شبكة ذي قار
عـاجـل










النفاق السياسي العربي خدمة للأجندة الامبريا صهيونية صفوية-الحلقة الرابعة

 

زامل عبد

 

فتح غزو واحتلال العراق سنة 2003 الباب أمام تقسيم العراقيين وتدمير بلدهم على أوسع نطاق ، بعد أن حل الحاكم الأمريكي المتصهين بول برايمر ، الجيش العراقي الباسل والاجهزة الامنية التي لها الباع الطويل في كشف كل أنواع وأشكال التآمر والعدوان والاخلال بالأمن الوطني الداخلي والقومي ، لتسهل مهمة الميليشيات وعصابات القتل والإجرام في نقل العراق لا إلى الديمقراطية التي روج لها كذبا الرئيس الأمريكي الاسبق المجرم جورج دبليو بوش ، وإنما إلى مجاهل القرون الوسطى الغربية التي قدمت أسوأ الصور لانحطاط الإنسان في القارة الأوروبية  وكما ورد في تهديد وزير خارجية امريكا الاسبق بيكر عند لقائه بالمغفور له الرفيق طارق عزيز وزير الخارجية قبل وقوع العدوان الثلاثيني والغزو والاحتلال ،  أنهى الأمريكيون وحلفاؤهم البريطانيون المهمة التدميرية في العراق بنجاح تام وسلموا العراق الى حفنة من العملاء الذيول الولائيين لنظام الملالي الصفوي لتقدم امريكا العراق على طبق من ذهب الى ايران ليتحقق حلمها بإعلان الهلال الشيعي وقالتها علننا بانها تمكنت من عواصم عربية اربع – بغداد ودمشق وصنعاء وبيروت -  ،  فانتقل المخطط الامبريا صهيوني صفوي إلى سوريا وشاهدنا صناعة الدمى التي تمكنت من اختراق المعارضة الصادقة لنظام الاسد الموالي للصفويين الجدد والداعم لمخططهم في العراق والمنطقة كما تم مع العراق قبل الغزو والاحتلال ، وعندما فشلت تلك الدمى في إحداث المطلوب ، قفز الدواعش الذين صنعتهم امريكا وايران والغرب المتصهين والكيان الصهيوني إلى صدارة المشهد ، ليتم الذبح بما لا يحل الله وكله حسب الرغبة الغربية والصفويين الجدد ، التي بدأت تغض الطرف عن تدفق فائض العنف لديها إلى معسكرات داعش في سوريا والعراق ، ولم يعد الوطن العربي قادرا على حماية سمائه والدفاع عن أرضه تفعل فيه القُوى الأجنبية ونظم الحكم العاهرة الرذيلة ما تشاء وكانه وطن ضيعة بلا  مالك ، جسم مخدر يفعل فيه الأجنبي ما يشاء بالتقطيع والترقيع ونقل الأعضاء بمساعدة الممرضين المحليين اي الحكام والسياسيين الذين تجردوا عن المواطنة والهوية القومية  لخلق جسد جديد  فاقد الهوية عاجز عن الحركة  وكما يريده الاعداء   ويقول الدكتور حسن حنفي في كتابه عرب هذا الزمان ...  وطن بلا صاحب ناقدا التشرذم الذي فرضه النفاق الامريكي والغربي ونظام العهر والرذيلة العربي الرسمي ((تعويضًا عن الإحساس بالهزائم المُتكررة منذ 1948 م احتلال فلسطين، حتى 2003 م احتلال العراق والعجز عن المشاركة وصنع النصر قد تُعطي الإحساس بالطمأنينة بأن العرب أصحاب معارك، وهو يسمع «يا أهلًا بالمعارك!» وأنها معارك مُتساوية بين الأطراف. المهمُّ أن يشدَّ الحيل لمزيد من الكلام والبلاغة وحسن القول وقوة الإقناع؛ مما دفع بأحد المُستشرقين المُعاصرين إلى الحكم على العرب بأنهم «ظاهرة صوتية». أليس من الأفضل منطق الحوار، وآداب الحوار دون تكفير طرف لطرف أو تخوين طرف لطرف وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (سبأ: 24)؟ أليس من الأفضل الوصول إلى الحد الأدنى من الاتفاق بين فرقاء الوطن الواحد وهو الوطن فالوطنية هي الحل، وليست الاختيارات السياسية المسبقة، أو المصالح الشخصية غير المعلنة، أو الأهواء والانفعالات التي تُخفي الهُويَّات البديلة الطائفية أو العِرقية في غياب الهُويَّة الوطنية أو القومية؟ ولصالح مَن شقُّ الصف الوطني ، وضرب الاتجاهات الفكرية والاختيارات السياسية بعضها بالبعض الآخر وزيادة الفُرقة والتشتُّت وهي سمة الآخرين بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ ( الحشر : 14) ، وليس سمة المُواطنين أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ( الفتح : 29 ) إن التعدُّدية السياسية والفكرية لا تعني التضارب والتناقض والتناطح ، بل السماح بأكبرِ قدرٍ ممكن من المداخل النظرية للموضوع العملي الواحد  فالحقيقة النظرية وجهة نظر ، رأي ، منظور ، رؤية ، في حين أن الحقيقة العملية ، تحقيق المصالح العامة ، واحدة على هذا الأساس أجمع الفقهاء على أن الحق النظري مُتعدد ، والحق العملي واحد ، «  كلُّكم رادٌّ وكلُّكم مردود عليه  » وكان الرسول يقول لأبي بكر : «  يا أبا بكر ، انزل قليلًا . وكان يقول لعمر: يا عمر، اصعد قليلًا» فقد كان أبو بكر يتمسك بالنص والمبدأ، وعمر يُدافع عن الواقع والمصلحة، إن أحد أسباب المواقف الحديَّة هو الانفعال والهوى، وأحد أسباب المواقف التوحيدية هو العقل والواقع)).

 

يتبع بالحلقة الاخيرة

 






الثلاثاء ١٦ رمضــان ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٦ / أذار / ٢٠٢٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة