شبكة ذي قار
عـاجـل










شكراً حكومة جنوب افريقيا

 

زامل عبد

 

من المفيد أن أشير إلى العلاقة فيما بين جنوب افريقيا والكيان الصهيوني بدأت العلاقة رسميا حتى قبل إعلان قيام الكيان سنة 1948  فقد كان  الحزب الوطني الحاكم  يريد أن يستميل الجالية اليهودية ( البيضاء ) التي تعود في جذورها إلى دول أوروبا الشرقية ، إلى جانبه في انتخابات 26 أيار 1948  كون عددهم يصل إلى نحو 200000 يملكون الكثير من المفاصل مهمة في الصناعات المحلية والتجارة والزراعة  وبعد الانتخابات التي فاز فيها الحزب الوطني احتفلت الجالية اليهودية بالانتصار وكان رؤساء الوزراء من البيض يعملون لتمتين علاقات جنوب افريقيا بالكيان الصهيوني كما سمح للمنظمات الأهلية اليهودية تحويل مبالغ طائلة معفية من الضرائب للكيان الصهيوني وتابعت حكومات جنوب افريقيا المتعاقبة السير على الطريق نفسه حتى نهاية النظام كانت العلاقات متينة واستراتيجية بين النظامين في كل المجالات ، بما فيها البحوث والتجارب النووية الصهيوني إلى أن انهار نظام الأقلية البيضاء كليا في أول انتخابات عامة متعددة الأعراق في 27 نيسان 1994 ، كان فوز حزب المؤتمر الوطني الأفريقي ساحقا قرب نسبة الثلثين ( 62.6 ٪ من الأصوات )، وانتخب نيلسون مانديلا رئيس لجمهورية جنوب أفريقيا  ، وأشهر مقولة لمانديلا ((  إننا نعرف جيدا أن حريتنا تظل ناقصة من دون حرية الفلسطينيين ))  ،  من قيم العرب الشكر والعرفان لمن يعمل الاحسان وان ما أقدمت عليه حكومة جنوب افريقيا بتقديم دعوى جنائية امام محكمة العدل الدولية في لاهاي ضد الكيان الصهيوني  لما ارتكبه من جرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب العربي الفلسطيني في غزة  يدعونا مجازا ان نقول اثبتت دولة جنوب افريقيا عروبتها في الدفاع عن حق وحرية الانسان العربي الفلسطيني ، فيما اغلب حكام العهر والرذيلة  المدعين انهم عرب كأنظمة ومنظمات تابعة لها كما يقول المثل الدارج -  لا تهش ولا تنش -  بل منبطحة بكل تعنيه هذه الكلمة امام الإرادة الصهيونية ونصارى يهود بزعامة راعية الإرهاب الدولي أمريكا الشر ، ويمكننا القول وصفا للنظام الرسمي العربي بالإضافة الى ما وصفناه ما هو الا عبارة عن بعبع من صنع بريطاني فرنسي أميركي ، تأصل في قمع الشعب العربي لكنه بعبع منزوع الإرادة والقرار ومجرد من الانسانية متأصل في التخاذل والتآمر على الحق العربي الفلسطيني  قضية مركزية وقضايا الامة الأخرى لصالح من صنعه ونصبه  ، وعند الوقوف امام لائحة الفريق القانوني لجنوب افريقيا امام محكمة العدل الدولي في جلستها الأولى نجد العرض الفاعل والمبدع عن معانات الشعب العربي الفلسطيني في غزة التي  ارفقها بمقاطع فديو ظهر فيها الجنود الصهاينة وهم يهتفون بالقتل والابادة للإنسان الفلسطيني  وانتهاك للقيم السماوية  من خلال انتهاكهم حرمة المساجد  بالإضافة الى ما صرح به الناتنياهو  ووزرائه وخاصة وزير المالية والزراعة الذي دعى علننا بظر غزة بالسلاح النووي  والتهجير الكامل لأبناء غزة  وعدم السماح لهم بالعودة  الى مدنهم ومنازلهم التي سوية بالأرض وحولوا غزة الى سجن مغلق بالكامل أينما يتجه  المواطنين  لا يجدون الملجأ سوى القتل  والفتك الجماعي  وبهذا فان  العدل يوجب مسائلة نتنياهو ووزرائه عن جرائهم التي ارتكبها ضباطهم وجنودهم  ، وان (( اسرائيل )) لا تميز بين المقاتلين والشعب الأعزل الذي يبحث عن الأمان  وان ما حصل يوم 7 تشرين الأول 2023 من قبل حماس لا يعطي الحق (( لإسرائيل )) العقاب الجماعي  وقتل الأطفال وحتى الرضع  والنساء والمرضى  وتدمير المستشفيات  وهذه جريمة  انتهكت بها كل حقوق الانسان  والتي هزت ضمير البشرية  والتي تتناقض بالكامل مع ميثاق الأمم المتحدة  ، مقابل هذا الموقف الشريف لحكومة جنوب افريقيا  وشعبها المساند لمن يطلب الحرية  لانه شعب اكتوى بالتمييز العنصري أصيبت معظم دوائر نظام العهر والرذيلة العربي بالخيبة خصوصاً تلك المطبعة مع الكيان الصهيوني ، وذلك على اثر نجاح ثلة من رجال المقاومة الفلسطينية في غزة تنفيذ عملية طوفان الأقصى انتصارا للحق المسلوب والمغتصب بتعمد والتي ضربت اساسات الكيان الصهيوني و افقدته ثقة العرب المطبعين قبل الغرب بأجهزة مخابراته وبقوة ردعه ، الامر الذي أدى الى انكشاف وهن اجهزته الأمنية وضعف في جبهته الداخلية ، ترافق مع ارباك ملحوظ على المستويين السياسي والعسكري ، حصل بظرف ساعات فقط  ، عرب التطبيع أولئك الذين تعمدوا القفز فوق الحقوق الفلسطينية ، فضلوا الانحراف عن الحق العربي في فلسطين ، وتنكروا للهوية العربية ، فانحرفوا صوب تطبيع العلاقات مع الكيان المحتل لفلسطين ومهادنة المجرم الصهيوني ومن ناصره أمريكا والغرب المتصهين  والاستسلام لما يطلب منهم  ، وان  ما يقوم به المقاومون بالرغم من كل ما ارتكب من جرائم وما تم تدميره بفعل القصف الجوي والبحري والبري برهان صمود واستبسال اسطوري للمقاومة الفلسطينية في ساحات القتال بغزة ، و استمرارها بأطلاق الصواريخ الى عمق الكيان ، وشن الهجمات المتقنة والمبتكرة لمائة يوم دون توقف وتمكنها من قهر الجيش الذي لا يقهر ونجاحها في منع الكيان الصهيوني في تحقيق أي من أهدافه المعلنة ، وأظهرا المتخاذلين المطبعين مع العدو الصهيوني عباره عن دمية أميركية غربية لا تمكن المقاومين تحقيق أي انتصار واضح وحاسم على العدو

 

تحية لكل من يقول قول الحق ويفعل فعل انساني لإيقاف الجريمة  بحق المطالبين  بحريتهم وحقوقهم.

 

 

 






الجمعة ١ رجــب ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٢ / كانون الثاني / ٢٠٢٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة