شبكة ذي قار
عـاجـل










مات خميني ولم يظهر الإمام المهدي , ولما أصبح الخامينئي هو المرشد الأعلى في إيران , فمن المؤمل أن يكون هو حلقة الوصل مع المهدي المنتظر . ولان الخامينئي صار هو المرشد مع وجود عشرات الآيات الذين يفوقونه علما وفقها , ولهم تاريخ نضالي كبير مع خميني , فقد تجرا علية بعض الآيات من رجال الدين . ومن الذين ادعوا أنهم يتواصلون مع الإمام المنتظر مشائي نفسه . الأمر الذي اثأر رجال الدين الآخرين ضده , ورأوا في طرحه إلغاء دور المرشد الذي يعد الولي الفقيه ونائب الإمام المهدي حسب الدستور . ومن ضمن الأطروحات التي يثيرونها ضده " أن الحركة الماسونية اخترقت فريق عمل نجاد بهدف تمهيد الأجواء لترشيح مشائي لرئاسة الجمهورية " , والمهمة الأخرى التي يتخوفون منها أن هذا الفريق يسعى للسيطرة على مجلس الشورى , الذي يسيطر عليه عدد من المحافظين أمثال ( علي لارجاني ) وشقيقه الذي يسيطر على القضاء ( صادق لارجاني ) .


أثناء الحرب بين العراق وإيران في عقد ثمانينات القرن الماضي , ظهرت دعوة من خميني لإعداد جيش العشرين مليون جندي , وقد كان الظن انه لمقاتلة العراق , ولكن الفكرة تتكرر اليوم , والهدف الأساسي هو إعداد الجيش الذي سيقاتل مع الإمام المهدي وان الحرس الثوري هو جيش الإمام الذي سيقاتل معه عندما يظهر .


وتروج أقاويل أشبه بالموعضات ان الخامنئي هو الذي سيسلم الراية إلى الإمام لأنه من خرسان ( مشهد ) , تطبيقا لبعض الأحاديث المنسوبة أن رجلا من خرسان سيسلم الراية إلى الإمام .


في ظل الأوضاع الجديدة ظهرت أحاديث أخرى تقول بان نجاد هو الذي سيسلم الراية إلى الإمام , وان سعي إيران للحصول على التكنولوجيا النووية هو من اجل الاستعداد لاستقبال المهدي بقوة تواجه التقنيات الغربية .


وقد روج أية الله ( محمد نقي مصباح يزدي ) أن الصلة وثيقة بين الإمام ونجاد , وان طاعته واجبة كطاعة الإمام المهدي . وقد ووجه مصباح ومجموعته بهجوم من رجال الدين الذين وصفوا أصحاب هذا الطرح ( بالمصباحيين ) , ووصفهم وزير الداخلية السابق واحد مؤسسي حزب الله السفير في دمشق " أن جماعة المصباحية لا تقف مكتوفة الأيدي , إنها جماعة خطيرة جدا وعنيفة جدا , وعندما يصلون إلى مبتغاهم فسوف يحطمون القيادة الدينية والمرشد معا " .


من الواضح أن مشائي صار مستهدفامن التيار المحافظ ومعه الرئيس نجاد أيضا , ولا يستبعد البعض أن الحملة تستهدف بقاء نجاد في السلطة حتى انتهاء رئاسته عام 2013 .


الإمام المهدي المنتظر هو نجل الإمام الحسن العسكري, ولد255 هجرية , توفي والده وله من العمر خمس سنوات,ويعتقد الشيعة أن للمهدي غيبتين , الأولى هي الغيبة الصغرى التي استمرت 70 سنة, وكان يتم التواصل بينه وبين الناس عبر أربعة سفراء. أما الغيبة الكبرى فهي الممتدة منذ ذاك الوقت إلى يومنا وسوف تنتهي بظهوره. ويحصل التواصل بينه وبين أتباعه بوسائل وطرق متعددة .


ظهرت حركات وأفراد يدعون أنهم الإمام المهدي ولكنها فشلت حتى قامت الثورة الإيرانية , التي ـ كما يعتقدون ـ هيأت الأجواء إلى ظهور المهدي . وقد ظهرت فكرة المهدوية مجددا , وبالذات لدى مشائي ونجاد مؤخرا ,ولوحظ أن نجاد صار يربط كل خطوة يخطوها أنها مرتبطة بالإمام المهدي , كما عمد إلى إدخال فكرة المهدوية في خطابه في الأمم المتحدة حيث قال " إن العالم المعاصر أحوج ما يكون إلى المخلص الحقيقي والإنسان الكامل الذي تنتظره الأمم والشعوب حول العالم ليملاء العالم عدلا وأخوة ومحبة " . وهكذا برزت مصطلحات المهدوية , والإمام المهدي , والدولة المهدية , وصاحب الزمان , وكلها مصطلحات وردت في خطابات نجاد المتعددة , ولا سيما في دورة رئاسته الثانية , وقد سرت شائعات أطلقها أنصار نجاد مفادها أن أنوارا وهالات مزعومة تصاحب نجاد حيثما حل وذهب , والهالة تشبه النور على شكل مصباح دائري بقوة 220 فولت , وصارت هذه الأقاويل والشائعات مدار تندر ونكت يتداولها الناس في إيران .


ويتحدث البعض عن خلافات أخرى بين الرجلين على صعيد السياسة الخارجية ,وبالذات الموقف من الانتفاضات العربية , فالخامنئي يدعم ألقذافي لتوريط الغرب وخاصة الولايات المتحدة, وإشغاله بليبيا بعيدا عن سوريا . وجاءت خطوة الخامنئي أثناء اعتكاف نجاد قبل الأول من أيار الجاري , في حين عبر نجاد عن معارضته آي تدخل إيراني في ليبيا . وتضمن قرار الخامنئي تكليف قائد قوات القدس ( قاسم سليماني ) بنقل أسلحة ومعدات إلى ليبيا , تتضمن صواريخ متحركة مضادة للطائرات , وإرسال 80 عنصرا من قوات القدس إلى ليبيا لتقديم العون على الأرض .


ونقل عن مصادر صحفية أن هذه الخطة وضعها ( سعيد جليلي ) رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي , بهدف إطالة أمد الحرب , وجعل ليبيا مستنقعا جديدا لإغراق الغرب فيه .


هذه الخطة وتنفيذها تمت بدون علم نجاد , الأمر الذي قيل انه وتر العلاقة بين الاثنين كما كانت العلاقة بين إيران ومصر مثار نقاش وتوتر أيضا ,ففي الوقت الذي يشجع الخامنئي تحسين العلاقة مع مصر , فان نجاد يرى ضرورة إعادتها بشروط , وخاصة بحث موقف مصر من اتفاقية كامب ديفيد .


ورغم أن الخامنئي أعاد بعض الثقة إلى نجاد , بدعوته الأطراف كلها التعاون , وعدم توتير الأجواء , إلا أن التيار المتشدد يرى أن نجاد هو السبب وراء هذا التوتر
ويرى معظم زعمائه ضرورة تنحية نجاد عن الرئاسة قبل انتهاء مهلته الرئاسية.

 

 





الاربعاء٢٢ جمادي الاخر ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٥ / أيـــار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د . حسن طوالبة نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة