شبكة ذي قار
عـاجـل










ماقرأت قول الله عزوجل في سورة البقرة ( ومن الناس من يعجبك قوله فى الحياه الدنيا ويشهد الله على ما فى قلبه وهو ألدُّ الخصام. واذا تولى سعى فى الارض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد. واذا قيل له اتق الله اخذته العزة بالاثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد) الا وتبدّت قيادات الحزب الاسلامي العراقي أمام عينيَّ مثالاً على ذلك.

 

وماقرأت قوله سبحانه وتعالى ( فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين ) إلا وقف ذلك النفر العميل والمشبوه أمام عينيَّ مثالاً على ذلك.

 

وأجزم يقيناً، أنني لا أدافع عن أحد، فللبعثيين ناطق رسمي باسمهم، وقيادة بإمكانها أن ترد، لو شاءت، على ماورد في المقال * من أكاذيب.

 

ولكن لغة المقال الموتورة التي يتحدث بها كاتبها، دفعتني إلى هذه المقدمة التي أسوقها لأتحدث عن خيانة قيادات الحزب الإسلامي العراقي، لأقول ان الحزب المذكور ليس له علاقة تذكر، سوى تشابه الأسم المقصود، مع الحزب الاسلامي العراقي الذي أسس عام 1961، ودليلي على ذلك انفضاض كل من بقي على قيد الحياة من قيادات ذلك الحزب عن الحزب الحالي، بل ومعارضتهم له، وخير مثال على ذلك، الشيخ الجليل إبراهيم منير المدرس، الذي وقف بالضد من كل توجهات الحزب الإسلامي العراقي في أعقاب الاحتلال، وهو كما يعرف المعنيون، مؤسس الحزب عام 1961.

 

ثم ان هذا التنظيم المشبوه الذي أسس على يد أسامة التكريتي وأياد السامرائي مطلع التسعينات، ليس له صلة حقيقية بجماعة الاخوان المسلمين في العراق، وسيثير قولي هذا الكثير من التساؤلات عند قرائي.

وأنا أعيد الكلام وأؤكده لأنني أعلم، يقيناً، ان القيادات التاريخية لهذه الجماعة في العراق، رفضت تأسيس هذا الحزب، مطلع التسعينات، بل وقاطعت مؤسسيه تماماً، ومن أولئك، بل وفي مقدمتهم، الشيخ الفاضل عبدالكريم زيدان، الذي رفض انشاء هذا الحزب ورفض العمل السياسي ضد النظام الوطني الشرعي في العراق، مادفع مؤسسي الحزب (التكريتي والسامرائي) الى اعلان ان الرجل، أمدَّ الله في عمره ممتعاً بالصحة والعافية، أصيب بخرف ومرض في عقله، مادفعهما الى عزله عن قيادة جماعة الاخوان المسلمين في العراق تمهيداً للاستيلاء عليها، وهو ماحصل بعد ذلك فعلاً.

 

ثم انني أعرف جيدا ان هذا الحزب وجد، ويجد، رفضاً مطلقاً لكبار رموز حركة الاخوان المسلمين في العراق، ويمكن تلمس ذلك في أن من يتصدَّر مشهده القيادي شباب أغرار لاعلم لهم بالعمل السياسي ولا الدعوي ولا الوطني طبعاً، وكلهم كانوا قبل احتلال العراق، من صغار أصحاب الاعمال، ولايعرف عنهم عمل سياسي معارض حقيقي، وإن تعرَّض بعض منهم للاعتقال من باب جر الإذن، لا أكثر.

 

بل ان القيادة الحالية للحزب، ورغم كل ماقدمه السابقان، محسن عبدالحميد وطارق الهاشمي، اللذين تعاقبا على رئاسته، لم تقبل كل تلك التنازلات فنفذا انقلابهما (الشرعي) ليستولوا على الحزب ويسخرونه لخدمة مصالح وأهداف تدور في مخيلتهم.

 

وأعلم جيداً ان كل المواقف السيئة والخيانية لهذا الحزب، أو معظمها على الأقل، تعود الى السامرائي الذي يتعامل بمنطق العقدة الشخصية التي يحملها إزاء النظام الوطني العراقي، الذي حاكم والده بتهمة التجسس وأعدم لعلاقته بمؤامرة عبدالغني الراوي المدعومة من شاه إيران، باعتراف الراوي شخصيا، علماً ان والده معروف بمعاداته لكل الحركات الوطنية والقومية وقبوله العمل مع عبد الكريم قاسم، ضد الوطن والأمة، حتى أنه كان يشتري ولاء ضباط سوريين معادين للوحدة مع مصر، ويدفع لهم الأموال بحكم منصبه ملحقاً عسكرياً في بيروت حينها.

 

وقد أكد لي طارق الهاشمي في لقاء جمعنا في احدى ليالي شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2005 في مكتبه، بعد أن ذكرت له مواقف الحزب الخيانية وفي مقدمتها قصة التصويت على دستور الاحتلال، بعد أن هبط سفير ادارة الاحتلال المجرم جون نيغروبونتي بمروحيته في فناء مقر الحزب الاسلامي ببغداد لحثهم على منع انصارهم من التصويت ضد الدستور وإفشاله تالياً، قال: ان تلك الموافقة صدرت من قبل اياد، وليس من قبلي.

 

لقد سعى الحزب الاسلامي من خلال السامرائي الذي استولى على الحزب كليا الان بعد اعتزال التكريتي، ومعه حفنة من المستفيدين والمضللين الى احتكار مايسمونه تمثيل السنة العرب في المشروع الاحتلالي، ولو كان الأمر كذلك فقط لباركنا له ذلك الاحتكار لكنه سعى الى احتكار تمثيل السنة العرب في العراق، فألحق بهذه الفئة الوطنية التي مهرت انتماءها للعراق، بعد احتلاله، بدمها، بعد أن كانت مهرته سابقاً بدمها وفيض عقولها، ألحق بها نقائص ما كان لهذه الفئة ان توصف بها لولا خيانة السامرائي وأمثاله.

 

ثم ان هذا الحزب من خلال أياد السامرائي المشبوه بل والعميل، سعى الى ضم سامرائي اخر، بكل أسف، الى قائمة الفاسدين ومسوِّقي مشروع الاحتلال، بتحالفه مع الرويبضة أحمد عبدالغفور السامرائي، ليستوليا على ديوان الوقف السني، ويحيلا الجوامع والأوقاف السنية في العراق الى تجارة رابحة وواجهة سياسية لمشروع الحزب الاسلامي الخبيث.

 

كما ان الحزب سعى الى تشويه واحدة من أنصع صور العمل السياسي الوطني في عراق مابعد الاحتلال، وهي هيئة علماء المسلمين في العراق، التي سعى الى محاربتها هيئة وشخوصاً، وسحب البساط من تحت أقدامها، وحاصر مشروعها الوطني، لأنه أيقن ان مشروعه الخبيث لن يتمكن من النهوض في حال وجود الهيئة بمكانتها البارزة والرائدة، كما فعل ذات الشيء مع واجهات وطنية عديدة أخرى.

ان فضائح هذا الحزب أكبر من ان تُحصى، وقد كنت أترفع عن مهاجمته، لأسباب شخصية، ولكن نضح السوء زاد عن حده، وبات من الضروري أن يوجه لهذا الحزب مايستحق.

 

 

* انظر : http://www.baghdadch.tv/article.php?id=402

 

 





الثلاثاء٢٦ ذو الحجة ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٢ / تشرين الثاني / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب منهل عبد الله نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة