النفاق الأمريكي ونظام الرذيلة والعهر العربي - الحلقة الثانية

زامل عبد

النفاق السياسي الأمريكي سيخلق لا محالة أجواء مشحونة من الكراهية والحقد الذي سيغذي لا محالة هذه الأجيال ويجعل أمريكا مستهدفة دائما ويزيد من شعبية المقاومة ويقوي الالتفاف حولها ودعمها ، وحتى وإن حاول الكيان الصهيوني و حلفائه طمس تاريخها فلن يستطيع فقد سجل التاريخ بخطوط ذهبية شجاعة عناصرها واستماتتهم من أجل التحرر من هذا العدو الغاصب وتفانيهم وهمتهم بتطويع المستحيل وصناعة وتطوير الأسلحة والصواريخ ، رغم الحصار المضروب عليهم برا وجوا وبحرا ، هذا ما افرزته عملية طوفان الاقصى في 7 تشرين 2023 وكيف تمكن مجاهدي غزة من اقتحام كل التحصينات الامنية والتكنلوجيا ليتمكنوا من وضع اليد على بنك المعلومات الامنية في معبر ارز  وعدد الضباط والجنود الذي تم اسرهم  وعدد المحتجزين  ، سياسة التجويع والقتل والترحيل القسري التي يمارسها العدو الصهيوني ضد أبناء غزة بمساعدة أمريكا والغرب جريمة حرب لن تنفع مع شعب حي ألف الشدائد وطوعها فقد شاهد العالم كله رغم الحصار والقصف اليومي وقطع الماء و منع دخول الدواء والغذاء هذا الشعب العظيم كيف يردد عبارات التحدي والتمجيد بالشهداء والتطلع الى يوم النصر وهو يزيل الأنقاض ويستخرج جثث الشهداء ويسعف الجرحى ، فكيف يهزم وكل فرد منه حمل كفنه على كتفه ويأبى أن يخرج من أرضه رغم شدة وقوة القصف والدمار، وكيف يهزم مجاهد يقاتل من النقطة الصفر ويضع العبوة الناسفة على الدبابة بكل شموخ ، إنه ذلك الفلسطيني الأبي الذي يتحدى الدبابة وجها لوجه ويفجرها وهو يردد الله أكبر  ، قناة القاهرة الاخبارية  المصرية  تنقل وبالحرف الواحد  ، ويأتي الاقرار بنفاق الادارة الامريكية من خلال احد كبار موظفي وزارة الخارجية الامريكية جوش بول الذي عمل في مكتب الشؤون السياسية والعسكرية في وزارة الخارجية لأكثر من 11 عاما حتى استقالته احتجاجا على الحرب في غزة الخريف الماضي حيث قال (( نظام ليهي – معطل - عندما يتعلق الأمر بإسرائيل رغم أن موظفي المكتب حددوا عديدا من الانتهاكات من جانب إسرائيل ، أنهم لا يستطيعون الحصول على موافقة رفيعة المستوى على تلك القرارات ، تنظر مجموعة عمل شُكلت في وزارة الخارجية وأطلق عليها اسم { منتدى التدقيق في احترام قوانين ليهي من قبل إسرائيل } في مزاعم الانتهاكات التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي ولكن باعتبارها مجموعة غير رسمية من الموظفين ، فإن نتائجها ليست ملزمة للوزارة  ، غالبا ما يُستدعى محامو وزارة الخارجية الأمريكية وخبراء الجرائم الفظيعة إلى (( مكتب العدالة الجنائية العالمية )) التابع للوزارة لتقييم انتهاكات القانون الدولي في النزاعات تحت قيادة بلينكن  راجع هذا المكتب والفريق القانوني التابع للوزارة الأدلة وأصدروا تصريحات رسمية بشأن انتهاكات القانون الدولي من قبل حكومات إثيوبيا ، والسودان والصين ، وميانمار . لكن لا يوجد دليل متاح علنا على أنه طُلب من مكتب العدالة الجنائية العالمية أو أي مكتب آخر اتخاذ قرارات بشأن الحملة الإسرائيلية في غزة  )) وتوكيد نفاق الادارة الامريكية اعتراف  المجرم  المحترف بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الصهيوني ((  بأنه مَن عرقل قيام دولة فلسطينية مضيفًا أنه أخبر واشنطن أن الفلسطينيين لن يحصلوا على أي سيادة  ، وأضاف نتنياهو في كلمته خلال مؤتمر صحفي نحاول الآن استكمال عملية استعادة المحتجزين ، ونتواصل مع مصر وقطر بشأن جهود إعادة المحتجزين ))  وأشار إلى (( أن قطاع غزة سوف يكون تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية بعد القضاء على حركة حماس ، وستصبح منزوعة السلاح أيضًا ، مشددًا على أن إسرائيل تفعل كل ما بوسعها وما يلزمها لحماية جنودها ، والضغط العسكري مهم لاستعادة المحتجزين في غزة ، وأوضح نحن في حرب وجودية لابد من خوضها حتى النصر ولن نسمح بتكرار أحداث السابع من أكتوبر ، موضحًا أنه أبلغ المفاوضين الإسرائيليين بأن ضغط الجيش يساعد في جهود استعادة المحتجزين ، مضيفًا أن هناك معارك ضارية في جباليا والشجاعية فقدنا خلالها عددًا من جنودنا  )) ، وفي مؤتمر ميونخ يعلن وزير خارجية مصر سامح شكري ما يعزز رؤية الصهاينة  ويعطيهم الزخم للاستمرار في جرائم الابادة  بقوله (( حماس خارج الاجماع الفلسطيني )) وهذا لم يأت من فراغ بل استجابة للمطلب الأمريكي من السيسي الذي يعلن برفض التهجير القسري لأبناء غزة الصابرة المحتسبة لله  وفي الخفاء يعد العدد ويهيئ لقبول الغزاويين الذي ستضطرهم العمليات العسكرية للعبور الى سينا للنجاة من القتل والابادة

يتبع بالحلقة الأخيرة