شبكة ذي قار
عـاجـل










الكراهية والعنصرية الغربية ضد العروبة والإسلام صارت عقيدة يدين بها الكثير ، وفي ظل هزيمة الروح الناتج عن تخاذل المجتمع بكل تكويناته يتجرأ علينا حتى أولائك الباحثين عن الأضواء ، يناقش الحجاب في أعلى المستويات السياسية وهو فرض ديني وليس رمزا لمعتقد ويبنى ملهى على شكل الكعبة المشرفة وتصل الجرأة حد الوقاحة في محاولة حرق القران الكريم ومن قبل هذا الرسومات المسيئة وأهانت المصحف الشريف في المعتقلات ولا يتوقف الأمر هنا بل اعتقال النساء واغتصابهن وقتل الأطفال والشباب والشيوخ ، وقتل المسلم من أعظم الأمور عند الله عز وجل .


العلماء والشيوخ منقسمين بين تيارات ومرجعيات وفئة أخرى تسوق بيننا روح التسامح والمساواة
وتدير أجسادنا لنتلقى ملاين الصفعات ونحن عراة مذلولين بحجج الصورة المشرقة، وكأن كبار الصحابة والقادة أقاموا الدولة وحرروا الأرض من الظلام والاستعمار بصمود ذلهم في تلقي الصفعات المتكررة.
لم يقرأ هؤلاء آيات الجهاد والقوة والعنفوان بل طلب منهم ولي أمر مخصصاتهم أن لا يقتربوا منها .


قادة الفكر والسياسية ورجال الدين والحكام والمثقفين والعلماء ومن خلفهم العامة تكرر دائما كلمة المساواة مع أنها لم ترد لا في مورثنا الفكري العربي أو معتقداتنا الدينية ، والأصل العدالة بين أفراد المجتمع ، إلا أن للمستعمر خطط أقدم بكثير من فهمهم لنطق الأبجدية ، فتراكمت بيننا الأخطاء التي صارت صورة ذل عاكسة لنا تمثلنا في استرضائنا لمن يسئ لديننا وعروبتنا وعرضنا وعموم امتنا بل أصبحت الإساءة داخلية ، فالحاكم ورئيس وزرائه يستخفون بالشعب ويصدرون القوانين ويشرفون على أقامت ولائم القبح في الانتخابات والتشريعات والخيانات .


والأمر لا يتوقف هنا بل يسعى أعداء الأمة لضرب المنظومة الأخلاقية أصل الفكر والتراث النضالي في تنظيم المجتمع وبناء دولته ، فيترك الجيل الناشئ لفضائيات القبح المتضمنة أفلام وأغاني تشرع الفساد الأخلاقي وتعرض وجهة نظر الزناة وأنصاف الرجال ، وتسهم مؤسسات الدولة بتشريع العلاقات الغير شرعية بل والهرولة اتجاه الثقافة الغربية والابتعاد عن موروث الأمة الخالد .


في أصعب الظروف تعيش الأمة الان و يتجرأ الغرب كله علينا و تتجمع الوحوش لتنهشنا وتمزقنا وتسرق كل ما طاب لها ، وقادتنا علماء دين كانوا أو سياسيين أو مثقفين هم اصغر بكثير من حجم المؤامرة أو من مشاريع التصدي لها.


خيانة الوطن والمعتقد والفساد الأخلاقي صارت وجهة نظر يدافع عنها الكثير وفي أحيانا تكون ضمن إطار منظم ومشروع، الأمة اليوم بأمس الحاجة لمراجعة فكرية في برنامج التصدي للهيمنة الاستعمارية بثورة أخلاقية تعيد نشر المفاهيم الصحيحة وتقوم النهج النضالي.


الفرق شاسع بين الذكر والرجل وبين الأنثى والمرأة، وعدد كبير من القادة المتزعمين لحراك المجتمع أو أصحاب المناصب السياسية هم ذكور فقط لم يصلوا لمرحلة أن يكونوا رجال وللرجال صفات وقيم ومواقف، ويعز علينا أن نعيش في مجتمع تكثر ذكوره وتقل رجاله .


يحارب الإسلام ويهان ويستهزأ بالعروبة لا من الأعداء فقط بل من الأبناء الساعين إلى إبراز قيم الغرب وثقافته على حساب الأمة ومورثها الحضاري الواسع.


العروبة والإسلام يستنهضان الرجال والبدء بإحياء المنظومة الأخلاقية المتوارثة من خلال تثقيف الجيل الناشئ ، والأحزاب القومية الأكثر مقدرة على تنفيذ برامج و وضع خطط تسهم ببناء الجيل نشأة رجولة وحتى إذا وصل الأمر إلى وجود التعميم الحزبي بمقاطعة الأغاني والأفلام المسيئة وتسمى باسمها والدعوة لمقاطعتها على الأحزاب أيضا أن تطالب الدولة بإعادة الخدمة الإلزامية في الجيش وتوحيد الزى ليس للمدارس فحسب بل حتى للجامعات.


وكم كنا نتوق إلى صدور البيانات من الأحزاب كافة يسارية أو قومية تدافع فيها عن الإسلام و تتوعد فيها المسيئين ليفهم الغرب كله أن الإسلام ليس مجرد عبادات بل هو حاضن حضاري ثقافي للأمة .


الجميع يدرك أن القوانين الناظمة لمؤسسات المجتمع الرسمية والشعبية وخططها وبرامجها قاصرة عن تحقيق أدنى المستويات المطلوبة في بناء مجتمع القيم والمبادئ الصحيحة.


وذلك لأسباب من أهمها سيطرة المستعمر على أصحاب القرار وقصور الحركة التحرر الوطني من رؤيا نضالية تنشئ فيها جيل مبادئ وقيم وتدافع عن الوطن وأبنائه .


أن لم نتحرك الان سيبقى الغرب كله يسئ لنا ولديننا وسنبقى في الزوايا نصفق لنشيد المستعمر في لعن الإرهاب المدافع بأسلوبه عن الإسلام والعروبة، وستبقى حركة التحرر متأخرة تفقد أنصارها وبريقها النضالي و روح قيمها وستكون بلا وزن أو قيمه بين الجماهير حتى وان تغنت بتاريخ دماء شهدائها .


يثور العربي لدينيه وعرضه وأرضه يثور ضد جوعه فأين حركة التحرر اليوم من فهما لشخصية الأمة أم أنها اليوم مشغولة بعدد مرشحيها أو مقاعدها النيابية المتفق عليها .


و بدل أن تتحدث قيادة حركة التحرر عن أصل تشكيل تنظيم القاعدة عليها أن تدرس اهتمامات التنظيم وكيف التف حوله عدد كبير من الجماهير المؤيدة سرا لأعمالهم والذي يفوق عدد أعضاء وأسر وجيران حركة التحرر.
إما أن نقوم النهج ونصحح البرنامج أو أن نضع مصيرنا بين يدي فئة تهيم تائهة في العالم.



Etehad_jo@yahoo.com





الخميس٠٧ شوال ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٦ / أيلول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الله الصباحين نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة