شبكة ذي قار
عـاجـل










ما هي خطط  أمريكا والكيان الصهيوني  بشأن غزة والأمة العربية بعد انتهاء الحرب  ؟  - الحلقة الثالثة

 

زامل عبد

 

عام 2012 بعد جولة سابقة من القتال في غزة ، رافق تومر مدير الموساد إلى القاهرة لإجراء محادثات سرية أسفرت عن وقف إطلاق النار وأوضح تومر قائلا ((  إن ممثلي حماس كانوا على الجانب الآخر من الشارع )) وكان المسؤولون المصريون يتنقلون بينهما وأضاف أنه  ((  ينبغي استخدام آلية مماثلة مرة أخرى ، فمن المؤكد أن إسرائيل ستدفع ثمنا  ))  ،  وقال ضابط  صهيوني سابق ((  لا يهمني إذا أطلقنا سراح بضعة آلاف من سجناء حماس أريد أن أرى أبناءنا يعودون إلى ديارهم ويضيف إن إسرائيل يمكن أن تقرر بعد ذلك ما إذا كانت ستستأنف العمليات العسكرية واسعة النطاق أو تختار وقف إطلاق النار طويل الأمد ولكنه يقول إنه بخلاف فصل غزة فعلياً عن إسرائيل وجرها إلى البحر المتوسط ، فإنه سيتعين على إسرائيل التعامل مع القطاع إلى أجل غير مسمى مضيفا إنها مثل شوكة في حلوقنا )) ، هذه الرؤى وتتداخل الأفكار في الإعلام المكتوب والمرئي والمسموع وعبر وسائل التواصل الاجتماعي من خلال الجيوش الالكترونية التي سخرها العدو الصهيوني او النظام الصفوي الإيراني وذيوله ويثير الجدل والسجال المحتدم الذي ينخرط فيه الجميع على مدار الساعة وتضج بأصدائه الساحتين الفلسطينية واللبنانية خصوصا من خلال التصريحات النارية التي يطلقها حسن نصر الله او خامنئي وإبراهيم رئيسي ووزراء الخارجية والدفاع وقائد الحرس الثوري الإيرانيين ، تستنفر شكوكا حول الأهداف والمقاصد من حجم التحشيد الهائل الذي تشترك فيه تيارات متنامية فلسطينية ولبنانية وعربية وتركية وايرانية لإعادة الفرز بين المكونات الوطنية وتجييشها في مواجهة بعضها البعض بالتزامن مع احتدام الصراع وسعي العدو الرئيس وحلفائه إلى فرض وقائع سياسية وجغرافية وديموغرافية جديدة في فلسطين خاصة وعموم المنطقة ليستكمل بها مشروعه الرئيس في استكمال استبدال فلسطين العربية (( بإسرائيل اليهودية )) ، واستبدال شعبها العربي الأصيل الممتدة جذوره فيها لآلاف السنين ، بالمستوطنين الأجانب من أتباع الديانة اليهودية ، الذين يتم استجلابهم من مختلف البلاد والجنسيات للحلول مكان السكان الفلسطينيين الأصليين ، وبهذا يتم استكمال تفتيت الوطن العربي والدول الإسلامية واستبدال الهوية الوطنية الجامعة لشعوبها الأصيلة بهويات جديدة عرقية وإثنية وطائفية ومذهبية متصادمة ، تسلم بتفوق (( اسرائيل )) وتسيدها  وتؤهلها للقيادة الإقليمية كوكيل حصري للقوى نصارى يهود ودون استبعاد القبول بوكلاء فرعيين من القوى الإقليمية الفاعلة  -  التركية والإيرانية بعد إنهاكها - والمؤكد أن  حكام العهر والرذيلة المدعين انهم من العرب جميعا خارج الحسابات ومستثنون لأنهم ارتضوا الاصطفاف فرادى وتوظيف شعوبهم في خدمة المحاور المتصارعة  ترهيبا وترغيبا واخذ ينشط به المثقفون الفلسطينيون واللبنانيون والعرب والمسلمون لنصرة المحاور التي يصطفون وراءها ، فالانتقاد تتوفر أدلته وموجباته لكن اللافت فيه استهداف فريق بعينه وتصويب السهام عليه في لحظة مفصلية ومن هذه السهام ما اطلقت نحو البعث الخالد وقيادته القومية والوطنية في العراق الصابر المحتسب ، وأثناء صراعات داخلية يفجرها ويفرضها الأعداء المتربصون بالأوطان والشعوب ، والإمعان بالبحث عن أدلة لا تقتصر حدود الاستعانة بها على توجيه انتقادات بسوء التصرف و السلوك - المدان بدون تحفظ -  لكنه يثير الشبهات ويدفع للتساؤل حول الغايات والمقاصد منه في هذا التوقيت ويستثير الشكوك بماهية الرسائل التي يراد ان تلتقطها الأجيال الفتية من التشكيك والاشتراك في محاولات نزع الشرعية الوطنية عن كل من يستعصي على التطويع والتطبيع والخضوع والاستسلام لأعداء الوطن والأمة ؟  ،  وان أعداد الضحايا التي يتسبب بها العدو الصهيوني وحلفاؤه الأمريكيون خصوصا والغربيون عموما واعداد الضحايا التي تسقط في حروب التصدي لبسط هيمنتهم  الغرض منه فرض الياس لدى الجماهير ولتقف عاجزة امام ما طرح من مخطط من قبل خبير التخطيط الاستراتيجي في الشرق الأوسط برنارد لويس بتصميم خرائطه وعرض خلاصة مشروعه مرفقا بالخرائط التفصيلية في جلسة سرية للكونغرس الأمريكي عام 1983 وبات منذ اعتماده ، الإطار المرجعي الملزم للإدارات الأمريكية كافة - الجمهورية والديموقراطية -، والموجه لعموم السياسة الغربية في المنطقة ويقضي (( القيام بتفكيك الدول العربية والإسلامية إلى دويلات عرقية وإثنية ودينية وطائفية ومذهبية، تتمحور حول الكيان الصهيوني، باعتباره الخط الأمامي للحضارة الغربية ( تقسيم كل من مصر والسودان وسوريا الى أربعة دول ولبنان إلى ثماني وكانتونات والعراق إلى ثلاث دول ، ودمج دول الخليج واليمن بالجزيرة العربية وتقسيمها إلى ثلاث دول على أساس مذهبي ، وتفكيك ليبيا والجزائر والمغرب لإنشاء كيانات جديدة على أساس عرقي ، وتقسيم ايران وباكستان وأفغانستان الى عشر كيانات عرقية واقتطاع جزء من تركيا لضمه لدولة كردية تقام على أراض في العراق وسوريا وإيران وبعض الأراضي السوفيتية سابقا وتحويل شرق الأردن إلى وطن بديل للفلسطينيين ))  وعند مراجعة  مواقف النظام العربي الرسمي نجد أن الجميع يتجاهل ان المخططات الغربية للمنطقة.

يتبع في الحلقة الأخيرة

 






الخميس ٧ رجــب ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٨ / كانون الثاني / ٢٠٢٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة