شبكة ذي قار
عـاجـل










لم أ ستغرب أطلاقا وأنا أطلع على الخبر الذي أوردته وكالة أنباء ( CNN ) الأميركية مؤخرا وهي تنقل ما تفوهت به السيدة الأميركية الأولى ,,سابقا,, عرابة السياسة الخارجية الأميركية المخابراتية ,, لاحقا ,, وكان تفتق عنها وضع تصميم ما أسمته ,, بالربيع العربي ,, قبل به العرب أم رفضوه !! , شمل,, ببركاته ,, هذا النظام العربي أم أستثنى أنظمة آخرى ,, كما هو الحال بالنسبة لنظام المالكي الديمقراطي ( للوحة ) !!
فقد حاباه بايدن وهلاري بمعرفة أوباما طبعا وما يزالون يحابونه لأنه يتفق في ,,الأولجي,, اي مع طبيعة المقاس الأميركي المطلوب في من يتولى أدارة الحكم في العراق بعد ترحيل قواتهم العسكرية من البلاد تحت ضغط مطاردة فصائل المقاومة الوطنية العراقية لتلك القوات الى غير رجعة أن شاء الله.


وواضح مما أنفردت به زمرة الحكم الراهنة هو تميزها بتنفيذ مهمات كانت تؤدى من قبل اجهزة أميركية متخصصة بأرهاب العراقيين وقتلهم بأقذر الوسائل وأكثرها بشاعة دون مراعاة لأبسط قواعد أحترام الأنسان ولحقوقه التي تكفلها القوانين وخصوصا وثيقة حقوق الأنسان الدولية , لا بل بزتهم بأستنباط وسائل تعذيب وقتل محدثة , أو والحق يقال منقولة عما كان يوفرها النظام الأيراني في سجونه ومعتقلاته من وسائل ترويع للأسرى العراقيين سرعان ما أدت الى مفارقة الكثير منهم الحياة على يد عراقيين طائفيين أختيروا خصيصا لأداء هذه المهمة ومن بين الذين تواجدوا في طهران قبل شن العدوان الأيراني على العراق في أيلو ل عام 1980 وذلك لأداء مثل هذه المهمة وقد أحسنوا الأداء!!


المهم أن ما جرى الآن عكس طبيعة ما أضطلعت بتنفيذه الأدارة الأميركية بقيادة أوباما وبمعونة بايدن واضع قانون ( تحرير العراق ) الذي أقره الكونغرس وهيلاري كلنتون ( ولادة الربيع العربي ) على المقاس الأميركي بحسب ما رسم لهم من مهمات تلت مرحلة تدمير العراق ( بخصوصية شفافة!! ) وأستباحة دماء شعبه ( بحنو عطوف !! ) .


فما نطقت به هيلاري جاء أعترافا واقعيا بتحمل مسؤولية ما تعرضت له الفنصلية الأميركية في بنغازي لأنها تولت متابعة فصول العدوان الأطلسي من موقع مباشر بحسب قرار الأدارة الأميركية بأستبدال التدخل في الشأن الداخلي العربي عن طريق شن العدوان العسكري بتدخل ناعم واجهته دبلوماسية تقودها هيلاري ,لكن غاطسه غليظ محاط بجيش مخابراتي , كما سبق وتم التعامل بمثله مع العراق قبل أكثر من عام بأعلان من بايدن بأن التواجد الأميركي في العراق سيستبدل من عسكري الى دبلوماسي يفعل فيه التعاون الأمني والعسكري الذي يشمل تدريب القوات الأمنية وتسليحها وتسليح وتدريب ( جيشهم ) العراقي الجديد وأعطاء المشورة والتعاون في الشؤون العراقية الدفاعية والسياسية والنفطية والأقتصادية والتجارية والثقافية والعلاقات الخارجية , وأذكر أنني كتبت مقالا نشرته شبكتا المنصور والبصرة , تساءلت فيه عما بقي للنظام الذي جيء به من خارج العراق أن يفعله بشأن قضايا تتصل بشؤونه الجوهرية الخاصة , وفسرت أحلال عسكر الدبلوماسيين محل قوات المارينز في العراق هو بمثابة عملية أنقاذ لها من ضربات المقاومة الوطنية المتصاعدة,والتي لم يعد بالأمكان تعتيم أجهزتهم الأعلامية عليها .


فهي أقصد _هيلاري _المسؤولة عن أمن السفارات الأميركية في أنحاءالعالم بالتالي تتحمل تبعات ما وقع مؤخرا من هجوم أسفر عن تدمير وحرق مبنى قنصليتها أضافة الى مقتل أربعة من مسؤوليها من بينهم السفير الأميركي كريس ستيفنز مما أثار ردود أفعال كبيرة بين الأميركيين بتحريض من أجهزة الأعلام الأميركية , وبدفع من الجمهوريين , أستغلالا للسجالات الأنتخابية بين المرشحين الديمقراطي أوباما والجمهوري رومني تم طرح تساؤلات عن سر فشل أدارة أوباما في تأدية واجب بسيط أقتضى منها تأمين الحماية لقنصليتها في حين غض المرشحان النظر , عن شطارتها في حشد قوات حلف الناتو لتدمير ليببيا والمشاركة في مطاردة المدافعين عنها وقتل أهلها بدم بارد ,على الرغم من أنهم يدركون جيدا بأن ما حدث لقنصليتهم كان بمثابة ردة فعل على ما فعلوه بليبيا وطنا وشعبا .


وقبلها لا يستعرب احد تصرفهم هذا لأنه جزء من سلوك أميركي ثابت , وليس متغيرا ولا يختلف عليه الحزب الديمقراطي ولا الحزب الجمهوري الذي تسجل له شطارته في تفجير حقده الدفين أيضا في تجميعه لقوى الشر العالمي لتوريطها في جريمة العدوان على العراق وشعبه .


وشطارة عدوانية مضافة تدينهم وتمثلت بنقل حمم الموت محمولة بواسطة طائرات ستراتيجية عابرة للقارات لتسلط على العراق تدميرا لبناه التحتية وتخريبا لمعالمه التأريخية الدالة على علوه الحضاري الأنساني وتقتيلا لشعبه الطيب الآمن !!!


واذا أردنا النظر الى ما جرى في ليبيا كمشهد كامل مترابط وليس بشكل مجزأ نقرأ بالدقة أن ما حدث لليبيين على يد الديمقراطيين هو من بناة أفكار ذات المدرسة العدوانية التي أستند اليها بوش الجمهوري الصغير وهو يتحمل مسؤولية تنفيذ منهجها الأكثر دموية والأوسع شمولية تدميرية عند غزو وأحتلال العراق , مع فارق بسيط في اداء المهمة الأخيرة في ليبيا عن سابقتها في العراق .


فقد رسمت الأدارة الديمقراطي تفاصيل السيناريو الخاص بشن العدوان على القطر الشقيق , وكلفت هيلاري بمهمة الأشراف عليه بدءا من توزيع الأدوار على المحرضين عليه في جامعة الدول العربية الى صياغة أستنجاد أمينها العام الذي كان عمرو موسى آنذاك بالأمم المتحدة وقوات حلف الأطلسي للتخل عسكريا بأدعاء طلب نجدة الأمم المتحدة لشعب ليبيا وحمايته ( ! ) من قواته الوطنية التي كانت تدافع عنه في مواجهة غزو مدبر تقوده وتشرف عليه واشنطن ميدانيا , بمكرها المخابراتي خطوة خطوة لتتدخل عند الضرورة لدعم قوات الأطلسي لأن الأميركيين هم أنفسهم قادة هذه القوات كما هو معروف , التي عهد لها تولي تنفيذ العدوان ليربط بأسمها لضرورات تكتيكية وبحضور أوربي تمثل بدور بريطاني ,فرنسي ,أيطالي واضح اقترن بهرولة وراء الحصول على حصة من الثروة النفطية الليبية بعد اسقاط النظام وبمشاركة عربية مثيرة للحزن لأنها أدت الى مشاركة قوات عربية وأن كانت محدودة بأراقة الدم العربي !!


والمتابع لأحداثيات العدوان على ليبيا الذي تمر ذكراه السنوية الأولى هذه الأيام يلاحظ أن وزيرة الخارجية الأميركية كانت بحكم التكليف حريصة على تحقيق حضور واضح في تتبع الأحداث الساخنة في الساحة الليبية مباشرة وكانت آخر متابعة لها تمت في الليلة السابقة ليوم الأعلان عن أعتقال وقتل الرئيس الليبي معمر القذافي , حيث حطت طائرتها القادمة من واشنطن في أحد المطارات الليبية القريبة من طرابلس ,


وأذكر انها لم تمكث طويلا في ليبيا فقد غادرتها في نفس الليلة الى بكستان في زيارة عمل غير أنها أعطت تصريحا متفقا عليه للصحفيين الذين رافقوها في هذه الرحلة حول توقعها لما سيكون عليه مصير القذافي رحمه الله قبل أعتقاله أو ربما كان قد أعتقل وقتل فعلا , فقالت سيعتقل ويحاكم أو يعتقل ويقتل , وذكر نبأ لاحق ان هيلاري أبلغت لحظة وصولها الى باكستان بعد قادمة من طرابلس مباشرة بنبأ أعتقال القدافي وقتله , فأي مصادفة هذه اوليس هو جواب على سؤال مفتعل أريد به التمهيد للأعلان سلفا عن مقتل العقيد بقرار أميركي !!!


ومن المشاهد الأجرامية التي تذكر أيضا يتصل بما أدته مقاتلات قوات الأطلسي وهي تركز غاراتها التدميرية على أهداف مدنية شاملة احياء سكنية في المدن والقرى الليبية وخصوصا أحياء العاصمة طرابلس التي كثف قصفها في الفترة الأخيرة من العدوان من دون رحمة بالمواطنين الأبرياء الذين قتلوا وذبحوا وتقطعت أوصالهم بفعل قذائف الأطلسي وأعداد ضحاياهم كان كبيرا ولم تقتصر على حصد أرواح الليبيين على الرجال والنساء كبار العمر والشباب الصغار , بل شملت الأطفال بعمر الزهور وأمهاتهم اللواتي أستشهدن وهن يحتضن أطفالهن الرضع.


وهي مشاهد مأساوية عاشها الليبيون وسجلها أحد المواطنين كوثيقة صورة وصوت لعائلته التي قتلت بالكامل نتيجة للقصف الصاروخي الذي قامت به قوات حلف الناتو للأحياء السكنية في أنحاء مختلفة من العاصمة طرابلس , مقدما تلك الوثيقة الى المحكمة الدولية في لاهاي المختصة بمحاكمة مرتكبي جرائم الحرب ضد المدنيين من أبناء الشعب الليبي ومن ضمنهم أفراد عائلته لتدمغ السلوك الأميركي النازي البربري وتحريك الدعوى القضائية ضد من أرتكب تلك الجرائم لأدانتهم بالجرم المشهود الشبيه بما فعلوه في العراق في قصفهم بجنونية أكثر لمدنه ولمواقع تجمعات مواطنيه وذبحهم لأهله الآمنين وتسليطهم لصغار العملاء ليواصلوا مخطط تدمير العراق وأستباحة دماء أهله ونهب وهدر ماله العام والتفريط بثرواته النفطية , وهوعين ما وقع لاحقا لليبيا وشعبها العربي الشقيق !!


ونحن أذ نستذكر تلك المذابح ليس لأثارة مزيد من الأحزان في نفوس أهلنا العراقيين خاصة والعرب عامة بل للتذكير بأن أعداءنا لن يغيروا من طبيعتهم العدوانية أزاء تطلعاتنا لأن نبني مستقبلنا على وفق ما تقتضيه أرادتنا الحرة كشعب وأمة وبما يخدم مصالحنا الوطنية والقومية المستندة الى أقتدار سياسي وأقتصادي واعد مستقل عن تأثيرات النفوذ الأجنبي مهما كان مصدره وبأي شعارات معسولة غلف ؟!


وهذا ما علمتنا أياه تأريخيا تجاربنا مع الغريب البعيد ومع الغريب وأن كان جارا , فقد كان الغدر والطعن من الخلف وأثارة الفتن الطائفية وشق الصف الوطني صفة مشتركة في تعاملهم مع العراق والأمة العربية , وهو درس يجب أن نستوعبه و نحذر منه جميع العرب , لا اليوم فقط وأنما على الدوام , وبأدرك معمق لحقيقة تؤكد بأن هذا الغدر لا يستثني أحدا منهم تأخر موعد شمولهم ,,ببركات ربيعهم,, أم قرب.


ولا نقول أكثر , فالتذكير واجب وعسى أن ينفع ؟!!

 

 





الاحد ٥ ذو الحجــة ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢١ / تشرين الاول / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ضياء حسن نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة