شبكة ذي قار
عـاجـل










المطبعون والعدوان الصهيوني على غزة الصابرة المحتسبة لله  - الحلقة الأولى

 

زامل عبد

 

العدوان الصهيوني على الفلسطينيين في قطاع غزة أوقع نظام العهر والرذيلة في حرج بالغ ومع استمرار القصف الصهيوني البري والجوي والبحري لغزة وردود المقاومة الفلسطينية على هذا القصف بعمليات نوعية تكب العدو فيها خسائر في الأرواح والمعدات  والجانب الاعتباري – المعنوي -  مما ولد موقف شعبي رافض لاستمرار الحرب والمطالبة بإرجاع أبنائهم من غزة احياء والتعجيل بإطلاق سراح الاسرى والمحتجزين حتى لو كان الكل مقابل الكل -  يقصد به اطلاق سراح كل الاسرى الفلسطينيين من سجون العدو والبالغ عددهم الالاف  مقابل العسكريين والمدنيين المتبقين لدى حماس بعد معاودة العدو عدوانية وهجماته النازية البربرية  ، فالحرج أكثر قوة على حكام نظام العهر والرذيلة المدعين انهم عرب ومسلمين وخاصة أبناء زايد وملكي المغرب والبحرين وحكام السودان ما بعد البشير وحكومة الوحدة الوطنية في ليبيا الذين التحقوا بقطار التطبيع مع العدو الصهيوني في 13 اب 2020 وما بعده لينظموا الى الأردن ومصر اللتين تقيمان علاقات رسمية مع الكيان الصهيوني وترتبطان معها باتفاقيتي سلام منذ عامي 1979 و 1994 وجاء هذا الفعل الخياني الاجرامي بحق القضية العربية المركزية فلسطين في وقت يشيع فيه ضحايا القصف الصهيوني على غزة من الفلسطينيين والصمت مطبق من قبل العواصم العربية ، وكان الحكام المطبعون حديثا مع العدو الصهيوني روجوا لقراراتهم الخيانية أمام شعوبهم  بالقول بأن التطبيع هو لحماية الفلسطينيين ولمنع ضم باقي أراضيهم من قبل (( إسرائيل )) ، اعتبرت القيادة القومية لحزب البعث العراقي في بيانها الصادر في 2020/9/13 تطبيع الامارات والبحرين مع العدو خيانة عظمى للأمة وقضاياها المركزية  حيث جاء فيه ((  ان القيادة القومية للحزب ترى في هذه الخطوات التي تقدم عليها بعض النظم العربية لجهة التطبيع الكامل للعلاقات مع العدو، احدى نتائج التثمير السياسي للعدوان الشامل التي تتعرض له الامة العربية من الداخل والمداخل، وهذا ما كان ليحصل لو لم يضرب العراق ويتم احتلاله ويُسقط نظامه الوطني، والذي بسقوطه المدوي انكشف الامن القومي العربي وأصبحت الجغرافيا العربية بفضائها وارضها مسرحاً لتمادي العدوانية الصهيوني والتغول الإيراني والتدخل التركي  ، ان القيادة القومية للحزب وفي ضوء ما يجري اليوم من تسابق للتطبيع مع العدو والاستسلام للإملاءات الأميركية وهي التي سوقت وتسوق لصفقة القرن ، تعتبر ان كل الذين تآمروا على العراق من القوى الدولية التي شاركت في الاعمال العسكرية والنظام الإيراني الذي سمح للقوات الغازية مهاجمة الجيش العراقي في الجنوب من الخلف وبعض النظم العربية التي وفرت التسهيلات اللوجستية وفتحت اجواءها لقوى العدوان التي انطلقت لضرب العراق كما تفتحها اليوم للطائرات الصهيونية ،هذه الأطراف هي ذاتها التي تتآمر على فلسطين وتنفذ الاملاءات الأميركية كما نفذتها في ضرب العراق  ، وعليه فإن التبريرات التي يطلقها اليوم المتهافتون للتطبيع ،هي تبريرات ساقطة بالاستناد الى معطى الواقع حيث (( اسرائيل ))  لم تتأخر كثيراً لترد على ترهات مسؤولي الامارات وبعدهم البحرين، بان الضم للأراضي ما يزال مطروحاً على الطاولة وان القدس خارج اطار البحث وحق العودة سقط بالتقادم ، وهذا الموقف الصهيوني الذي اسقط كل تبريرات دعاة التطبيع اسقط معه أيضا شعار الأرض مقابل السلام ليحل محله (( السلام مقابل السلام )) ))  ، أما تطبيع حكام السودان مع العدو بفعل الضغوط الامريكية والوعود الكاذبة لتسويق جريمتهم وانتهاكهم لحرمة القضية الفلسطينية فقد أوضحت القيادة القومية ببيانها الصادر في   في 25 / 10 / 2020 ((  ان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي ،وهي التي تعتبر كل فعل تطبيعي هو فعل خياني وكل نظام او كيان يطبع مع العدو انما يغرز خنجراً مسموماً في جسد الامة العربية ،تكبر في جماهير السودان وقواها الوطنية موقفها الرافض للتطبيع ورفضها القوي لما اقدم على اتخاذه البرهان وحمدوك من مواقف وقرارات ذات تأثيرات خطيرة على الامن الوطني وعلى مسار العملية السياسية ،ترى في هذا الرفض والدعوة لأسقاط الإجراءات التي تدفع باتجاه التطبيع تعبير عن الاصالة الوطنية المتجذرة في شعب السودان وقوة انشداده الى قضايا الامة وخاصة القضية الفلسطينية  ، ان القيادة القومية للحزب وهي توجه التحية لكل القوى الوطنية السودانية التي أعلنت رفضها وادانتها لما اعلن من مواقف تدعو للتطبيع مع العدو ،توجه تحية خاصة للرفاق في الحزب قيادة وكوادر ومناضلين وهم يقبضون على جمر الموقف المبدئي ،وينخرطون بكل امكاناتهم في الفعاليات النضالية الشعبية والسياسية لمحاصرة إجراءات التطبيع وتجميدها واسقاطها ،كما نضالهم لحماية إنجازات ثورة ديسمبر والتأكيد على ان الشعب هو صاحب القول الفصل في تحديد خياراته الوطنية ،والعودة اليه واجب الوجوب خاصة بالنسبة لقضية خطيرة كموضوع التطبيع )) وبعد رحلة العار والذل التي قام بها المطبعون الجدد والنظامين المصري والأردني فالتطورات الاخيرة  في قطاع غزة والضفة الغربية أدت إلى فضح وكشف مزاعم الحكام المطبعون ومؤيديهم من المنتفعين واللذين هم ليس من الأصول العربية بل يحملون النسب العربي ولا يدركون ما يمكنهم فعله في قادم الأيام في ظل تعقد الموقف بصورة متزايدة يوما بعد يوم مع إصرار الكيان الصهيوني على مواصلة حملته العسكرية على غزة مع تطلع الكيان الصهيوني الى إيجاد دور له كما هو في الضفة الغربية من حيث تحركاته العسكرية والأمنية بقبول ورضا حكومة محمود عباس حيث قال الناتنياهو يوم السبت  30 كانون الأول 2023 إن منطقة (( محور فيلادلفيا الحدودية بين غزة ومصر ينبغي أن تكون تحت سيطرة إسرائيل ، معبرا عن اعتقاده بأن حرب إسرائيل في غزة وجبهات أخرى في المنطقة ستستمر شهورا عديدة أخرى )) ،  أو بعبارة أدق  ((  نقطة التوقف الجنوبية ( في غزة ) ، يجب أن يكون تحت سيطرتنا ، يجب إغلاقه من الواضح أن أي ترتيب آخر لن يضمن نزع السلاح الذي نسعى إليه )) ، يقابل ذلك اقتدار وإصرار حركة المقاومة الفلسطينية على الجانب الآخر على مواصلة استهداف الأراضي المحتله 1948 ومستعمرات غلاف غزة بصواريخها ، وفي ظل استطالة أمد العدوان بأبشع جرائمه يجد المطبعون مع العدو أنفسهم في موقف بالغ الحرج في ظل فشلهم في إيجاد مبرر لتقاربهم الشديد مع الكيان الصهيوني أمام الرأي العام العربي عامة وفي بلدانهم خاصة

يتبع بالحلقة الاخيرة






السبت ٢٤ جمادي الثانية ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٦ / كانون الثاني / ٢٠٢٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة