شبكة ذي قار
عـاجـل










ما هي خطط أمريكا والكيان الصهيوني بشأن غزة والأمة العربية بعد انتهاء الحرب؟  - الحلقة الأولى

 

زامل عبد

 

عملية طوفان الأقصى في تشرين الأول 2023 أظهرت هشاشة الكيان الصهيوني استخباراتيا ومخابراتيا وعسكريا بل اسقطت اسطورة الجيش الذي لا يقهر والهالة التي صنعتها الموساد لنفسها ضمن المحيط الإقليمي  ، فكانت ردة الفعل بعملية السيوف الحديدية التي استخدمت بها الأسلحة البرية والبحرية والجوية وبأساليب هستيرية بحقدها وكراهيتها لرد الاعتبار داخليا وخارجيا فكانت الإبادة الجماعية  والتدمير الشامل دون أي رادع وتسارع الغرب المتصهين وامريكا بتقديم الاسناد والدعم المادي والمعنوي لإبقاء كيان العدوان متماسكا بجبهته الداخلية التي كانت اثار الهزيمة امام نخب جهادية محدودة الإمكانات والتسليح  التي اجتاحت السياج الأمني وكل التحصينات لعمق تجاوز40 كم وتمت السيطرة لبعض الوقت على مستعمرات العدو في غلاف غزة  او قاعدة عسكرية هي مقر فرقة غزة الموكل لها العمليات العسكرية في قطاع غزة وفق متطلبات الامن الصهيوني وما تم كشفه او تسربه اسر مالا يقل عن أربعة جنرالات  والعشرات من الضباط والجنود والمجندات  ، وتعهد نتنياهو بالقيام بعمل عسكري يتم القضاء على حركة حماس عسكريا وسياسيا حتى وان أدى الامر الى تغيير الشرق الأوسط  وهذا يعني انه لا يتردد من اجتياح مصر والأردن  وسوريا  وفق المواقف العسكرية التي يتطلبها الامن الصهيوني  ، سارع الخرف بايدن الى الحضور في تل ابيب والاجتماع بحكومة الحرب التي شكلها الناتنياهو دعما للكيان الصهيوني واثبات التزام أمريكا بالدفاع عن امن (( اسرائيل )) وقال بالحرف الواحد عند حديثه مع الناتنياهو ووزرائه (( أنه لا عودة إلى الوراء )) وفسر ذلك المعنيين إعلاميا وسياسيا وعسكريا ان بايدن يؤيد العودة الى ماكن سائدا قبل يوم 7 تشرين الأول 2023  بل يوافق توجهات الناتنياهو بالقضاء على حماس وان لا يكون لها دور في غزة  ،  وبينما تصعد القوات (( الإسرائيلية )) هجماتها على قطاع غزة وتصدر تحذيرات للفلسطينيين بوجوب اخلاء مناطق سكناهم لان القرار المتخذ عسكريا توسيع مساحة المنطقة العازلة  فيما بين القطاع  وغلاف غزة  وتم التركيز على شمال القطاع وخاصة  منطقة غزة التي يعتبرها العدو حصن حركة حماس وجهاد الإسلامي  ،  وضمن الوهلة الأولى وعلى ضوء الجرائم التي تجاوزت جرائم النازيين في اوربا تساءل الرافضين للعدوان الصهيوني وخاصة في الدول التي سارع حكامها الى الإعلان بدعم الكيان الصهيوني  إلى أين تتجه الحرب ، وماذا سيأتي بعد ذلك  ؟  فبعد هجمات السابع من تشرين الأول 2023  المسؤولون الصهاينة اكثروا من القول إنهم يعتزمون اقتلاع حماس من قطاع غزة عسكرياً وسياسياً لكن بعيداً عن استخدام القوة العسكرية الساحقة خلاف ما يذهب اليه الناتنياهو ووزيري الحرب والامن القومي ((  الإسرائيلي )) وعلى ضوء هذا الاختلاف في  الرد على حماس وكيف سيتم تحقيق طموح وزارة الحرب الغير مسبوق فيقول الدكتور مايكل ميلشياين رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في مركز موشيه ديان التابع لجامعة تل أبيب  (( لا يمكنك الترويج لمثل هذه الخطوة التاريخية دون خطة لما سيلي ذلك )) ويخشى الدكتور ميلشتين الرئيس السابق لقسم الشؤون الفلسطينية في المخابرات العسكرية (( الإسرائيلية )) من  ((  أن التخطيط لما طرحته حكومة الحرب لم يكن واضحا ومحددا  فهل هي متمسكة بالمخطط الأمريكي في فترة رئاسة ترامب – (( الإسرائيلي ))  وبذات المسار السابق الذي اعترف بالسيادة (( الإسرائيلية )) على هضبة الجولان السورية المحتلة لفرضها على كامل فلسطين بحدودها الانتدابية من البحر الى النهر ولحين استكمال الاتفاقات الجاري إنضاجها مع الدول العربية والإسلامية ، وفقا لمبدأ (( سلم تسلم )) او بتعبيره الملطف (( السلام مقابل السلام )) وبدون وجود معيار واضح نحتكم إليه ونقيس به صدقية مواقفنا ، سنجد أنفسنا في صف واحد مع أعدائنا المتربصين بأوطاننا وشعوبنا ، بدعوى الاحتكام إلى مبادئ جميعها محقة تتصل بالعدالة والحرية وحقوق الانسان والنزاهة والديموقراطية ، وظفها الأعداء بكفاءة فاخترقوا الأوطان وابادوا وهجروا الشعوب الحالمة بتحقيقها بالاستقواء بأعداء الخارج في مواجهة خصوم الداخل، وحولوا جميع دولنا الى دول فاشلة تستقوي على شعوبها التي باتت. تترحم على الماضي الذي. ثارت عليه ))  ويقول دبلوماسيون غربيون إنهم يجرون مناقشات مكثفة مع إسرائيل حول المستقبل لكن لم يتضح شيء حتى الآن وقد صرح أحد الدبلوماسيين قائلا  ((  لا توجد خطة ثابتة على الإطلاق يمكنك رسم بعض الأفكار على الورق لكن تحويلها إلى واقع سيستغرق أسابيع أو أشهراً من الدبلوماسية ))  وتوجد خطط عسكرية تتراوح ما بين إضعاف قدرة حماس العسكرية إلى الاستيلاء على أجزاء كبيرة من قطاع غزة.

 

يتبع بالحلقة الثانية

 






الجمعة ١ رجــب ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٢ / كانون الثاني / ٢٠٢٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة