ما هي دلالات زيارة المالكي لإيران في هذا التوقيت بالذات ؟
المعروف أن العراق إحتضن القمة العربية الأخيرة وانه أصبح يرأس القمة لمدة سنة ، وعلى هذا الأساس فيُعتبر العراق مُمثلا مُخولا لكل ما يخص القضايا العربية - على أن يتماشى ذلك مع ميثاق الجامعة العربية - لكن المالكي ضرب عرض الحائط هذا الأمر وذهب إلى طهران في استهداف واضح وقوي وصريح للعرب وجامعتهم العربية.
الدلالة الأولى في توقيت هذه الزيارة أن المالكي أراد أن يقول للعرب الذين لم يكن لهم تمثيل قوي في مؤتمر القمة الأخير ( أنا لستُ بحاجة لكم فعندي إيران ) ، وهذا ما أراد إيصاله إلى قادة دول الخليج العربية وعلى وجه التحديد المملكة العربية السعودية ودولة قطر التي بدأ المالكي حملة استهداف إعلامية واضحة ضد قيادة المملكة وقطر وبالتناوب مرة على لسانه شخصيا وأخرى من خلال احد المقربين له .
الدلالة الثانية هي تعزيز وتقوية موقف إيران في حركتها الاستفزازية المتمثلة بزيارة الرئيس احمدي نجاد إلى جزيرة أبو موسى الإماراتية العربية ، فعندما لاحظ المالكي أن الموقف العربي الرسمي والشعبي بل والموقف الدولي أدان هذه الزيارة ، سارع المالكي للذهاب إلى طهران ليقول لهم "نحنُ معكم" ، والملفت للنظر أن المالكي والعراق ، باعتباره رئيسا للجامعة العربية لم يقولوا ولو تصريح واحد يـُندد بالزيارة المشبوهة .
والدلالة الثالثة هي إظهار أن محور ( طهران ـ بغداد ـ ) هو الأقوى في مواجهة الدول العربية عموما والمملكة العربية السعودية ودولة قطر على وجه الخصوص .
والدلالة الرابعة أن زيارة المالكي ردة فعل قوية ومحسوبة على زيارات طارق الهاشمي إلى السعودية وقطر وتركيا وعلى زيارة مسعود البارزاني إلى واشنطن وتركيا، واللقاءات التي حصلت في تركيا الداعمة للهاشمي والبارزاني والقائمة العراقية ، فأراد المالكي أن يقول لهم انتم ذهبتم إلى اسطنبول وأنا ذاهب إلى طهران .
والدلالة الأخيرة هي الطلب من إيران الضغط على المجلس الإسلامي الأعلى وعلى مقتدى الصدر بل وحتى على الأكراد لمنعهم من سحب الثقة عن حكومة المالكي الطائفية العميلة في مواجهتها المحتدمة حاليا مع القائمة العراقية والأكراد.
