شبكة ذي قار
عـاجـل










لاشيئ في حياة الانسان الغيور اعز من الوطن، انه عزيز على قلوب ابناءه ، وأنه عصي حين يتأمر عليه الاعداء من كل صوب واتجاه ، الوطن حنون على ابناءه حين يتنكر لهم اهل الزمان، ويشتاقون اليه في الغربة كاشتياق الحبيب الى حبيبته، ويتعلقون به حين يصاب بسوء، ويعز عليهم حينما يعجزون من الوفاء بحقه، يعلمون ان لهم حقا فيه، ويدركون كذلك بأن عليهم واجبا.


هذا ما اردت ان اقوله وهو ليس جديد ، فهذا شعور كل مواطن غيور على وطنه، عندما يكون بحق مواطنا يحب وطنه وينظر اليه بعين فاحصة متفائلة، وبقلب عاشق، وبنفس مطمئنة راضية، وبعقل راجح ونية صافية وبشعور صادق وامين وتفهم لمخافة الله.


ذبحوك يا بلدي بدم بارد، وقلب جاحد لا يرحم، عرضوك للبيع، قسموك طائفيا واثنيا وقوميا، ناكرون لطيبك، لأرضك ومياهك وسمائك، عاثوا فيك يا وطني فسادا، ولازالوا يدعون الاسلام زورا وبهتانا انستهم كراسي الحكم كل شيء، واصبحوا اقسى عليك يا وطني من الغزاة المحتلين واجرامهم، سقوك بالدماء والدموع والفقر والشقاء، غيروا كل شيء فيك ياعراق، طبول الحرب تقرع هنا وهناك، تعلن طف جديد، تذكرنا بواقعة كربلاء وبالسبايا ..


قد نتعب ونغضب، قد نحبط، وقد نعيش السلبية بكل معانيها وقيمها ان كانت لها معايير وقيم، وقد نتفق وقد نختلف، ولكن كل هذا الشعور يتلاشى عندما نضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار وعندما نرى ونتمعن فيما حولنا وندرك بأن هذا هو الذي يدفعنا الى التغيير، نغيير ما بأنفسنا من امراض واوهام علقت ونغير سلوك غيرنا التي طغت على المصلحة الوطنية، ونعمل على البناء الايجابي الذي يصون كرامة الوطن والمواطن، ونتجاوز السلبي كل ذلك من اجل شعبنا وخيرك يا عراق ..


عراق وهبه الله العقول الناضجة والطبيعة الخلابة الساحرة والثروات الطبيعية والموارد الوفيرة. ولا شك في أن عوامل التمدّن والحضارة قد توافرت فيه وان مقوّمات الريادة قد تحققت له، ولكنها بحاجة إلى أن نجعل وطننا فينا وان نذوب فيه.. فهو بحاجة الى السياسي الذي يترفع عن الطائفية و للمعلم المخلص الذي يرتقي بفكر الناشئة والشرطي المتيقظ لأعداء وطنه، والعالِم الفذ ليثري منجزاته، والشاعر المرهف الحس الذي يلهب فينا مشاعر الوطنية والانتماء، وطننا يحتاجنا كلنا مهما اختلفت مهننا أو توجّهاتنا فلنجعله قبلتنا ومصدر إلهامنا.


وطننا يحتاج منا أن يكون الكل من أجل الكل بعيداً عن الأنانية والعصبية، فلتكن أنا نيتنا في حبنا له وعصبيتنا من أجل الذود عنه.


فليس من الانصاف لنا ولوطننا ولأجيالنا أن لا نعتز بما تحقق فيك عبر التاريخ؛ فهو كثير على كل صعيد، وعلينا أن نحافظ عليه ونتمسك به من قيم دينية وعقائدية واجتماعية وأخلاقية، وأعراف وتقاليد وعادات حسنة، ومدن واثار ومراقد دينية ،وقبب ومزارات بالإضافة إلى خدمات إسكانية، وصحية، واجتماعية، وتعليمية و زراعية وبنى تحتية وانجازات فردية وجماعية في حقول العلم، والطب، والاقتصاد، والثقافة والشعر والادب والرياضة والشباب. ستبقى في قلوبنا وضمائرنا ياعراق والابتسامة دائما على محيانا، وعبارات الود على ألسنتنا، ولغة الخطاب نترفع فيها عن الإسفاف والبذاءة والتشهير وسنظل هكذا رغم كيد الكائدين، وحسد الحاسدين، وعقدة المتآمرين، ودسائس الغرباء، وطمع الطامعين والمتخاذلين ،ان ابنائك ياعراق الذين جسدوا طوال تاريخهم مثالاً للآخاء والترابط لقادرين اليوم على تجاوز المؤامرات والمخططات التي تستهدف النيل من وحدتهم ومن التمسك بوحدتهم الوطنية وبالدفاع عن مقدساتهم وكرامتهم ضد اعداء الله والانسانية مصاصي دماء الشعوب. عشت ياعراق، عراق .. يا عراق






الجمعة ٩ رجــب ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / أيــار / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. شاكر كريم القيسي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة