بسم الله الرحمن الرحيم
( يا أيها الذين امنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم )
 صدق الله العظيم

الى شباب مصر العروبة الإباء

الى شباب الأمة العربية المشرئبة أعناقهم الى فجر الخلاص والحرية والكرامة

الى الأمة العربية المكافحة المجاهدة

الى كل شرفاء الإنسانية

تحيي الجبهة الوطنية لمثقفي وجماهير العراق بكل فخر وإعتزاز الفتح المبين الذي قاده الشباب العربي في مصر وحمل مشاعل عزته ولوائه من أرض مصر الكنانة الطاهرة القاهرة الأبية اليعربية وأن نحتفل إكباراً وإجلالاً لدماء شهداء الثورة الشبابية في ميدان التحرير وكل أرجاء مصر العروبة عندما سطروا ملحمة رائعة من أجل نيل العلا وتسلق قمة المجد ورفض العمالة والخيانة والإذلال والتثبيط عن دفق العروبة الجريحة التي أبتليت بإدارة سياسية سيئة منحطة ناكرة لقوة الشعب العربي ولدماء الشهداء الذين صنعوا التحرير والنصر على المستعمر الغاصب.

لقد آن آوان إسترجاع كبرياء العرب وتحطيم أصنام التسلط والعمالة والإبتذال وبدأت مرحلة تصحيح إنحرافات الدرب والمسار الخاطىء الذي عاشته الأمة من خلال القائمين على السلطة والقرار، وعدم إضاعة الوقت والمال والجهد في بناء هياكل كرتونية تبنى على أسس مخابراتية تستخدم وتنفذ أجندات الإحتلال والإمبريالية وتحمي مصالح الغرب وأمريكا بالذات في بلاد العرب على حساب المصالح العليا للشعب العربي ، لقد حان الوقت لإلغاء أصنام التفريط  والخذلان والتخلي والتنكر والتضييع والإهمال والفساد والإفساد .

لقد تفردت قوى الثورة الشعبية في مصر وإنطلقت من قاهرة العرب لتسطر أروع ملاحم الإنتصار التي غيرت وجه التاريخ وأذهلت أعداء الأمة وغيرت المخططات والحسابات ، لقد فاقت التصورات التي بناها الخانعون وكل أعداء الامة العربية بإرادة وطنية عربية صلبة عض الشعب فيها على النواجذ وثب في موضعه على الشظف والفاقة والجراح والفقرالمصطنع المخطط له من قبل أعداء الأمة والمنفذ له أسفاً بمن تسمى بجنسياتها والذي لم ينكروا إصولهم فحسب بل حتى إنسانيتهم

لقد حقت كلمة الله وبشر عباده الصالحين العانين الطامحين وخذل وأذل فريق الطغيان والقوى العاملة خلف الكواليس .

ياجماهير مصر العروبة يا أبناء الأمة العربية لقد آن الأوان لبتر الإنحرافات وقطع أوصالها ، وليكن شعارنا أما نكون أو لا نكون ، آن الأوان لمواصلة الركب نحو غايات وأماني الأمة من خلال صدق الإنتماء والثوابت والمواثيق والعهود ويعود دور مصر وباقي أقطار الوطن العربي الذي حاول من أملت عليهم الإدارة الأمريكية ووفق مخطط مرسوم لإلغاء أسم ومصطلح الوطن العربي الكبير وإبداله بتسمية الشرق الأوسط الكبير، بهدف ضياع الهوية العربية من قبل شرذمة رموز تميزت بخدمة أعداء العروبة مقابل أثمان بخسة ، آن الأوان للعودة الى أن نتغنى جميعاً بالنشيد  العربي ( بلاد العرب أوطان من الشامي لبغداد ومن نجد الى يمنٍ الى مصر فتطوان) .

ولكي يكتمل الإحتفال بالنصرلابد أن نذكر  نذكرك جماهير الأمة العربية أجمع إن أبناء العراق الذين يخوضون معارك الشرف والتحرير في عراق المعجزات عراق المجد التليد الذين يتصدون يومياً لقوات الإحتلالين الأمريكي والإيراني ومئات على سلخ العراق عن محيطه العربي وطمس هويته عاونتهم بذلك بعض الأنظة الرسمية العربية وفي مقدمتهم حسني مبارك الذي هو الآخر لفظه شعب مصر الأبي ، لأنه تمادى بغيه لمدة ثلاث عقود غير آبه بقدرات وطاقات الشعب والأمة وجعل كل إمكانات مصر لخدمة المشروع الأمريكي في الوطن العربي ..

إن الدور السىء الذي لعبه الرئيس المطرود حسني مبارك ضد الشعب العراقي وإصطفافه الى جانب قوات التحالف بقيادة أمريكا وزج الجيش المصري لمواجهة القوات العراقية عام 1991 بالعمليات العسكرية   لم تنسه الذاكرة العربية والتاريخ العربي عندما تجاهل ميثاق جامعة الدول العربية وتطويع قرارتها لخدمة الغزو الأمريكي للعراق وتجاوز إكتمال النصاب في مؤتمرات القمة العربية وإتخاذ قرارات عربية ضد العراق سواء في فرض الحصار أو عملية غزو العراق ، بل ومساهمته في دعم وتسهيل غزو العراق من قبل القوات الأمريكية – البريطانية – الإيرانية ودوره السىء في القضية الفلسطينية والسودان مما له أثر سلبي على مستقبل مصر وحصتها في مياه النيل .

هنيئاً لنا كأمة واحدة من المحيط الى الخليج بعودة سريان الدم الى جسد الأمة العربية من جديد بفضلكم ودمائكم ياشباب مصر فلولا كم لإستمر الإذلال والفساد والقهر والعدوان والإستهزاء بمقدرات الأمة العربية وتبديد ثرواتها وقهر شعوبها .

إن الجبهة الوطنية لمثقفي وجماهير العراق تأمل أن تستكمل ثورتكم في تأسيس تاريخ عربي جديد ومنعطف مهم لمصر العروبة من خلال نكران الذات والتوصل لبناء تجربة مؤسسية ناجحة تخدم البلاد وتؤسس لحمايتها من الأيدي العابثة المتربصة بمسيرتكم وطرد كل رموز الإذلال والخنوع والفساد والتوجه نحو بناء مصر نفتخر بها دوماً كرائد للنضال العربي ومساهمة في بناء المجد العربي الجديد ، فلا نشوة للنصر بل عمل خلاق لبناء الوطن وإعادة عزه وكبرياء مصر وإقتصادها وبناء مستقبلها بعيداً عن أجندة الاعداء  .

 بارك  الله فيكم لأنكم كسرتم طوق الخوف والذل والهوان فإمضوا نحو العلا والله والشعب من ورائكم ، إذ قال تعالى (( لقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر إن الأرض يرثها عبادي الصالحون )) . صدق الله العظيم.

الدكتور سطام الكعود

الأمين العام

للجبهة الوطنية لمثقفي وجماهير العراق

بغداد – ٩ ربيع الأول ١٤٣٢ هجرية

١٢ شباط ٢٠١١