شبكة ذي قار
عـاجـل










مدي بساطك وأملئي أكوابي
وأنسي العتاب فقد نسبت عتابي
عيناك يابغداد منذ طفولتي
شمسان نائمتان في أهدابي


بغداد بناها الخليفة العباسي المنصور من عام 762 للميلاد إلى عام 764 للميلاد في العقد السادس من القرن الثامن الميلادي الموافق للقرن (الثاني الهجري) واتخذها عاصمةً للدولة العباسية، حيث أصبح لبغداد تحت حكمهم مكانة مرموقة. وكانت من أهم مراكز العلم على تنوعه في العالم وملتقى للعلماء والدارسين لعدة قرون من الزمن. وتكمن أهمية موقع بغداد في توافر المياه وتناقص أخطار الفيضانات مما أدى بدوره إلى اتساع رقعة المدينة وزيادة نفوذها إلى جانب سهولة اتصالها عبر دجلة بواسطة الجسور التي تربطها بالجانب الأيسر من النهر. ولمدينة بغداد القديمة أسماء عدة كالمدينة المدورة والزوراء ودار السلام. يخترق وسط المدينة نهر دجلة، وينصفها إلى جزئين: الكرخ (الجزء الغربي) والرصافة (الجزء الشرقي).


أشتهرت بغداد ولفترة طويلة بالشعراء والأدباء والكتاب والفنانين، حيث أنجبت المدينة الكثير منهم، حيث أن الحراك الثقافي بدأ يُبرز المدينة كواحدة من أكثر العواصم العربية تأثيراً في الثقافة والفنون. حيث تغنى بها العشرات من كبار الشعراء والفنانين العراقيين والعرب.


ويعود اصل تسميتها لقرية كانت تعرف باسم (بغداد) منذ أيام حمورابي القرن الثامن عشر ق.م وسماها (مدينة السلام) تيمنا بالجنة، غير أن الناس كانوا يسمونها في الغالب مدينة المنصور. ورد اسم بجدادا في لوح يرجع تاريخه إلى القرن الثامن عشر قبل الميلاد، زمن الملك حمورابي. ورد اسم بغدادي في لوح آخر يعود تاريخه إلى الأعوام 1341 ـ 1316 قبل الميلاد. وفي لوح اخر يعود تاريخه إلى القرن الثاني عشر قبل الميلاد ورد اسم بجدادو. ورد في وثيقة تاريخية يرقى عهدها إلى سنة 728 قبل الميلاد إبان حكم الملك الآشوري تجلات فلا سر الثالث (745 ـ 727 ق. م) اسم بغدادو. ذكر أبا الفضل بديع الزمان الهمداني (968 ـ د1007م) اسم بغداد في اثنتين من مقاماته الخمس والعشرين، حيث قال في المقامة الازاذية; اشتهيت الازاذ وأنا في بغداذ وكنت ببغداذ وقت الأزاذ. اسم بغداد في لغة أهل بابل القدماء مكون من قسمين اوله يعني البستان أو الجنينة، أما جزء اسمها الثاني داد فيعني الحبيب، حيث يصبح معنى بغداد هو جنينة الحبيب وصديقه وبستانه.


ونذكر بعض من معالم بغداد


المدرسة المستنصرية

مدرسة عريقة أسست في زمن العباسيين في بغداد عام 1233 على يد الخليفة المستنصر بالله، وكانت مركزا علميا وثقافيا هاما. تقع في جهة الرصافة من بغداد. تطل المدرسة على شاطئ نهر دجلة بجانب "قصر الخلافة" بالقرب من المدرسة النظامية، وكانت تتوسط المدرسة نافورة كبيرة فيها ساعة المدرسة المستنصرية العجيبة، وهي ساعة عجيبة غريبة تعد شاهداً على تقدم العلم عند العرب في تلك الحقبة من الزمن تعلن أوقات الصلاة على مدار اليوم.


جامع الخلفاء

هو مسجد بناه الخليفة علي المكتفي بالله لكي يكون المسجد الجامع لصلاة الجمعة في شرقي القصر الحسني، وكان يعرف بجامع القصر، ثم أطلق عليه اسم جامع الخليفة، وسمي بجامع الخلفاء في الفترة الأخيرة، وهو من معالم بغداد التأريخية، وتم بناءه في عام(289-295هـ، 902-908م)، وذكره الرحالة ابن بطوطة عند زيارته لبغداد علم 727هـ، 1327م. وهو يقع في محلة سوق الغزل قرب الشورجة، ومنارة جامع الخلفاء، من المآذن التأريخية والمتميزة بعمارتها، وهي الأثر المعماري الوحيد الباقي من دار الخلافة العباسية ومساجدها، وقد بنيت هذه المنارة قبل أكثر من سبعة قرون، وهي من الآجر فقط، وتبدو النقوش المحيطة بالسطح الدائري بأشكالها المعينية البسيطة، كما لو كانت قد صففت لتبرز من خلال الظلال المتباينة في الخط الآجري. وكانت تعتبر أعلى منارة يمكن رؤية بغداد من على مأذنتها، وكان ارتفاعها خمسة وثلاثون مترا، وهي تعبر عن جلال بناء قصور الخلافة العباسية ولقد سقطت المنارة وهدم الجامع عام 670هـ، 1271م، وأعيد بنائهما في 678هـ، 1279م.


جامع الإمام الأعظم

جامع الإمام الأعظم أو جامع أبو حنيفة النعمان هو أحد المساجد والمدارس التاريخية في مدينة بغداد. المنطقة حول الجامع تدعى الأعظمية نسبة إليه وتقع في شمال بغداد على جهة الرصافة ويقابلها منطقة الكاظمية نسبة إلى موسى الكاظم الذي يقع فيها. بني المسجد عام 375 هـ بجوار قبر أبو حنيفة النعمان. بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003م حدثت معركة عسكرية في الأعظمية يوم 10 نيسان 2003م، تم على أثرها تدمير جزء من منارة الجامع والساعة والضريح وأجزاء أخرى داخل الجامع، وتحطمت المباني حول الجامع ومنها مبنى جمعية منتدى الإمام أبي حنيفة.


شارع الرشيد

من أقدم وأشهر شوارع بغداد كان يعرف خلال الحكم العثماني باسم شارع (خليل باشا جاده سي) على اسم خليل باشا حاكم بغداد وقائد الجيش العثماني الذي قام بتوسيع وتعديل الطريق العام الممتد من الباب الشرقي إلى باب المعظم وجعله شارعاً باسمهِ عام 1910م، وكان ذلك لأسباب حربية ولتسهيل حركة الجيش العثماني وعرباته. يحوي الشارع جوامع تراثية منها جامع الحيدرخانة الذي شيدهُ داود باشا عام 1819م، وجامع حسين باشا وأسواقاً قديمة كسوق هرج وسوق السراي.


تعرضت بغداد لكثير من الغزوات الخارجية والتقلبات الداخلية طيلة القرون الماضية نظرا لكونها مطمع كبير لمختلف القوى الحاكمة لتمتعها بالعديد من مزايا القوى التي تمنح من يمكنه السيطرة عليها تحكما كبيرا في شؤون و سياسة المناطق المجاورة. مرت مدينة بغداد بعدة مراحل من تغيير الدول الحاكمة والغزو سنذكرها بتسلسل في الجزء الثالث .

 

 

 





الخميس٢٦ جمادي الاخر ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٧ / أيــار / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أبو بعث العتيبي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة