شبكة ذي قار
عـاجـل










تخطو الدولة منذ بذرتها الاولى بخطوات بسيطة ترويها بأهداف معينة ومن اولى اهداف اي حكم وهمه الاساسي هو راحة الانسان الذي يعيش في البقعة الجغرافية التي تسيطر عليها , ومهما كانت هذه الدولة او الجهة المسيطرة على مقاليد الامور في اسوء حالاتها تجور بالقسوة والاهمال ومن الممكن ان تقلل من اهمية الناحية الطبية مع ذلك لن تتعدى بجورها حد التجاهل التام وتلويث بيئة ومحيط المستشفيات او اماكن الرعاية الصحية نفسها , وحال العراق كغيره من البلدان مر بفترات سياسية متقلبة وحكمته اتجاهات فكرية مختلفة فقد تقدم ولو بنزر يسير وربما حافظ على وضعه بثبات كما هو من ناحية العناية الصحية المقدمة للرعية .

وبعد احتلال العراق في ٢٠٠٣ شهد القطاع الصحي في العراق انحدار مستمر في ضل الاوضاع الامنية والسياسية المتدهورة التي احدثها ورعاها المحتل واذنابه , وتدني الخدمات المقدمة للمواطن كواجب او لنسمه بديل على ما احلوه من تلوث وخراب.

وبما اني قد خصصت مقالي هذا وحصرته بالجانب الصحي وجب علي المقارنة بين نظامين احدهما اهتم بالاعمار واخر احل الدمار متعاكسان لا يشبه احدهما الاخر .

في ضل سيطرة المحتل وعملائه على مقدرات البلد ونستطيع تسميته بزمن التلوث والاوبئه واهمال المستشفيات وكل المرافق المتعلقه بهذا القطاع المهم لحياة الانسان , فما بين التلوث والدمار وسوء الخدمات المقدمة في هذا المجال نتيجة للتجاهل وسوء التصرف وسيطرة المصالح الشخصية والمحسوبيه والحزبيه واعتلاء الفاسدسن والمزورين المناصب المسيطره على ادارة وزارة الصحه و كافة مفاصل هذه المؤسسة الهامة وفق اجندات تخريبية عدوانية ممنهجه , لتضيف اجراما اخر لكم الاجرام الذي نال من العراقيين نتيجة حكم الرعاع العملاء الفاسدين لارض الحضارات , وربما ان ضربت المثل من ناحية التطور فخير ما تكون عليه الامثال هو عهد الحكم الوطني الشرعي والذي سأطلع عليه عصر الحضارة والتقدم الذي ارتقى فيه العراق بعلمه وخدماته الصحية المتطوره فبعد ايلاء طلبة العلوم الطبية الرعاية التامة وتدريسهم بالطرق الحديثة حتى اصبح الاعتراف بهذه الدراسات عالميا ونال الكثير منهم اعلى المستويات تقدموا خلالها على اقرانهم وسعى النظام الوطني أنذاك لتوفير الوظائف بعد التخرج مباشرة , ليعملوا ضمن قطاعات الدولة الصحية ويساهموا في بناء مجتمع سليم معافى , وكذلك قامت وزارة الصحه بالعمل الجاد في توفير المستلزمات الخاصة بالمستشفيات وبأسعار زهيدة ومن مناشيء عالميه , اضافة الى العلاج المجاني لكافة المواطنين في كل مستشفى حكومي داخل العراق , وكما انه باشر بإيفاد الالاف من المواطنين ممن تعذر علاجهم داخل الوطن لأمراض مستعصية او نادرة الى الخارج للحصول على العلاج اللازم على نفقة الدولة , بل ان حكومة العهد الرشيد قد انشأت اقسام في كل سفارة مهمتها تسهيل امور الموفدين وعيادتهم للإطمئنان على نجاح علاجهم .

واليوم رميت الصحه خلف الظهور في استهتار واضح بحياة المواطنين وصحتهم , حيث ان مستشفيات عهد (ديمقراطية) الصفويين تعم بالفساد واهمال المواقع الطبية وخير مثال على ما وصل اليه سوء الحال هو (مدينة الطب) التي سميت سابقا بأسم الرئيس الشهيد (مدينة صدام الطبية) لما بذل فيها من جهد واعمار وتوسيع حتى اصبحت مثال نموذجي يستشهد به ويقصدها القاصي والداني من العراق والامه العربيه ودول اخرى وتحوي كافة الاختصاصات والمستلزمات الطبية كل ذلك مجانا لأي مواطن , ها هي اليوم ترتع فيها النفايات من هنا وهناك وتعاني من نقص الكادر المتخصص والاجهزه الطبيه والادويه والامور الخدميه الاخرى , وكذلك مستشفى اليرموك وكم اولتها حكومة العراق الشرعيه قبل الاحتلال من اهمية , يعاث فيها في هذا الزمن المر بالدمار والاهمال والخراب , وقس على ذلك باقي المستشفيات ودور الرعاية الصحية ,هذا الى جانب قتل الانتاج الطبي من ادوية ومستلزمات اخرى كانت تصنع في مصانع الوطن استبدل عنها استيراد الادوية المسرطنة والمنتهية الصلاحية حتى اصبح شعار لا داء بلا دواء الى الدواء هو الداء والموت لكل متجرع لدوائهم .

وما اودى اليه هذا الفشل من خسائر فادحة وسط الاعمال الاجرامية والاهمال المتواصل , فبدل ان يولى المواطن اهمية قصوى حاله كحال الدول الاخرى يسعى خونة الوطن الى ازهاق اكبر عدد ممكن من الارواح البريئه .

الاطباء من خيرة المهن المفيده للانسان واهمها وما من كائن حي لايحتاج لهم , وكم يعني لقبهم ويمنحهم التقدير والاحترام ولا ينكر احدا كم كانوا متنعمين مقدرين بمقدار شهاداتهم وعملهم الانساني المشرف وقيمة العمل الجليل الذي يسهم بسعادة المواطن وشفاءه مما يعاني من امراض وقد نال الاطباء كل الاعتزاز والتقدير ومن اعلى المستويات في الدوله الى اصغر عراقي , وها هم اليوم يهاجرون هربا من الانفلات الامني والفساد المستشري في اماكن عملهم وتعرضهم المستمرللتهديد بالقتل والخطف والمطالبه العشائريه ولأسباب مختلفة , جميعها تدرج ضمن هدف القضاء على المواطن العراقي اضافة لما يتعرض له من تفجيرات مدبرة وقتل عشوائي ومن ثم سوء العناية الصحية لتذهب حياته سدى , فداء لمن ؟

ان خطط العملاء والخونه تتضح كل يوم وما هي بخافية عنا , وما هذا الوضع بغريب علينا , فنحن اعلم بمن حاربنا سنوات طوال ودفعنا شرهم طيلة عهد الحكم الامين .

ها هم اليوم يحكمون ارض الفراتين , وطن ليس كغيره من الاوطان , بعد ان تكالبت الوحوش حوله , ولكنه بقي صامدا بحب شعبه وشبابه الصناديد ويزداد صبرا وقوة يوما تلو الاخر , حتى ترتفع راية النصر والتحرير خفاقة من قلبها النابض مرة اخرى .
هل للمستنكر ان ينطق بإنكار , منظمات العالم قد حذرت مرارا وباحصائيات وتقارير دوليه بأن العراق يعاني من انهيار وتدني الواقع الصحي , وكذلك منظمة الصليب الاحمر دعت الى وجوب انقاذ الصحة وايلائها الاهمية القصوى .

اننا نهيب بالدول العربيه والاجنبيه ومنظمات الصحه العالميه وحقوق الانسان بالضغط على الحكومه الفاسده لانقاذ الواقع الصحي المنهار وتوجيه تحذيرات وعقوبات بل ان يأس العراقيين منهم ان يفعلوا شيء وسط استشراء الفساد والاجرام المتعمد والممنهج وكذلك المساهمه الفعاله بمساعدة العراقيين وارسال الادويه اللازمه والمساعدات الطبيه للاسهام بانقاذ حياة الابرياء مع ضمان عدم وصولها بيد الحكومه لانهم سيسرقونها حتما وكذلك فتح باب العلاج المجاني للمحتاجين وذوي الحالات المستعصيه وهذا واجب انساني على الجميع المساهمه به .

حلم وليس حقيقة , وليته حقيقة وليت للعالم ضمير يدفع به شر البلية عن وقف مع الجميع ومد يده للجميع في السراء والضراء , وهي دعوه لان نودع الصمت وقساوة القلوب واللامبالاة لما يجري في العراق .

سيبقى العراق رمزا للتضحيه والصبر مهما جار الزمن عصيا على الغاصبين والعملاء الفاسدين وسينهض من جديد بتكاتف اهله وبشبابه الواعي وعزيمة ماجداته وتضحيات رجاله الاشاوس , وبوقوف الاحرار الى جانبه





الاحد ١١ ذو القعــدة ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٤ / أب / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب مهند الدوري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة