شبكة ذي قار
عـاجـل










لا اريد الاطالة في موضوع عرف حقيقته ( المجانين ) قبل العقلاء الاصحاء ، و ( الأميين ) قبل المتعلمين ، و ( الأطفال ) قبل الرجال بقدر ما ان اضع النقاط على الاحرف لأقول فيه :

منذ اكثر من سنة ووسائل الأعلام الغربية والشرقية والفارسية والطائفية الصفوية العراقية سخرت كل امكانياتها وطاقاتها وبتوجيه من انظمتها السياسية بالحديث عن ارهاب داعش تتلوها التصريحات النارية والوعود الديمقراطية لتحرير المحافظات ( الانبار وديالى وكركوك وصلاح الدين ومقتربات بغداد ) بصورة عامة و ( نينوى ) بصورة خاصة من " داعش " الذي لم ولن يكن له وجود على ارض العراق منذ سنوات حكم النظام الوطني ولغاية ( 2013 ) .. في حين لم ولن تتناول ،او تتعمق ولو بالتحاليل الاخبارية والحديث عنها اثناء البرامج السياسية التي استضافت وتستضيف كبار المحللين والخبراء الاستراتيجيين الحقيقيين ، والمحللين والخبراء التجاريين المستوردين من الدول اعلاه ليتحدثوا او يحللوا ولو بالحد الادنى عن الاسباب الحقيقية التي ادت الى ظهور داعش في العراق وسورية ! ومن هي ( الدولة ) التي صنعتها واعدتها ومولتها ماديا وعنويا وسمحت لها بالضخ البشري من كل اصقاع العالم وبجميع الوانهم ولغاتهم وعاداتهم وثقافاتهم وطبائعهم وجنسياتهم رغم الادعاءات بالتشديد والتدقيق اللتان كانتا ولا زالتا سياقات عمل جميع مطارات ومراكز حدود جميع الدول .. ؟ ولماذا ظهر هذا التنظيم في المحافظات العراقية اعلاه " حصرا " ولم تظهره في المحافظات الوسطى والجنوبية من العراق ؟ ! ! ولماذا لم يظهر هذا التنظيم الارهابي في المحافظات ( الايرانية ) في حين ظهر وتمدد في الكثير من الدول العربية وبعض الدول الاسلامية وخاصة تركيا ؟؟ ! ! .. ولماذا لم يظهر في المدن العربية داخل الكيان الصهيوني بينما ظهر في سيناء والسودان واريتريا والصومال وو .. الخ ؟ ! .ولماذا سمح لإيران وإسرائيل وكافة دول الكون الغربية والشرقية في ( محاربته ؟ ! ) ولم يسمح لدولة مسلمة ك ( تركيا ) المشاركة بالحرب عليه رغم موقعها الجغرافي والإقليمي المجاورين لكل من العراق وسورية ؟ ! .

وما هي الاسباب التي جعلت من قائدة التحالف الغربي ( امريكا ) تسمح لإيران بتدخل قواتها المسلحة وفيالق قدسها وحرسها الثوري وبجميع امكاناته اللوجستية والميليشيات الطائفية الصفوية وما يسمى بالجيش الطائفي العراقي الذي استبدل ملاك وتجهيزات وأسلحة واليات وحداته بالميليشيات الطائفية المعروفة بإرهابها الطائفي على الساحات العراقية والعربية والإسلامية والغربية والشرقية لتدخل في معارك حرق الارض وما عليها من ضرع وزرع وإنسان في المحافظات العراقية اعلاه ( الشمالية والغربية ) رغم معرفته بها ومن يدعمها ( إيران ) بأنهم اهل الارهاب ؟ ! .

ولماذا هذا التهويل الاعلامي الدولي والعربي حول تحرير ( الموصل ) من تنظيم ارهابي عرف اصله ومنشأه من الامريكان وحليفة استراتيجيتها ( ايران ) حين اعترف وللمرة الثانية المرشح الامريكي ( ترامب ) وأمام وسائل الاعلام الامريكية التي تناقلته جميع وسائل الاعلام ( الكونية ) بمسؤولية تأسيس هذا التنظيم من قبل الرئيس الامريكي ( اوباما ) و ( هيلاري كلنتن ) واكتشاف امر اعداده وتدريبه تدريبا خاصا وعنيفا من قبل شركة ( بلاك ووتر ) التي اثبتته تقارير الاستخبارات الامريكية ، ولم يحدث هذا التهويل الاعلامي في ( صلاح الدين والانبار والفلوجة ومقتربات بغداد وديالى وكركوك ؟؟ ! ! ) .

اسئلة وأسئلة كثيرة جعلتني ان لا اعلل السبب لكوني والعراقيين وإخواني الحكام والمحكومين العرب والمسلمين نعرف علتها .

ومع هذا اقول .. لقد عرف المجنون قبل العاقل والأمي قبل المتعلم والطفل قبل الكبير ان داعش والميليشيات الطائفية وجهان لعملة واحدة .. والسبب لان الاول دخل بأمر ليسمح للثاني ( الميليشيات الطائفية ) التدخل وبموافقة وعلم دول التحالف الغربي الارهابي التي ترأسها ام الارهاب العالمي ( امريكا ) ليجتثا ويقتلا ويدمرا ويهجرا ويحرقا ارض ومنازل ومزارع كل من قاوم الاحتلالين ( الامريكي والصفوي ) .. والدليل على هذا تقارير لجان حقوق الانسان الدولية التي اثبتت للعالم بان المحافظات والاقضية والنواحي والقرى التي دخل اليها داعش ثم انسحب منها بعد السماح لحشد الميليشيات الطائفية بالدخول اليها وبحجج محاربته دمرت كل بناها التحتية وهجر اهلها وقتلت واستباحت نسائها وسرقت ممتلكاتها وأصبحت من بعد ذلك مدن منكوبة ( 100% ) لا تصلح لإعادة الحياة فيها ناهيكم عن ما رسم لها من تغيير ديمغرافي ! ! .

اذن على العاقل ان يعلم جيدا ان طرد الدواعش من المحافظات اعلاه والتي رقصت وغنت له وسائل الاعلام الغربية والشرقية والطائفية العراقية حين تفاخرن بالنصر على الارهاب ما هو إلا ضحك على الذقون ! .. والدليل هو الحيرة التي وقع بها المشاهد العراقي المسكين الذي هجر عن مدينته والمغلوب على امره وهو لم يشاهد من خلال الفضائيات اسير واحد او جثة داعشي في جميع المحافظات الشمالية والغربية والشاهد على كلامي هذا تصريح احد قادة الميليشيات الطائفية وهو يتحدث من على وسائل الاعلام حين قال ( دخلنا الى صلاح الدين ولم اجد جثة او اسير او حتى سيارة من سيارات الدواعش في شوارعها وهذا يثبت لي ان هناك ( اتفاقات ) سرية بالانسحاب من هذه المحافظة او هذا القضاء او تلك الناحية مقابل كذا ( مليار ) دولار لتسديد فاتورة الاسلحة والصواريخ وطلعات الطائرات الحربية والعمودية لقوات التحالف الغربي بصورة عامة وأمريكا بصورة خاصة .

هذه الامور وغيرها جعلتني ان لا اخوض في تفاصيل دولية او اقليمية كثيرة جعلت من هذا التنظيم الارهابي ان يكون عاملا رئيسياً ومهما في تقسيم العراق وسوريا وإضعاف الامة من خلال السماح لإيران الفارسية ان تهيمن وتسيطر على مقدراتها وثرواتها وإمكانياتها وبتشجيع ودعم الولايات المتحدة الامريكية والدول الغربية التي ارست قواعدها وثبتت كيانها من خلال تقاسم كعكة دول الوطن العربي في قمة ( 5 + 1 ) .

وعليه فعلى العقلاء ان لا يتفاجئوا بما يسمى با ( النصر َ ! ) على ( داعش ! ) في ( نينوى ) لان المسألة محسومة من زمان وان انسحابه منها سيكون مثل دخوله اليها حين سمح ( المالكي ) وبأمر من السفارة الامريكية الدخول اليها بسهوله رغم الفيالق والفرق العسكرية المتواجدة فيها .. وليعلم العراقيين والعرب والعالم اجمع بان خروج ( داعش ) من نينوى سيكون ( بالموبايل ) مع تامين طرق الانسحاب وبنفس طائرات التحالف الغربي ترافقه الاناشيد وأبواق وموسيقى وطبول الفرح الاعلامي الطائفي العراقي والغربي والإيراني ليبشروا المنظمة الدولية ( القلقه ) دوما على ارواح الاطفال والنساء والشيوخ الكبار العراقيين والسوريين بانهم انتصروا بالحرب على الارهاب ! ..

اللهم احفظ الموصل الحدباء وأهلها الكرام الغيارى ونسائها وأطفالها .. اللهم امين .





الثلاثاء ١٧ محرم ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٨ / تشرين الاول / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الحسين البديري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة