شبكة ذي قار
عـاجـل












في كلمته أثناء الجلسة الافتتاحية للملتقى العربي الدولي لنصرة الأسرى والمعقلين في سجون الاحتلال  ..  الممثل الرسمي لحزب البعث في العراق:


• إن من يعترف من الدول أو الأحزاب أو الأشخاص بالعملية السياسية الجرية الآن في العراق إنما يساهم في الاعتراف بالمشروع الأمريكي- الصهيوني ..  إضافة إلى أنه يصادر تضحيات ودماء العراقيين التي سالت من أجل إسقاط الاحتلال ومشروعه.


• إن من يريد تحرير فلسطين عليه أن لا يعترف بمشروعهم الصهيوني في العراق أو يتعامل معه أو حتى أن يتعاطف مع عناوينه، وعليه أن يعمل على عدم إنجاح العملية السياسية الصهيونية- الأمريكية الجارية في العراق الآن، وعليه أن يتعامل مع المقاومة الوطنية العراقية ويدعمها ويسندها، وأن يرفض التعامل مع عملاء الاحتلال الأمريكي- الصهيوني وحماة مشروعه في العراق والمنطقة.


• إن المقاومة العراقية ومعها غالبية شعب العراق، والتي أجبرت أمريكا المحتلة والمعتدية على الانسحاب، وحمت أقطار الأمة من العدوان المباشر، وجنبت العالم الهيمنة الامبريالية ..  سوف تسقط المشروع الأمريكي- الصهيوني في العراق والمنطقة، وسوف تطرد ما تبقى من الاحتلال وعملائه وجواسيسه وحلفائه.


أوضح الممثل الرسمي لحزب البعث في العراق الدكتور خضير المرشدي في كلمته أثناء الجلسة الافتتاحية في الملتقى العربي الدولي لنصرة الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال، والذي عقد في الجزائر يومي الخامس والسادس من شهر كانون الأول الجاري عام 2010، وبدعوة من حزب جبهة التحرير الجزائرية، وبحضور أكثر من ألف شخصية عربية ودولية
، بأن تحرير فلسطين بوابته تحرير العراق وإفشال المشروع الأمريكي- الصهيوني المتربص بجميع أقطار الأمة ودول المنطقة.


وأكّد الدكتور المرشدي في كلمته
بأن عمليات الأسر والاعتقال والقتل ما كانت لتحدث لولا وجود الاحتلال وما نتج عنه من تدمير للدولة والشعب والمؤسسات الوطنية والقيم الأخلاقية العربية والإسلامية ..  فكل ما يجري الآن سواء في العراق أو فلسطين أو أي بلد تحتل أرضه وتكبل إرادة شعبه إنما هي تداعيات لذلك الاحتلال البغيض.


وشدّد الممثل الرسمي لحزب البعث في العراق
على ضرورة عدم الفصل بين قضايا الأمة، ذلك لأن جميع الأقطار العربية وكذلك الإسلامية مستهدفة ضمن المخطط الأمريكي- الصهيوني، مستهجناً الدعوات الدعائية التي تنطلق من البعض في محاولة للفصل بين احتلال فلسطين وعملية تحريرها، وبين ما يجري في العراق من تنفيذ للمشروع الأمريكي- الصهيوني.


وفيما يأتي نص الكلمة:


بسم الله الرحمن الرحيم


السيد ممثل السيد رئيس الجمهورية الجزائرية المحترم
الأخ الكريم عبد العزيز بلخادم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الجزائرية المحترم
السيدات والسادة الحضور الكرام المحترمون
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أحييكم وأحيي قيادة وشعب الجزائر الشقيق العربي الأصيل، شعب الجهاد والمقاومة والنضال والتضحيات، ونشكر حزب جبهة التحرير الجزائرية واللجنة التحضيرية للملتقى والأخوة الأعزاء رئيس وأعضاء المركز العربي للتواصل والتضامن على دعوتنا لحضور هذا الملتقى الهام.


أيها الأخوات ..  أيها الأخوة
إن الواجب يحتم علينا وفي هذه المناسبة أن نحيي شعب فلسطين وشهداءه ومناضليه ورموزه الوطنية وأسراه الأحياء منهم والأموات ..  وفي مقدمة هؤلاء أحيي الرئيس الأسير الشهيد ياسر عرفات رمز وعنوان الثورة الفلسطينية، وأحيي الشيخ الأسير الشهيد أحمد ياسين وبقية رموز الثورة والمقاومة وقادتها في فلسطين العربية العزيزة.


ومن خلالكم وبما تستحقه وقفات التاريخ من إجلال وخشوع، أحيي شعب العراق البطل، شعب التضحيات والأمجاد والشهداء، شعب الجهاد والمقاومة لأعنف وأقسى احتلال همجي وإجرامي شهده تاريخ البشرية ..  أحيي مناضليه ومجاهديه وأسراه الأحياء منهم والشهداء ..  أحيي القائد الخالد الرئيس الأسير الشهيد صدام حسين ورفاقه وكافة الشهداء من أبناء الشعب الذين سقطوا دفاعاً عن العراق وعلى طريق مذبح حريته وعزته وكرامته.
أحيي الجزائر وشهداءها ومناضليها ورموز ثورتها التحررية التي علمت الإنسانية دروساً في الصبر والتضحية والفداء والبطولة.



أيها الحضور الكريم


إن قضية الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الأمريكي في العراق، والصهيوني في فلسطين، وما تستحقه من مساندة ودعم وانتصار لها قانونياً وسياسياً ومادياً وإعلامياً وتحركاً شعبياً عربياً ودولياً، لا تنفصل عن قضية الاحتلال سواء في فلسطين أو العراق أو أي بلد تحتل أرضه وتكبل إرادة شعبه.


ما يجري في فلسطين والعراق من تدمير وقتل وتهجير واعتقال إنما هو نتيجة ذلك الاحتلال، والذي بدونه لما حصل الأسر ولما وقع الاعتقال ولما حدث التدمير للدولة والشعب والمؤسسات الوطنية والقيم والأخلاق العربية والإسلامية كما يجري الآن ..  وعليه فإن احتلال فلسطين واغتيالها كدولة وشعب وما ترتب على ذلك أو ما نتج عنه من تداعيات خطيرة، إنما جاء لتحقيق استراتيجية البقاء لهذا الكيان الهزيل والهجين والعنصري والإجرامي، ومن أجل تنفيذ هذه الاستراتيجية فإنها قد مرت بثلاث مراحل أساسية هي:


- مرحلة تحقيق الأمن والتي استمرت منذ عام 1948 وحتى منتصف السبعينيات من القرن الماضي.


- مرحلة تحقيق الاعتراف واكتساب الشرعية، والتي استمرت منذ منتصف السبعينيات وحتى بداية التسعينيات حيث العدوان الثلاثيني على العراق العظيم عام 1991.


- مرحلة النفوذ والمشروع والتغلغل والاندماج، والتي بدأت باحتلال العراق وتدميره سبقتها اتفاقيات لإقامة العلاقات مع بعض الدول العربية وفتح مكاتب للتنسيق التجاري والاقتصادي، إضافة إلى التنسيق الأمني والسياسي مع بعض الدول العربية في مشرق الوطن العربي ومغربه.


ورغم حصار قاسي ضرب طوقه حول عنق العراق، لكنه كان يتصدى بفكره الوطني القومي الإنساني وبمشروعه التقدمي الحضاري وبشجاعة قيادته وشعبه، ليحبط محاولات الكيان الصهيوني المدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية في التمدد والنفوذ والاندماج.


وجاء الاحتلال ليدمر الدولة الوطنية العراقية ويحاول أن يجتث خائباً الفكر الوطني القومي الإنساني، فكر البعث، فكر العراقيين والعرب وحامل عقيدتهم وأهدافهم التامة والكاملة، ويحاول أن يجهض المشروع العربي الحضاري التقدمي من خلال اعتقال وقتل القيادة الوطنية العراقية واغتيال العقول العلمية والثقافية العراقية، العسكرية والمدنية، وتهجير ما تبقى منها.


وبدأ رسم وهندسة مشروع أمريكي- صهيوني في العراق، حيث أسسوا منظومات سياسية وأمنية واقتصادية واجتماعية، ومنظومات قيم وأخلاقيات غريبة عن مجتمعنا وتاريخه العربي والإسلامي، وذلك من خلال ما يُسمى بالعملية السياسية الجارية في العراق الآن.


أليس أيها الأخوة، إن المشروع الأمريكي- الصهيوني الذي نتحدث عنه دائماً هو منظومات سياسية وأمنية واقتصادية واجتماعية وقيمية وغيرها تطبق في هذا البلد أو ذاك، وفي هذه المنطقة أو تلك؟ لتنفيذ متطلبات الأمن ومقتضيات مصالح الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني ..  أليس ذلك؟


ولهذا فإن من يعترف من الدول أو الأحزاب أو الأشخاص بهذه العملية السياسية إنما يساهم في الاعتراف بالمشروع الأمريكي- الصهيوني ..  إضافة إلى أنه يصادر تضحيات ودماء العراقيين التي سالت من أجل إسقاط الاحتلال ومشروعه.


ولذا فإن ما يجري في العراق الآن هو بناء هذا المشروع من خلال العملية السياسية، بتخطيط وهندسة وتنفيذ أمريكي- صهيوني- إقليمي وبأيد عراقية عميلة ..  حيث أن للكيان الصهيوني دوراً أساسياً في بناء هذا المشروع، وواضح لكل متابع ما تقوم به (إسرائيل) في العراق الآن، حيث أقاموا مكاتب ومقرات وشركات اقتصادية وتجارية وتحت عناوين مختلفة وواجهات بعضها علني وبعضها مخفي، إضافة إلى منظومات أمنية تساهم في قتل العراقيين وإشاعة الفوضى والدمار ونشر الفساد والرذيلة ..  وهذا يتم في شمال العراق وبحماية الأحزاب العنصرية الحاكمة في الشمال وبالتنسيق معها، ويتم أيضاً في وسط وجنوب العراق وبمرأى بل وبحماية الأحزاب الطائفية الحاكمة في العراق الآن.


إذن أيها الأخوة، أليست هذه العملية السياسية هي المشروع الأمريكي- الصهيوني بعينه، والذي اطلقوا عليه مشروع الشرق الأوسط الجديد أو الكبير، والذي يتم تنفيذه بإرادة ورغبة صهيونية ولتحقيق مصالح أمريكية، وقد بدأت باحتلال العراق وتدميره.


الغريب والمدهش حقاً أن نسمع الآن من يقول ويتحدث ويحاول الفصل بين احتلال فلسطين وعملية تحريرها، وبين ما يجري في العراق من تنفيذ للمشروع الأمريكي- الصهيوني!! وبين ما يجري في لبنان والسودان واليمن وغيرها من حواضر الأمة والتي تنتظر دورها في هذا المشروع ..  فإن مصر والسعودية ودول الخليج ليسوا غائبين عن المخطط، وكذلك سوريا والأردن وغيرهما من الدول العربية والإسلامية ..  ونسمع الآن خطاباً وكلاماً دعائياً ينطلق من البعض يدعو إلى تحرير فلسطين وإنهاء الكيان الصهيوني؟!


ومن هنا نقول بإسم شعب العراق ومقاومته الباسلة:


- بأن من يريد تحرير فلسطين عليه أن لا يعترف بمشروعهم الصهيوني في العراق أو يتعامل معه أو حتى أن يتعاطف مع عناوينه.
- من يريد تحرير فلسطين عليه أن يعمل على عدم إنجاح العملية السياسية الصهيونية- الأمريكية الجارية في العراق الآن.


- الذي يريد أن يحرر فلسطين، حقاً وصدقاً، فإن عليه أن يتعامل مع المقاومة الوطنية العراقية ويدعمها ويسندها، وأن يرفض التعامل مع عملاء الاحتلال الأمريكي- الصهيوني وحماة مشروعه في العراق والمنطقة.



هذا هو الطريق والموقف الشريف، طريق تحرير فلسطين يبدأ من تحرير العراق، وبوابة تحرير فلسطين وكل الأمة هو تحرير العراق.


البداية تكون من بغداد بتحريرها وإسقاط مشروع الاحتلال الأمريكي- الصهيوني الذي عبث بها ودمره ..  البداية الحقة والصحيحة والشريفة تنطلق من بلاد الرافدين لتحرير فلسطين وكل الأمة.


هل يوجد لديكم كلام غير هذا أيها الأخوة؟
من لديه غير هذا الكلام فلنسمعه؟!


لماذا احتل العراق ودمرت دولته وقتل وهجّر شعبه؟
ألم يكن ذلك بسبب موقف العراق من فلسطين وقضايا الأمة، دعماً ومساندةً ومشاركةً وانتماءً وإيماناً بأنها قضية النضال العربي والمصير العربي ..  أليس كذلك؟


علماً أن ذلك الموقف تجاه فلسطين وقضايا الأمة جميعها هو موقف ثابت لجميع الحكومات العراقية منذ احتلال فلسطين عام 1948 حتى عام 2003 حيث احتلال العراق ..  وجاءت حكومات الاحتلال العميلة لتطرد الفلسطينيين وترميهم على الحدود مع سوريا والأردن بدون رحمة أو عطف أو بعد إنساني بعد قتل واعتقال واختطاف العديد منهم وعوائلهم.


إنني في هذه المناسبة أقول بأن المقاومة العراقية ومعها غالبية شعب العراق، والتي أجبرت أمريكا المحتلة والمعتدية على الانسحاب، وحمت أقطار الأمة من العدوان المباشر، وجنبت العالم الهيمنة الامبريالية ..  سوف تسقط المشروع الأمريكي- الصهيوني في العراق والمنطقة، وسوف تطرد ما تبقى من الاحتلال وعملائه وجواسيسه وحلفائه.


إن المقاومة العراقية الباسلة بإنجازاتها الأسطورية بإسقاط الاحتلال في وحل الهزيمة والانكسار، لقادرة بعون الله على طرد أي تواجد أجنبي وإنهاء أي نفوذ إقليمي، ولن يكون العراق حصة لأحد أبداً، مهما طال الزمن ومهما غلت التضحيات، بل سيعود العراق بفعل مقاومته الباسلة حراً عربياً مسلماً موحّداً ومستقراً يحكمه الشرفاء من أبنائه ممن ساهموا في تحريره وفق ما يقرره شعب العراق ..  وإن غداً لناظره قريب.



أحييكم ..  والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



 


الدكتور خضير المرشدي
الممثل الرسمي لحزب البعث العربي الاشتراكي
في العراق

 

 





الخميس٠٣ محرم ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٩ / كانون الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة