الأراضي العربية المحتلة، كما تدعو إلى تصعيد نضالها الديموقراطي ضد أنظمة القمع والاستبداد ، ولأجل إنجاز التغيير الوطني الديموقراطي في حده الأقصى والإصلاح السياسي في حده الأدنى وإقامة الدولة المدنية والتأكيد على اعتبار الديموقراطية والتعددية السياسية وتداول السلطة من ثوابت الخطاب السياسي للحزب في الساحات التي تتوفر فيها ظروف ومعطيات النضال الديموقراطي )).

 بصبر وصلابة المناضلين الصادقين بإيمانهم تنتصر الأمة على كل أعدائها.

 

 






الثلاثاء ٢٠ جمادي الثانية ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٢ / كانون الثاني / ٢٠٢٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة