شبكة ذي قار
عـاجـل










ما هي خطط أمريكا والكيان الصهيوني بشأن غزة والأمة العربية بعد انتهاء الحرب؟ - الحلقة الأخيرة

 

زامل عبد

 

منذ بدء الغزو الاستعماري الغربي لها في أواخر القرن الثامن عشر منشورة في الوثائق ، يوجهها هدف مركزي معلن رسميا يهدف إلى اجتثاث الحضارة الإسلامية  وإحلال الحضارة الغربية مكانها وان الخطط والمشاريع التنفيذية لبلوغ هذا الهدف الاستراتيجي منشورة  أيضا، في الوثائق الرسمية المتتابعة ، و متاحة لاطلاع الجميع ، وباتت متوفرة على الشبكة العنكبوتية بكل اللغات وتلخصها وثائق رئيسة ثلاث {{ اتفاقية سايكس - بيكو لعام 1916 والتعديلات التي أدخلت عليها وضمنت صيغتها النهائية في معاهدة فرساي لعام 1919 وعد بلفور الصادر عام   1917  ، والمتضمنة خطط مشروع الشرق أوسط الجديد تنفيذه تفصيليا في صك الانتداب الصادر عن عصبة الأمم عام 1923 }} والتي أعلنتها في مؤتمر أنابوليس للسلام في الشرق الأوسط بتاريخ 27/11/2007 كونداليزا رايس صاحبة مشروع  الفوضى الخلاقة والذي استهدف عقده آنذاك إعادة إطلاق مفاوضات التسوية السياسية الفلسطينية – (( الإسرائيلية )) والهدف الرئيسي هو {{ تعزيز التحالف ضد الخطر الإيراني كما تزعم الإدارة الامريكية  وتسهيل تفكيك الدول العربية والإسلامية ، ودفع الأتراك والأكراد والعرب والفلسطينيين والإيرانيين ليقاتل بعضهم بعضًا باستثمار التناقضات العرقية ، والعصبيات القبلية والطائفية فيها  }}  والملفت للنظر أن اغلب المثقفين لا يبذلون أي جهد في تبين الحقائق الدامغة ،  باكتمال تحقيق كافة الأهداف التي تضمنتها الوثيقة المؤتمر واقتراب تحقق كامل الأهداف التي تضمنتها الوثيقة بفصولها الثلاث  فلماذا تغيب كل هذه الوثائق التأسيسية عن كافة السجالات التي يقودها سياسيون مخضرمون -  موالون لأنظمة الحكم ومعارضون ما عدى البعث الخالد الذي حدد موقفه من خلال استراتيجية المقاومة والتحرير على مستوى العراق  والأمة -  ومثقفون واكاديميون متنورون ، وناشطون من كافة الانتماءات العرقية والإثنية والسياسية والحزبية والعقائدية والدينية والطائفية والمذهبية  وبعضهم يصنفون انفسهم كمستقلين وتكنوقراط  ويتسابقون جميعا على تقديم طروحات لبدائل وهمية لحل الصراع الذي تتفجر حلقاته بالتوازي وعلى التوالي في كامل المنطقة   بالتجزئة كل حسب مكانه ويدعمون مقترحاتهم برؤى ومرجعيات ذات علاقة بصراع متخيل لا علاقة له بما يجري على أرض الواقع العربي والإقليمي ،  والعديد منهم يلهث وراء أوهام يعرف عدم صدقيتها لكنه يواظب على تصديقها وترويجها لصلتها الوثيقة بمصالح ضيقة بنيت حولها وزعامة ونفوذ سياسي واجتماعي واقتصادي بات استمراره يرتبط بالإمساك بها ومواصلة الترويج لها ، ما يسهم في تعميق التيه وتشويه الوعي الجمعي للشعوب والمرعب أكثر أنهم لا يتوانون عن استثمار دماء الضحايا وتوظيف عذابات شعوبهم الموجوعة ، فيصعدون السجال في المراحل المفصلية التي تتيحها الحروب ، والأزمات التي يفجرها انكشاف سراب الركض وراء خيارات وهمية فانسداد الآفاق الذي يولد الإحباط واليأس والحروب وما تلحقه من تدمير وقتل وما يرافقها من حصار وتجويع، كانا على مر التاريخ الوسيلة الأكثر فاعلية ، التي توظفها القوى الكونية المتنفذة ووكلاؤها المحليون لتشويه الوعي الجمعي الضروري للتحكم باتجاه تطور حركة التاريخ. والذي لا يمكن تحقيقه بدون انخراط شعبي واسع في خلق الوقائع التي تفضي للمسار المستهدف ما يجري على الساحة اللبنانية منذ تفجير مرفأ بيروت في الرابع من آب الجاري، نموذج بالغ الدلالة لتوظيف الوعي الحسي والغضب الذي تبلوره الكوارث للتحكم بوعي الضحايا المعرفي الذي يوجه قرارهم وسلوكهم، ويسهل تجنيدهم في صراعات بينية تضطلع بمهمة التفكيك الذاتي وإنهاء ما تبقى من القواسم المشتركة بين الشعوب. وتعيد تموضعهم جغرافيا وديموغرافيا وفقا للاختلافات الإثنية والدينية والطائفية والمذهبية وتؤججها فتقوض  بذلك البنى المجتمعية الهشة التي خلفها الاستعمار ، وتفعل أدوات الاستنزاف الذاتي وتعطل أية محاولة لتفكيك المنظومة المرتبطة به ، وتعزز حضور القوى الجاهزة لمواجهة أي تمرد عليه وما لم يحتكم المتساجلون إلى مرجعيات واضحة يحددون مواقفهم في ضوئها ، فسيواصلون تعميق التيه الذي يفاقم المآزق ويؤسس لمزيد من التردي والانهيار.

كل ما يفعله الأعداء يتحطم على صخرة الإصرار والصمود والتحدي الجماهيري وطلائعه الثورية.






السبت ٩ رجــب ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٠ / كانون الثاني / ٢٠٢٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة