شبكة ذي قار
عـاجـل










ان عملية بناء مؤسسات الدولة عملية مهمة لتطور الدولة وتميزها وتعتبر عملية أساسية لتكوين دولة معاصرة للدول اﻻخرى وذات قياسات حديثة في التطور بينما بناء الحزب فهي عملية اختيارية تعتمد باﻻساس على مبادئ الحزب ومدى تعبير الحزب عن تطلعات ورغبات الشعب ومدى تطبيق هذه المبادئ عمليا وفي الجانب الآخر تعتمد على مستوى ثقة الشعب واختياره لهذا الحزب دون اﻻخر.


فعملية بناء الدولة ومؤسساتها عملية حيوية عالية يتأثر بها معظم الشعب ويتفاعل معها في نفس الوقت وتدعو حكومات الدول مؤسساتها إلى التنافس مع الدول اﻻخرى في كافة المجالات في سباقات مختلفة مع تحدي الزمن في عملية اﻻنجاز قبل أن يطالب الشعب حكومته بذلك، وتحرص الحكومات على هذه اﻻعمال وتظهره لشعوبها.


ولهذا فإن بناء المؤسسات يعكس يعكس الوجه الحضاري والعلمي وتتفاخر الدول بانجازاتها في المجالات المتعددة .


تتميز مؤسسات الدولة بأشخاص كفوئين لديهم القدرة على تطوير دوائرهم وعملهم بما يتناسب مع المتطلبات العصرية في العالم ويزيد هذا أيضا اﻻخﻻص في العمل وتقدير المسؤولين لمنتسبيهم على هذا اﻻساس إضافة إلى المستوى العلمي والتقني لدى الموظف ليتم رفع مستوى المؤسسة ليرفع مستوى البلد عامة.


يسبق كل هذه الأمور أن يكون تعيين موظفي الدولة متﻻئم مع شهاداتهم وظائفهم ليكونوا على علم ودراية بكيفية تطوير هذه المؤسسات لرفع مستوى المؤسسة.


والشكل اﻻخر لبناء الدولة هو بناء اﻻحزاب كي تتنافس بشكل شريف أمام الشعب لكسب رضى ناخبين أكثر من خلال تقديم أفضل ما يمكن للشعب من رفاه ومعيشة جيدة وخدمات أفضل، ويبرز الحزب احترامه لقوانين الدولة ودستورها واحترام مبادئ الحزب نفسه وتطبيق كل المبادئ الخاصة بالحزب واحترام الوعود التي يقطعها الحزب قبل اﻻنتخابات والعمل على تحقيقها بعد اﻻنتخابات.


من الملاحظ أن الموضوع ﻻ ينطبق على العراق فالحال مختلف تماما فالعراق دولة استثنائية فاﻻحزاب وخاصة الحاكمة منها التي تمتلك شعبية ضعيفة ابتكرت طرقا عديدة لجذب أعضاء جدد ﻻحزابهم فمن خلال حملاتهم الدعائية القوية بعد الحرب للتعبير عن شعار الحزب ومبادئه لخداع الناس بحديث المبادئ المعسول ﻻحزاب جديدة وهذا الحديث موجه نحو الناس البسطاء.


دأبت اﻻحزاب المستوردة إلى برنامج اعلامي لزيادة اﻻعضاء عن طريق تعيينهم في دوائر الدولة ودفع رواتب عالية لهم على شرط أن ينتموا للحزب ليكون تعيينهم على أساس انتماءاتهم الحزبية وليس على أساس الكفاءة أو الشهادة.


ومن اﻻغرب أن مسؤولين في حكومة المالكي ﻻ يحملون اية شهادات ويتنصبون في مواقع عالية في الدولة وآخرون يحملون شهادة تختلف عن مناصبهم الوظيفية وهناك براهين كثيرة على أن الكثيرون يحملون شهادات مزورة.


البعض من هذه اﻻحزاب تعني بطائفة معينة فلذلك يكسب الحزب نفس الطائفة من الشعب والتي اتجهت إلى أحزاب تحمل مبادئ تتعلق بهذه الطائفة وليس على أساس المبادئ أو العمل ﻻجل الشعب.


لذلك انعكس بناء اﻻحزاب على بناء مؤسسات سلبا، فالذي يدخل هذه المؤسسات يرى مشاهد غير موجودة في أي دولة بالعالم، فمشاهد صور رجال لطائفة معينة أو ملصقات تشير إلى شعائر معينة، يعتقد المواطن انه يدخل إلى مكان للعبادة وليس إلى مؤسسة عامة تتبع دولة.


مما تقدم أدت هذه اﻻسباب إلى تدني عملية بناء الدولة وعملية بناء اﻻحزاب إلى حدودها العليا، واثرت سلبا في بناء دولة عصرية، وجاءت عملية بناء اﻻحزاب على حساب بناء الدولة.

 





الثلاثاء ٨ جمادي الثانية ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / نيســان / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سامر كوركيس يوسف نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة