شبكة ذي قار
عـاجـل










وأعود لطرح السؤال الذي أختتمت به الحلقة الأولى من مقالي وهو , هل من مستجد في موقف ادارة أوباما من العراق , وما هي الأحتمالات سلبا أم أيجابا ؟؟!


لا اريد أن أبني توقعاتي فقط بتأثير ردة فعل من أوسع غزو أحتلالي شهده العالم منذ هزيمة الولايات المتحدة في الحرب الفيتنامية أنما أكثر منه دموية وحشدا للدول المشاركة بالفعل العدواني الأميركي كما ترويه حقائق ما تعرض له وطننا وشعبنا والتي لم تتغير بعد ولن تتغير أطللاقا بحسب النوايا العدوانية التي يضمرها البيت الأبيض للعراق والعراقيين لأن وقفتهم المتصدية لهذه العدوانية عطلت ولفترة زمنية مساعيهم


لأستكمال مخططهم العدواني الشامل لعموم المنطقة العربية , وأنما سأبني تصوراتي أستنادا الى الحقائق المعاشة على الأرض فأغوص في رؤية ادارة أوباما للعراق _المحرر_ على فق قانون تحرير العراق الذي شرعه الكونغرس الأميركي أستنادا لقراره المرقم 2525 لعام 1998بأقتراح من الديمقراطي جون بايدن نائب أوباما منذ اربع سنوات وعاد مجددا للموقع ذاته وهو يحمل تحت (أباطه) ملف العراق المتسخ بولاية -أميركية-فارسية- !


وأجدني مضطرا أن ألحق سؤالي الأول الباحث عن جواب حول أمكانية حدوث مستجد في الموقف الأميركي أزاء العرا ق بتكملة تقول (( أم سيبقى بايدن متمسكا بالوصاية على الشأن العراقي ))!! وعلى الأخص بعد أعلان المتحدثة بأسم وزارة الخارجية الأميركية فكتوريا بولاند عن رغبة هيلاري كلنتون الوزيرة الحالية برؤية يوم تسليم مهمتها لمن يخلفها لتعود الى حياة ,,مدنية,, كي تأخذ قسطا من الراحة حيث من المتوقع أن يتم قبل أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية؟؟! وأضع أكثر من خط أحمر تحت رغبة هيلاري بالعودة الى ((حياة مدنية)) فهل يعني أنها كانت تمارس دورا عسكريا , وهي تدير العمل الدبلومسي عبر كرسي الخارجية الأميركية , ويتداول في الأنباء الواردة من واشنطن ان أسمي جون كيري المرشح لأنتخابات الرئاسة عام 2004 وسوزان رايس ممثلة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة هما المرشحان لأن يتولى أحدهما خلافة هيلاري .


ولا أعتقد أن رغبة هيلاري بالتخلي عن مهمتها لا يعود الى أنزعاجها من النقد الحاد الذي واجته في الحملة الأنتخابية الرئاسية التي جرت مؤخرا بسبب الأخفاق الذي واجهته في توفير الحماية اللازمة لجيش –عرمرم- من الدبلوماسيين المنتشرين في الساحة العربية واختلطت طبيعة عملها بين الترويج للعملية السياسية التي ولدت في كنف العدوانية العسكرية وبين الدبلوماسية المخابراتية التي تأخذ طابع العسكرتاريةالتي تميز بها طابع المهمات التي صارت تضطلع بها السفارات الأميركية بدءا من توفير جهد خارجي ساند للهيمنة الأميركية على العراق وجهد ميداني لتطويق أنتفاضات شعبنا في تونس


وأذا بدأنا بقراءة البرنامج الأنتخابي لأوباما الذي أعيد أنتخابه لفترة ثانية نجده يركز أهتمامه على الشأن الداخلي الذي يستهدف أصلاح الأقتصاد الأميركي وهي مسألة جوهرية يراهن عليها بالدرجة الأولى في فترة ولايته الجديدة ولم يرد في برناجه ما يشير الى ما هو جديد سوى أشارات في كلمته المرتجلة في حشود مؤيدية وهو يتحدث لهم مباشرة والى جانبه عائلته ونائبه بايدن مصحوبا بعائلته أيضا تعبيرا عن الفرحة بالفوز على مناسفه الجمهوري ((بتأكيد سعادته بالفوز لأنه يمنحة الفرصة مجددا لأستمرار خدمته لأميركا التي يتطلع العالم -كما يدعي هو- للأقتداء بنظامها الديمقراطي مشيدا بكونها تمتلك أقوى جيش في العالم الا انه يتمنى أن لا يكون في مقدمة الجيوش التي تتدخل في معالجة المشكلات التي تتصاعد في مناطق أخرى من العالم أي ان في موقع الأسناد وليس في المواجهة .


وواضح من هذه الأشارة والمقصود بها هم حلفاء الولايات المتحدة الأوربييون , كما تم العمل بموجبه مع نظام القذافي بمشاركة فعالة من قبل جيش الدبلوماسيين بأشراف الوزيرة هيلاري كلنتون في حين تولت الجهد الحربي قوات حلف الناتو التي تضم قطعات عسكرية أوربية , بمشاركة أميركية طبعا , وبتمويل شارك فيه بعض العرب !! وهذا يلمح ((بان واشنطن تريد أيصال رسالة لحلفائها في كل مكان تقول فيها قاتلوا ونحن نساندكم وليس أن نقاتل نيابة عنكم !! فنتكبد نحن الخسائر الهائلة في البشر والسلاح والأقتصاد وأنتم لا تخسرون)) وهي أشارة عبرت فيها أدارة أوباما عن أستيعابها لما تمخض عن شن العدوان على العراق من خسائر كبيرة في الأرواح والأموال على يد المقاومة الوطنية العراقية لم يكونوا يتوقعونها بسبب جهلهم بطبيعة العراقيين وضعف معلوماتهم الأستخبارية عن ردة فعلهم الغاضبة على كل من يتجاوز عليهم وأنهم أن أمهلوا فلن يهملوا .


وفي هذه الرسالة مايؤشر أمرا مهما يعني العراق ,فهي تفسر سبب تهريب قواتهم العسكرية الأميركية والتعويض عنها بوجود بديل تمثل في أعتماد جيش الدبلواسيين المبطن بعناصر عسكرية ومخابراتية مسلحة ,ألبست أردية مدنية يراهن ويعول عليها في حماية المصالح الأميركية أولا وحماية ما يسمونها بالعملية السياسية !!ولكي تتضح صورة الموقف الأميركي أكثر نقف على مجموعة من الشواهد تعكسها مواقف بعض المسؤولين الرئسيين في الأدارة الأميركية المنتخبة التي توضح ما ينون فعله مع العراق يعد أعادة أنتخاب أوباما لفترة رئاسية ثانية تمتد لأربع سنوات تالية .


وأبدأ قراءاتي بأستعراض لما ورد من معلومات حرص بايدن حامل ملف العراق أيصالها للعراقيين بتسريبه لخبر اجرائه مكالمة هاتفية مع نوري المالكي في اليوم التالي لأعادة أنتخاب أوباما ولنر ما الذي تناولته المكالمة من قضايا عراقية تستأثر بأهتمام حامل الملف ومقترح قانون تحرير العراق الذي شرعه الكونغرس في فترة رئاسة بل كلنتون عام 1990 وحمل الرقم 5252 مع ملاحظة أن ما أعلن وهو النص الذي صاغه الجانب الرسمي العراق بخلاف ما ورد في نص آخر من يتعلق بالخلاف بين المركز والأقليم سنضيفه للنص الرسمي .


أولا- أكد بايدن للمالكي موقف الولايات المتحدة الداعم لتطوير علاقات الصداقة والتعاون الستراتيجي – بحسب ألأتفاق الستراتيجي الذي وقعه المالكي مع أدارة أوباما وحدد فيه مجالات التعاون بين البلدين وتشمل مجالات النفط والزراعة والصناعة والتجارة الخارجية والتعليم والجيش تدريبا وتسليحا وسبقها قام الأميركيون بتدريب القوات الأمنية التي يستخدمها المالكي في أستباحة المناطق الشعبية في حروب تصفية طائفية ضد من يختلفون معه في التوجهاته السياسية وتمرر تحت شعار مكافحة الأرهاب , وأستخدمت من قبل القوات الأميركية بمحاصرة الأحياء التي تقررتلك القوات الهبوط عليها بالمظلات لأعتقال رجالها وشبابها وحتى النساء المطلوبين لسلطات الأحتلال نتيجة وشاية من حاقد رخيص أو أستنادا لتقرير من مخبر سري أرخص .


ثانيا:- شدد بايدن على عزم الأدارة الأميركية للعمل على تحقيق نمو مضطرد للعلاقات الثنائية بين البلدين في جميع المجالات والسعي لمضاعفة الدعم علىالصعيدين العسكري والعلمي الى جانب المجالات الصناعية والزراعية.


ثالثا:- أكد بايدن والمالكي على تكثيف أجتماعات اللجان المشتركة ومتابعة أعمالها , كما جرى البحث في شؤون المنطقة وآخر تطورات الأزمة السورية .


وما تحاشى الخبر ذكره في صياغته الرسمية العراقية عما دار من موضوعات في الأتصال الهاتفي بين مسؤول الملف العراقي بايدن ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تضمن نقطتين اساسيتين تحتلا أهتماما فيما تريده من المالكي الذي حظى ويحظى بدعم أميركي خاص رجحه على غيره من رؤساء الكتل العراقية لتولي منصب رئيس الوزراء على الرغم من فوز اياد علاوي بأغلبية الأصوات في الأنتخابات الأخيرة لمجلس النواب .


والنقطتان اللتان تم بحثهما تضمنتا دعوة بايدن المالكي للألتزام بهما , أولاهما تطالبه بتعديل مسار العراق أزاء الأ زمة السورية والتخلي عن نظام بشارالأسد كليا وثانيهما تدعوه الى حل جميع الملفات العالقة بين بغداد واربيل عبر وسطاء أمبركيين .


ويبدو ان بايدن اوعز لدبلوماسيه المبادرة لأجراء أتصالات مع المالكي وبارزاني بهدف التوصل الى أتفاق مشترك لأدارة المناطق التي تسمى بالمتنازع عليها ,وفعلا بدأ الأميركيون التدخل مع ترجبح فكرة نشر
قوات عسكرية أمبركية بين قوات الجيش التابع للمالكي وبين بيشمركة رئيس الأقليم للحيلولة دون حدوث صدام مسلح بين الطرفين .


وهي خطوة يتحمس لها بايدن لأن واشنطن لن تسمح بنشوب أقتتال بين قوات بعداد وقوات أربيل فوقوعه يشكل من وجهة نظر أميركية ضربة قوية للولايات المتحدة التي رعت عمليتها السياسية في العراق منذ نحو عشرة أعوام لذلكأبلغ بايدن المالكي بأن الأشتباك المسلح مع البشمركة خط أحمر والقوات الأميركية ستتدخل في حال وقوعه في كركوك أو أي مناطق أخرى !!


واستكمالا لرؤية الحقائق المتصلة بأوضاع العراق وهو خاضع لسلطة الأحتلال ولعب من يتولون الوصاية عليه بقرار من البيت الأبيض بأدعاء أنهم ينثرون عبق (طيب) العملية السياسية على وجوه العراقيين _وأي طيب نثرته هذه العملية عملبا حتى الآن غير الموت والجوع والتشريد والقهر والأعتقال والتعذيب وتنصيب الطائفيين القتلة ناهبي ثروات العراق حكاما على رقاب أهلنا العراقيين ليديموا حمامات الدم في عموم الأرض العراقية التي أقامها المحتلون على وفق مخطط الأدارة الأميركية الثابت بتصفية أهل البلاد التي يطأوها منذ تواجدوا على ارض كان يسكنها أهلها الهنود الحمر , فحل اليانكيون محلهم وتتكرر المجازر بتخطيط اميركي لتحط بتواطؤ بريطاني سفيه في فلسطين العربية , ليشرد أهلها , وليحل محلهم الصهاينة.


وليس بغريب ان يستهدف المخطط الأميركي- البريطاني- الصهيوني العراق رأس الرمح العربي المتصدي لجريمتهم والكاشف لمخططهم الذي أستهدف تدمير العراق والوطن العربي سعيا لمنع توحدهم


وتكريس أقتدارهم في خدمة هدف نهوضهم من جديد الذي كان هدفا رئيسا من أهداف النظام الوطني الذي قاده الرئيس القائد الشهيد صدام حسين رحمه الله , وتآمرعليه الحكام العرب ظنا بأن سفههم سيحمي كراسيهم وما علموا أو علموا وغلسوا على أساس أن,,دار السيد مأمونة,,وعم الدار العربية ما كانت مأمونة وحارسها هو نفسه غادرها , والدليل واضح أمامنا فبعد جميع الخدمات التي قدمها خادمهم حسني وزين العابدين فقد رحلا تلاحقهما لعنة الله ولعنة أهلنا المصريين والتونسيين , ولعنة أمة العرب من محيطهم الى خليجهم العربيين والغريب أن أحدا من الحكام العرب الآخرين لم يتعضوا!


أن ملامح موقف الأدارة الأميركية في المرحلة التالية في ظل وجود أوباما ونائبة بايدن حامل مفتاح الملف العراقي-بتكليف من المحتل العم سام لا أدام الله ظله- ومن سيحل أو ستحل محل هيلاري مبتكرة الربيع الأميركي بنكهة وصف بالعربي , وما هو الا واشنطوني الملامح والهوى , ولا يخرج عن كونه اطار أستكمال أهداف قانون تحرير العراق الذي أقترحه بايدن عندما كان سناتورا ديمقراطيا وأقره الكونغرس عام 1990 وعد منهجا وطريقا يأخذ به كلا الحزبين الديوقراطي والجمهوري وهما يتناوبان على أزدراء العالم والتعامل مع حلفائهم كأتباع ولكن بدرجة أفضل من الآخرين ضمن سلم تصنيف واشنطن لأصدقائها والقائم على مدى ما يقدمونه لها من خدمات .


ومع هذا التوقع لما يفترض أن تخطوه أدارة أوباما في أدائه بحسب ما أوكل لها تنفيذه من مهام مرسومة لها أساسا فأن ذلك لا يلغي أهمية تعرفنا على ما يمكن من التفاصيل التي تساعدنا على اتقاء ما سيواجهنا من نيات سوء تستهدف أدامة مخطط تدمير العراق عن طريق تجزئته والتشكيك بهويته العربية وأبعاده عن التفاعل مع محيطه العربي بتسليط ولاية الفقيه الأيراني الطائفية المخربة عليه .


ولذك رأيت من المناسب ان نقرأ معا ما دار في جعبة الجنرال جيمس ماتيس قائد القوات الوسطى التي تمتد مسؤولياتها من جيبوتي على ضفاف البحر الاحمر الأفريقية الى حدود الدول الأسلامية الأسيوية التي أستقلت عنروسيا بعد سقوط الأتحاد السوفياتي وهو يلتقي صاحبهم الموقع عل الأتفاقية الستراتيجية مع واشنطن ووعد المالكي أوباما بتنفيذها من دون معرفة أطراف اللعبة السياسية بتفاصيل ما ألزم العراق بموجبها من تعهدات , كما أعلن عن ذلك أياد علاوي في تصريحات سابقة ولاحقة أدلى بها في أثرعودته مؤخرا الى بغداد في رحلة الشتاء , ولم يتحرج أخرون ممن شاركوا بالترويج لهذه اللعبة وبينهم من هو حليف له من أبداء ملاحظات مماثلة أعترفوا فيها بأنهم أطاعزا على الأتفاق في أطارها العام ودون أطلاع عل,ى حثيثاتها !!!


وبهذا الصدد تندرج زيارة المسؤول العسكري الأميركي للعراق حيث أعلن مصدر عراقي بأن رئيس الوزراء نوري المالكي أستقبل ماتيس وبحث معه سبل وبث معه سبل التعاون بين البلدين بموجب أتفاقية الأطار الستراتيجي وخصوصا في جوانبها وتبعاتها العسكرية والأمنية كما نصت علية تلك الأتفاقية التي يرى المراقبون أن السرية قد أحاطت بها بسبب تعتيم بغداد وواشنطن لأنها تكبل العراق بألتزامات طويلة الأمد دون أعطاء العراق حق أبداء الرأي أو الملاحظة على أي من الفقرات الواردة فيها .


وهذا يذكرنا بمعاهدة 1930التي فرضها المستعمرون على العراق كشرط لقبوله عضوا في الأمم المتحدة بتغيير تبعيته من وصاية لندن عليه الى تبعية للتاج البريطاني بموجب معاهدة تتيح للقوات البريطانية حرية أستخدام أراضيه وأجوائه ومياهه كلما أحتاجت لذلك وخصوصا أذا خاضت حروبا مع أحتفاضها بقواعدها في الشعيبة – البصرة- والحبانية - لواء الدليم- آنذاك وأيج ثري القريبة من خط أنابيب النفط الممتدة من منابع كركوك الى مدينة حيفا الفلسطينية المحتلة من قبل البريطانيين .


وفرض على الحكومة العراقية نوع غريب من العلاقة مع لندن عبر سفيرها في بغداد يشبه الى حد بعيد الوصاية تحت غطاء التشاور فيما تتخذه من قرارات تتصل بسياساتها الداخلية والخارجية وربطت تدريب الجيش العراقي وتسليحة ببريطانيا , مما جعل القرار العراقي خاضعا لرضا السفيرالبريطاني .


فما أشبه اليوم بالبارحة مع فارق بسيط وأن أتصل بمبدأ الوصاية أيضا وأن أختلف على مستوى الأشخاص والتكتيك , فالوصي اليوم مسمى من واشنطن بدلا من لندن وأعتمد في أختياره من هو بدرجة نائب رئيس الجمهورية تسانده وزيرة خارجية يساعدها سفراء سابقون أو مستشارون لهم خلفية مخابراتية , مع ملاحظة أن لا دار مأمونة في العراق لأي حاكم يرهن نفسه بحماية أجنبية !!!


ومعروف أن السرية أحاطت المفاوضات حول الأتفافية بين المالكي منفردا وبين واشنطن كمؤسسة محتلة للعراق وصولا الى التوقيع عليها من قبله خلال زيارة خاصة للعاصمة الأميركية التقى فيها أوباما مؤكدا له ألتزامه بجميع فقراتها التي عتمت عليها واشنطن وبغداد لأنها تكبل العراق بالتزامات طويلة الأمد دون ان يعطى للجانب العراقي أي حق لأبداء الرأي أو الأعتراض على ما ينفذ على الأرض العراقية من تحركات عسكرية أميركية أوأجراءات تتخذها القوات الأمنية المنتشرة في البلاد تحت حجج وتبريرات مختلفة . وواضح الآن أن ما أستهدفته واشنطن من تمرير هذه الأتفاقية هو :-


1- ابقاء العراق خاضعا لهيمنتها , ولكن بطريقة سلسلة لا توحي بخروج قواتها العسكرية من باب العراق لتعود اليه من شباكه , بل ما حدث غير ذلك , فواشنطن لم تغادر البلاد أصلا لأنها أستبدلت قوات المارينز التي لم تسحب حتى أستكملت توفير مستلزمات أحلال البديل قبل مغادرة عسكرها الذين كانوا يرتدون البزة العسكرية حيث تواجد بديلهم الملتحف ببزات مدنية , وأذكر بتعليقات كتابنا الوطنيين الذين تسالوا عن معنى ان تكون للولايات المتحدة في بغداد سفارة هي الأوسع بين مثيلاتها في المنطقة العربية أن لم تكن الأوسع في عواصم العالم؟!!


وأكتشف بعدها ولو بشكل متأخر ان ضخامة حجم السفارة يعود لحجم القوة البديلة المتمثلة في جيش الدبلوماسيين الأميركيين الذي حل في العراق ليس بعد سحب القطعات العسرية التقليدية , بل لتتواجد تمهيدا لسحبها وبأخراج هوليودي خارج سياقات الضجيج المعتادة , تفاديا لوقوع فراغ بين الحالتين !!!


2- توفير الفرص للأدارتين ديمقراطية كانت أم جمهورية لتوفيرالظروف المواتية لأستكمال الهدف الستراتيجي الأميركي المعلن من قبل واشنطن الذي طبلت وزمرت له كونداريزا رايس وزيرة خارجية بوش الصعير طويلا وهو - بناء شرق أوسط جديد- بقياس أميركي _ صهيوني وعلى حساب الحقوق العربية ومن أجل ذلك دمر العراق و بدء بتصفية أهله ومايزال المخطط مستمرا, وأغتيل مناضلوه الوطنيون وفي مقدمتهم رجال البعث العربي الأشتراكي الذين زاد عدد شهدائهم على 150 ألفا وفيهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا حتى يرتفع بيرق نصر أهلهم أبناء الرافدين ولا تعود تظللهم سوى خيمة وحدة العراق وشعبه الواحد الموحد .


3- أخلاء الجو أمام الأميركيين لكي يديموا فعلهم الشيطاني اللئيم شهدت أنتفاضات شعبنا العربي في عدد من الأقطار الشقيقة ألتفافات مكشوفة من قبل الأدارة الأميركية , وعملائها بين الحكام العرب بهدف حرفها عن مسارها المتطلع لنيل حريتها والأمساك بسيادتها الوطنية وتأمين تطلعاتها بتحقيق نهوض وطني يطلق طاقات الأمة العربية لوضع قاعدة نهوض قومي أوسع يعمق توحدها وأسهامها في تفعيل دورها في أسناد المسار الأنساني للشعوب في بناء عالم خال من الحروب والعدوان لا يرتفع فيه سوى لواء حق الشعوب وهي تشرأب الى سماء الحرية والسيادة والوئام والعيش الرغيد , ولتنفيذ صفحة جديدة من مخططها العدواني الأساس سعت أدارة أوباما الى التالي :-


أ- الأستمرار في أضعاف العراق بأبقاء تسلط المالكي يدين بالولاء للبيت الأبيض ولطهران معا , وهو لا يحسن سوى رد الجميل لمن أقعدوه على كرسي الحكم عبر عملية سياسية مغرقه بالجهل وبالتنابز الطائفي التي لا تفوح منها , ألا رائحة الموت والفساد وقبلها بث الفرقة بين أهله وتجزئة وطنهم


ب- العمل على أبقاء العراق خاضعا لقيود الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي صدر بقرار أميركي أريد به ادامة هيمنةالمحتلين على ألشأن العراقي لأمد طويل , ولكن عن طريق الأحتواء والأختراق كأجراءات تبقيه محاصرا من دون شن حروب عليه بل ’ بحكم الأتفاق الستراتيجي التي ربطت قراره السياسي مرهونا بموافقة الأدارة الأميركي تقبل ما تقبل وترفض ما ترفض من دون مراعاة السيادة الوطنية واذا كان الديمقراطيون قد فرضوا الأحتواء على العراقيين الذي أدى الى أضعاف أطلالتهم مع محيطهمم القومي والأنساني , تمهيدا للعدوانية الشاملة التي نهض بمسؤوليتها بوش وتابعه الرخيص بلير .


مع ملاحظة ان هذه الأجراءات ولدت ديمقراطية أي في عهد بل كلنتون الديمقراطي وأستمرت في عهد بوش الجمهوري لفترتين وهي سارية حتى الآن في عهد أوباما الديمقراطي الثاني بعد أن سرت في فترته الأولى مع فارق بسيط يتيح الفرص للحاكم العراقي الذي أختير لأداء ماتريده واشنطن في هذه المرحلة بشرط أن لا تتقاطع مع المصالح الأميركية التي تسعى الأدارة الأميركية الحالية ان يبقى العراق ضعيفا غير مسترد العافية , لذلك أطلقت العنان لنظام المالكي لتبديد الثروات المتأتية من عائدات النفط في كل الأتجاهات التخريبية وليس أستخدامها في مشاريع أعادة بناء مادمره المحتل لكي توفر أبسط الخدمات الأنسانية التي يحتاجها الأنسان العراقي على الأقل !!


ولكن العكس حدث فبقدر ما صار يرصد من موازنات سنوية ضخمة أزدادت نسب الصرف و خصوصا الهبر مليارات الدولارات على مشاريع وهمية تستنزف المرصود , ولكن دون أثر لها على الأرض وأن وجد القليل منها , فأما غير مكتمل أو غير مطابق للمواصفات ,وبعد أن يكتشف بكون المبالغ المرصودة لها خيالية , ولا تتناسب وحجم المشاريع البسيطة المنفذة ولأن تحديد أعتماداتها يتم وفقا لمقاس من يتوقع أن ترسي عليه المناقصة .


هكذا تنص عدالة فتنة المحاصصة التي زرعها بريمر بين ألذين أختارهم أصدقاء مقربيين وأختارهم قادة لمجلس الحكم ممن لا رصيد لهم بين المواطنيين سوى الأستعداد للغدر بالعراقيين بأستناء قلة وقعت ضحية المراهنة على المحتلين للتنفيس عن حقد غبر مبرر على النظام الوطني يبرر مد اليد للأجنبي العابث بالعراق والمدمر لتأريخ الأنساني الحضاري !!!


وهكذا ولد عراقهم الجديد وهو( جاث ) في الفساد حتى صار الحديث عنه ملهاة للناس , ومحط تندرهم اليومي ,وصار أكتشافه حالة يوميه معاشة لا تثير أستغراب أحد وهذا مايريده الديمقراطيون المتباكون خوفا على عمليتهم السياسية من الأنهيار في حين أنها ولدت ميتة وأنفض عنها أبناء العراق مبكرا , وهم عن فضح عفنها ( لا يترددون ) بعد أن أسقط أطرافها أنفسهم عنها رداء البراءة الذي أدعوه لفترة وجيزة , وأذا بهم في الفساد ( يغرقون ) بين العمالة للأجانب( يتوزعون ) وفي تعذيب وذبح العراقييي ( يبدعون ) وعلى ( لهف ) المال العام مشاركة أو سكوتا عليه ( يجتمعون ) وعلى تغطية( جرائهم ) يتناوبون !!


فبأي نتانة حس( يلتحفون ) وهم في النخاسة ( يسقطون ) غير مأسوف عليهم ولا هم يحزنون !!!
وبعد هل تفصح وصاية بايدن,عن غير ما رأيناه وتنضح به ولايته المتحالفة مع ولاية الفقيه الفارسي وفي أستخدام ذات الأداة ؟!!

 

 





الاربعاء ١٤ محرم ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٨ / تشرين الثاني / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ضياء حسن نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة