شبكة ذي قار
عـاجـل










قال تعالى
(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ماعاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى‏ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا 23 لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً 24 ) الأحزاب

تميز وانفرد حزب البعث العربي الاشتراكي عن باقي الأحزاب والحركات والتيارات التي ظهرت على الساحة العربية في بدايات القرن العشرين بأنه الحزب الذي واجهة القوى المعادية الدولية والإقليمية والمحلية وازداد قوة ومتانة وإصرار على مواصلة النضال من اجل تحقيق أهدافه والتي هي أهداف وطموحات الجماهير العربية من المحيط الى الخليج ، وليس بالغريب ان تكون مخططات ومشاريع الأعداء والهجوم والإجهاز علية كبيرة ومستمرة لما مثله ومازال يمثله من صدق مبادئ وأيدلوجية وأهداف مستوحاة ومستلهمة للتراث وتاريخ الأمة العربية والإسلامية تتناقض بل تواجه كل الإطماع الغير مشروعه ضد الأمة أرضا وشعبا .

استمر مسلسل التآمر على الحزب وتجاربه الثورية منذ مرحلة التأسيس في 7/4/1947وخصوصا بعد إعلان شعاره 0 ( امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة ) وأهدافه ( الوحدة الحرية الاشتراكية ) وربط النضال الوطني والقومي ووضعه بيد الجماهير العربية ، فكان أول استهداف للحزب عندما إقامة أول تجربة وحدوية بين القطرين السوري والمصري عام 1958 بعد ان قدم الحزب التضحيات من اجلها الى ان حصل الانفصال عام 1961 بفعل القوى الاستعمارية وفي مقدمتها الكيان الصهيوني والرجعية العربية ، لم يثني همة الرفاق من مواصلة النضال بل زادهم همة وإصرار من اجل تحقيق الأهداف والمبادئ العظيمة ، لم ينقطعوا أعداء العروبة من التآمر الى ان أجهزوا على تجربة الحزب في القطر العراقي ثورة 8 شباط عام 1963 وخصوصا بعد ان دعا البعث بوحدة ثلاثية بين العراق وسوريا ومصر بإعلان ميثاق 17 نيسان عام 1963 والذي تضمن إقامة اتحاد فدرالي بين هذه الأقطار الثلاثة بعد إجراء استفتاء شعبي عليه ولكن استجدت أمور عرقلة تنفيذ ذلك ولم يكتفوا أعداء الحزب والعروبة بهذا فقط بل عمدوا على التآمر على وحدة الحزب وذلك بانحراف حافظ أسد وقيامه بانقلاب ضد القيادة القومية الشرعية للحزب وأعلن نفسه الأمين العام للحزب وكانت هذه اخطر مرحلة يمر بها الحزب ولكن بإرادة صلبة وإيمان المؤمنين من رفاق البعث المناضلين الذين حافظوا على بنية الحزب الفكرية والتنظيمية رغم الملاحقة والمطاردة من قبل الأنظمة الرجعية وكان هذا اهم امتحان واختبار للمناضلين البعثيين في الحفاظ على الحزب من التشويش والنزيف الذي مارسه نظام حافظ اسد المنحرف والأنظمة الرجعية واستمر البعثيون في مسيرتهم النضالية من اجل تخليص الأمة من حالة التردي والانحطاط التي تمر بها الأمة العربية وخصوصا بعد نكسة الخامس من حزيران عام 1967 والتي كشفت الخلل وزيف وكذب شعارات الحكام العرب في الجانب القومي الى ان أعاد البعثيون الاصلاء دور العراق الريادي وذلك بتفجير ثورة 17-30 تموز عام 1968 ليعيد للجماهير العربية الأمل وثقتها في تحقيق أهداف الأمة وتطلعات جماهيرها الغاضبة والساخطة على الأنظمة الرجعية الحاكمة آنذاك ، لتبدى مرحلة انجاز المهمات الوطنية والقومية والبناء والتقدم العلمي ووحد الشعب تحت خيمة العراق ليصل به الى مصاف الدول المتقدمة وهذه وغيرها أذهلت الأصدقاء وأرعبت وغاضت الأعداء الذين سعوا حثيثا بنصب العداء لقيادة البعث وثورته العظيمة ، وحركوا الخميني الدجال ليناصب العداء للحزب وقيادته من خلال المؤامرات وإعمال التخريب والتحريض الى ان استنفذها ليعلن الحرب على العراق في 4/9/1980 ويصر على العدوان واستمرارا لحرب طلية ثمانية سنوات ابلى فيها الجيش العراقي الباسل والقيادة والشعب بلاءا لا نظير له وقد خيب امل وظن الأعداء بنصر العراقيين العظيم في 8 /8/1988، ليبدأ الأعداء مرحلة جديدة من التآمر بوسلتين الأولى نزولهم بأنفسهم الى ساحة الحرب وثانيا استخدامهم بعض الحكام العرب اهم وسيلة وأخطرها في التآمر على العراق وتسخير خيرات الأمة في خدمة مخطط العدوان على العراق واقتراف ثلاث جرائم ارتكبت بحق العراق وشعبه وقيادته اولها العدوان الثلاثي التي شنتها أمريكا وحلفائها الغربيين وحكام الأنظمة الرجعية وفي مقدمتهم حاكم مصر حسني مبارك وإيران الصفوية ذات الثأر والحقد ضد العراق وشعبه العربي المسلم وحزب البعث وقيادته الشجاعة التاريخية فكان دورها في تنفيذ اخطر وأقذر عمل إجرامي في صفحة الغدر والخيانة التي أتت بعد صفحة القتال والإعلان عن وقف العمليات الحربية وانسحاب الجيش العراقي من جبهات القتال وخاصة من الكويت حيث أرسل حكام إيران مجاميع إجرامية من فيلق القدس الإيراني وحرس الثورة مع عملاء إيران من التبعية والتوابين من الأسرى وتوجيه الخونة في الداخل من الأحزاب العملية لملالي طهران مثل حزب الدعوة وقوات بدر وبعض المرجعيات التي تدين بالولاء المطلق لولاية الفقيه من اجل القيام باستهداف وقتل الضباط والجنود وارتكاب جرائم القتل ضد منصبي الأجهزة الأمنية والرفاق البعثيين وإحراق وتدمير مقراتهم وسرقة مؤسسات الدولة وفي مقدمتها دوائر النفوس والقضاء والطابو وانتهاك الإعراض حيث سقطت كافة المحافظات الجنوبية بأيديهم الغوغاء وكذلك محافظات المنطقة الشمالية بأيدي الخونة والمليشيات الكردية وقد مارسوا ابشع الأفعال ضد العوائل بانتهاك الإعراض والسحل والتمثيل بالجثث لم تسجل مثل هذه الأفعال حتى عندما احتل هولاكو العراق كونها أفعال يندى لها جبين البشرية وتحرمها الأديان السماوية والقوانين الأرضية ، وكان هدفهم هو القضاء على حزب البعث وتصفية قيادته ومناضليه ومرت أخرى ينتخي أصحاب المبادئ والقيم ويواجهوا الأعداء وعلى كافة الأصعدة ومنها والاهم الحفاظ على وحدة الحزب وكشف وإبعاد المنحرفين والمندسين والانهزاميين وذوات المصالح الشخصية وبعثيوا المراكز الوظيفية وكانت هذه الإجراءات بمثابة انتفاضة تخلص الحزب من بعض الشوائب التي علقت به لظروف فرضتها المرحلة واضحي البعث أكثر قوة ومتانة وكالشجرة دائمة الخضرة تتساقط منها بين الحين والأخر الأوراق اليابسة والتلفانة لتأخذ مكانها ورقة يافعة زاهية منتج دائمة الخضرة والفائدة ، لقد ضرب البعث وقادته والشعب أروع الملامح خلال فترة الحصار الظالم الذي فرضه الأعداء والخونة في التحمل والصبر والعمل الجهادي وكسر حصار المجرمين من خلال الإبداع والابتكار وإيجاد البدائل والاستغناء عن كثير من متطلبات الحياة من اجل العبور الى ضفة الأمان وإفشال مخطط العدوان في تركيع القيادة والشعب وإيجاد فجوة بين القيادة وشعبها وهم في وهم وحلم بان يثور الشعب ضد البعث وقيادته المجاهدة ، وعندها وعلى صخرة الصمود والتحدي يعترف العدو بالفشل ويعلن عن تغيير إستراتيجيته في تدمير العراق ويضع قرار احتلال العراق ليرتكب أبشع جريمة في تاريخ العصر الحديث باحتلال بلد ذات سيادة وعضو فعال في الأمم المتحدة والجامعة العربية والمؤتمر الإسلامي ليعدوا الزمن الى عصر الغاب القوي يأكل الضعيف بدون اي سبب ومبرر وليوجهوا ضربة قوية الى القوانين والأعراف التي وضعوها لتنيم المجتمعات وتخليصها من العدوان وإبعاد شبح الحروب .
ان العدوان على العراق واحتلاله في 9/نيسان / 2003 جاء بالدرجة الأولى لمواقف البعث وقيادته وشعبه في التصدي والتحدي وما الأهداف العدوانية المعلنة والغير المعلنة والتي اعترفوا بالكذب والخداع واستغلال نفوذهم في المنظمة الدولية التي رفضت الموافقة على العدوان ورغم خروج تظاهرات في معظم مدن العالم تندد بالعدوان وترفضه ولكن القرار كان صهيونيا أمريكا إيرانيا ، فحصلت الجريمة واختل التوازن الدولي وبات العالم يعيش في حالة رعب وفقدان الأمن وحكام المنطقة أصبحوا في ندم وخوخ من الإعصار الذي ضرب العراق وهذا ما حصل بالفعل الى المنطقة والعالم بعد العدوان على العراق وإنهاء دور العراق قيادة وحزبا وشعبا ، ومرة أخرى يشمر المناضلين البعثيون عن سواعدهم ويتحدوا كل الظروف الشاذة التي فرضها المحتلين وما نتج عنها وخاصة ما يخص وضع الحزب البعث العربي الاشتراكي الذي نال من الاستهداف الحصة الأكبر بفعل العدو الثلاثي حيث أصدروا القوانين المحرمة دوليا وأشاعوا قتل المناضلين البعثيين وتدمير كل مقرات الحزب وإلقاء القبض على أعضاء القيادتين القطرية والقومية وقادة الدولة بحجة ارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية والسماح الى المجرمون والخونة من إتباع وخدم النظام الإيراني من تولي مسؤولية التنفيذ وهذه الطامة الكبرى فالانتقام والثار كان واضحا من خلال التعذيب والمحاكمات وإلصاق التهم وتزوير الوثائق وكأنها مسرحية سخر منها العالم وأدانها ووصل حقدهم الى ارتكاب جريمة إعدام الأسير الشهيد قائد الدولة والحزب حيث أرعبهم ولم يناموا الليل عندما كانت في سجن القوات الأمريكي وسارعوا الى تنفيذ حكم الإعدام ليضرب أروع الأمثال في الرجولة والبطولة والصمود والتحدي والثبات على المبادئ ليكون قبره مزارا واسمه ساطعا في كل العالم ويصطف مع قادة الأمة العربية والإسلامية العظماء ويصبح الشهيد الحي حيث خلدته ذاكرة شعوب العالم .

لم تكن مراحل التي سبقت الاحتلال من تآمر وعدوان وحصار ظالم للبعث وقيادته وشعبه هي بسيطة وإنما شجاعة القيادة وصمود الشعب أفشلها ، ولكن مرحلة الاحتلال زادتها ظلما وقسوة للبعث والرفاق حيث ازدان الهجمة همجية وكثرة الأعداء وتنوع أساليب القهر والاضطهاد حيث وصل بهم بعد القتل والمطاردة والاعتقال والسجن والتشريد والهجرة خارج القطرالى قطع الأرزاق وحرمات الرفيق من مصدر رزقه ورزق عائلته كانت بحق الفترة المظلمة التي مرت وتمر بالبعث ورفاقه وقد راهن الأعداء على وصولهم الى وأد الحزب وإنهائه على الساحات وتصفية مناضليه ن وقد فاجئهم الرفاق ألغياري من البعثيين الى الوقوف ضد الهجمة الشرسة وامتصاص الصدمة والتكيف لظروف الوضع الشاذ وبدا المناضلون البعثيون الى تضميد الجراح والانطلاق مباشرة الى إعادة التنظيم الحزبي بهيكلة تلاؤم عمل النضال السري وكانت هذه المرحلة رغم مرارتها ومشقتها وخطورتها الا انها كانت انطلاقة جديدة لحيوية البعث وديمومته وتنقية الشوائب التي علقت به خلال مسيرة النضال في ظروف الحصار الجائر واهم النتائج التي استفاد البعث من هيكلة التنظيم وفق معايير فرضتها الظروف القاهرة التي يمر بها منها :

1- برهن الرفاق على إيمانهم وصدقهم ووفائهم للمبادئ وإستراتيجية الحزب كما هي أعطت الصورة النقية لفكر البعث لدى الجماهير العربية والعالم .

2- الثبات على المبادئ وعدم التخلي او تغيرها بفعل عوامل الضغط والارهاب الذي مورس ضده بل زادته التزام وتمسك وإصرار على ذات النهج الذي اختطه الرفاق الأوائل من مؤسسي البعث لتعطي صورة للجماهير العربية والعالم بأن الأصالة والقوة والعظمة للحزب ميزته على باقي الأحزاب والحركات مثل الحزب الشيوعي الذي انشق وتتفتت بل ارتمى وتعاون مع القوى الاستعمارية وان شعاراته كانت عبارة عن استهلاك محلي ومستوردة من الخارج كما هو الحال للأحزاب المعروفة بعمالتها وخيانتها وارتباطاتها مثل حزب الدعوة الإسلامي العميل والحزب الإسلامي ( الإخوان المسلمين ) والأحزاب التي أنشأت وترعرعت على يد الاحتلال الأمريكي الإيراني للعراق .

3- كانت هذه المرحلة كالفلتر والمرشحة لتنقية الحزب من الدخلاء والضعفاء والمشوشة أفكارهم والانتهازيين فهم عند ارتكاب جريمة الاحتلال بدون عناء .

4- أكد الواقع الحالي للحزب بأن هناك قيادة مخلصة شرعية تقوده وان هناك رفاق مناضلين سار على الدرب بدون كلل وملل وتعرضوا ومازالوا يتعرضون الى الاعتقالات والسجن والمطاردة وهم ثابتون على الموقف وملتفين ومساندين القيادة الشرعية لقائد الحزب والمقاومة .

5- مطلوب من رفاقنا الأعزاء ان يستمروا في تنقية الحزب من بعض العناصر التي قد تضعف او تتجاوز على الصيغ والتعليمات وتعتبر نفسها فوق الحزب وتتصرف خارج الأطر التنظيمية وتتجاوز على المركزية الديمقراطية مستغلة الظرف الصعب الذي يمر به الحزب والوضع الأمني التي تعيشه القيادة في عدم المتابعة والمحاسبة .

6- ان تأشير وفرز بعض العناصر التي احتلت مراكز قيادية في الحزب في مرحلة من المراحل خطوة مهمة وجريئة وثورية يحتاجها الحزب لحمايته من التكتلات والانقسامات والانفراد بالرأي كما حصل سابقا لبعض القياديين الذي تجاوزوا على التنظيم وفرضوا أراهم الفردية مما اضطرت القيادة الى إبعادهم الحزب من الحزب لسلامة التنظيم ووحدة الحزب الفكرية والتنظيمية .

نقول من حق كل بعثي يفتخر ألان بأن البعث اقوي وأفضل مما كان ذي قبل وان قوة البعث ليس بالعدد المجرد وإنما بمناضليه الأشداء وبمواقفهم المبدئية وصلابتهم وثباتهم على المبادئ والتضحية في سبيلها .





الاحد ١١ ذو القعــدة ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٤ / أب / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ابو نهاد العبيدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة