شبكة ذي قار
عـاجـل










الذكريات التي سطرها الرفيق سرور ميرزا محمود قبل فترة وتضمنت أيراد الكثير من الصور الجميلة عن ألأعظمية ودورها ولمساتها المسؤولة في حبك المشهد الرياضي العراقي و بتأهيل عدد من الوجوه القيادية والأبطال الرياضيين في مظامير وحقول الرياضة الفسيحة فقد شهدت ولادة مجموعة كبيرة من هؤلاء الأبطال ولفترة زمنية طويلة سجلت نتائجها رصيدا طيبا لمدينتهم ضمن منافسات الأندية والأتحادات العراقية والمدرسية وللعراق في سوح المنافسة العربية والاقليمية والدولية سواءا على مستوى الألعاب الفردية وفي المصارعة خصوصا وغيرها كرفع الأثقال والملاكمة وألعاب القوى وا لسباحة , أو الألعاب الفرقية عموما ولم تنس الفعاليات الرياضية شبابها الألتفات للهم الوطني , بل كانوا في طليعة مناضلي العراق دفاعا عن ترابه وفداءا لتحقيق أستقلاله وضمان حرية شعبه وحرص سرور وهو في الغربة الا ان يشمل أستذكاره الوفي صورا جميلة أخرى , شملت احياء مدينته المحببة وهي في الأغلب شعبية الطابع , وكذلك بعض شوارعها وأن فاته ذكر أحياء أخرى وبعض الشوارع  وفي العموم لا بد أن نعترف بأن هذه المدينة تستحق الأستذكار لأنها مدينة لم تتحدث باي نبرة صوتية لا عالية ولا منخفضة عن تأريخها الوطني وفعلها الأنساني والاجتماعي والرياضي وفوقها دورها الأيماني والعروبي , ولم تستجد احدا أن يفيها حقها طوال العهود السابقة من الرعاية التي تستحقها أسوة بشقيقاتها المدن العراقية , القريبة منها والأبعد ومع ذلك لم تشتك بل سادها صمت الصابر الذي يكتم في الصدرعتب شملنا نحن الأبناء الذي ألهتنا عنها مشاغل الحياة ولهوها وخصوصياتنا الشخصية , ولكنها في الظرف الصعب اسقطت تراكم العتب لتعود كما هي وأهلها صافية النبع وفية المنبت والمواقف وهذا ما جسدته وقفتها المحبة في حشد التلاحم وفاءا للقائد صدام حسين عصر اليوم التاسع من نيسان 2003 وهو يزورها ليؤكد الأعتزاز بنجابة أهله الأعظميين وليبلغهم ببدء ساعة مقاومة الغزاة الأوغاد , وهذا عين ما حدث بعد ساعات من مبارحة القائد مكان اللقاء


فقد تصدى أبناء المدينة البطلة للقوة الأميركية المدرعة التي حشدت خصيصا لضرب المدينة وهم مبثوثون في الأزقة المتفرعة من شارع الأمام الأعظم في المنطقة المحصورة بين شارع المغرب وساحة عنتر ومنها الى رأس الحواش وفي مرحلة ثالثة الى المنطقة المحيطة بجامع أبي حنيفة النعمان ودارت معارك استطاع المقاومون بأسلحتهم الحفيفة من التصدي لدبابات العدو ومنع مشاته من ألأنتشار الى ما بعد شروق الشمس مما أضطرهم الى الاحتماء بالدبابات والدروع الى أن حان وقت أنسحاب المقاومين عبر الأزقة الفرعية للأعظمية التي تعلمت كيف تحمي ظهر رجاها


ولأهمية أكمال مابدأه الرفيق العزيز سرور أجد من الواجب أن القي بعض الضو ء
على ملامح من تأريخ الأعظمية الوطني وعن العلاقة بين نشوء البعث في العراق واحتضانها للتيار القومي بالدرجة الأولى من دون أغفال لأي توجه وطني عبر عن معارضة جادة لكل من  يلحق الأذى بالمواطنيين او يضطدهم

 

الأعظمية .... والبعث

ولنبدأ بهذا المحور , فقد شهدت هذه المدينة ولادة البعث عبر شخصية بعثية سورية وهو من أبناء لواء الأسكندرونة المحتل- تركيا - المناضل فايز أسماعيل الذي وصل الى بغداد في بداية الاربعينيات مع وصول عدد من الرفاق البعثيين العرب للدراسة حيث سكن بعضهم الاعظمية وقدحقق الرفيق أسماعيل ورفاقه العرب بعد عدة سنوات علاقات بعدد من شبابها في مقدمتهم الرفيق عبد الرحمن الضامن والرفيق فخري قدوري من أبناء الأعظمية واخرين من أبناء أحياء بغداد الشعبية وأبناء محافظات الرمادي - الأنبار- ديالى ,كربلاء النجف , الحلة , الناصرية , البصرة ولضرورات فرضتها مرحلة الـتأسيس والتحسب الأمني ولطبيعة الحاضنة القومية التي تميزت بها المدينة فقد نشأ الحزب فيها ,كانت الصدفة ان يكون مكان سكن الرفاق العرب في الأعظمية ويكون أوائل المستجيبين لدعوة التأسيس هم من ابنائها وكان طبيعيا أن يتولوا هم أنفسهم المسؤولية بعد أن غادر الأخوة العرب العراق في أثر انهائهم لدراستهم الجامعية  فقد أنيطت مسؤولية قيادة التنظيم بالرفيق الضامن رجا بعد فترة قصيرة أن يعفى لعارض صحي فتولى قيادة التنظيم بعده الرفيق فخري قدوري الذي كان يضيف أجتماع قيادة التنظيم خلال توليو القاسم كرو من تونس عام1950 فكانت الأجتماعات تعقد في الأعظمية وأول آلة طباعية أعتمدت كانت في بيت فخري في السفينة أشتراها رفيق من أهل الأعظمية , هو يحيى ياسين وظلت هذه المدينة الصابرة تحتضن أنشطة البعث الناهضة حتى أنها شهدت أنعقاد أول مؤتمر قطري للحزب عام 1954 عقد في بيت فخري قدوري أيضا تم فيه أنتخاب اول قيادة قطرية للبعث في العراق وفي نفس العام تم كبس أول وكر طباعي للحزب في طرف من أطراف حي من احياء الاعظمية هو حي الحارة الشعبي المحاذي للسفينة ,

 

وعلى الرغم من أتساع قاعدة الحزب وتتالي نضالاته لتشمل عموم  القطر غير أن العلاقة بين الأعظمية والبعث بقيت شفافة وحميمة جدا قبل ثورة تموز 1958 وبعدها وحتى الأن وستظل كذلك ذلك الحضن الذي منح ولادة البعث في العراق دفئا عزز ديموته النضالية الاعظمية والفعل الوطني والقومي لعبت الاعظمية وابناؤها دورا فعالا في أذكاء مشاعر الغضب الجماهيري المتصدي للحكام الذين  ربطوا مصير البلاد بعجلة الأستعمارالبريطاني خلال الحكم السعيدي فكانت لهم بصماتهم في أنتفاضات العراقيين بدءا من ثورة مايس خصوصا وأن بعض دورها في عددمن أحيائها وبساتينها في منطقة الصليخ شهدت حراك الأستعداد لها وأستضافة الأذاعة المتنقلة التي بشرت بها , ومن ثم دعت العراقيين لمقاومة القوات البريطانية التي تحركت من قاعدة (سن الذبان) في الحبانية بالضد منها وأنتصارا لعملائها


ومن أبرز مبادراتها التي تركت بصمة في التأريخ النضالي للحركة الوطنية العراقية
مشاركتها في وثبة كانون الثاني عام 1948 ومعركة الجسر التي تلاحمت فيها جماهير الرصافة بحشدها المبتدئ من الاعظمية والزاحف الى باب المعظم حيث أكتمل الزحف بألتحاق الزخم الطلابي الذي ضم حشد كليات العلوم والاداب والهندسة والحقوق والتجارة ودار المعلمين العالية وبعض أبناء محلات الرصافة القريبة من منطقة باب المعظم  وعلى الجسر ولدت ملحمة زطنية من طراز خاص يعملائ السفارة البريطانية أن أصرارالعراقيين ثابت وعزمهم على كسر قيود العبودية لا رجعة فيه وان طردهم من العراق قادم بأذن الله ,فبعد تلاحم زحف الرصافة بوحف الكرخ هزمت شرطة وشرذمة دائرة التحقيقات الجنلئية انحنت حكومة صالح جبر وسقطت ومعها سقط مشروع احلال معاهدة ذل جديدة محل سابقة مرفوضة أي أسقاط معاهدة بورت سموث التي وقعها جبر في الميناء الأنكليزي بالأحرف الأولى ولكنها دفنت تحت أقدام العراقيين , وتبدد حلم لندن بأحلالها بديلا لمعاهدة 1930العتيقة وعلى الجسركتب شهداء العراق بالدم القاني وثيقة رفض شعبهم لوجود الأجنبي في بلادهم وكان من بينهم الشهيد قيس الألوسي أبن الأعظمية والشهيد جعفر الجواهري أبن الكرخ وغيرهم كثيرون ولم تخل تظاهرات وأنتفاضات الأ وكان لأهلها الدور المفعل لها من أنتفاضة 52 صعودا الى أسناد ثورة 23 يوليو في مصر وثورة الجزائر ضد المستعمر الفرنسي وانتفاضة الأنتصار لوقفة شعبنا العربي المصري في مواجهة العدوان الثلاثي البريطاني -الفرنسي- الأسرائيلي ,ووحدة مصر وسورية عام 58 وطبيعي كانت لأبنائها بصمات في تفجير ثورة الجمهورية في العراق ,وظلت وفية لمنهجها الوطني القومي المستند الى عمق أيماني موحد , ويكفيها فخرا وشرفاأنها شكلت واحة أمان لجميع الأطياف الوطنية العراقية  وبالدقة في الظروفالقاهرة الصعبة وتحملت بسبب ذلك الكثير من ألأذى وعوقبت بالأهمال في أكثر من عهد وهاهي تخضع للقيد الجدراني خوفا منها وليس حرصا عليها وما بدلت نهجها ولا ساومت عليه ولا نزعت ثوب المبدئية الذي عرفت به  والحديث عن الأعظمية طويل ومثير يتطلب سرده شاملا , فلم يحن وقته بعد وعلى الأخص  الفترات الحرجة التي مر بها العراق بين14 تموز58 و نيسان 2003 ويتصل بسكوت الأخرين على الغزو الأميركي للعراق وتصدي أهلها المشرف لمهمة مقاومته وبأصرار وطني على طرده بلا هوادة , وذلكم عرف من أحتضن ولادة البعث , فنعم العرف .





الاثنين٢٤ جمادي الاخر ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٧ / حزيران / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ضياء حسن نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة