شبكة ذي قار
عـاجـل










افتتح مقالي هذا بدعاء الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم في الطائف والذي يقول فيه : ( اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس يا أرحم الراحمين .. أنت رب المستضعفين وأنت ربي .. إلى من تكلني إلى عدو يتجهمني أم إلى بعيد وكلته أمري ،  إن لم يكن بك غضب عليّ فلا أبالي ولكن عافيتك هي أوسع لي .. أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن ينزل بي غضبك أو يحلّ عليّ سخطك .. لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك ) .. صدق رسول الله .

 

سؤال يشغل ذهن وضمير كل عراقي أصيل منذ أن احتل العراق واستهدفت قيمه ومحارمه أضعه عنواناً ورسالة تحمل ما تحمل  من المعاني الكبيرة لوجدان وضمير  كل عراقي أينما وجد  سواء كان في العراق أو خارجه ... أضعه اليوم في هذا المقال كنتيجة لما شاهدناه من عجب  وعجب بعد الاحتلالين الأمريكي والصفوي ، وارض العراق تتفاجأ  بظهور الكثير من الفقاعات الملوثة التي أخبطت الحابل بالنابل وأحرقت الأخضر باليابس والتي تذكرنا دوماً بالمثل الذي ذكر في احد المقالات السابقة عندما قال فيه الشاعر العربي ( دنياك هل وكت ميهي على ترتيب أو كآم ألحصيني الزفر يأكل شوات الذيب ) ..

 

.. نعم نرى هذه الفقاعات الخبيثة الغادرة اليوم  وهي تتحكم بالضمير العراقي الشريف بقوة السلاسل الحديدية  والدريلات والكواتم وقامات جزاريه  والتفجيرات الدامية التي نراها في كل يوم وأسبوع وشهر من  مصنعيها القتلة الذين  ولدوا من الديمقراطية التبعية للفرس الصفويين ..  إنها الرسالة الموجهة إلى كل ضمير حي أينما  وجد على ارض العراق الطاهرة  التي ضمت رفات الأنبياء والأولياء والصالحين ... أرسلها اليوم بعد أن  ذاق الشعب الامرّين  وبالتحديد من الشواذ  المعروفين للشعب بما يسمونهم بالأحزاب والكتل السياسية  الصفوية التي ظهرت بعد احتلال العراق وبإسناد وتعاون أصحاب المصالح الشخصية من المتلونين ( الانتهازيين ) ..

 

نعم شاهدها ويشاهدها الصابرون المؤمنون والأوفياء للمبادئ والدين من خلال ترحالهم وتجوالهم في الأسواق أو بوقوفهم  لقضاء بعض الوقت مع الجيران أو مع  ذوي القربى ، والأكثر من ذلك عبر الفضائيات التي غزت وطننا والمحملة بأنواع الفيروسات الطائفية التي استهدفت المنظومات المهمة في حياة الإنسان العراقي أخلاقيا واجتماعياً ودينياً وثقافيا وعلميا والخ عن طريق  برامجها ولقاءاتها ومقابلاتها ومؤتمراتها  التي لا تعد ولا تحصى  .

 

أكثر من تسع سنوات والمصيبة فينا هي لم نسمع بعد احتلال الأرض والعرض والدين إلا القليل  من أصحاب الضمير الحي وهم  يبكون ويترحمون على الماضي القريب الذي سبق احتلال الوطن ..  يبكون ويترحمون على كل من ساهم  في بناء كل ما هو موجود الآن في العراق  وفي جميع النواحي  العلمية  والطبية والصناعية والزراعية والري والثقافية والعسكرية والأمنية والمعاشية وجميع ما يحتاجها العراقي من خدمات إنسانية .. نعم  يبكون على كل من عبّد وشجّر ونظّم وخصّص لحياة الإنسان في العراق سواء كان ذلك في الطرق والجسور التي يشاهدونها أو التي يمرون من فوقها اليوم ، أو في تشجير وبناء ملاحق وخدمات للمنتزهات ، أو في تأسيس الجامعات وما يتبعها من كليات ومعاهد ومختبرات ، أو في إنشاء المستشفيات الحديثة والمستوصفات  التي لا زالت أطلالها باقية إلى يومنا هذا والتي كانت تذكرنا على الدوام من شدة ازدحامها بالمواطنين والمعروفة سابقاً لأبناء العراق بالعيادات الشعبية ، أو من خلال المرور من  المعسكرات الخاصة بالجيش العراقي الباسل التي لم يبقى إلا أثرها و التي أصبحت مأوى لكل من هب ودب ، أو أثناء  المرور من أمام المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون التي تذكرنا بالماضي التليد الذي كان يذكرنا بما كنا  نسمع منها  الأصوات الجميلة التي تذكرنا  بنفحات مدن وانهار واهوار  الفرات الأوسط والجنوب  ، أو من خلال المرور من أمام الأبنية الجميلة التي خصصت لتبضع الناس  والمعروفة  بالأسواق المركزية ، أو من خلال السفر إلى كل من سوريا والأردن ونحن امنين على أرواحنا لسلوكنا  الطريق الدولي الذي يقطع الصحراء الغربية من والى العراق  الذي يتفرع  إلى جميع المحافظات العراقية ، أو من خلال  اتساع مساحات التشجير داخل المدن وخارجها وعلى الطرق الخارجية وعلى امتداد شارع مطار صدام الدولي ولغاية الشاكرية ليلتحم بحدائق فنادق بغداد السياحية والحضارية لفندق الرشيد وجسر الجمهورية وأبي النواس وشارع الرشيد وساحة التحرير  ووووووووووووووووووووالخ ..

 

واليوم تمر علينا أكثر من تسع سنوات والكثير من الأنذال  نراهم يوميا وهم يرددون كالببغاوات وبنوتة واحدة ولهدف معين ألا هو التشهير والشتم  ومن خلال شماعتهم المعروفة بالنظام السابق من على شاشات الفضائيات الديمقراطية التي تنقل الكثير من ما تسميها  بالمؤتمرات الخاصة بالتجمعات والأحزاب والكتل والميليشيات السياسية الإرهابية ، أو من خلال مؤتمراتهم وتصريحاتهم اليومية التي ملّها العراقيون  والتي لملمت الكثير من ( القردة ) المتلونين في كل عهد وزمان ..

 

أقول لمن في قلبه مرض لعنة العراق وأرضه الطاهرة .. إلى كل من أكل وشرب وترعرع ونشأ ووصل إلى منصب ما ، أو سلطة ما ، أو وجاهه ما ، أو مرجع ديني ما ، أو مسؤولية ما ، أو وظيفة ما ، والى كل من خدم في الجيش العراقي وهو اليوم يعمل  تابع ذليل لإيران الصفوية .. وأجمل قولي هذا بما  يقوله أبو المثل العراقي  ب ( كل من أكل ونجس بالماعون ) ..

 

 أقول يا من لعنكم الله .. يا من كنتم رعاع الماضي وانتم تنهشون وتأكلون وتلفطون كل شيء .. يا من تتنابزون وتتظاهرون  بالألقاب من اجل الوظيفة والجاه والمنصب لمصالحكم الشخصية النفعية .. يا من تتسارعون وتتسابقون فيما بينكم لجلب الفواحش من اجل الحصول على منصب ما .. يا من  كنتم تمسحون الأكتاف و ( القنا در ) لأجل الحصول أو  البقاء في منصب أو وظيفة أو جاه  أو مرجعا ما .. يا من كنتم معروفين بصعودكم على  أكتاف الغير .. تذكروا الماضي  وقارنوه  بالحاضر ... تذكروا الماضي السعيد ، ثم سلوا نفسكم المريضة ألملعونة هذه الأسئلة :

 

هل كان وجود للطائفية في العهد الوطني الذي سبق الاحتلال ؟ وهل كان آنذاك قتل على الهوية ؟ وهل كان آنذاك تهجير طائفي ؟ وهل كان الأمن آنذاك كما هو الآن ؟ وهل كانت البطالة كما هي الآن ؟ وهل كان خريجو الكليات يعملون عمالا أو يعملون في مهن خاصة وكم هو الآن ؟  وهل كان التعليم كما هو الآن ؟ وهل كانت قيمة الضابط العراقي أو الشرطة أو أي منتسب من منتسبي الجيش كما هو الآن ؟  وهل كانت الأسعار كما هي اليوم ؟  أتتذكرون  أيها الخبثاء .. كم كان سعر قنينة الغاز الواحدة ؟ وكم كان سعر اللتر الواحد من البنزين ؟ وكم كان سعر البرميل الواحد من النفط ؟ وكم كان سعر البرميل من الكاز ؟ وكم كان المبلغ الذي تدفعه في فاتورة الكهرباء والتلفون والماء ؟ وكم كان سعر الكيلو الواحد من اللحوم ؟ وكم كانت كشفية الأطباء ؟ وكم كان سعر الدواء ؟  وكيف كانت الحصة التموينية آنذاك ؟ هل كانت  مفردات الحصة التموينية تقطر على المواطن كما هي الآن أم كانت تسد رمق العراقي والفائض منا تباع ليستفاد منها العراقي ؟ وهل كانت الأيام والليالي آنذاك مثل ليالي وأيام هذا العهد اللعين ؟ وهل يستطيع أي عراقي الذهاب من والى المحافظات العراقية واقضيتها ونواحيها ليلاً  في هذا الزمان ؟ وكيف كانت أسعار المواد الإنشائية آنذاك ؟ هل كانت مثل أسعار اليوم ؟  واختتم الأسئلة بالسؤال المهم الذي نشاهده اليوم : هل كانت شخصية أي مسؤول في الدولة الشرعية قبل الاحتلال مثل شخصيات هذا الزمان اللعين والتي  وصل  الحد بأطفال العراق أن يستهزئوا ويشمئزوا منها عندما يشاهدونهم من على وسائل الأعلام ؟ و ووووووالخ ... أقول لكل من أكل وشرب من ( جفنة ) النظام الوطني الشرعي السابق : شتان ما بين نظام الحكم الوطني لصدام حسين والنظام الطائفي لعصابات القتل على الهوية المحصور في البقعة التي  أمنها لهم أسيادهم من الاحتلالين الأمريكي والصفوي والذين فرخوا لهم فروعا في جميع المحافظات والاقضية والنواحي  وباسم  اكبر عنوان لمافيا الحرامية المعروف لشعب العجب ب ( مجالس حرامية الوطن ) .

 

وأخيرا أقول :  لماذا هذه الوقاحة والنذالة والحقارة التي نشاهدها في كل مؤتمر من مؤتمرات ( قردة ) هذا الزمان والكثير من الصابرين يسمعون نباح ( الكلاب ) المتلونين المعروفين عبر التاريخ السياسي للعراق  بالانتهازيين وهم يتبجحون ويشتمون وينسبون التهم التي يعرفها الداني والقاصي لنظام ما قبل الاحتلال ويرقصون طرباً على صوت قرع  طبول زماننا هذا المعروف بزمن الاغبار من حرامية الدار الملعونين ؟ أليس من الحكمة أن تذكروا  محاسن موتاكم ؟ ولكن أقولها لكم وبقوة .. إن من صفات الأنذال الساقطين أن لا فرق عندهم بين الموتى والأحياء ، وإنما همهم الأول والأخير المصلحة  الشخصية النفعية التي تلاحقهم في كل عهد وزمان .. والسبب في ذلك لأنهم  أنذال وفاقدي الغيرة والضمير والشرف والدين ... واختم رسالتي هذه ببيت من الشعر الشعبي الذي أرسله لي احد الإخوة من كتاب المقاومة العراقية والذي يقول :

 

الوطن مو مجروح ....  احنه الجرحناه ..

من وكع ذاك الحيد ....  يا وسفه بكناه ..

 

 





السبت ٢٣ رمضــان ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١١ / أب / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أبو علي الياسري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة