شبكة ذي قار
عـاجـل










عندما نسأل "أتباع إيران" عن سبب تعلقهم بذيول المرجعيات الفارسية الفاسدة وأبتعادهم عن المرجعيات العربية المعتدلة ، فأنهم لايجدون الرد المناسب ، لذلك يجيبوا بسؤال مماثل .. "البخاري ومسلم وجميع فقهاء المذاهب الأربعة هم فرس .. فلماذا تتبعونهم"!!، وقد أصبح هذا الجواب موال يتغنى به مقلدي المرجعيات الفارسية ، لأنه وسيلة للتهرب من مواجهة الحقيقة .. حقيقة أغتصاب الفرس للمرجعية الشيعية ، فأتباع إيران يعلمون جيداً أنهم كالدواب التي تساق رغماً عنها ، ولا حيلة لهم سوى الأنصياع وتنفيذ الأوامر ، ولو كان لديهم تبرير مقنع عن السؤال المطروح لخرجوا به بدلا من رمي الكرة في مرمى السائل!!، أما نحن فلدينا الجواب على سؤالهم الذي يقول .. "البخاري ومسلم وجميع فقهاء المذاهب الأربعة هم فرس .. فلماذا تتبعونهم"؟!.

 

أولا .. "الشافعي" مولود في فلسطين سنة (150 هـ) ، "أحمد أبن حمبل" مولود في بغداد سنة (164 هـ) ، "مالك بن أنس" مولود في المدينة المنورة سنة (93 هـ) و الأمام "أبو حنيفة النعمان" مولود في الكوفة سنة (80 هـ) ، جميع هؤلاء ليسوا من الفرس بل هم عرب أقحاح عدا "أبو حنيفة" فهو من أصل أفغاني ، أما "البخاري" فهو ليس فارسي وأنما مولود في بخارى سنة (194 هـ) ، وهي مدينة تابعة لجمهورية أوزباكستان الحالية ، ولم يبقى لدينا سوى "مسلم" وهو من مواليد سنة (206 هـ) في نيسابور ، وهو الوحيد من أصول فارسية ، أذاً .. ثلاثة من أصل أربعة هم من العرب ، والرابع مولود في الكوفة ومن أصل أفغاني ، وهؤلاء هم أساس مذاهب أهل السنة والجماعة ، بينما معتقد "أتباع إيران" أسسه الفرس من الألف إلى الياء ، إما البخاري ومسلم فهم متخصصون بالحديث ، بينما المراجع الفارسية ليس لديهم كتاب للحديث وهم يشرعون حسب مزاجهم (البرتقالي) ، بإختصار .. نحن لانتبع مشرعين فرس كما هو حال مقلدي المرجعيات الفارسية!!.

 

ثانياً .. المشكلة ليست بالجذر الفارسي بحد ذاته ، فالصحابي الجليل "سلمان الفارسي" (رضي الله عنه) فارسي ، وهناك الكثير من الفرس لهم مواقف يذكرها التاريخ لهم بكل أحترام ، لكن المشكلة بالأنتماء والعنصرية التي يمتاز بها الفرس ، فهم في الغالب متعصبون للجذر الفارسي إلى درجة كبيرة ، حتى وصل بهم الحال إلى أحتقار وتسفيه العرب وغير العرب أيضاً ، ولهذا السبب يميل الفرس نحو العرق أكثر من الطائفة ، والتشيع بالنسبة لهم مجرد "حصان طروادة" لا أكثر ولا أقل ، وقد سخروا عقيدتهم الدينية لخدمة إيران والمصالح الفارسية ، والملاحظ أن كل أزمة سياسية تمر فيها إيران يأتي ذكر المهدي المنتظر ، ولهذا نجد أن كثير من "علامات ظهور المهدي المنتظر" التي يروج لها رجال الدين الفرس ، تعود بالفائدة والمنفعة السياسية لإيران!!، وأذا ما تعارضت مصلحة إيران مع العقيدة فأن الأولوية لديهم تكون لإيران ، وهذا ما أكده الخميني الرجيم (خلده الله في قعر جهنم) بقوله "أن الحفاظ على الجمهورية الأسلامية في إيران أهم من حياة المعصوم حتى وإن كان الأمام المهدي النتظر"!!، (صحيفة الإمام الإيرانية – العدد الصادرة بتاريخ 9 / محرم / 1402هـ)، فمن الواضح إن لإيران أهمية لدى المرجعيات الفارسية تفوق أهمية العقيدة والدين!!، فهل هذه الخاصية موجودة في المذاهب الأسلامية الأربعة؟!، أذاً .. لاوجه للمقارنة بين تقليد وأتباع رجل دين يفضل العرق على الدين ، وبين الأخذ بفقه رجل مات قبل مئات السنين!!.

 

ثالثاً .. جميع فقهاء المذاهب الأربعة ومعهم البخاري ومسلم هم في ذمة الله ، ولم يبقى منهم سوى ما شرعوه لنا وما نقلوه من حديث ، ولا يوجد في ما تركوه أمور لها دخل في السياسة أو تدعو للتمييز الطائفي وتثير الأحقاد ، بينما فقهاء الفرس يثيرون النعرة الطائفية ويدعون للفرقة ، وقد تعدوا حدودهم كرجال دين فتدخلوا في الأمور الحياتية والسياسية ، حتى حق الأنسان في الأختيار سلبه المرجع وأصبح هو من يحدد القائمة التي يجب أن تنتخب!!، بحيث أصبح التابع لايأكل ، لايشرب ، لايغتسل ، لاينام ، لايحلم و يدخل الحمام إلا بفتوة!!، السؤال .. ما هو وجه التشابه بين الفقهاء الأربعة ، وبين المراجع الفارسية التي تحلل "دجاج أبو الفضل" وتحرم "دجاج ساديا"؟!.

 

رابعا .. قبل أن يسألنا "التابع الذليل" للمراجع الفارسية عليه أن يسأل نفسه .. هل يقبض الفقهاء الأربعة "الخمس" كما يقبض المراجع الفارسية (النايمين الضحى) من تعب "الغلابة" (على قول أخواننا المصريين)؟!، وما يزيد الطين بلة أن السيستاني لايصرف من هذه الأموال إلا في الأعمال التي تقام في إيران!!، هذا غير الـ "فلل" والشقق التي اشترتها بناته في أحياء لندن الثرية ، وبعد هذا يسأل.. "لماذا تتبع البخاري ومسلم والشافعي ... إلخ"!!.

 

في الختام .. عندما يجد أتباع الذل والمهانة أوجه تشابه بين عمالقة لهم بصمات كبيرة في الدين الأسلامي وبين أقزام حرفوا الشرائع وسيسوا الدين لصالح الأجندة الفارسية ، سيكون لهم الحق بالسؤال والمقارنة ، لكن الأن عليهم أن يجبوا على هذا السؤال .. لماذا لا تكونوا بشراً أحراراً تحت ظل مرجعية عربية بدلا من أن تكونوا دواب تمتطيها المرجعيات الفارسية!!، العقل نعمة.

 

 

بلال الهاشمي

باحث في الشؤون الإيرانية والتاريخ الصفوي

http://alhashmibilal.blogspot.com

alhashmi1965@yahoo.com

٢٦ / أيــار / ٢٠١٢

 

 





السبت٠٥ رجــب ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٦ / أيــار / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب بلال الهاشمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة