شبكة ذي قار
عـاجـل










الباجــجي لصـــــدام حكمـــك أســــــتبداي وليـــس عــــــــادلاً.
محاكــمة صـــــــدام سيــــــاسية ولـــم تلتزم بأصـــول القضاء.
بــــدأ التعذيــــــــب في وزارة الجـــــــعفري وما تــــــلاهـــــا.
ليــس كل ما يقــــولــه بريـــمر صحـــيح وأظني أعتبره كذاباً.
إيران هي المسؤولة عن أستمرار الحرب وليس العراق أو صدام.


كان الرئيس صدام محافظاً على رباطة جأشه قوي لايعير أهمية أبداً لما كان يقال من حوله أو يصدر من موفق الربيعي ومن عادل عبد المهدي الذين نعتهم بالخونة ,فيما لم يتكلم الجلبي سوى بتقديمي للرئيس حين أستفسر عنا عند دخولنا زنزانته تحت الحراسة الأمريكية ومعنا بريمر وأخرين من الأمريكان.


حينها قال الجلبي هذا عدنان الباججي مجيبا الرئيس على سؤاله, مما حدا بصدام أن يستدار الى اليمين قائلا لي بالحرف (أنت شجابك على ذولة),كان الربيعي يردد وبهلوسة مفضوحة لماذا قتلت الصدر فلم يعره أهمية ورد عليه أي صدر أي رجل؛ثم قال له أنت غير قادر على الظهور في الشارع لأن العراقيين سيقطعونك قطعا قطعا موجها كلامه للرئيس صدام ,إلا أن صدام رد عليه بقوة وشدة واضحة من الذي لايستطيع الخروج الى الشارع أنا أم أنتم ايه الخونة والله سيقطعونكم العراقيون أرباً أرباً وأنت أولهم أيها الخائن.


كان المؤتمر الذي عقده بريمر للإعلان عن إلقاء القبض على الرئيس صدام حسين يلهب مشاعر البعض بينما يعتبره الكثيرين أخفاقاً لبلد ولفترة حكم أمتدت طيلة خمسة وثلاثين عاماً ,وكان لها من الأثار ما ترك بصماته على العراق بأكمله,ويقول الباججي خلال حديثه لبرنامج شاهد على العصر ليس كل مايقوله بريمر صحيحا وأظن أني أعتبره كذاباً,ومهما يكن من أمور حدثت وجرائم فهي ليست بمدعاة أن يقدم رئيس الجمهورية بهذه الصورة,منوها الى أن المحكمة كانت سياسية ولم تلتزم بالأصول القضائية المتبعة.


بعد المؤتمر الصحفي سألني بريمر أن كنت أود مقابلة صدام حسين فرحبت بالفكرة وطلب مني أن أختار أو ارشح من أريد ليذهب معي فرشحت نصير الجادرجي إلا أني تفاجئت بموفق الربيعي وعادل عبد المهدي وأحمد الجلبي يصلون الى موقع الطائرة ولم يكن لي علم بمجيئهم معنا, أتجهت الطائرة الى أحد المواقع الأمريكية قرب مطار صدام الدولي ونزلنا هناك وتم أقتيادنا الى موقع الزنزانة وهي غرفة صغيرة ويجلس فيها صدام حسين مرتديا ثوبه العربي (الدشداشة) على سرير وضع في الغرفة وصرنا أمامه وجها لوجه,لم يعرفنا عندها مما حدا به أن يستفسر من الأمريكان عن شخصياتنا, فرد الجلبي على تساؤله مشيراً الي أن هذا هو الدكتور عدنان الباججي, (مما يوحي بأنهم نكرات والباججي عنوان يتخذونه ليعرفوا بأنفسهم) وهذا كلامي وليس كلام الباججي,


حينها سألني (شجابك ويا ذولة), وسألته عن موضوع الكويت ولماذا لم يسحب قواته من هناك حين توفرت له الفرصة,فأجابني لقد أردت الأنسحاب فعلا ولكني طرحت مبادرات عدة لحل الكثير من الأمور في المنطقة,ويقول الباججي أنها مواضيع كانت في حينها أمورا تعجيزية ولافرصة لها على ساحة الحل السياسي ثم تناولنا موضوع ديمقراطية الحكم وسألته عنها ,أجابني بأنه أنتخب من قبل الجماهير فقلت له ليست هذه التي أقصدها,فقال لي أن العراق يحتاج الى حاكم حازم وعادل,فقلت له أن حكمك لم يكن عادلا بل كان أستبدادياً؛حينها دخل الربيعي على الخط ليطرح تساؤلاً حول مقتل الصدر ,فرد عليه الرئيس صدام بشدة وقوة وتبادلا الصراخ والشتائم وهوما حدا بصدام بأتهامه وعادل عبد المهدي بالخيانة واصفاً إياهم بالخونة.


وحول أنخراطه في مشروع يحمل السمات الأمريكية بعد تاريخه الطويل في خدمة العراق من موقع الوزارة التي كان يديرها والفترة الطويلة التي قضاها في مناصب مرموقة ودخوله ضمن منظومة الإحتلال مما أساء لتاريخه ذاك,يقول الباججي كنت أعتقد أن دخولي بهذا المشروع سيفيد العراق وأهله لكنها حسابات خاطئة ناعتاً نفسه بأنه ليس من هؤلاء الذين أنضووا تحت المشروع الأمريكي بل يعتقد قائلا (أن الأمريكان هم أنفسهم من طبق ونفذ مشروعنا وليس العكس),وهو ما يخرج الباججي من خانة السياسين المخضرمين الى حظيرة الجلبي والربيعي وكل الذين أرتضوا أن يكونوا صغاراً أمام المحتل ويطبقوا ماجاء به من أجندات يعملون من خلالها خلافا لمصالح الشعب ,وهم أنفسهم من أرتضوا أن يعملوا ضد التوجهات الإنسانية والتشريعات السماوية والوضعية التي تبيح مقاومة المحتل ومقارعته على غرار الفتاوى التي صبت بهذا الأتجاه والتي أصدرتها دوائر وجهات كان من المفترض أن تكون على الضد من التوجه الحالي الذي تتبعه لكنها أخفقت بل أنضوت تحت جناح المحتل وعملت على تقديم المساعدة والعون له حتى بأضعف الإيمان الذي أتخذته فكانت ليس أكثر من شياطين خرساء فَظلت وأَظلت معها شرائح مهمة من المجتمع مما ترتب على فعلها هذا أن أطالت أمد الإحتلال وزيادة المعاناة التي يعيشها المواطن العراقي في يومه وغده منذ الإحتلال والى يومنا هذا,وهو ماينكره كل ساسة الإحتلال الذين يصورون عراق اليوم بأنه الحلم السرمدي الذي لايشبه العيش فيه حتى أيام ألف ليلة وأخواتها.


كانت نظرات التشفي واضحة على ملامح عادل عبد المهدي وموفق الربيعي فيما لم ألمحها على الجلبي وهذه صفة غير حميدة عند الناس ,وهو ليس من الشرف بشيء أن يقع خصمك فتتشفى به,وهو ليس من أخلاق العرب ,وكان الأثنان يسألون عن رجال دين يدعون أن صدام كان قد قتلهم ,بينما لم يعرهم الرجل أي أهمية تذكر وتجاهلهم بأستمرار دون أن يرد عليهم,وأني لأتعجب من قوة هذا الرجل فهو قوي الشكيمة محافظ على رباطة جاشه ولم ترهبه الأحداث بل كان أقرب لروح القتال من صورة الهزيمة التي كان يجب أن يكون عليها داخل زنزانته,ويعلم ان الأمريكان سينالون منه وخصومه في الخارج من يمسكون بزمام الحكم ,ناهيك عن الأعتقاد الذي كان سائدا أن الأمريكان سيكشفون تاريخ غامض لفترة حكمه لايعرفه أحد للرأي العام, لكنهم لم يكشفوا شيئً ,بل بالعكس اي أحداث سجلوا من بعده,وهنا لابد لنا أن نسجل مداخلة نقول فيها(من أفسح لهم الطريق لكل هذا القتل والدمار والخراب ,أليس أنتم بجموعكم الذين تأمرتم على هذا الشعب المسكين,ألستم من قاتلتم كي تغيرون نظام الحكم لخلاص الشعب من براثن الديكتاتورية التي كنتم تتدعون وغيرتوموها الى نظام حكم يتخذ من الأسلام إسماً ,ومن أكثر سماحة من هذا الدين الذي لاتعرفونه ومن الديمقراطية التي سجلت أعلى أرقام القتل والتدمير في التاريخ البشري).


مشيراً الى أن فترات التعذيب والتغييب التي طالت شرائح واسعة من الشعب وبأسلوب طائفي بدأت في فترة حكم الجعفري وأنتشرت فيها هذه الممارسات ثم تلتها فيما بعد خلال الحكومات التي تلتها وهي التي جلبت الكوارث على العراقيين.


وأن المحكمة التي تم أعدادها من قبل الأمريكان وجهات أخرى كانت خليط ما بين المحكمة والمهزلة وهي أبزت صدام حسين بصورته الحقيقة وزادت من تعاطف شرائح واسعة من المجتمع العربي والعراقي أكثر مما كان يحوزه في الماضي ,وبعيدا عمن يختلف أولا مع شخصية هذا الحاكم العربي فقد كان صدام حسين يمثل الخليفة الشرعي للرئيس جمال عبد الناصر رحمه الله وزعيما حتميا للأمة العربية,أما المرحلة السياسية التي أدار البلاد من خلالها فقد تخللتها الكثير من المصاعب والكوارث مما أثار حفيظة شرائح واسعة من المجتمع الدولي عليه وتفاقمت الخلافات فيما بين العراق والعالم حتى وصلت الى ما هي عليه الأن,وما يثار اليوم من مسؤولية الرجل عن الحرب الإيرانية على العراق فأقول لا علاقة للعراق أو لصدام بمسؤولية هذه الحرب وأن النظام الإيراني هو من يتحمل المسؤولية كاملة عنها,وصولاً الى مشهد الأغتيال الذي عرضته كاميرات الحاضرين بقصد الإساءة لصدام حسين( العراقي العربي) إلا أنها فضحت نوايا الشر التي عليها نفوس من يحكم العراق اليوم بحقد أسود وتقاتل على الكراسي والمناصب التي يوفرها المحتل ولاتساوي ثمن الذل الذي هم عليه منذ قدومهم الى اليوم,ونبذهم وإستهجان منهجهم من قبل الشعب والدليل ما عبرت عنه الجماهير مؤخرا في الأنتفاضة الأخيرة في محافظات العراق عامة والتي قابلتها قوات الحكومة العميلة بالرصاص ,لكنها كانت تعيب على صدام حسين أن يواجه من دخل من الخارج ليعيث في الأرض الفساد بمساعدة شياطين الفرس والقضاء عليهم وتعتبرها قمعاً,وتسميها أنتفاضة أعترف قادتها بأنها جيرت وأدارتها المخابرات الفارسية القذرة مستغلة ما جرى بعد أحداث الكويت.


مشهد الأغتيال يقول عنه الباججي أنه المشهد الذي أظهر الرجل (أي صدام) على الحقيقة التي هو عليها ويعرفه الشعب والعالم بها ,ظهر على أكبر درجة من التماسك والقوة مما زاد من تعاطف الجماهير معه وهو ماينم عن رزانة وإيمان وذلك ماأكسبه تأييد الشعب العراقي وقطاعات واسعة من الجماهير العربية.


ربما يكون الكلام معروف ومتداول لكنه تأشير لمرحلة تاريخية مهمة من تاريخنا الحاضر,يريد الأنيون أن يطمسوا ملامحها ويحرفوا تاريخها,كما يريدون أن ينعتون أنفسهم بما ليس فيهم وما لم يتمكنوا على فعله كونهم ليسوا باصحاب مشروع وطني ’نحن لانريد ان نمتدح صدام حسين فهو ليس بحاجة لمدحنا ,لكننا نريد ان نقول أن أولئك خونة وليس للخائن ان ينفع أحداً ,فهو صغير وسيبقى صغير,ومن يعول على غير الحق فلن يطال إلا السراب والخذلان,وثقوا أن الحياة للشعوب مهما تعالت صرخات الباطل فالحق منتصر لا محالة وإن طالت التضحيات,ذلك أن الله هو الحق وليس غير ذلك.


الباججي شهد على مرحلة مهمة من تاريخ العراق الدامي ,مؤشراً لنقاط حيوية وغاية في الأهمية,لكنها مرحلة أخرجته من مواقع الشرف الذي كان عليه كونه تعامل مع المحتل وكان صغيرا أمامه وأمام أذنابه, فعذرا لك لأنك كنت في نظرنا تمثل الشرف لكنك فقدته اليوم, وتلك السقطات التي لايحسب لها سياسي مثلك من حساب.

 

 





الاثنين٣٠ رجــــب ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٢ / تموز / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سعد الدغمان نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة