شبكة ذي قار
عـاجـل










منذ أن أعتصم العراقيون في غربي العراق ضد سياسة الاستهداف الطائفي ، والمجرم نوري المالكي يحاول أن ينهي هذا الأمر لصالحه ، لكنه في كل محاولة يجد أن موقف المعتصمين أكبر من أن يتغلب عليه بالوعود الكاذبة التي طالما ألزم نفسه بها عندما تتأزم الأمور دون أن ينفذها ، فلازال العراقيون يتذكرون وعد المائة يوم ويتمسخرون عليه بالنكات ، اليوم القضية مختلفة ، أصرار المنتفضين على مطالبهم ورفض جميع أنصاف الحلول التي جاء بها "رسل" المالكي ، بشائر غير سارة للحكومة الطائفية خاصة مع وجود شعارات مؤيدة للشعب السوري المنتفض والجيش الحر ، فنظام بشار العلوي "آيل للسقوط" ، والقادم يرعب الطائفيين ويهدد سلطتهم المدعومة إيرانياً ، ومحاولات لملمة الموضوع وتهدئة الأوضاع باءت بالفشل ، فلم يبقى أمام المالكي وجماعته من تجار السلطة وذيول إيران سوى التحشيد الطائفي للمواجهة ، في البداية أشاعت حكومة المالكي لكذبة أختراق جماعات أرهابية لتجمعات المعتصمين ، ومن الطبيعي أن تربط تلك الجماعات (الإرهابية) بدول الجوار الخليجي (السعودية وقطر) ، ثم روج الإعلام الموالي للمالكي عن وجود دور رئيسي لحزب البعث ، وربط هذا الدور بأجندات خارجية وتمويل مخابراتي ، ولا يحتاج الأمر إلى فطنة لمعرف من هي دوائر المخابرات المقصودة!!، وبدأت الأتهامات الباطلة تردد من على الفضائيات ، فمرة يقولون رفعت صور "اردوغان" وأخرى علم العراق ذو الثلاث نجوم ، طيب .. لن نحاججهم بصور الخميني والخامنئي التي علقت في شوارع البصرة وكتب تحتها "يوم السيادة العراقية" ، لكن سنذكرهم بالمظاهرات التي خرجت في البحرين ورفعوا بها صور الخميني والخامنئي!!، ونسأل .. لماذا "لطموا" وتظاهروا ، و"عزلوا" برلمانهم ، وذرفت حكومتهم الدموع ، فليحتجوا أولا على أنفسهم ويحاسبوها قبل أن يحاسبوا غيرهم ، على أية حال .. نية المالكي ومن معه هي أشعال الفتيل الطائفي ، وذلك تنفيذا للتوصيات التي خرج بها المجتمعون مع نوري المالكي قبل اسبوعين ، والتي أكدت على ضرورة الترويج إلى أن الأنتفاضة طائفية تقصد الشيعة وليس شخص المالكي ، وهذه بلا شك وصفة إيرانية ، ولهذا نلاحظ أستغلال أبواق النظام للمنابر الإعلامية لشحذ الهمم الطائفية!!، كعادتهم عندما تكون هناك تهديدات لأجنداتهم ، فعندما حدثت أزمة مع الكرد بسبب موقفهم من سوريا ، ألف "جلال الدين الصغير" قصة تدعي أن المهدي المنتظر سيحارب الكرد في شمال العراق حال ظهوره!!، الحقيقة الظاهرة أمامنا أن المالكي (وبتوجيه إيراني) يريد ان يدفع بالشيعة ليكونوا حامية بشرية له ولسلطته ، وبنفس الدوافع الطائفية التي يشحذ بها هممهم يريد أن يحصل على ولاية ثالثة ، لكن على الشيعة (بالخصوص) أن يعوا هذا الملعوب ، ولا يكونوا القربان الذي يقدمه نوري المالكي للكرسي الذي يلهث خلفه ، وتخصيص الشيعة في هذا الأمر لأنهم المقصودين بخطاب نوري المالكي الطائفي ، وعليهم أن يفوتوا هذه الفرصة ويحذوا حذوا أخوتهم من أبناء ذي قار والبصرة لدعم المنتفضين في الانبار ومساندتهم ، فهم خيراً لهم من الذين رضعوا العمالة ومارسوا التجسس ، المالكي لن يترك "ملايينه" التي جمعها في البنوك العالمية ويربط مصيره بمصير من اتبعه ، بل سيكون أول الهاربين عندما تدق ساعة الصفر ، كما فعلها "محمد باقر الحكيم" عام 1991 عندما هرب من منطقة "التنومة" وترك جماعته خلفه ، حتى أن أهل البصرة أستبدلوا المثل الدارج "لابو علي ولا مسحاته" بـ .. "لا السيد ولا عمامته".    

 

  

 

بلال الهاشمي

باحث في الشؤون الإيرانية والتاريخ الصفوي

http://alhashmibilal.blogspot.com

alhashmi1965@yahoo.com

 ٢١ / كانون الثاني / ٢٠١٣

 

 





الاثنين ٩ ربيع الاول ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢١ / كانون الثاني / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب بلال الهاشمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة