شبكة ذي قار
عـاجـل










في ضوء تقرير لجنة التحقيق البريطانية في تدخل بريطانيا في الحرب ضد العراق ، والعمل على الاطاحة بنظامه السياسي ، وتمزيق نسيجه الاجتماعي ونهب ثروته ، وتسليمه لملالي الفرس بعد فشل صمود القوات الامريكية والبريطانية ، بفعل ضربات المقاومة العراقية الباسلة ، كانت الادانة الواضحة لرئيس الوزراء الذي اعتبره الكثير من الساسة أنه بمثابة ذيل للرئيس بوش الصغير الذي كان أشبه بالمعتوه ، نظراً لعدم درايته وفهمه للسياسة الدولية ، مما جعله دمية في ايادي عتاة اليمين من الحزب الجمهوري ، الذين تعشعش في عقولهم هلوسات صهيونية ، وافرازاتها الحاقدة على الإنسانية ، كما هي افرازات ما جاء لدى الصهاينة اليهود الذين حقدوا في تعاليمهم على الشجر والحجر ، بالاضافة إلى الإنسان ، الناجم عما كتبوه بعد السبي البابلي الذي أنقذهم منه وأعادهم إلى فلسطين كورش الفارسي .

الادانة الواضحة والصريحة لبريطانيا وحكومة بلير ، ومحاولات بلير الدفاع عن قراراته البربرية الهمجية التي لم تراع لاقانون دولي ولا اخلاق سياسية ، فغزو العراق واحتلاله تمت ادانته من قبل المنظمات الدولية واحرار العالم ، وكما هي الجرائم الامبريالية البريطانية والصهيونية في فلسطين التي قامت بريطانيا بصناعتها على ارض فلسطين ، دون أي اعتبار لحقوق الإنسان ، ولا للاعراف الدولية ، ولا للقيم والاخلاق الإنسانية ، وكان نتيجتها تشريد شعب فلسطين في شتى بقاع العالم ، ليحل مكانهم شذاذ آفاق من كل أنحاء الدنيا ، فباتت فلسطين حلال لهم وحرام على أهلها وأصحابها .

هاهوالعراق يئن بفعل ما آلت إليه عملية الغزو والاحتلال ، وتنصيب عملاء ملالي الفرس المجوس ، ليعيثوا فيه كل الجرائم بحق الإنسان العراقي الذي كان يعيش آمناً مطمئناً في بيته ووطنه ، وهاهي عملية الغزو والاحتلال قد كلفت العراق والعراقيين الملايين من القتلى والجرحى، إلى جانب الدمار والتشريد في داخل العراق وخارجه ، ومازال بلير المعتوه كصاحبه بوش الصغير يدافع عن قرار اشتراكه بالغزو والاحتلال ، ومع اعترافه الكاذب أنه يتألم عندما يتذكر غزو العراق ، ولكنه ليس نادماً كما يدعي بالاطاحة بالرئيس صدام حسين الذي كان يمثل صمام الامان للعراق، لا بل هاهو صدام حسين الشهيد البطل يترحم عليه الملايين من العراقيين والعرب والمسلمين والاحرار في هذا العالم ، والسيد بلير وصاحبه بوش لا يحظون إلا باللعنة في كل ما ذكر اسم الواحد فيهما ، وبات صدام عنوان فخر واعتزاز ، وبلير عنوان خسة ونذالة وقتل واجرام .

توثيق ادانة بلير ضرورية ليس في معرض ما تطالب به بعض الجهات البريطانية لمحاكمته وتجريده من لقب رئيس وزراء سابق ، وليس في معرض ما تطالب به عوائل الجنود البريطانيين بالتعويض عن أبنائهم الذين فقدوهم في حرب لا ناقة ولا جمل لبريطانيا فيها ، وليس من أجل اظهار ما يسمى بديمقراطية الغرب ، بل من أجل أن يكون من حق الشعب العراقي في قادم الايام أن يطالب بريطانيا تحمل تبعيات كل ما أصاب العراق وابناؤه من هذه الحرب اللاقانونية واللااخلاقية ، فليس ذلك ببعيد عندما تمتلك الامة العربية ارادة الرجال كما كانت ارادة الشهيد البطل صدام حسين .

الايام دول فليس ببعيد عن هذه العظمى التي كانت لاتغرب عن مستعمراتها الشمس ، فسقطت إلى مصاف الدول من الصف الثاني أن ياتي اليوم الذي تجتر فيه تاريخها ، وينتهي دورها بعد أن تحقق كل واحدة من جزرها استقلالها التام عن التاج البريطاني ، إلى جانب أن أمتنا بما لها من تاريخ ، وما تحمله من رسالة إنسانية أن تعيد مجدها ، وتنهض من جديد بهمة أبنائها ، فلسنا حالمين ، وإنما هوالايمان القاطع بأن هذه الامة كما يقول كتابها وربها "كنتم خير أمة تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتأمرون بالمعروف " لابد أن يكون لها موقعها تحت الشمس ، عندها تمتلك القدرة في محاسبة هؤلاء الذين طعنوها ، وعملوا على تدميرها من امبرياليين وصهاينة وفرس مجوس .

وفي ضوء ذلك سيكون في مقدورها محاكمة المسؤولين السياسيين ممن أجرم في حقها ، وإنتهك حرمتها، ونهب ثروتها ، وسيستوي في ذلك من هؤلاء الذين ينتسبون لها زوراً وبهتاناً ، وأولئك الذين ناصبوها العداء ، حقداً دفيناً على ما تمتلك من مقومات حياة وتطلعات مستقبل ، كفيلة بجعلها في مقدمة أمم العالم ، وكما يقول رسول المحبة والخير والامن والسلام "الخير فيّ وفي أمتي إلى يوم القيامة " .

dr_fraijat45@yahoo.com





الخميس ٢ شــوال ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / تمــوز / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور غالب الفريجات نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة